مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2024-07-01

حال أهل غزة

يصعب على المرء أن يبتسم عندما لا يكون هناك أمل لإيقاف حرب لم يتسبب فيها، بل إن أمله يكاد يكون مجهولاً عندما يدرك أن تلك الحرب (بشكل الجميع) تجاوزت كل الاحتمالات التي اعتقدها الناس وليس المراقبين فقط وبنوا عليها كل التصورات سواءً من حيث عدد الضحايا الذين تجاوز عددهم 35 ألف قتيل و80 ألف جريح.  
 
 
أو من حيث المدة الزمنية التي كان يُفترض أن تستمر فيها الحرب أشارت أغلب التقديرات أنها ألا تتجاوز ثلاثة أسابيع فقط لإنهاء مهمة العملية العسكرية المتمثلة في: القضاء على حركة حماس في غزة، واغتيال قادة الحركة، واستعادة المختطفين والأسرى الإسرائيليين، ولكن نحن الآن على أعتاب الشهر العاشر من الحرب.
 
 
كما يصعب على المرء أن يصفق فرحاً بأي مناسبة جميلة شخصية كانت أو أي عيد، سواءً كان عيد الفطر أو عيد الأضحى الذين مرا عليه، ولم يجد غذاءً أو دواء ليس للترفيه ولكن للبقاء على قيد الحياة وهي أبسط الحقوق التي يقرها القانون الدولي والمعاهدات الإنسانية، بل يصل الأمر إلى قصف المستشفيات ومقرات تقديم المساعدات التي يفترض أنها تقع ضمن الحماية الدولية. وبلغ حجم تجاوزات الحكومة الإسرائيلية درجة أنها تسبب في خجل بعض أعضاء الحكومة الإسرائيلية وتهديدات بان تشهد انقسامات حيث قدم بعض أعضاء الحكومة الإسرائيلية استقالاتهم منهم بيني غانتس قائد حزب الوسط الوحيد في الحكومة اليمينية وغادي آيزنكو.
 
 
بل يصب الأمر بالمرء حتى في قول كلمة «شكراً» لمن وقف معه في محنته مثل: دولة الإمارات التي تضع القضية الفلسطينية وحق شعبها كمبدأ أساسي في سياستها الخارجية وأبدت في هذه الحرب العديد من المواقف الإيجابية تجاهه وحاولت بطرق مختلفة على مساعدته ورسم «الابتسامة» وصناعة الأمل على وجه ومشاركتهم فرحة العيد خاصة وأن العمليات العسكرية المستمرة اتضحت أنها لم تعد تستهدف قادة حركة حماس بقدر ما أنها تمارس سياسة تقتيل الشعب الفلسطيني في استراتيجية غريبة تقوم على قتل الشعب الفلسطيني لإجبار «حماس» لقبول شروط وقف الحرب. 
 
 
وكلما لاح في الأفق ما يبشر بأن الأمور ستسير نحو الأفضل إما لأن العالم يتعاطف مع أهل غزة أو لأن هناك ضغوط دولية على حكومة نتنياهو آخرها «مبادرة بايدن» فإنه سريعا ما يظهر أن هناك تناقض في موقفي الطرفين قادة حركة حماس من جهة والحكومة الإسرائيلية الذين لا يكفون في تصريحاتهم عن التأكيد عن رغبتهم في وضع حد للحرب من جهة أخرى، إلا أن في الحقيقة أن أفعال الطرفين وممارساتهم السياسية تقول عكس ذلك إلى درجة أن الناس لم يعودوا يفهمون من هو المتصلب الحقيقي في شروطه ضد الآخر.
 
 
وصلت القناعة لدى الرأي العام العالمي أن الأطراف الثلاثة الذين لهم علاقة بما يحدث في غزة لا يريدون إنهاء القتال ولكل طرف حساباته الخاصة، نتنياهو إيقافها معناه نهايته سياسي، قادة حماس إيقاف الحرب يعني اعترافهم أن تقديراتهم لم تكن صحيحة، أما الولايات المتحدة فهي ترى في حماس أحد الأذرع الإيرانية المزعجة لمصالحها في المنطقة إذاً، ما هي الفكرة التي تقف وراء الدعوات المتكررة لإيقاف الحرب؟! إن الذي يراه المراقب أن كل الأفعال تشغل حيز كبير من الاستهلاك الإعلامي بما فيها الأفعال الأمريكية. وأن رهان نتنياهو على متركز على الخيار العسكري وعلى القوة العسكرية المتعاظمة، ولكن مثل هذا الأمر لن يعالج المشكلة، بل قد يتسبب هذا في تداعيات كبيرة ربما تكون على المستوى الإقليمي.
 
 
أقصر الطرق لإنهاء العملية العسكرية ورسم الامل لأهل غزة يتمثل في إجبار الرئيس نتنياهو بشكل جاد على إيقافها لأن مسألة التحجج بملاحقة قادة حماس هو تبرير لإبادة شعب هكذا يبدو الأمر. وهذا الإجبار لا بد أن يكون بشكل واضح وصريح لأنه من غير المقنع أن الادارة الامريكية ليست لديها قدرة على التأثير على نتنياهو.
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-10-02 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره