مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2021-09-01

من يملأ الفراغ الاستراتيجى بعد الانسحاب الأمريكى من أفغانستان؟

يشكل يوم الخامس عشر من أغسطس 2021 نقطة تحول فارقة فى تاريخ أفغانستان بعد أن دخلت قوات طالبان العاصمة كابول وسيطرت عليها فى ساعات معدودة ودون أية مقاومة بعد أن غادر الرئيس أشرف غنى ومعاونيه البلاد, وجاءت بعد ان سقطت غالبية المدن والولايات الأفغانية الكبرى الواحدة تلو الأخرى فى يد طالبان دون مقاومة تذكر ومنها قندهار ومزار الشريف وهرات وغزنى وغيرها, ليبدأ فصل جديد فى تاريخ أفغانستان بتداعياته داخليا وخارجيا.
 
بقلم: د. أحمد سيد أحمد
خبير العلاقات الدولية والشؤون الأمريكية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية
 
السقوط السريع:
على خلاف كل التوقعات استطاعت طالبان أن تسيطر على كل أفغانستان فى أقل من أسبوعين, بل فشلت أجهزة الاستخبارات الأمريكية فى توقع سقوط العاصمة كابول, حيث تنبأت بسقوطها فى غضون ثلاثة أشهر لكنها سقطت فى ثلاث ساعات, ويعود هذا السقوط المدوى لأفغانستان فى قبضة طالبان, ليس لقوة طالبان وإنما لعدة عوامل:
 
أولا: انهيار معنويات الجيش الأفغانى وغياب العقيدة القتالية الوطنية, فرغم أن الجيش الأفغانى الذى يبلغ تعداده أكثر من 300 ألف جندى, ومسلح بكل الأسلحة الحديثة من طائرات ودبابات وأنفقت عليه الولايات المتحدة عشرات المليارات من الدولارات, بما يجعل موازين القوة نظريا فى صالحه, إلا أنه انهار أمام طالبان التى يصل عدد مقاتليها إلى 75 ألف مقاتل ولا يمتلكون أسلحة حديثة, ووجدنا الكثير من جنود الجيش الأفغانى يفرون عبر النقاط الحدودية إلى الدول المجاورة مثل باكستان وأوزباكستان وطاجيكستان وتركمنستان, تاركين أسلحتهم الحديثة فى يد طالبان مما ساعد أيضا فى تقدمها وسيطرتها على بقية المدن. كما انضم العديد من قوات الجيش الأفغانى بأسلحتهم إلى صفوف طالبان, إضافة إلى انتشار الفساد بشكل كبير فى صفوف الجيش الأفغانى كبقية, المؤسسات الأخرى, حتى وصل الأمر إلى أن الجنود على الحدود ظلوا ايام بدون طعام أو مؤن, وهناك العديد من الأسماء للجنود موجودين نظريا فى كشوف المرتبات لكنها ليست موجودة فى الواقع.
 
وثانيا: إستراتيجية طالبان التى ارتكزت على السيطرة على المناطق الحدودية ونقاط الحدود مع الدول الأخرى ثم تقطيع أوصال المدن الكبرى ومحاصرتها ثم اقتحامها دون قتال بعد تفاهمات مع حكام هذه الولايات,رعاها زعماء القبائل والعشائر قى تلك المدن لدخول طالبان بدون قتال وهو السيناريو الذى تكرر فى غالبية المدن والولايات الأفغانية.
 
وثالثا: الفشل الأمريكى فى أفغانستان على مدار عشرين عاما, فقد أنفقت أمريكا تريليون دولار كما قال الرئيس بايدن, ولكنها لم تساهم فى تحقيق تنمية حقيقية لتحسين مستوى معيشة الشعب الأفغانى, الذى يعيش أوضاع اقتصادية صعبة, كما انها لم تساهم فى بناء دولة وطنية قوية ومؤسسات قوية للجيش والشرطة والتى تبخرت أمام طالبان وذلك بسبب الفساد المستشرى فى الحكومة الأفغانية, وهو ما جعل الشعب الأفغانى يشعر بالإحباط من الحكومــة الأفغانيــة, ومن القــوات الأمريكيــــــة. هــذه العوامل أدت لصعود طالبان وسيطرتها على البلاد, ليس بسبب قوتها, وإنما لضعف القوات الحكومية والفشل الأمريكى وتراكمات 20 عاما من الفساد والفشل فى بناء دولة أفغانية مدنية قوية.
 
أفغانستان والفراغ الاستراتيجى:
الانسحاب الأمريكى أدى لوجود فراغ إستراتيجي فى أفغانستان خاصة بعد سيطرة طالبان على الحكم, ففى ظل حالة من الترقب الداخلى والعالمى من صعود طالبان وسيطرتها على حكم البلاد وإعلانها إقامة نظام الإمارة الإسلامية, تثار الأسئلة حول السياسات المتوقعة من طالبان داخليا وخارجيا, فى ظل التجربة السيئة والمريرة التى عاشتها أفغانستان تحت حكمها من 1996 وحتى 2001  والتى مارست خلالها القمع ضد الشعب الأفغانى خاصة النساء وإلزامهم بارتداء البرقع وحرمانهم من التعليم والعمل وتطبيق متشدد لقواعد الشريعة الإسلامية, وانتهت تجربتها بسقوطها بعد الغزو الأمريكى نتيجة لاحتضانها لتنظيم القاعدة الذى قام بأحداث 11 سبتمبر فى الولايات المتحدة.
 
لكن فى عام2021 هل ستكون طالبان نسخة معدلة من السابق وهل سنشهد تغييرات حقيقية فى سياساتها داخليا وخارجيا. فى الواقع أن الخطابات التى صدرت من بعض قادة طالبان ومنها المتحدث باسمها ذبيح الله مجاهد فى أول مؤتمر صحفى للحركة يوم الثلاثاء, 17 أغسطس, تضمنت تطمينات وتعهدات للداخل والخارج, حيث تعهدت الحركة بإعطاء النساء حقوقهن فى العمل والتعليم وعدم الزامهم بارتداء البرقع ولكن بارتداء الحجاب ولكن فى إطار قوانين الشريعة الإسلامية وهو مفهوم مطاط وعام. كما أصدرت الحركة عفوا عاما عن موظفى الحكومة وكذلك قوات الجيش والمتعاونين مع القوات الأمريكية وقوات حلف الناتو وطالبت الشباب الأفغان بالبقاء فى أفغانستان لتنمية بلدهم, إضافة إلى تعهد الحركة بألا تكون أفغانستان نقطة تهديد للدول الخارجية أو لدول الجوار, بما يعنى أنها لن تكون مأوى للتنظيمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة. لكن على المستوى العملى فإن الدول الخارجية والغربية اتسم موقفها بالحذر من تعهدات وتصريحات قادة طالبان, ورهنوها بتغيير حقيقى فى سلوك الحركة على أرض الواقع, أى ترجمة الأقوال إلى أفعال.
 
وتستهدف طالبان من وراء هذا الخطاب والتصريحات والتطمينات النظرية, القائمة على مفهوم التقية, كسرعزلتها الدولية وكسب الاعتراف الدولى بها وجذب الاستثمارات الأجنبية فى ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التى يعيشها الشعب الأفغانى, لكنها فى المقابل أعلنت إقامة نظام الإمارة الإسلامية وتغيير النظام السياسى فى البلاد, ولذلك فإن التغيير فى سياسات طالبان سيكون فقط فى التكتيكات وليس الاستراتيجيات أو الأهداف. ورغم أن الحركة قدمت تعهدات بألا تكون أفغانستان منطلقا لأعمال إرهابية ضد الأخرين, إلا انه عمليا فإن أفغانستان طالبان ستكون ساحة لاجتذاب التنظيمات الإرهابية الدينية المتشددة فى الكثير من دول العالم فى ظل حالة الفوضى التى تعيشها البلاد خاصة مع تصاعد الحركات المعارضة للحركة, كما حدث فى جلال أباد وغيرها نتيجة لاعتراض السكان على سياسات طالبان وتغيير الهوية الأفغانية القائمة على التعددية, كذلك الشكوك حول تشكيل حكومة وطنية تمثل كل أطياف الشعب الأفغانى, والتى ستكون حكومة صلبها عناصر طالبان مع إدخال بعض العناصر من النظام القديم والقبائل لتجميل الصورة ليس أكثر أمام العالم. كما أن الحركة لم تتعهد بألا تكون أفغانستان مأوى لتلك التنظيمات وإنما ألا تكون مصدرا لتهديد الأخرين, إضافة إلى أن العلاقة بين طالبان وتلك التنظيمات الإرهابية خاصة تنظيم القاعدة ستأخذ طابع السرية وليس العلانية على الأقل فى المدى القصير حتى لا تدخل فى صدام مع المجتمع الدولى وتزداد عزلتها.
 
من يملأ الفراغ:
وفقا لنظرية ملء الفراغ, فإن الانسحاب الأمريكى وانسحاب قوات الناتو من أفغانستان ترك فراغا استراتيجيا كبيرا مما يعنى أن هناك أطراف كثيرة ستسعى لملء هذا الفراغ, خاصة من قبل روسيا والصين وإيـــران وهى المستفـــيدة من الانسحـــاب الأمريكــى, ولديها علاقات خصومــة أو تنافس إســتراتيجي مع الولايات المتحــدة, إضافــة إلى باكستان وتركيا.
 
فالولايات المتحدة اتخذت قراراها بالانسحاب فى عهد الرئيس ترامب وفقا لاتفاق مع حركة طالبان فى الدوحة فى فبراير 2020 وذلك بنهاية مايو 2021 وجاء الرئيس بايدن وأيد قرار الرئيس ترامب ولكن قام بتأجيله إلى نهاية أغسطس 2021, وبرر ذلك بالتكلفة العالية البشرية والمالية لاستمرار القوات الأجنبية فى أفغانستان والتى وصلت إلى تريليون دولار وآلاف القتلى من الجنود الأمريكيين ومثلهم من الجرحى, وأن أمريكا حققت هدفها فى ألا تكون أفغانستان مصدرا لتهديديها وإنها لم تأت لبناء دولة أو إقامة الديمقراطية فى أفغـــانستـان, إضافــة لاعتبــارات إســـتراتيجيـــة وهــى خـــروج الولايــــات المتحدة من المستنقع الأفغانى الذى شكل مقبرة لكل الإمراطوريات الكبرى, كما قال الرئيس بايدن, وهو ما حدث من قبل مع الاتحاد السوفيتى السابق, وبالتالى أرادت الولايات المتحدة أن تعيد ترتيب أولوياتها وتموضعها الاستراتيجي والتركيز على الصين وذلك من خلال الانسحاب من أفغانستان والعراق, وفى المقابل جعل أفغانستان فخا للقوى الدولية والإقليمية المناوئة والمنافسة لها, خاصة أن أمريكا اتهمت روسيا من قبل بتزويد طالبان بالأسلحة المتطورة لاستهداف القوات الأمريكية.
 
روسيا اعتبرت أن الانسحاب الأمريكى وانسحاب قوات الناتو غير المدروس هو المسئول عن الفوضى والانهيار السريع للحكومة الأفغانية, حيث تسعى روسيا إلى تدعيم علاقاتها بطالبان والاعتراف بها, وربما التغاضى عن قضايا حقوق الإنسان والديمقراطية, وذلك لجذب أفغانستان فى محورها كجزء من الصرع الاستراتيجى مع الولايات المتحدة.كما تبنت روسيا دعوات لإجراء حوار ومفاوضات بين الفصائل الأفغانية, إضافة إلى أن روسيا تعانى من وجود التنظيمات الجهادية المتشددة مثل تنظيم داعش فى أراضيها وكذلك فى دول أسيا الوسطى وتستهدف أن تقوم طالبان, من خلال التحالف معها, بمحاربة تلك التنظيمات أو على الأقل عدم توفير ملاذ أمن لها فى أفغانستان أو منطلقاً لشن عمليات إرهابية فى روسيا, ولذا ستحاول روسيا ملء الفراغ الأمريكى وتعظيم نفوذها فى أفغانستان.
 
الصـين بـدورهـا سـتسعى لتقـوية علاقاتهــا بطالبـان لاعتبــــارات إســـتراتيجيـة وسـياسيـة واقتصادية, ففى إطار صراعها الاستراتيجى مع الولايات المتحدة ستتخذ بكين أفغانستان كساحة للاستقطاب والتنافس مع الولايات المتحدة, كما هو الحال فى الساحات الأخرى مثل كوريا الشمالية وهونج كونج, وستسعى بكين لاستخدام أفغانستان تحت حكم طالبان كورقة ضغط على الولايات المتحدة. كذلك لاعتبارات دينية تتعلق بألا تكون أفغانستان منطلقا للتنظيمات الإرهابية او التدخل فى إقليم تشينجيانج ذو الأغلبية المسلمة من أقلية الإيجور. إضافة لاعتبارات اقتصادية خاصة بمساعى الصين لتعزيز طريق الحرير الذى يمر بأفغانستان بحكم موقعها الاستراتيجى فى وسط أسيا, ولذا قد تقوم الصين بالاعتراف بطالبان وتعزيز العلاقات الاقتصادية معها وزيادة الاستثمارات الصينية هناك مما يقوى النفوذ الصينى فى أفغانستان وملء الفراغ الإستراتيجى الذى تركته الولايات المتحدة.
 
أما إيران فعلاقاتها بطالبان تتسم بالرمادية, فرغم أن إيران ساعدت طالبان فى السنوات الأخيرة وأمدتها بالأسلحة كجزء من إستراتيجيتها فى مواجهة القوات الأمريكية وتسريع انسحابها من أفغانستان وكذلك العراق, ورغم أنها دعت الأطراف الأفغانية لعقد مفاوضات سلام فى طهران, إلا أن هناك تاريخ دموى بين الجانبين بعد اقتحام طالبان للقنصلية الإيرانية فى مزار الشريف فى عام 1998 وقتل عدد من الدبلوماسيين الإيرانيين نتيجة لدعم إيران لخصوم طالبان خاصة أحمد شاه مسعود. كما أن هناك اختلافات طائفية ومذهبية بين طالبان السنية وإيران الشيعية, وقد ساعدت إيران الولايات المتحدة فى إسقاط طالبان عام 2001, إضافة إلى دعم إيران للشيعة الأفغان الهزارى وجندت منهم مليشيا فاطميون الذى استخدمته للقتال فى سوريا, إضافة إلى وجود أكثر من مليون لاجئ أفغانى فى إيران.
 
وبالتالى فإن محاولات إيران للتقارب مع طالبان لملء الفراغ الأمريكى كما حدث فى الحالة العراية بعد الانسحاب الأمريكى عام 2011 وحاليا, تواجه بتحديات كبيرة, فى ظل حرص طالبان على ألا تكون ضمن المحور الإيرانى المعادى للمصالح الأمريكية, كما أن أفغانستان طالبان يمكن أن تكون جزء من هلال سنى يوازن الهلال الشيعى الذى تقوده إيران, وهو ما قد تدعمه الولايات المتحدة وبعض الدول الإقليمية.
 
باكستان لديها علاقات قوية مع طالبان وقد تستخدمها كورقة للضغط على الولايات المتحدة بسبب تقاربها مع غريمتها الهند ولإثبات أن خيوط اللعبة فى أفغانستان بيدها ولذلك ستعمل على تدعيم علاقاتها مع طالبان. أما تركيا فإنها أيضا ستسعى لتقوية علاقاتها مع طالبان لتدعيم نفوذها ضمن جمهوريات أسيا الوسطى.
 
فى المقابل فإن الولايات المتحدة رغم انسحابها العسكرى لكنها تظل موجود سياسيا فى أفغانستان وتعزيز مصالحها هناك خاصة فى مواجهة روسيا والصين وإيران, فسيطرة طالبان السريع والسهل بدون مقاومة, جاء بترتيب وتفاهمات مع الولايات المتحدة, كما أن واشنطن حصلت على تعهدات محددة من طالبان بألا تكون أفغانستان ساحة لانطلاق الأعمال الإرهابية ضد الولايات المتحدة وألا تأوى التنظيمات الإرهابية وألا تستخدم كورقة من قبل الدول الثلاث ضد أمريكا وحلفائها, وذلك مقابل أن تتعاطى الولايات المتحدة والغرب ببرجماتية مع طالبان وتعترف بها كحكومة شرعية فى أفغانستان ورهن ذلك بسلوكيـــات طالبــان وتنفيــذ تعهــداتهــاعلى الأرض وتنفيـــذ الشروط الخمسة التى وضعتها فرنسا وهى السماح بخروج اللاجئين من أفغانستان واحترام الحقوق والحريات وألا تكون مأوى للإرهاب وان تسمح بوصول المساعدات الإنسانية وتشكيل حكومة انتقالية شاملة.
 
الخاتمة 
لاشـــك أن طالبـــان فى حاجـــة للاعـــتراف الدولـــى بها والاندمـــاج فى المجتمع الدولى وتجنب العزلة وحشد الدعم الاقتصادى وعدم الدخول فى مواجهات او صدامات خارجية تؤثر سلبا أو تعيق تنفيذ مشروعها السياسى والدينى, مما يجعلها ترزح بين مطرقة المحور الروسى الصينى الإيرانى وبين سندان المحور الغربى الذى تقوده الولايات المتحــدة وحلفائهـــا الأوروبيين, وهـو ما قد يدفعهـــا لمحــاولــة تبنى سياسة متوازنة بين كافة الأطراف وأن تبتعد عن سياسة الاستقطاب والمحاور, على الأقل فى المدى المنظور, حتى تثبت أركانها وسيطرتها على البلاد لتنفيذ مشروعها السياسى والدينى, لكن يظل ذلك كله مرهون بملامح وتوجهات السياسة الخارجية لطالبان وعلاقتها بالأطراف الخارجية, خاصة أن أفغانستان تحت حكم طالبان ستتحول لساحة رئيسية لصراعات واستقطابات القوى الدولية والإقليمية.
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-05-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره