مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2022-08-01

جولة‭ ‬بايدن‭ ‬الأولى‭ ‬بالشرق‭ ‬الأوسط‭.. ‬هل‭ ‬عاد‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬صِفْر‭ ‬اليديْن؟

بهذه‭ ‬العبارات‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬“جو‭ ‬بايدن”،‭ ‬انتهت‭ ‬جولته‭ ‬الأولى‭ ‬بمنطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬والتي‭ ‬استمرت‭ ‬طيلة‭ ‬أيام‭ ‬أربعة‭ (‬13‭ ‬–‭ ‬16‭ ‬يوليو‭ ‬2022‭) ‬التقى‭ ‬خلالها‭ ‬بقادة‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬جدة‭ ‬السعودية‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬زعماء‭ ‬كلٍ‭ ‬مصر‭ ‬والأردن‭ ‬والعراق،‭ ‬وما‭ ‬سبق‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬زيارته‭ ‬للأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وإسرائيل‭. ‬
 
بقلم‭: ‬جهاد‭ ‬عمر‭ ‬الخطيب‭ ‬
 
ولعل‭ ‬أبرز‭ ‬ما‭ ‬ميَّز‭ ‬تلك‭ ‬الجولة‭ ‬“الندّية”‭ ‬التي‭ ‬أظهرها‭ ‬قادة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬بعدما‭ ‬أسقط‭ ‬“بايدن”‭ ‬المنطقة‭ ‬نسبياً‭ ‬من‭ ‬حساباته‭ ‬تمامًا‭ ‬منذ‭ ‬وصوله‭ ‬للسلطة‭ ‬لتهيمن‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الفتور‭ ‬على‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬واشنطن‭ ‬والحلفاء‭ ‬الشرق‭ ‬أوسطيين‭. ‬بيْدَ‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية‭ ‬قالت‭ ‬كلمتها،‭ ‬وأعادت‭ ‬الاعتبار‭ ‬مجددًا‭ ‬للمنطقة‭ ‬وأهميتها‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬كبح‭ ‬جماح‭ ‬القفزات‭ ‬الجنونية‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬الطاقة‭ ‬عالميًا‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬تُرى‭ ‬هل‭ ‬حقَّق‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬‭ ‬ما‭ ‬يصبو‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬جولته‭ ‬بالمنطقة‭ ‬أم‭ ‬أنه‭ ‬عاد‭ ‬‮«‬صِفْر‭ ‬اليدين‮»‬‭ ‬قبيْل‭ ‬أشهر‭ ‬معدودة‭ ‬على‭ ‬انتخابات‭ ‬التجديد‭ ‬النصفي‭ ‬للكونجرس‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬المقبل؟
 
جولة‭ ‬أولى‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬سياسة‭ ‬‮«‬فك‭ ‬الارتباط‮»‬‭ ‬بالمنطقة
أتت‭ ‬الجولة‭ ‬الأولى‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬‭ ‬بالمنطقة‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬ذروة‭ ‬انتهاج‭ ‬واشنطن‭ ‬سياسة‭ ‬‮«‬فك‭ ‬الارتباط‮»‬‭ ‬تجاه‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الفكر‭ ‬أو‭ ‬الممارسة؛‭ ‬فعلى‭ ‬مستوى‭ ‬الفكر،‭ ‬اتسمت‭ ‬الفترة‭ ‬التالية‭ ‬للانسحاب‭ ‬الأمريكي‭ ‬من‭ ‬أفغانستان‭ ‬في‭ ‬أغسطس‭ ‬2021‭ ‬حتى‭ ‬قبيْل‭ ‬اندلاع‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية‭ ‬بوجود‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الشد‭ ‬والجذب‭ ‬داخل‭ ‬أروقة‭ ‬مراكز‭ ‬الفكر‭ ‬الأمريكية‭ ‬بشأن‭ ‬الدور‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وتعالت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأصوات‭ ‬التي‭ ‬نادت‭ ‬بضـرورة‭ ‬الانسحـاب‭ ‬العسكري‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬المنطقـة‭ - ‬وفي‭ ‬طليعتها‭ ‬العـراق‭ ‬وسوريا‭ - ‬على‭ ‬غرار‭ ‬الانسحاب‭ ‬من‭ ‬أفغانستان‭. ‬
 
وكان‭ ‬الأساس‭ ‬الذي‭ ‬استندت‭ ‬عليه‭ ‬تلك‭ ‬الرؤى‭ ‬يتمحور‭ ‬حول‭ ‬التكلفة‭ ‬الباهظة‭ ‬لاستمرار‭ ‬الوجود‭ ‬العسكري‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬غياب‭ ‬جدواه،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬أن‭ ‬واشنطن‭ ‬لم‭ ‬تَعُد‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬نفط‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬المزاعم‭ ‬بشأن‭ ‬نجاحها‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الاكتفاء‭ ‬الذاتي‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬و‮»‬استقلال‭ ‬قطاع‭ ‬الطاقة‭ ‬الأمريكي‮»‬‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬حينما‭ ‬استطاعت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬إنتاج‭ ‬الطاقة‭ (‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬والفحم‭ ‬والوقود‭ ‬الحيوي‭ ‬وبعض‭ ‬الكهرباء‭) ‬بمعدلات‭ ‬تجاوزت‭ ‬معدلات‭ ‬استهلاكها‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬منذ‭ ‬الخمسينيات‭. ‬
 
وعلى‭ ‬مستوى‭ ‬الممارسة،‭ ‬تبيَّن‭ ‬لنا‭ ‬بصورة‭ ‬جلية‭ ‬سقوط‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬نسبياً‭ ‬من‭ ‬الحسابات‭ ‬الأمريكية‭ ‬منذ‭ ‬وصول‭ ‬‮«‬جو‭ ‬بايدن‮»‬‭ ‬لسدة‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬.2021،‭ ‬‭. ‬
كان‭ ‬الهاجس‭ ‬الرئيس‭ ‬المسيطر‭ ‬على‭ ‬فريق‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬‭ ‬تصاعُد‭ ‬أدوار‭ ‬كلٍ‭ ‬من‭ ‬روسيا‭ ‬والصين‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الدولية،‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬أفول‭ ‬القيادة‭ ‬الأمريكية‭ ‬للعالم‭ ‬بشكل‭ ‬ملحوظ‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العقديْن‭ ‬الماضييْن،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يستلزم‭ ‬تخصيص‭ ‬الموارد‭ ‬كافة‭ ‬لهذا‭ ‬الأمر،‭ ‬والانسحاب‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬أقل‭ ‬أهمية،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.‬
وجاءت‭ ‬تحركات‭ ‬إدارة‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الأشهر‭ ‬التالية‭ ‬لتوليه‭ ‬السلطة‭ ‬ترجماناً‭ ‬لرؤي‭ ‬إدارته‭ ‬بشأن‭ ‬اعتبار‭ ‬التنافس‭ ‬مع‭ ‬الصين‭ ‬الأولوية‭ ‬الأولى،‭ ‬ولعل‭ ‬أبرز‭ ‬هذه‭ ‬التحركات‭ ‬وأكثرها‭ ‬تأثيرًا‭ ‬كان‭ ‬الانسحاب‭ ‬الأمريكي‭ ‬من‭ ‬أفغانستان‭ - ‬بنهاية‭ ‬أغسطس‭ ‬2021‭- ‬بعد‭ ‬عشرين‭ ‬عامًا‭ ‬ممَّا‭ ‬أسمته‭ ‬واشنطن‭ ‬‮«‬حربًا‭ ‬على‭ ‬الإرهاب‭ ‬العالمي‮»‬‭ ‬غير‭ ‬عابئة‭ ‬بسقوط‭ ‬كابول‭ ‬السريع‭ ‬والمدوي‭ ‬في‭ ‬قبضة‭ ‬طالبان‭.‬
 
اتفاق‭ ‬أوكوس‭ ‬
ليس‭ ‬هذا‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬أعادت‭ ‬إدارة‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬‭ ‬إحياء‭ ‬التوجُّه‭ ‬نحو‭ ‬آسيا‭ (‬Pivot to Asia‭)  ‬الذي‭ ‬تبنَّاه‭ ‬“باراك‭ ‬أوباما”‭ ‬من‭ ‬قبل،‭ ‬وسار‭ ‬“بايدن”‭ ‬طوال‭ ‬عام‭ ‬2021‭ ‬على‭ ‬خطى‭ ‬“أوباما”‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭. ‬وتكفي‭ ‬الإشارة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬“أوكوس”‭ ‬للغواصات‭ ‬النووية‭ ‬بين‭ ‬كلٍ‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬وبريطانيا،‭ ‬وأستراليا‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬2021،‭ ‬وما‭ ‬أفضى‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬أزمة‭ ‬دبلوماسية‭ ‬بين‭ ‬أستراليا‭ ‬وفرنسا‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬إنهاء‭ ‬“أحادي‭ ‬الجانب”‭ ‬من‭ ‬قِبل‭ ‬أستراليا‭ ‬لفقة‭ ‬تضمَّنت‭ ‬شراء‭ ‬غواصات‭ ‬فرنسية‭ ‬تقليدية‭. ‬
 
ولم‭ ‬يبرهن‭ ‬اتفاق‭ ‬“أوكوس”‭ ‬على‭ ‬إيلاء‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬الحالية‭ ‬قدرًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬من‭ ‬الاهتمام‭ ‬لمنطقة‭ ‬الإندو‭ ‬–‭ ‬باسيفك‭ (‬منطقة‭ ‬المحيطين‭ ‬الهندي‭ ‬والهادئ‭) ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬إعطاء‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬أولوية‭ ‬على‭ ‬رأب‭ ‬الصدع‭ ‬الذي‭ ‬اعترى‭ ‬الشراكة‭ ‬عبر‭ ‬الأطلسي‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬متاخمة‭ ‬النفوذ‭ ‬الصيني‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬يُعَد‭ ‬خطوة‭ ‬مهمة‭ ‬لإضفاء‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الثقل‭ ‬على‭ ‬موقف‭ ‬واشنطن‭ ‬في‭ ‬المنافسة‭ ‬مع‭ ‬بكين،‭ ‬وعدم‭ ‬الاكتراث‭ ‬بتداعيات‭ ‬ذلك‭ ‬الاتفاق،‭ ‬وما‭ ‬ترتَّب‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬خسائر‭ ‬للجانب‭ ‬الفرنسي‭ ‬بصفة‭ ‬خاصة‭.‬
 
فضلًا‭ ‬عن‭ ‬ذلك،‭ ‬أولت‭ ‬إدارة‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬‭ - ‬طيلة‭ ‬العام‭ ‬المنصرم‭ ‬–‭ ‬الاهتمام‭ ‬بتفعيل‭ ‬دور‭ ‬الحوار‭ ‬الأمني‭ ‬الرباعي‭ ‬‮««‬Quad،‭ ‬والذي‭ ‬يضم‭ ‬كلًا‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬وأستراليا،‭ ‬والهند،‭ ‬واليابان،‭ ‬وتوسيع‭ ‬نطاق‭ ‬مجالات‭ ‬التعاون‭ ‬والشراكة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذا‭ ‬التحالف‭. ‬وكلها‭ ‬تحركات‭ ‬تستهدف‭ ‬احتواء‭ ‬نفوذ‭ ‬بكين‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الإندو‭ ‬–‭ ‬باسيفك‭. ‬
 
وهذه‭ ‬التحركات‭ ‬الأمريكية‭ ‬سالفة‭ ‬الذكر،‭ ‬لم‭ ‬يقابلها‭ ‬سوى‭ ‬تهميش‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وتسريع‭ ‬خطوات‭ ‬الانسحاب‭ ‬العسكري‭ ‬من‭ ‬المنطقة‭. ‬وهذا‭ ‬الانسحاب‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬عسكريًا‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬انسحب‭ ‬بالتبعية‭ ‬إلى‭ ‬العلاقات‭ ‬التي‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬واشنطن‭ ‬والحلفاء‭ ‬الشرق‭ ‬أوسطيين‭ ‬في‭ ‬صورتها‭ ‬الكُلية،‭ ‬ونشير‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬إلى‭ ‬إعلان‭ ‬البنتاجون‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬2021،‭ ‬سحب‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬القوات‭ ‬والمعدات‭ ‬العسكرية‭ ‬–‭ ‬منظومات‭ ‬دفاع‭ ‬جوي‭ ‬–‭  ‬وإعادة‭ ‬بعضها‭ ‬للصيانة‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬فيما‭ ‬أُعلن‭ ‬عن‭ ‬نقل‭ ‬البعض‭ ‬الآخر‭ ‬إلى‭ ‬أجزاء‭ ‬أخرى‭ ‬بالعالم،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أثار‭ ‬تكهنات‭ ‬بشأن‭ ‬احتمالية‭ ‬نقلها‭ ‬لمنطقة‭ ‬المحيطين‭ ‬الهندي‭ ‬والهادئ‭ ‬بما‭ ‬أنها‭ ‬تحظى‭ ‬بالاهتمام‭ ‬الأكبر‭ ‬للإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬الحالية‭.‬
 
الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية
بيْدَ‭ ‬أن‭ ‬اندلاع‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية‭ ‬منذ‭ ‬فبراير‭ ‬2022‭ ‬أربك‭ ‬الحسابات‭ ‬الأمريكية‭ ‬كثيرًا،‭ ‬وأعاد‭ ‬الاعتبار‭ ‬مجددًا‭ ‬لمنطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬استقرار‭ ‬سوق‭ ‬النفط‭ ‬العالمية،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الارتفاع‭ ‬الجنوني‭ ‬وغير‭ ‬المسبوق‭ ‬في‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الطاقة‭ ‬عالميًا‭ ‬في‭ ‬سابقة‭ ‬هي‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬دولها‭ ‬منذ‭ ‬أزمة‭ ‬النفط‭ ‬التي‭ ‬رافقت‭ ‬حرب‭ ‬أكتوبر‭ ‬المجيدة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1973‭. ‬ووفقًا‭ ‬لتقديرات‭ ‬البنك‭ ‬الدولي،‭ ‬شهدت‭ ‬أسعار‭ ‬الطاقة‭ ‬قفزات‭ ‬هائلة‭ ‬منذ‭ ‬الهجوم‭ ‬العسكري‭ ‬الروسي‭ ‬على‭ ‬أوكرانيا‭ ‬بمعدل‭ ‬448‭ % ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2022،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الغذاء‭ ‬على‭ ‬شاكلة‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة،‭ ‬وبمعدل‭ ‬84‭ % ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬ذاتها،‭ ‬وارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الأسمدة‭ ‬الزراعية‭ ‬بمعدل‭ ‬222‭ %‬،‭ ‬وهي‭ ‬تطورات‭ ‬جعلت‭ ‬العالم‭ ‬يعاني‭ ‬أزمات‭ ‬غذاء‭ ‬وطاقة‭. ‬
 
ولعل‭ ‬الرغبة‭ ‬المُلحة‭ ‬لجو‭ ‬بايدن‭ ‬في‭ ‬كبح‭ ‬جماح‭ ‬هذا‭ ‬الارتفاع‭ ‬الجنوبي‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬الطاقة‭ ‬والغذاء‭ ‬ومعدلات‭ ‬التضخم‭ ‬كانت‭ ‬بيت‭ ‬القصيد،‭ ‬والهدف‭ ‬الرئيس‭ ‬من‭ ‬جولته‭ ‬الأولى‭ ‬بالمنطقة‭ ‬بعد‭ ‬فتور‭ ‬الذي‭ ‬هيمن‭ ‬على‭ ‬العلاقات‭ ‬الأمريكية‭ ‬بالحلفاء‭ ‬التقليديين‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬منذ‭ ‬وصول‭ ‬بايدن‭ ‬للسلطة؛‭ ‬ولذا‭ ‬قام‭ ‬“بايدن”‭ ‬بالجولة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التوقيت‭ ‬تحديدًا،‭ ‬وكان‭ ‬الأمل‭ ‬يحدوه‭ ‬في‭ ‬إقناع‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬بزيادة‭ ‬إنتاجها‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬بعد‭ ‬مطالبات‭ ‬أمريكية‭ ‬عديدة‭ ‬لمنظمة‭ ‬“أوبك”بزيادة‭ ‬الإنتاج‭ ‬النفطي‭ ‬لتهدئة‭ ‬الأسعار‭ ‬العالمية‭ ‬المرتفعة،‭ ‬أخذًا‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬التقديرات‭ ‬المُتَداولة‭ ‬بشأن‭ ‬وصول‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬إلى‭ ‬الحد‭ ‬الأقصى‭ ‬لإنتاج‭ ‬النفط‭ ‬بينما‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬بإمكان‭ ‬المملكة‭ ‬السعودية‭ ‬زيادة‭ ‬إنتاجها‭ ‬النفط‭ ‬بنحو‭ ‬150‭ ‬ألف‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭.‬
 
ولعل‭ ‬السؤال‭ ‬المُثَار‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭: ‬هل‭ ‬حقَّق‭ ‬“بايدن”‭ ‬المرجُوَّ‭ ‬من‭ ‬جولته‭ ‬الأولى‭ ‬بالشرق‭ ‬الأوسط؟
وللإجابة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬التساؤل‭ ‬المطروح‭ ‬بشأن‭ ‬جولة‭ ‬‮«‬جو‭ ‬بايدن‮»‬‭ ‬الشرق‭ ‬أوسطية،‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬مقارنة‭ ‬مخرجات‭ ‬تلك‭ ‬الجولة‭ ‬بالأهداف‭ ‬الرئيسة‭ ‬التي‭ ‬لأجلها‭ ‬اتخذ‭ ‬بايدن‭ ‬قراره‭ ‬بالاضطلاع‭ ‬بجولة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬رغم‭ ‬مرور‭ ‬ما‭ ‬يربو‭ ‬على‭ ‬العام‭ ‬ونصف‭ ‬العام‭ ‬من‭ ‬توليه‭ ‬السلطة،‭ ‬وقيامه‭ ‬إبَّان‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬بجولات‭ ‬خارجية‭ ‬عديدة‭ ‬شملت‭ ‬دولًا‭ ‬أوروبية‭ ‬وآسيوية‭. ‬وكما‭ ‬أشرنا‭ ‬آنفًا‭ ‬فإن‭ ‬الهدف‭ ‬الرئيس‭ ‬لتلك‭ ‬الجولة،‭ ‬وتخلي‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬عن‭ ‬نهجه‭ ‬في‭ ‬تهميش‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬يتمحور‭ ‬حول‭ ‬إقناع‭ ‬المملكة‭ ‬السعودية‭ ‬بزيادة‭ ‬إنتاجها‭ ‬النفطي،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬أهداف‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬احتواء‭ ‬التهديدات‭ ‬الإيرانية‭ ‬للأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬الإقليمييْن‭.‬
 
وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬مخرجات‭ ‬جولة‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬‭ ‬الشرق‭ ‬أوسطية،‭ ‬يتراءى‭ ‬لنا‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تُحقِّق‭ ‬شيئًا‭ ‬سوى‭ ‬الوعود؛‭ ‬وعود‭ ‬أطلقها‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬قمة‭ ‬جدة‭ ‬للأمن‭ ‬والتنمية‮»‬‭ ‬أمام‭ ‬قادة‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬إضافةً‭ ‬إلى‭ ‬كلٍ‭ ‬من‭ ‬مصر‭ ‬والأردن‭ ‬والعراق‭ ‬بشأن‭ ‬عدم‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬المنطقة‭ ‬أو‭ ‬الانسحاب‭ ‬منها‭ ‬بما‭ ‬يترك‭ ‬فراغاً‭ ‬تملؤه‭ ‬الصين‭ ‬أو‭ ‬روسيا‭ ‬أو‭ ‬إيران،‭ ‬وكذا‭ ‬وعود‭ ‬أخرى‭ ‬بتقديم‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬لمحاربة‭ ‬الجوع‭ ‬بإقليم‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا،‭ ‬ونحو‭ ‬18‭ ‬اتفاقية‭ ‬ومذكرات‭ ‬تفاهم‭ ‬مع‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الطاقة‭ ‬والاستثمار‭ ‬والاتصالات‭ ‬والفضاء‭ ‬والصحة‭.‬
 
على‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر،‭ ‬لم‭ ‬يستطع‭ ‬‮«‬جو‭ ‬بايدن‮»‬‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬ضمانات‭ ‬وتعهدات‭ ‬فورية‭ ‬من‭ ‬قِبل‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬المملكة‭ ‬السعودية‭ ‬بشأن‭ ‬زيادة‭ ‬إنتاجها‭ ‬من‭ ‬النفط‭. ‬ومن‭ ‬ثم،‭ ‬عاد‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬‮«‬صِفْر‭ ‬اليدين‮»‬‭ ‬بعدما‭ ‬أخفق‭ ‬في‭ ‬التوصُّل‭ ‬لحل‭ ‬بشأن‭ ‬أزمة‭ ‬الطاقة‭ ‬في‭ ‬الداخل،‭ ‬وما‭ ‬يرافقها‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬معدلات‭ ‬التضخم،‭ ‬وهي‭ ‬أخطر‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬قبيْل‭ ‬انتخابات‭ ‬التجديد‭ ‬النصفي‭ ‬للكونجرس‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬المقبل،‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬هنالك‭ ‬أنه‭ ‬قبل‭ ‬جولة‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وتحديداً‭ ‬في‭ ‬مطلع‭ ‬يونيو‭ ‬2022،‭ ‬وافق‭ ‬تحالف‭ ‬‮«‬أوبك‭ ‬بلس‮»‬‭ ‬على‭ ‬رفع‭ ‬الانتاج‭ ‬النفطي‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬يوليو‭ ‬2022‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬648‭ ‬ألف‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا،‭ ‬وبالمثل‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬أغسطس‭ ‬المقبل،‭ ‬وذلك‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬الكمية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬مقررة‭ ‬سلفًا،‭ ‬وهي‭ ‬432‭ ‬ألف‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭. ‬
 
ورغم‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الكميات‭ ‬التي‭ ‬أُعْلِن‭ ‬عن‭ ‬زيادتها‭ ‬ليست‭ ‬كبيرة‭ ‬بما‭ ‬يكفي‭ ‬للتأثير‭ ‬على‭ ‬ديناميكيات‭ ‬سوق‭ ‬النفط‭ ‬العالمية،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬لن‭ ‬تُعوِّض‭ ‬النقص‭ ‬في‭ ‬كميات‭ ‬النفط‭ ‬الروسي‭ ‬حال‭ ‬فرض‭ ‬حظر‭ ‬غربي‭ ‬موسع‭ ‬على‭ ‬واردات‭ ‬النفط‭ ‬الروسية‭. ‬وقد‭ ‬أفضى‭ ‬إخفاق‭ ‬جولة‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬‭ ‬في‭ ‬إقناع‭ ‬المملكة‭ ‬السعودية‭ ‬بزيادة‭ ‬إنتاجها‭ ‬النفطي‭ ‬إلى‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الإحباط‭ ‬الملحوظ‭ ‬عند‭ ‬متابعة‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬الأمريكي،‭ ‬وتقييمه‭ ‬لمخرجات‭ ‬الجولة،‭ ‬والتي‭ ‬رأى‭ ‬أن‭ ‬فشلها‭ ‬في‭ ‬إحداث‭ ‬أية‭ ‬تغييرات‭ ‬جوهرية‭ ‬كان‭ ‬متوقعًا‭. ‬
 
وخلال‭ ‬توقُّف‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وإسرائيل،‭ ‬لم‭ ‬يُحرز‭ ‬أيّ‭ ‬تقدم‭ ‬يُذكر‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمفاوضات‭ ‬السلام‭ ‬المجمّدة‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬طويلة،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬دفعه‭ ‬إلى‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬تدابير‭ ‬اقتصادية‭ ‬شملت‭ ‬المساعدة‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬الجيل‭ ‬الرابع‭ ‬من‭ ‬الإنترنت‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬توقيع‭ ‬ميثاق‭ ‬أمني‭ ‬جديد‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬تتعهَّد‭ ‬فيه‭ ‬واشنطن‭ ‬بعدم‭ ‬السماح‭ ‬لإيران‭ ‬بامتلاك‭ ‬سلاح‭ ‬نووي‭. ‬
ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬الميثاق،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬الفجوة‭ ‬كبيرة‭ ‬بين‭ ‬نهجي‭ ‬واشنطن‭ ‬وتل‭ ‬أبيب‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬طهران؛‭ ‬فاستخدام‭ ‬القوة‭ ‬خيار‭ ‬مطروح‭ ‬وبقوة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬ولا‭ ‬نبالغ‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬قلنا‭ ‬أنه‭ ‬الخيار‭ ‬الأكثر‭ ‬جدوى‭ ‬وفقًا‭ ‬للمدركات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬‭ ‬أكَّد‭ ‬خلال‭ ‬جولته‭ ‬بالمنطقة‭ ‬أن‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬هي‭ ‬السبيل‭ ‬الأول‭ ‬لتحييد‭ ‬البرنامج‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني،‭ ‬وأن‭ ‬القوة‭ ‬هي‭ ‬‮«‬الملاذ‭ ‬الأخير‮»‬‭.‬
 
وختامًا‭
فإننا‭ ‬لن‭ ‬نبالغ‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬قلنا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬جو‭ ‬بايدن‮»‬‭ ‬قد‭ ‬عاد‭ ‬من‭ ‬جولته‭ ‬الشرق‭ ‬أوسطية‭ ‬الأولى‭ ‬‮«‬بخفيّ‭ ‬حُنَيِن‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬جُلّ‭ ‬ما‭ ‬قدَّمته‭ ‬تلك‭ ‬الجولة‭ - ‬التي‭ ‬استمرت‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬أربعة‭ ‬أيام‭ ‬–‭ ‬كانت‭ ‬الوعود‭ ‬والتعهدات‭ ‬بعدم‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬الحلفاء‭ ‬وعبارات‭ ‬رنانة،‭ ‬فيما‭ ‬افتقرت‭ ‬لاستراتيجية‭ ‬واضحة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬‮«‬إعادة‭ ‬ضبط‮»‬‭ ‬السياسة‭ ‬الأمريكية‭ ‬تجاه‭ ‬المنطقة‭ ‬أو‭ ‬دعم‭ ‬أمنها‭ ‬واستقرارها‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬الاضطرابات‭ ‬والأزمات‭ ‬والحروب‭ ‬كانت‭ ‬محصلتها‭ ‬مشهد‭ ‬بالغ‭ ‬التعقيد‭ ‬تتحمل‭ ‬واشنطن‭ ‬الجزء‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬المسؤولية‭ ‬عنه‭. ‬
 
ولعل‭ ‬مكمن‭ ‬فشل‭ ‬الجولة‭ ‬يتمحور‭ ‬حول‭ ‬فقدان‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬كشريك‭ ‬يمكن‭ ‬الوثوق‭ ‬به‭ ‬بعد‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬محاولاتها‭ ‬تهميش‭ ‬المنطقة،‭ ‬والانسحاب‭ ‬منها‭ ‬غير‭ ‬عائبة‭ ‬بمصالح‭ ‬الحلفاء،‭ ‬وعودتها‭ ‬مجددًا‭ ‬للمنطقة‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬براجماتي‭ ‬بحت‭ ‬اقتضه‭ ‬ظروف‭ ‬استثنائية‭ ‬مفاجئة‭ ‬نتيجة‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية‭. ‬وهذه‭ ‬الثقة‭ ‬التي‭ ‬ضُرِبت‭ ‬في‭ ‬مقتل‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬اليسير‭ ‬عودتها‭ ‬مجددًا‭ ‬سوى‭ ‬بخطوات‭ ‬جادة،‭ ‬وليس‭ ‬مجرد‭ ‬وعود‭ ‬وشعارات‭ ‬ببناء‭ ‬مستقبل‭ ‬إيجابي‭ ‬للمنطقة؛‭ ‬ولذا‭ ‬ليس‭ ‬بُمستغرب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬حصيلة‭ ‬الجولة‭ ‬هزيلة،‭ ‬وألا‭ ‬تُسفر‭ ‬عن‭ ‬نتائج‭ ‬مؤثرة‭.
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-05-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره