مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2023-05-01

قواتنا‭ ‬المسلحة‭ ‬مدرسة‭ ‬الوطنية‭ ‬الأولى‭ ‬لترسيخ‭ ‬قيم‭ ‬الولاء‭ ‬والانتماء‭ ‬والمواطنة

مصدر‭ ‬فخر‭ ‬واعتزاز‭ ‬لكل‭ ‬أبناء‭ ‬الدولة
 
تمثل‭  ‬الأدوار‭ ‬البطولية‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬بها‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬لدولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة،‭ ‬طيلة‭ ‬تاريخها،‭ ‬عنصر‭ ‬استقرار‭ ‬فاعل،‭ ‬وتشكل‭ ‬درعاً‭ ‬قوياً،‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬الصعيدين‭ ‬الاقليمي‭ ‬والدولي،‭ ‬حيث‭ ‬تؤمن‭ ‬القيادة‭ ‬الرشيدة،‭ ‬بأهمية‭ ‬وجود‭ ‬قوة‭ ‬حامية‭ ‬للمكتسبات‭ ‬الوطنية،‭ ‬وهي‭ ‬قوة‭ ‬تصون‭ ‬وتحمي‭ ‬ولا‭ ‬تعتدي،‭ ‬وتؤمن‭ ‬بالقيم‭ ‬الحضارية‭ ‬والإنسانية،‭ ‬وتضع‭ ‬في‭ ‬صدارة‭ ‬أولوياتها‭ ‬حفظ‭ ‬السلام‭ ‬والإسهام‭ ‬في‭ ‬المهام‭ ‬الإغاثية‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وتسخير‭ ‬خبراتها‭ ‬ومواردها‭ ‬كافة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافها‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الصعيد‭.‬
 
بقلم‭ ‬العقيد‭ ‬الركن‭/ ‬يوسف‭ ‬جمعه‭ ‬الحداد
وإن‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬قامت‭ ‬به‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬وما‭ ‬زالت،‭ ‬والتضحيات‭ ‬التي‭ ‬قدمتها‭ ‬وتقدمها،‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬حماية‭ ‬الوطن‭ ‬ومكتسباته،‭ ‬وتحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬هو‭ ‬مصدر‭ ‬فخر‭ ‬واعتزاز‭ ‬لكل‭ ‬إماراتي،‭ ‬بل‭ ‬ولكل‭ ‬خليجي‭ ‬وعربي،‭ ‬ليس‭ ‬لأنه‭ ‬جعل‭ ‬الإمارات‭ ‬واحة‭ ‬للأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والطمأنينة‭ ‬فقط،‭ ‬وإنما‭ ‬لأنه‭ ‬يؤكد‭ ‬قدرة‭  ‬قواتنا‭ ‬المسلحة‭ ‬على‭ ‬القيام‭ ‬بواجباتها‭ ‬وتأدية‭ ‬مهامها‭ ‬بكل‭ ‬كفاءة‭ ‬واقتدار‭ ‬أيضاً‭. ‬وقد‭ ‬قدم‭ ‬أبطال‭ ‬قواتنا‭ ‬المسلحة‭ ‬خلال‭ ‬مشاركتهم‭ ‬في‭ ‬التحالف‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬بقيادة‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬صورة‭ ‬حضارية‭ ‬ناصعة‭ ‬البياض‭ ‬عن‭ ‬العسكرية‭ ‬الإماراتية‭ ‬وما‭ ‬تتميز‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬انضباط‭ ‬وتقاليد‭ ‬عريقة‭ ‬اكتسبتها‭ ‬عبر‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬والتدريب،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أكسبها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الاحترام‭ ‬والتقدير؛‭ ‬فقواتنا‭ ‬المسلحة‭ ‬هي‭ ‬دوماً‭ ‬مدرسة‭ ‬الوطنية‭ ‬الأولى‭ ‬لترسيخ‭ ‬قيم‭ ‬الولاء‭ ‬والانتماء‭ ‬والمواطنة،‭ ‬ومؤسّسة‭ ‬لتعزيز‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬وتعميق‭ ‬الهوية‭ ‬وتقوية‭ ‬أواصر‭ ‬التلاحم‭ ‬الوطني‭.‬
 
مرتكزات‭ ‬أداء‭ ‬قواتنا‭ ‬المسلحة‭ ‬
1‭ ‬–‭ ‬العقيدة‭ ‬العسكرية‭ ‬لدولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة،‭ ‬والتي‭ ‬أرسى‭ ‬دعائمها‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد‭ ‬بن‭ ‬سلطان‭ ‬آل‭ ‬نهيان،‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭ ‬والتي‭ ‬تؤكد‭ ‬على‭ ‬صون‭ ‬الحق‭ ‬واحترام‭ ‬القانون‭ ‬والشرعية‭ ‬الدولية‭ ‬والتضامن‭ ‬مع‭ ‬الأشقاء‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬والمخاطر،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬أسس‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والخليجية،‭ ‬وهي‭ ‬العقيدة‭ ‬التي‭ ‬تواصل‭ ‬الإمارات‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬قيادة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة،‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭  ‬السير‭ ‬على‭ ‬نهجها‭ ‬الآن،‭ ‬وسبق‭ ‬أن‭ ‬تٌرجمت‭ ‬في‭ ‬مشاركتها‭ ‬الفاعلة‭ ‬في‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬الدول‭ ‬والشعوب‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬أية‭ ‬تحديات‭ ‬أو‭ ‬مخاطر،‭ ‬ولاسيما‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتطرف‭. ‬
 
2‭ - ‬مبادئ‭ ‬وأهداف‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬لدولة‭ ‬الإمارات‭ ‬التي‭ ‬تؤمن‭ ‬بأهمية‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬السلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬والأمن‭ ‬والعدل‭ ‬على‭ ‬الساحتين‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬الطريق‭ ‬لتكريس‭ ‬الجهد‭ ‬الدولي‭ ‬لتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬والرفاهية‭ ‬لشعوب‭ ‬العالم‭. ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬تمثل‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬أدوات‭ ‬تنفيذ‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬للدولة،‭ ‬وخاصة‭ ‬ذلك‭ ‬الهدف‭ ‬المتعلق‭ ‬بالمساهمة‭ ‬في‭ ‬حفظ‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬والاستقرار‭ ‬على‭ ‬الصعيدين‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي‭.‬
 
3‭ -‬الالتزام‭ ‬بأمن‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية،‭ ‬فلا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬أحد‭ ‬أهداف‭ ‬مشاركة‭ ‬الإمارات‭ ‬في‭ ‬التحالف‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬منذ‭ ‬انطلاق‭ ‬عاصفة‭ ‬الحزم‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2015‭  ‬هو‭ ‬التصدي‭ ‬للتهديدات‭ ‬التي‭ ‬تشكلها‭ ‬ميليشيات‭ ‬الحوثي،‭ ‬وخاصة‭  ‬أن‭ ‬اليمن‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬معروف‭ ‬لديه‭ ‬حدود‭ ‬مشتركة‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬وتجاهل‭ ‬أحداث‭ ‬اليمن‭ ‬وقتها‭ ‬كان‭ ‬يشكل‭ ‬أحد‭ ‬مصادر‭ ‬الخطر‭ ‬المحدقة‭ ‬بالمنطقة‭ ‬الخليجية؛‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬التصدي‭ ‬لميليشيات‭ ‬الحوثي‭ ‬وممارساتها‭ ‬الإجرامية‭ ‬يعتبر‭ ‬أولوية‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬الخليجي،‭ ‬وخصوصاً‭ ‬أمن‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬الشقيقة‭. ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬فإن‭ ‬مشاركة‭ ‬قواتنا‭ ‬المسلحة‭ ‬في‭ ‬عاصفة‭ ‬الحزم‭ ‬ينطلق‭ ‬من‭ ‬إيمان‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة،‭ ‬أن‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬لا‭ ‬ينفصل‭ ‬عن‭ ‬أمنها‭ ‬واستقرارها،‭ ‬لأن‭ ‬الأمن‭ ‬الجماعي‭ ‬لدول‭ ‬المجلس‭ ‬كل‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ،‭ ‬ولهذا‭ ‬فإنها‭ ‬تتضامن‭ ‬دوماً‭ ‬مع‭ ‬أشقائها‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬ومصادر‭ ‬التهديد‭ ‬المختلفة‭ ‬أيَّاً‭ ‬كان‭ ‬نوعها‭ ‬ومصدرها‭.‬
 
4‭ - ‬الالتزام‭ ‬الكامل‭ ‬بدعم‭ ‬الشرعية‭ ‬السياسية‭ ‬والدستورية،‭ ‬وتجسدت‭ ‬في‭ ‬القناعة‭ ‬في‭ ‬اليمن،‭ ‬حيث‭ ‬شاركت‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬ضمن‭ ‬قوات‭ ‬التحالف‭ ‬العربي‭ ‬بقيادة‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬لمساندة‭ ‬الحكومة‭ ‬اليمنية‭ ‬الشرعية‭ ‬والمعترف‭ ‬بها‭ ‬دوليًا‭ ‬بما‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬قرارات‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬والأمم‭ ‬المتحددة‭ ‬وتهيئة‭ ‬الأوضاع‭ ‬اللازمة‭ ‬للمضي‭ ‬قدما‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬الانتقال‭ ‬السياسي‭ ‬السلمي‭ ‬وفقا‭ ‬لمبادرة‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬وآليتها‭ ‬التنفيذية‭ ‬المتفق‭ ‬عليها‭ ‬بتأييد‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭. ‬وقد‭ ‬أكدت‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭ ‬في‭ ‬كلمتها‭ ‬أمام‭ ‬مجلس‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬جنيف‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬2017،‭  ‬حينما‭ ‬شددت‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬الالتزام‭ ‬الكامل‭ ‬بدعم‭ ‬الشرعية‭ ‬الدستورية‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬وحدة‭ ‬اليمن،‭ ‬واحترام‭ ‬سيادته‭ ‬واستقلاله،‭ ‬ورفض‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬شؤونه‭ ‬الداخلية‭.‬
 
5ـ‭ ‬الكفاءة‭ ‬العملياتية‭ ‬والانسانية‭: ‬يجمع‭ ‬الخبراء‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الأدوار‭ ‬التي‭ ‬تضطلع‭ ‬بها‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الإماراتية‭ ‬تمثل‭ ‬نموذجاً‭ ‬للفاعلية‭ ‬والكفاءة‭ ‬في‭ ‬ممارسة‭ ‬المهام‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬عملياتية‭ ‬أو‭ ‬تأمينية‭ ‬أو‭ ‬إنسانية‭. ‬ويبرز‭ ‬هنا‭ ‬المحور‭ ‬الانساني‭ ‬والاغاثي‭ ‬كأحد‭ ‬مصادر‭ ‬فخر‭ ‬الأداء‭ ‬العسكري‭ ‬لقواتنا‭ ‬المسلحة،‭ ‬التي‭ ‬سطّرت‭ ‬ملاحم‭ ‬إنسانية‭ ‬عظيمة‭ ‬باتت‭ ‬نموذجاً‭ ‬يدرس‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬الحضاري‭ ‬أثناء‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬بالتزامها‭ ‬بالمواثيق‭ ‬الدولية‭ ‬وقواعد‭ ‬الاشتباك‭ ‬المتفقة‭ ‬مع‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬الإنساني،‭ ‬كما‭ ‬قادت‭ ‬عملية‭ ‬تأمين‭ ‬وصول‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬وتكفلت‭ ‬بإيصالها‭ ‬إلى‭ ‬مختلف‭ ‬المناطق‭ ‬وأخلت‭ ‬آلاف‭ ‬الجرحى،‭ ‬كما‭ ‬أشرفت‭ ‬على‭ ‬عملية‭ ‬تأمين‭ ‬وصول‭ ‬فرق‭ ‬الهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬الإماراتي‭ ‬والمنظمات‭ ‬الإنسانية‭ ‬العاملة‭ ‬إلى‭ ‬مناطق‭ ‬الصراع،‭ ‬للتعرف‭ ‬إلى‭ ‬احتياجات‭ ‬السكان‭ ‬والإسهام‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬تأهيل‭ ‬القطاعات‭ ‬الخدمية‭.. ‬كما‭ ‬قدمت‭ ‬المساعدات‭ ‬الإغاثية‭ ‬العاجلةَ‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬فتح‭ ‬الطرقات‭ ‬والمعابر‭ ‬الآمنة‭ ‬وتمشيط‭ ‬المناطق‭ ‬ونزع‭ ‬الألغام‭ ‬والعبوات‭ ‬الناسفة‭ ‬التي‭ ‬تعيق‭ ‬تحركات‭ ‬المدنيين‭ ‬وتهدد‭ ‬حياتَهم‭ ‬بالخطر‭.
 
 
‬وفي‭ ‬سياق‭ ‬الدور‭ ‬الإنساني‭ ‬والإغاثي‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة،‭ ‬قام‭ ‬سلاح‭ ‬الخدمات‭ ‬الطبية‭ ‬بدور‭ ‬مهم‭ ‬وفاعل‭ ‬في‭ ‬مساعدة‭ ‬الشعب‭ ‬اليمني‭ ‬الشقيق،‭ ‬وهو‭ ‬دور‭ ‬متعدد‭ ‬الأبعاد‭ ‬والمراحل،‭ ‬لم‭ ‬يقتصر‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬الطبية‭ ‬العاجلة،‭ ‬وإنما‭ ‬استهدف‭ ‬أيضاً‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬الوقاية‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬انتشار‭ ‬الأمراض‭ ‬والأوبئة‭ ‬في‭ ‬اليمن‭. ‬لقد‭ ‬أشرف‭ ‬سلاح‭ ‬الخدمات‭ ‬الطبية‭ ‬على‭ ‬توزيع‭ ‬الأدوية‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬المحافظات‭ ‬اليمنية‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬التي‭ ‬تخضع‭ ‬لسيطرة‭ ‬ميليشيا‭ ‬الحوثي،‭ ‬وكانت‭ ‬هذه‭ ‬المساعدات‭ ‬إما‭ ‬تقدم‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬كما‭ ‬تحرك‭ ‬بشكل‭ ‬فاعل،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دعم‭ ‬العمليات‭ ‬الطارئة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬انتشار‭ ‬الأمراض‭ ‬والأوبئة‭ ‬المعدية،‭ ‬كما‭ ‬خصص‭ ‬عيادات‭ ‬متنقلة‭ ‬لتقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬الطبية‭ ‬والصحية‭ ‬الأولية‭ ‬لإنقاذ‭ ‬حياة‭ ‬المدنيين‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬الشعب‭ ‬اليمني،‭ ‬وإجلاء‭ ‬المصابين‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تحريرها‭.
 
 
‬ولقد‭ ‬كان‭ ‬للدور‭ ‬الإنساني‭ ‬والإغاثي‭ ‬الذي‭ ‬قامت‭ ‬به‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬في‭ ‬اليمن،‭ ‬عظيم‭ ‬الأثر‭ ‬في‭ ‬التخفيف‭ ‬من‭ ‬معاناة‭ ‬الشعب‭ ‬اليمني‭ ‬الشقيق،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الدور‭ ‬تكامل‭ ‬مع‭ ‬الجهود‭ ‬والمبادرات‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬الجهات‭ ‬والجمعيات‭ ‬الخيرية‭ ‬الإماراتية،‭ ‬التي‭ ‬لعبت‭ ‬دوراً‭ ‬إيجابياً‭ ‬بارزاً،‭ ‬كهيئة‭ ‬الهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬الإماراتي،‭ ‬ومؤسسة‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬للأعمال‭ ‬الإنسانية،‭ ‬ومؤسسة‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬مكتوم‭ ‬للأعمال‭ ‬الخيرية‭ ‬والإنسانية،‭ ‬بجانب‭ ‬مؤسسات‭ ‬زايد‭ ‬بن‭ ‬سلطان‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬للأعمال‭ ‬الخيرية‭ ‬والإنسانية،‭ ‬ومؤسسة‭ ‬سلطان‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬الإنسانية‭ ‬والعلمية،‭ ‬وسقيا‭ ‬الإمارات،‭ ‬والرحمة‭ ‬للأعمال‭ ‬الخيرية،‭ ‬وبيت‭ ‬الشارقة‭ ‬الخيري،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬مؤسسات‭ ‬وجمعيات‭ ‬الدولة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬حيث‭ ‬ساعدت‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬هذه‭ ‬الجمعيات‭ ‬والهيئات‭ ‬الخيرية‭ ‬ومهدت‭ ‬لها‭ ‬الدروب‭ ‬للقيام‭ ‬بدورها‭ ‬الإنساني‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬على‭ ‬الوجه‭ ‬الأكمل‭ ‬ضمن‭ ‬منظومة‭ ‬انسانية‭ ‬إماراتية‭ ‬متكاملة‭ ‬تستحق‭ ‬الفخر‭ ‬والتقدير‭ ‬والاحترام‭.‬
 
 
6ـ‭  ‬الالتزام‭ ‬بحيوية‭ ‬الدور‭ ‬التنموي‭: ‬عملت‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬لدولة‭ ‬الإمارات‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬المشروعات‭ ‬الإنمائية‭ ‬والإنسانية‭ ‬للدولة‭ ‬في‭ ‬اليمن،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬إيمانهابأنها‭ ‬قوة‭ ‬أمن‭ ‬وتنمية‭ ‬واستقرار‭ ‬بالأساس،‭ ‬وكان‭ ‬لافتاً‭ ‬أنه‭ ‬ومع‭ ‬قيام‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬بمهامها‭ ‬العسكرية،‭ ‬وبعد‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬تحرير‭ ‬أي‭ ‬موقع‭ ‬أو‭ ‬مدينة‭ ‬أو‭ ‬بلدة،‭ ‬فإنها‭ ‬كانت‭ ‬تتجه‭ ‬إلى‭ ‬تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬المدني‭ ‬لسكان‭ ‬المناطق‭ ‬المحررة‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬مواد‭ ‬غذائية،‭ ‬ومستلزمات‭ ‬طبية‭ ‬وأدوية،‭ ‬وتنفيذ‭ ‬بعض‭ ‬مشاريع‭ ‬ترميم،‭ ‬وصيانة‭ ‬الكثير‭ ‬مما‭ ‬دمرته‭ ‬ميليشيا‭ ‬الحوثي‭ ‬الإرهابية‭. ‬وساعدت‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة،‭ ‬المؤسسات‭ ‬والجهات‭ ‬الإماراتية‭ ‬على‭ ‬القيام‭ ‬بمهامها‭ ‬في‭ ‬مساعدة‭ ‬الشعب‭ ‬اليمني،‭ ‬وخاصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتوفير‭ ‬الخدمات‭ ‬الأساسية‭ ‬للمدن‭ ‬المتضررة‭ ‬بهدف‭ ‬عودة‭ ‬النازحين‭ ‬إلى‭ ‬ديارهم‭ ‬وحصولهم‭ ‬على‭ ‬الخدمات‭ ‬الأساسية‭ ‬من‭ ‬كهرباء‭ ‬وماء‭ ‬وصحة‭ ‬وتعليم‭. 
 
 
‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬فقد‭ ‬احتل‭ ‬مشروع‭ ‬إعادة‭ ‬تأهيل‭ ‬وصيانة‭ ‬مطار‭ ‬عدن‭ ‬الدولي‭ ‬صدارة‭ ‬مشاريع‭ ‬الإمارات؛‭ ‬حيث‭ ‬استعاد‭ ‬مطار‭ ‬عدن‭ ‬عافيته‭ ‬بأيادي‭ ‬العون‭ ‬والمساعدة‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭. ‬واستطاعت‭ ‬الأيادي‭ ‬الإماراتية‭ ‬إعادة‭ ‬مطار‭ ‬عدن‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬الاستثنائي‭ ‬المطلوب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الرحلات‭ ‬الإغاثية‭ ‬والعلاجية‭ ‬الطارئة،‭ ‬للسير‭ ‬خطوة‭ ‬تلو‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬طريق‭ ‬العودة‭ ‬الكاملة‭ ‬إلى‭ ‬استئناف‭ ‬نشاط‭ ‬الملاحة‭ ‬الجوية‭ ‬أمام‭ ‬شركات‭ ‬الطيران‭ ‬المحلية‭ ‬والدولية‭ ‬بعد‭ ‬استيفاء‭ ‬شروط‭ ‬الأمن‭ ‬والسلامة‭ ‬للمنظمة‭ ‬الدولية‭ ‬للطيران‭ ‬المدنية‭. ‬ولقد‭ ‬تركت‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الإماراتية‭ ‬بصمات‭ ‬تنموية‭ ‬عبر‭ ‬إقامة‭ ‬مشاريع‭ ‬تحسّن‭ ‬من‭ ‬نوعية‭ ‬حياة‭ ‬اليمنيين‭ ‬الذين‭ ‬تأثروا‭ ‬جراء‭ ‬الصراع،‭ ‬وإعادة‭ ‬الحياة‭ ‬إلى‭ ‬مناطق‭ ‬كثيرة‭ ‬بتأهيل‭ ‬المدارس‭ ‬والموانئ‭ ‬والمطارات‭ ‬ودعم‭ ‬القطاعات‭ ‬الصحية،‭ ‬والاهتمام‭ ‬بالمرأة‭ ‬والطفل‭ ‬ومكافحة‭ ‬الأوبئة‭ ‬وتأمين‭ ‬الغذاء‭. ‬لقد‭ ‬عبر‭ ‬الدور‭ ‬التنموي‭ ‬الذي‭ ‬قامت‭ ‬به‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬عن‭ ‬رؤية‭ ‬الإمارات‭ ‬المتكاملة‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬الشعب‭ ‬اليمني،‭ ‬والتي‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬نجاح‭ ‬عملية‭ ‬إعادة‭ ‬الشرعية‭ ‬في‭ ‬اليمن،‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تسير‭ ‬بالتوازن‭ ‬مع‭ ‬عمليات‭ ‬البناء‭ ‬وإعادة‭ ‬الإعمار‭ ‬وبث‭ ‬الأمل‭ ‬لدى‭ ‬الشعب‭ ‬اليمني‭ ‬نحو‭ ‬مستقبل‭ ‬أفضل،‭ ‬ينعم‭ ‬فيه‭ ‬الجميع‭ ‬بالأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والازدهار‭.  ‬
 
 
رعاية‭ ‬القيادة‭ ‬الرشيدة‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة
تشغل‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الإماراتية‭ ‬حيزاً‭ ‬كبيراً‭ ‬من‭ ‬اهتمام‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬ـ‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ـ‭ ‬حيث‭ ‬يمنح‭ ‬الفكر‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬لسموه‭ ‬أهمية‭ ‬كبيرة‭ ‬لتطوير‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬والاهتمام‭ ‬بأبنائها‭ ‬ومنتسبيها‭ ‬ورعايتهم،‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬قناعة‭ ‬سموه‭ ‬بأن‭ ‬التنمية‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬قوة‭ ‬تحميها‭ ‬وتدافع‭ ‬عنها‭ ‬وتوفر‭ ‬لها‭ ‬الظروف‭ ‬المناسبة‭ ‬للاستمرار‭ ‬والاستدامة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أشار‭ ‬إليه‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشـيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬بوضوح‭ ‬في‭ ‬قوله‭: ‬إن‭ ‬‮«‬بناء‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الإماراتية،‭ ‬الذي‭ ‬بدأ‭ ‬منذ‭ ‬اليوم‭ ‬الأول‭ ‬لتوحيدها،‭ ‬انطلق‭ ‬من‭ ‬الإيمان‭ ‬بأن‭ ‬القوة‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تحمي‭ ‬المكتسبات‭ ‬وتصنع‭ ‬السلام‭ ‬وتردع‭ ‬المعتدين،‭ ‬وأن‭ ‬الضعف‭ ‬يخلق‭ ‬الفوضى‭ ‬ويغري‭ ‬بالعدوان،‭ ‬وقد‭ ‬قام‭ ‬هذا‭ ‬البناء‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬قوية‭ ‬أنتجت‭ ‬جيشاً‭ ‬يفخر‭ ‬به‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬إماراتي‭ ‬وعربي‮»‬‭. ‬
 
 
وقد‭ ‬امتلك‭ ‬سموه‭ ‬رؤية‭ ‬ثاقبة‭ ‬لتطوير‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬نائباً‭ ‬لرئيس‭ ‬الأركان‭ ‬ثم‭ ‬رئيساً‭ ‬للأركان،‭ ‬حيث‭ ‬اهتم‭ ‬بشكل‭ ‬استثنائي‭ ‬بتطوير‭ ‬وتحديث‭ ‬قواتنا‭ ‬المسلحة‭ ‬وجعلها‭ ‬على‭ ‬أتم‭ ‬الاستعداد‭ ‬للقيام‭ ‬بالمهام‭ ‬التي‭ ‬تكلف‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬داخل‭ ‬الوطن‭ ‬أو‭ ‬خارجه،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬تعيش‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬تعاني‭ ‬التوتر‭ ‬والاضطراب‭ ‬وتتصارع‭ ‬فيها‭ ‬المصالح‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية؛‭ ‬ما‭ ‬يقتضـي‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬تريد‭ ‬حماية‭ ‬أمنها‭ ‬وصون‭ ‬مصالحها‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬على‭ ‬أهبة‭ ‬الاستعداد‭ ‬الدائم‭ ‬للتصدي‭ ‬للأخطار‭ ‬المحيطة‭ ‬بها،‭ ‬وقد‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشـيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2016‭ ‬بقوله‭: ‬‮«‬إننا‭ ‬نعيش‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬مضطربة‭ ‬منذ‭ ‬عقود،‭ ‬وتشهد‭ ‬توترات‭ ‬وأزمات‭ ‬لسنا‭ ‬بمنأى‭ ‬عنها،‭ ‬ولكن‭ ‬بفضل‭ ‬الله‭ ‬وبفضل‭ ‬يقظة‭ ‬ووعي‭ ‬أجهزتنا‭ ‬الأمنية‭ ‬حافظنا‭ ‬على‭ ‬أمننا‭ ‬واستقرارنا،‭ ‬كما‭ ‬بادرنا‭ ‬في‭ ‬الوقوف‭ ‬مع‭ ‬أشقائنا‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬وباقي‭ ‬الدول‭ ‬الشقيقة،‭ ‬لدرء‭ ‬المخاطر‭ ‬والتهديدات‭ ‬عن‭ ‬المنطقة‭ ‬قبل‭ ‬استفحالها‭ ‬وخروجها‭ ‬عن‭ ‬السـيطرة‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬سموه‭ ‬خلال‭ ‬أحد‭ ‬لقاءاته‭ ‬مع‭ ‬أبناء‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الإماراتية‭ ‬‮«‬إن‭ ‬قواتنا‭ ‬المسلحة‭ ‬هي‭ ‬العمود‭ ‬الفقري‭ ‬لصون‭ ‬منجزات‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة،‭ ‬وحماية‭ ‬أمنها‭ ‬واستقرارها،‭ ‬وإن‭ ‬التجارب‭ ‬والأحداث‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬المنطقة،‭ ‬في‭ ‬فترات‭ ‬زمنية‭ ‬ليست‭ ‬بعيدة،‭ ‬علمتنا‭ ‬أخذ‭ ‬الحيطة‭ ‬والحذر‭ ‬والاستعداد‭ ‬لكل‭ ‬الاحتمالات،‭ ‬والمرحلة‭ ‬المقبلة‭ ‬تتطلب‭ ‬منا‭ ‬أن‭ ‬نواصل‭ ‬العمل،‭ ‬لتحقيق‭ ‬أعلى‭ ‬مستويات‭ ‬التفوق‭ ‬في‭ ‬الكفاءة‭ ‬والأداء‭ ‬وسـرعة‭ ‬الاستجابة‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬المستجدات‭ ‬والتطورات‮»‬‭. ‬
 
 
وقد‭ ‬أولى‭ ‬سموه‭ ‬قانون‭ ‬الخدمة‭ ‬الوطنية‭ ‬والاحتياطية‭ ‬الذي‭ ‬بدأ‭ ‬تطبيقه‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬أغسطس‭ ‬2014،‭ ‬رعاية‭ ‬ودعم‭ ‬كبيرين،‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬حرص‭ ‬سموه‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬الارتباط‭ ‬بين‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬والمجتمع‭ ‬من‭ ‬ناحية،‭ ‬وأن‭ ‬يمر‭ ‬شباب‭ ‬الوطن‭ ‬بخبرات‭ ‬وتجارب‭ ‬الميدان‭ ‬العسكري‭ ‬لصقل‭ ‬مهاراتهم‭ ‬الشخصـية،‭ ‬وتعميق‭ ‬قيم‭ ‬الوطنية‭ ‬لديهم‭ ‬وإتاحة‭ ‬الفرصة‭ ‬لهم‭ ‬للتعارف‭ ‬في‭ ‬ميدان‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬المشترك‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬رفد‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬بعناصـر‭ ‬بشـرية‭ ‬وطنية‭ ‬تزيد‭ ‬من‭ ‬فعاليتها‭ ‬وجاهزيتها‭ ‬وقدراتها‭ ‬وإمكانياتها‭ ‬القتالية،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أشار‭ ‬إليه‭ ‬سموه‭ ‬خلال‭ ‬افتتاحه‭ ‬مدرسة‭ ‬الخدمة‭ ‬الوطنية‭ ‬لحرس‭ ‬الرئاسة‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬مارس‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2016‭ ‬بقوله‭ ‬‮«‬إن‭ ‬حرص‭ ‬قيادة‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة،‭ ‬واهتمامها‭ ‬برفع‭ ‬وتطوير‭ ‬قدرات‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬لا‭ ‬يقتصـر‭ ‬على‭ ‬امتلاك‭ ‬أحدث‭ ‬المعدات‭ ‬ومواكبة‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬السلاح‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬يرتكز‭ ‬في‭ ‬جوهره‭ ‬على‭ ‬إعداد‭ ‬العنصـر‭ ‬البشـري‭ ‬المواطن‭ ‬القادر‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬أحدث‭ ‬الأسلحة‭ ‬وتقنيات‭ ‬الدفاع‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الظروف‭ ‬بكل‭ ‬جدارة‭ ‬وكفاءة‮»‬‭. ‬
 
 
وقد‭ ‬عبر‭ ‬سموه‭ ‬بوضوح‭ ‬عن‭ ‬البعد‭ ‬التنموي‭ ‬العميق‭ ‬في‭ ‬قرار‭ ‬فرض‭ ‬الخدمة‭ ‬الوطنية‭ ‬والاحتياطية‭ ‬على‭ ‬شباب‭ ‬الوطن‭ ‬بقوله‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬بمناسبة‭ ‬العيد‭ ‬الثامن‭ ‬والثلاثين‭ ‬لتوحيد‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2014‭ ‬‮«‬إن‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬يمثل‭ ‬دعماً‭ ‬مهماً‭ ‬لقواتنا المسلحة لأنه‭ ‬يهيئ‭ ‬لها‭ ‬احتياطياً‭ ‬وطنياً‭ ‬من‭ ‬الكوادر‭ ‬المدربة‭ ‬الجاهزة‭ ‬للانضمام‭ ‬إليها‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وقت،‭ ‬كما‭ ‬سـيعود‭ ‬بالنفع‭ ‬على‭ ‬مجمل‭ ‬العملية‭ ‬التنموية‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات؛‭ ‬لأن‭ ‬المهارات‭ ‬التي‭ ‬يحصل‭ ‬عليها‭ ‬الشباب‭ ‬أثناء‭ ‬فترة‭ ‬تأديتهم‭ ‬خدمتهم‭ ‬العسكرية‭ ‬والقيم‭ ‬والسلوكيات‭ ‬الإيجابية‭ ‬التي‭ ‬يكتسبونها‭ ‬سوف‭ ‬تفيدهم‭ ‬في‭ ‬حياتهم‭ ‬العملية‭ ‬وترفد‭ ‬الوطن‭ ‬بكوادر‭ ‬وإمكانات‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬طموحاته‭ ‬في‭ ‬انطلاقته‭ ‬المستمرة‭ ‬والواثقة‭ ‬نحو‭ ‬المستقبل‮»‬‭. ‬كما‭ ‬يحسب‭ ‬لسموه‭ ‬اهتمامه‭ ‬الكبير‭ ‬بتطوير‭ ‬الصناعات‭ ‬الدفاعية‭ ‬كمظهر‭ ‬من‭ ‬مظاهر‭ ‬التقدم‭ ‬والسيادة‭ ‬الوطنية،‭ ‬حيث‭ ‬قال‭ ‬سموه‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬بمناسبة‭ ‬العيد‭ ‬الـ‭ ‬39‭ ‬لتوحيد‭ ‬قواتنا‭ ‬المسلحة‭ ‬‮«‬إن‭ ‬تطوير‭ ‬الصناعات‭ ‬الدفاعية‭ ‬يسهم‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬شك‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بناء‭ ‬قاعدة‭ ‬صناعية‭ ‬متنامية‭ ‬ترفد‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬التنويع‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الدخل‭ ‬عبر‭ ‬تصدير‭ ‬منتجات‭ ‬هذه‭ ‬الصناعات‭ ‬إلى‭ ‬أسواق‭ ‬عربية‭ ‬وخليجية‭ ‬وعالمية،‭ ‬وإتاحة‭ ‬الفرصة‭ ‬لدخول‭ ‬المواطنين‭ ‬إلى‭ ‬ميادين‭ ‬هذه‭ ‬الصناعات‭ ‬الدقيقة؛‭ ‬ما‭ ‬يمنحهم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الابتكار‭ ‬واستيعاب‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬إنتاج‭ ‬المعرفة‭ ‬باتجاه‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬اقتصاد‭ ‬المعرفة،‭ ‬فضلاً‭ ‬عما‭ ‬يمثله‭ ‬إنتاج‭ ‬هذه‭ ‬الصناعات‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬باستقلالية‭ ‬القرار‭ ‬السـياسـي‭ ‬والتخطيط‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬للدول‮»‬‭. ‬
 
 
وتمثل‭ ‬رؤية‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشـيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬تجاه‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬ودورها‭ ‬الوطني‭ ‬امتداداً‭ ‬لرؤية‭ ‬القائد‭ ‬المؤسس‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬الشـيخ‭ ‬زايد‭ ‬بن‭ ‬سلطان‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬–‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭ ‬–‭ ‬الذي‭ ‬وضع‭ ‬مبادئ‭ ‬أساسية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬منها‭ ‬‮«‬إن‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الاتحاد‭ ‬فرض‭ ‬مقدس‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬مواطن،‭ ‬وأداء‭ ‬الخدمة‭ ‬العسكرية‭ ‬شـرف‮»‬،‭ ‬وإن‭ ‬‮«‬جيش‭ ‬الإمارات‭ ‬هو‭ ‬درعها‭ ‬الواقية‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬التراص‭ ‬الوطني‭ ‬وصـيانة‭ ‬الأرواح‭ ‬وحماية‭ ‬ثروة‭ ‬هذا‭ ‬البلد،‭ ‬وهو‭ ‬أيضاً‭ ‬لمساندة‭ ‬الأشقاء‭ ‬إذا‭ ‬احتاجوا‭ ‬إلينا”،‭ ‬و”إن‭ ‬الحق‭ ‬والقوة‭ ‬هما‭ ‬جناحا‭ ‬طائر‭ ‬واحد،‭ ‬فلا‭ ‬القوة‭ ‬وحدها‭ ‬يكتب‭ ‬لها‭ ‬الحياة،‭ ‬ولا‭ ‬الحق‭ ‬وحده‭ ‬دون‭ ‬القوة‭ ‬يكتب‭ ‬له‭ ‬البقاء”،‭ ‬و»إن‭ ‬طريق‭ ‬الجندية‭ ‬شاق‭ ‬وطويل‭ ‬لا‭ ‬يبلغ‭ ‬منتهاه‭ ‬إلا‭ ‬الرجال‭ ‬المؤمنون‭ ‬بربهم‭ ‬وبقدسـية‭ ‬ثرى‭ ‬وطنهم”،‭ ‬وإن‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬السلام‭ ‬وتحترم‭ ‬حق‭ ‬الجوار،‭ ‬وترعى‭ ‬الصديق،‭ ‬لكن‭ ‬حاجتها‭ ‬إلى‭ ‬جيش‭ ‬قوي‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬الوطن‭ ‬تبقى‭ ‬قائمة‭ ‬ومستمرة،‭ ‬و”نحن‭ ‬نبني‭ ‬الجيش‭ ‬لا‭ ‬عن‭ ‬رغبة‭ ‬في‭ ‬غزو،‭ ‬وإنما‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬أنفسنا”‭.‬‮ ‬‭ ‬
 
 
ومن‭ ‬هذه‭ ‬الرؤية‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬العميقة‭ ‬التي‭ ‬يتبناها‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشـيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬ـ‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ـ‭ ‬للأمن‭ ‬الوطني،‭ ‬وفي‭ ‬القلب‭ ‬منه‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬ودورها‭ ‬وأهميتها،‭ ‬حيث‭ ‬يعتبر‭ ‬سموه‭ ‬أن‭ ‬تطوير‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الإماراتية‭ ‬هو‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة،‭ ‬وأن‭ ‬الإمارات‭ ‬مثلما‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬جوانب‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والبشـرية،‭ ‬فإنها‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬كذلك‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الكفاءة‭ ‬العسكرية‭ ‬لقواتها‭ ‬المسلحة‭. ‬ولعل‭ ‬مقولة‭ ‬سموه‭ ‬الخالدة‭ ‬التي‭ ‬خاطب‭ ‬بها‭ ‬أسر‭ ‬الشهداء‭ ‬‮«‬الشهيد‭ ‬وأنتم‭ ‬وعيالكم‭ ‬كلكم‭ ‬عظم‭ ‬رقبة‮»‬‭ ‬خير‭ ‬برهان‭ ‬على‭ ‬مكانة‭ ‬أبناء‭ ‬ومنتسبي‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬لدى‭ ‬القيادة‭ ‬الرشيدة‭.‬
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-02-26 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره