مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2015-05-01

دور حيوي للقوات البرية في الحروب اللامتماثلة

سادت في السنوات الأخيرة نظريات ورؤى تتحدث عن تراجع دور القوات البرية في ظل اختلاف نمط التهديدات الاستراتيجية للدول وبروز خطر الحروب اللامتماثلة في القرن الحادي والعشرين، وبموازاة ذلك تزخر الكتابات والدوريات العسكرية المتخصصة بالحديث عن تحولات نوعية في الحروب والصراعات العسكرية، ومن بينها تزايد الاعتماد على الطائرات من دون طيار في مواجهة التهديدات الجديدة المتنامية، ممثلة في التنظيمات والجماعات المتطرفة التي تندرج ضمن تصنيف الفاعلين الجدد في النظام العالمي الجديد.
 
إعداد:
منى أبو الخير
 
وتراجع الحروب التقليدية على خلفية مؤشرات تحلل الدول الوطنية التقليدية الذي استقر من معاهدة وستفاليا عام 1648 كإحدى ركائز الأمن والاستقرار في النظام الدولي، ولكن الصراعات العسكرية الجارية تكشف محورية دور القوات البرية في الحروب اللامتماثلة شريطة إحداث تغيير نوعي في خطط التدريب والتأهيل والتسليح، بما يتناسب مع طبيعة المعارك في هذه الحروب. ولعل الحديث المتزايد عن الطائرات من دون طيار في حروب المستقبل، ينبع من تنامي مستويات الاعتمادية عليها من جانب الجيش الأمريكي في دول مثل أفغانستان واليمن وباكستان، بالإضافة إلى أهميتها النابعة من أدوارها التقليدية في الاستطلاع والمراقبة وجمع المعلومات. 
 
وكان التطور الأبرز على صعيد الحديث عن دور الطائرات الآلية في الصراعات العسكرية قد ظهر عقب بيان صادر منذ سنوات عن الجيش الإسرائيلي اعتبر فيه أن الطائرات من دون طيار، التي يمتلكها حزب الله اللبناني تمثل تهديداً خطيراً لإسرائيل، وأن تزويد تلك الطائرات بأسلحة يجعل منها قوة جوية فاعلة بأثمان قليلة تفوق المقاتلات الحديثة باهظة التكاليف.
 
كما انتقل تأثير الطائرات من دون طيار إلى مجال تحقيق «انتصارات إعلامية ودعائية»، من خلال مقدرتها على اختراق الحدود الجغرافية للدول وإثبات فشلها في حماية أجوائها، ما يخلق آثار نفسية سلبية وينال من معنويات الجيوش والشعوب على حد سواء. كما أكد خبراء أن تزويد الطائرات من دون طيار بمتفجرات يجعلها قادرة على تنفيذ هجمات انتحارية وخطط هجومية للجيوش والتنظيمات والجماعات، كما تستطيع هذه الطائرات دعم المقدرة القتالية من خلال توفير معلومات دقيقة عن الأهداف، ومن ثم تحسين القدرات العملياتية للأنظمة الصاروخية على تحديد الأهداف وإصابتها بدقة شديدة. 
 
وقد برزت الإشكالية الأكثر خطورة بالنسبة إلى الجيش الإسرائيلي في مواجهة الطائرات من دون طيار من خلال ضعف مقدرة شبكة «القبة الصاروخية» على كشف الطائرات من دون طيار ومن ثم إسقاطها، برغم نجاح هذه الشبكة في اعتراض معظم الصواريخ التي تطلقها التنظيمات والجماعات المعادية.
 
وعلى صعيد الجيش الأمريكي، فإن التقارير تتحدث عن اعتماد متزايد على القوتين الجوية والبحرية في مواجهة تهديدات الدول والتنظيمات المعادية، وذلك ضمن خطط التعاطي مع خفض الميزانية الدفاعية الأمريكي خلال السنوات القادمة، حيث بات الاعتماد على استخدام قوات أقل حجماً وأخف حركة مع الاعتماد على الحلفاء في سد الاحتياجات البشرية. وهذا النهج تطبقه الإدارة الأمريكية بالفعل في الصراعات العسكرية الأخيرة، حيث لجأت إلى استحداث استراتيجية «القيادة من الخلف» في الأزمة الليبية، بينما تشير تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأخيرة إلى عزم بلاده الاعتماد على قوات الدول الحليفة في التصدي للأزمات الإقليمية في اليمن والعراق وسوريا، وهي الاستراتيجية ذاتها التي تطبقها الولايات المتحدة في منطقة شرق آسيا، حيث أكد القادة العسكريون الأمريكيون عزمهم استخدام القوات الجوية والبحرية معاً في أي صراع عسكري ضد كوريا الشمالية، والاعتماد على الجيش الكوري الجنوبي بالدرجة الأولى في تنفيذ أي عمليات برية، ما يعكس وجود توجه أمريكي عام يميل إلى خفض عدد القوات البرية، والاعتماد بصورة أكبر على الدول الحليفة في العناصر البشرية مستقبلاً، مع التركيز على الوسائل غير العسكرية والتعاون مع الحلفاء في التعامل مع عدم الاستقرار وتقليل الاعتماد على القوات البرية الأمريكية في العمليات التي تهدف إلى إعادة الاستقرار.
 
كما تقوم الاستراتيجية الأمريكية على وقف أي خطط لزيادة حجم القوات الأمريكية والعمليات العسكرية الطويلة وتطوير أساليب مبتكرة قليلة التكلفة بما يضمن تحقيق أهداف الاستراتيجية الأمريكية.
 
ويرى منتقدو هذه الاستراتيجية التي تستهدف تنفيذ أقل عدد من العمليات بأقل عدد من القوات، أنها مشحونة بالأخطار لأنها تفترض أن الولايات المتحدة لن تواجه حرباً طويلة تتطلب عدداً أكبر من القوات البرية، وأنه في حالة نشوب حروب طويلة ستتقدم الدول الحليفة للمشاركة بقواتها البرية، ما يعني المجازفة بتحمل مخاطرة أكبر في الأزمات، واستبعاد أي سيناريوهات تستدعي وجود قوات برية أمريكية على الأرض لفترات طويلة.
 
تنامي حروب الجيل الرابع
والمؤكد أن هذه الاستراتيجيات العسكرية نابعة بالأساس من تنامي حروب الجيل الرابع، وتراجع الحروب التقليدية بين الدول لمصلحة بروز خطر التنظيمات والجماعات الإرهابية، التي تهدد مصالح الدول وسيادتها في مناطق شتى من العالم، حيث يتزايد تدريجياً اقتناع المخططين الاستراتيجيين بأن حقبة التدخلات العسكرية الموسعة قد انتهت، وأن الدخول في عمليات عسكرية واسعة النطاق بات أمراً غير مرجح. 
 
وفي ظل بروز تهديدات عسكرية كما في اليمن والعراق وسوريا وغيرها، طورت الولايات المتحدة الأمريكية استراتيجية مزدوجة قائمة على تدخلات عسكرية واسعة النطاق بالفعل، ولكنها لا تعتمد على القيادة الأمريكية الأمامية كما كان يحدث تقليدياً في الماضي، بل على دعم لوجستي ومعلوماتي وربما قيادة من الخلف، أو دعم جوي في ترجمة واضحة للاستراتيجيات الأمريكية الجديدة في مكافحة التمرد، وهي استراتيجيات تستند بشكل كبير إلى الخبرة التي اكتسبتها الولايات المتحدة في حربي فيتنام وأفغانستان.
 
ولاشك في أن الحديث عن تراجع دور القوات البرية في الفترة الماضية يرتبط بالأساس باعتبارات عدة، منها: ارتفاع فاتورة الخسائر البشرية في صفوف القوات الأمريكية العاملة في أفغانستان والعراق وغيرهما، والأزمات المالية التي دفعت المخططين إلى البحث عن تقنيات عسكرية لأداء المهام القتالية ذاتها بتكلفة أقل ودقة أكبر، فالطائرات من دون طيار قد أحدثت ثورة بالنسبة إلى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية التي تحولت بفضل ما توفره هذه الطائرات من معلومات من مجرد وكالة مدنية لجمع المعلومات الاستخباراتية إلى وحدة عسكرية جوية متكاملة، حيث أصبح الطيارون الحربيون يحصلون على معلومات فورية في ساحات القتال وكشف منطقة العمليات من الاتجاهات كافة، وبالتالي مضاعفة قدرات الطائرات المقاتلة التي كانت غالباً ما تعمل كجزر منعزلة في أتون الصراعات. 
 
وفضلاً عن ذلك فقد أتاحت الطائرات من دون طيار للسياسيين خوض حروب شرسة وفاعلة من دون الإعلان عن ذلك، وتحمل ما لذلك من تكلفة وأعباء سياسية، مثلما يحدث في مناطق عدة من العالم، حيث تخوض الطائرات الأمريكية من دون طيار مواجهات ضد تنظيمات إرهابية من دون إعلان حرب في هذه المناطق، بل أصبح بإمكان البنتاجون والـ«سي آي إيه» توجيه ضربات عسكرية أو تنفيذ عمليات اغتيال من دون أن تضعا قدماً واحدة على الأرض، ومن دون التعرض لأي ردود أفعال سلبية غاضبة من جانب الرأي العام الأمريكي والعالمي بسبب عودة الجنود الأمريكيين داخل نعوش مغلقة، وثمة ميزة مهمة أخرى لهذا النوع من الطائرات هي السرية والتحرك الفوري، وهما من أهم عناصر نجاح أي هجوم عسكري فعال، الأمر الذي يضاعف القوة الهجومية الأمريكية بصورة أكيدة. 
 
ومن هنا يرى خبراء أن الصراعات الأمريكية في المستقبل ستهيمن عليها الطائرات من دون طيار وقوات العمليات الخاصة البحرية (مارينز)، وهذا السيناريو لا يتصوّر أي دور يذكر للقوات البرية خارج إطار القدرات المحدودة التي تتميز بها العمليات الخاصة. 
 
فيما يرى فريق آخر من الخبراء أن هذا التصور يستبعد النزاعات والحروب المحتملة مستقبلاً، ويعتقد هؤلاء أن القوات البرية الأمريكية هي بمنزلة «بوليصة تأمين» للولايات المتحدة الأمريكية، فهي تمثل القوة المتعددة الأغراض التي توفر درجة عالية من المرونة للرد على أي تهديد، وأنها تظل هي الأكثر قدرة على التكيف والأكثر مرونة ضمن الترسانة العسكرية الأمريكية. 
 
وبين هذا وذاك يعتقد متخصصون أن إشكالية القوات البرية الأمريكية تحديداً أنها غير قادرة على بناء رؤية متماسكة حول مستقبلها، وهذا الأمر ليس بجديد عليها، حيث عُرِفت القوات البرية الأمريكية منذ فترة طويلة بأنها غير واضحة استراتيجياً وعاجزة عن التعبير بفعالية عن دورها داخل المؤسسة العسكرية منذ سقوط جدار برلين مع أنها ظلت، ولا تزال، القوة الأقرب لأن تُستدعى لخوض الحروب الأمريكية في المستقبل. ويرى هؤلاء أن القوات البرية الأمريكية تعاني ما يمكن وصفه بـ»أزمة الهوية» تحت ضغط التقنيات العسكرية المتقدمة، على خلاف القوات الجوية والبحرية التي ربطت مستقبلها بمفهوم واضح جداً يُعرف باسم «المعركة الجوية-البحرية» أدخله البنتاجون في عام 2009.
 
المعارك الجوية-البحرية
 والمعارك الجوية-البحرية من الناحية العملياتية توفر وسيلة للتنسيق بين القوتين لضمان حماية الأمن القومي للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها. وفي حين أن مفهوم «المعركة الجوية-البحرية» يقوم على تصوُّر حدوث نزاع مع الصين، فإن القوات البرية تنظر إلى العالم بطريقة أكثر عقلانية وبكثير من الحكمة من وجهة نظر خبراء أمريكيين، ويستند هؤلاء في ذلك إلى أن من الصعب تصور حدوث صدام عسكري في منطقة آسيا والمحيط الهادي من دون أن تتدخل فيه الصين مباشرة، وإذا حدث ذلك فستتوقف التجارة الدولية، ما يعني أن التخطيط لعمل عسكري في الصين يعني بالتبعية التخطيط لانهيار الاقتصاد العالمي ومن ثم فهو صعب الحدوث ولا يمكن بلورة تصورات منطقية بشأنه.
 
وعلى العكس من ذلك، فإن القوات البرية تهتم بمجالات التنافس الأكثر احتمالية والتي يمكن تقسيمها إلى تهديدات استراتيجية تمثلها المناطق غير الخاضعة لحكومات، والتهديدات الناجمة عن الدول المنهارة. ويرى خبراء أن الشواهد الراهنة على المسرح العالمي تشير إلى أن الأزمات أكثر احتمالية أو ترجيحاً من نشوب حرب مع الصين في بحر الصين الجنوبي باتت تنبع من إمكانية اندلاع حروب بالوكالة بين فصائل متنافسة على السيطرة على الدول الضعيفة الغنية بالموارد، وبات من السهل تخيل أو افتراض حدوث مثل هذه الحرب في مناطق عدة من العالم مستقبلاً، وخصوصاً في ظل بروز هذه النوعية من الصراعات بالفعل في العراق وسوريا واليمن وغيرها من دول ومناطق، وهي بالأساس حروب بالوكالة تشنها دول أو قوى إقليمية لتحقيق أهدافها الاستراتيجية. 
 
وهنا يبرز دور القوات البرية للتعاطي مع هذه الصراعات، سواء من خلال العمليات الخاصة، أو العمليات البرية الواسعة للسيطرة على التمرد أو التنظيمات الإرهابية في حال عدم نجاح العمليات الخاصة أو التدخلات البرية المحدودة أو المشرطية في تحقيق الأهداف المنشودة.
 
ولاشك أن التنظيمات المتطرفة، مثل تنظيمي القاعدة وداعش وغيرهما ستواصل استخدام المناطق الرمادية غير الخاضعة لسيطرة الدول كقواعد للتدريب وبسط النفوذ وربما الانطلاق للسيطرة على دول أو مناطق جغرافية أخرى كما حدث بالنسبة إلى تنظيم داعش في العراق، حين اتخذ منها منصة انطلاق نحو السيطرة على أراض في سوريا.
 
وعلى الرغم من الفعالية الهائلة للضربات الجوية في تدمير البنى التحتية والمعسكرات وبقية قدرات التنظيمات والجماعات الإرهابية وشل قدرتها على التحرك الجماعي المنظم، فإن القضاء على هذه التنظيمات لا يزال يتطلب تدخلات برية كما أثبتت تجارب عدة جرت في أفغانستان والعراق، وآخرها في اليمن في مواجهة جماعة الحوثي المتمردة على شرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، والتي تعرضت لضربات جوية متواصلة من مقاتلات بالغة التقدم والتطور لدول التحالف، ولكن مقاتلي هذه الجماعة لا يزالون يقاتلون في شوارع مدن ومحافظات يمنية عدة ويمارسون البطش ضد المدنيين ما دفع الخبراء للمطالبة بضرورة التدخل البري.
 
 وفي حين أن القوات الخاصة والطائرات من دون طيار ستستمر كأدوات مفضّلة لمحاربة مثل هذه الجماعات الإرهابية والمتطرفة، فليس من الصعب تصوُّر حالة طارئة تتطلب قوة أكبر ومكتفية ذاتياً من الناحية اللوجستية وقادرة على البقاء في ميدان المعركة لفترة طويلة من الزمن ما يعني وجود ضرورة ملحة ومتزايدة للقوات البرية رغم الجدل حول تغير نمط التهديدات والحروب. وفيما يتعلق بالدول المنهارة، يرى الخبراء أنها تمثل حالات ملحة تتطلب قوات برية لتأمين السكان والقضاء على الملاذات الآمنة التي يستخدمها المتطرفون، وهي تهديدات تتطلب رداً من قوات برية لتحقيق أقصى مدى من الفاعلية العملياتية.
 
تطوير قدرات وتجهيزات القوات البرية
وفي ضوء ما سبق فإن الاستثمار في تطوير قدرات وتجهيزات القوات البرية ضمن الجيوش الحديثة يظل رهانا مستمرا ومجديا لمواجهة التهديدات والتحديات الأمنية المتنامية وتحقيق مستويات أفضل من الأمن والاستقرار للدول، ومع ذلك فإن القدرات العملياتية للقوات البرية وحدود دورها المستقبلي يظل رهن مستويات تحديثها ـ من حيث العتاد والتدريب والتأهيل البشري للأفراد، فالكثير من الجيوش كثيفة العدد ذات الحجم البشري الضخم لا تمتلك المقدرة على المناورة العملياتية ولم تستطع تطوير نظريات قتالية للتعامل مع التهديدات اللامتماثلة، والتدريب على تكتيكات خوض حروب المدن، ولم تزل في معظمها تمثل قوة ثقيلة الحركة صعبة التنقل، بما يجعل من الصعب عليها التصدي لأي هجوم خاطف يتم غالبا باستخدام قوة غير تقليدية قليلة العدد خفيفة التسليح، بما في ذلك حروب الاستنزاف منخفضة المستوى التي تركز عليها التنظيمات والميلشيات، كما أنها بحاجة إلى نظم إطلاق صاروخية متطورة وقادرة على استهداف أهداف متحركة لا ساكنة، كما أنه في ظل التطور المعلوماتي، ينبغي إحداث تطوير موازٍ في أنظمة القيادة والسيطرة للقوات البرية خصوصا فيما يتعلق بالاتصالات الآمنة، والانكشاف أمام السرعة الخاطفة وعنصر المفاجأة في الاشتباكات غير التقليدية ومن ثم يصبح من المحتم على الجيوش الحديثة امتلاك عناصر الفاعلية الجديدة للصراعات اللامتماثلة، وفي مقدمتها وجود قوة انتشار سريع برية عالية التدريب والتأهيل خفيفة الحركة وقادرة على التنقل السريع والاشتباك الفاعل.
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-05-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره