مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2016-10-01

النظام الايراني والحاجز السعودي

ما أن انتهى موسم الحج بنجاح هذا العام حتى أعتقد البعض أن تلك الهجمة الإعلامية القادمة من مسئولي النظام الايراني وإعلامه على وشك الانحسار.
لعل ما تقدم صحيح في حال ذهبنا الى تصديق ما كان النظام الايراني يسوق له خلال هجومه على المملكة العربية السعودية وما حدث من تدافع في مشعر منى موسم الحج السابق صحيح، غير أن المتابع لأهداف هذا النظام وتطلعاته في المنطقة يدرك أن موجة الانتقادات ما هي إلا سلسلة من توظيف للعديد من المناسبات للنيل من المملكة العربية السعودية.
 
 
وللوصول الى مقاربة لهذا الطرح يتوجب بداية معرفة المغزى الحقيقي من تلك الهجمة الإعلامية من قبل النظام الايراني.
 
 
الإجابة ليست معضلة على الإطلاق فهي واضحة من خلال التصريحات القادمة من النظام الايراني، وبالتالي فلا يوجد تجني في الأمر. السعي الى الظهور على أنها الدولة الإقليمية والمحورية في المنطقة. فهي كما يقول أحد مسؤولي النظام الايراني باتت الدولة التي لا يمكن تجاوزها في المنطقة.
 
 
الدولة الوحيدة كما يقول وزير الخارجية الايراني القادرة على محاربة الإرهاب والاعتماد عليها، وفي المقابل تأتي المملكة العربية السعودية في منظور الحرس الثوري على أنها داعمة للإرهاب و ضد الإسلام.
 
 
القارئ لما يجري في المنطقة يدرك من خلال تصريحات النظام الايراني تجاه السعودية أن هذه الأخيرة تشكل بالفعل حاجز في وجه الطموحات الايرانية في المنطقة. وهو ما يدفع باستمرار الى البحث عن الوسائل التي تدفع باتجاه التأثير سلباً على المنافس الإقليمي.
 
 
ما حدث في مشاعر منى في موسم الحج السابق، يجب أن لا ينظر له على أنه منطلق لقراءة موقف النظام الايراني واستغلاله سياسياً، بل أن النظرة الشاملة ترى أن ردة فعل النظام الايراني واستمرارها وعودتها من جديد قبيل وأثناء موسم الحج لهذا العام ما هو إلا سلسلة لهدف رئيس وهو النيل من المملكة.
 
 
إعدام المواطن السعودي نمر النمر ومن قبلها تفجيرات الخبر وسبقتها أحداث ما بعد ثورة عام 1979م تعطي مؤشر للإجابة على عنوان هذا المقال وهو "ما بعد التوظيف السياسي للحج"
 
 
ما بعده يأتي وفقاً لما قبله. استمرار في الهجمة الإعلامية والتي لن تقتصر على مؤسسات النظام الايراني التابعة للمرشد فقط، بل ستطال، وقد طالت بالفعل الحكومة الايرانية التي رفعت شعار التقارب مع دول المنطقة وعلى رأسها السعودية. تجلى ذلك في مقالة وزير الخارجية الايراني وتغيرها الجذري عن مفردات المقالات التي كتبها ظريف في السابق. وكذلك ما جاء به الرئيس الايراني حسن روحاني في كلمته أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة.
 
 
تذكر معي أيها القارئ العزيز كيف أن النظام الايراني كان بداية يستخدم الإرهاب في وصفه للقاعدة، ثم يقرن الإرهاب بالفكر التكفيري، ليعود بعدها ليربط الفكر التكفيري بالتيار السلفي، وينتهي به المطاف ليربط الفكر التكفير بالوهابي. وها هو النظام الايراني لا يتوقف في إرسال هذه الرسائل من المؤسسة الدينية فحسب، بل تبث تلك الرسائل من الأجهزة الدبلوماسية وخير دليل على ذلك مقالة وزير الخارجية الايراني.
 
 
حين تأتي تلك المصطلحات من النظام الايراني ويوظفها وفق قراءته فإن الأمر مفهوم. وحين يبدأ الإعلام الغربي في استخدام تلك المصطلحات فإن الأمر مؤداه نشاط قوي من قبل النظام الايراني لبث تلك الرسائل في مقابل تقصير من الإعلام العربي.
 
 
النقطة الجد خطيرة في هذا المقام أن يقوم إعلامنا العربي بتلقف مثل تلك المصطلحات واستخدامها على لحن أنغام النظام الايراني وأهدافه من طرح تلك المصطلحات.
 
 
فهل نُسخِر أنفسنا أداة لهذا النظام؟
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره