2023-05-01
25 يوماً إلى عدن.. شهادة للتاريخ
السمعة الإيجابية التي صنعتها القوات المسلحة الإماراتية لنفسها من خلال مشاركاتها في الأزمات التي كانت تهدد استقرار العالم بدءاً من الصومال مروراً بكوسوفو وأفغانستان وصولاً إلى اليمن لدعم الشرعية ضد ميليشيات الحوثي هي؛ التي أغرت شخص مثل مايكل نايتس الباحث في معهد واشنطن للشرق الأدنى والمتخصص في الشأن العسكري والأمني في منطقة الخليج لأن يعيش مع القوات الإماراتية في عدن لمدة 25 يوماً ويسجل يوميات هذا الجيش ويوثق بنفسه ميدانياً عن الدور الذي يقوم به هذا الجيش هناك في كتابه الذي حمل عنوان: «25 يوماً إلى عدن».
الكتاب الذي تميز أسلوب مؤلفه بنقل التفاصيل اليومية عن حياة الجندي الإماراتي من خلال معايشته ليومياته القتالية وقدم رؤية عملياتية محايدة للدور الإماراتي الفاعل في تحرير مدينة عدن من الحوثيين ورؤية أخرى لها أهميتها في إعادة تعمير عدن في البنية التحتية لها وتأهيل المستشفيات والمدارس وتأسيس قوات أمنية أيضاً فوثق انطباعات واقعية متعدياً بذلك الأسلوب التقليدي المعروف في تغطية الحروب التي يعرفها أغلبنا والتي كان أبرز شخصياتها المشهورة في هذا النوع من التغطيات الخطرة هو الصحفي الأمريكي بيتر أرنيت الذي غطى حربي فيتنام وتحرير الكويت.
ورغم أن مدة مايكل نايتس القصيرة مع الجيش الإماراتي في عدن إلا أنه جمع أفكاراً تصلح ليس فقط في تأليف كتب عديدة فيما حول الجميع بين القتال والدور الإنساني وهي مسألة صعبة وإنما الأفكار التي تخص طريقة تفكير صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله في مجال التخطط الاستراتيجي في إعداد الجندي المقاتل، حيث أبدى الكاتب إعجابه بالجانب العسكري والسياسي في حواره مع موقع «كيوبوست» لشخصية الشيخ محمد بن زايد والتي كونت العقيدة القتالية للجندي الإماراتي الاحترافية، التي تستطيع أن تميز بين الجانب العسكري بالجانب الإنساني في لحظة تُفتقد فيها المعاني الإنساني ومبادئه.
كلنا يستطيع أن يسرد صفات الجندي الإماراتي الوظيفية والتي يمكنه أن يجدها في المشاركات الدولية العديدة والتي تغلب عليه الصفة الإنسانية من خلال المساعدات الإنسانية آخرها في سوريا بعد كارثة الزلزال «عملية الفارس الشهم 2» فالمسعى الأساسي لهذا الجيش كان في تحقيق الأمن والاستقرار للمدنيين العزل والشعوب لأنهم هم الضحية الأولى في هكذا مواقف أو الأزمات ولكن في هذا الكتاب، وبعد أكثر من أربعة عقود على معرفة العالم بمهام هذا الجيش، استطاع مايكل نايتس أن ينقل لنا حُب هذا الجندي المقاتل وشغفه في تأدية واجبه الوطني دون التفكير في حياته الشخصية التي نذرها لبلاده ولقائده حيث لا يرغب في العودة إلى بلاده قبل أن ينجز الهدف والمهمة التي جاء من أجلها كما نقل لنا الباحث.
الكتاب ينتمي إلى نوعية توثيق المعلومة كما تحدث أمامه الباحث وهي من أفضل الأساليب في نقل الحقيقية، واستخدم الباحث منهج التحليل لربط الأحداث في قصة متكاملة أي أن الخيال إذا وجد في هذا الكتاب لا يتعدى أن يكون من باب تأثر الباحث بالحقائق رغم معرفته المسبقة بالجيش الإماراتي وكفاءته القتالية، أي أنه استحضر من فكره الماضي عن هذا الجيش ومزجه بالحاضر كما يراه في اليمن فوفر قناعة كافية للقارئ الغربي المتشكك في الدور الإنساني الدولي الذي يقوم به الجيش الإماراتي.
وقد ذكر أن مهمته جاءت من باب نقل الصورة من الميدان بعدما زاد اللغط الإعلامي في الولايات المتحدة «شوش» على الصورة الذهنية المترسخة الإيجابية عن الجيش الإماراتي لدى الرأي العام الأمريكي.
المنهج الذي اختاره الباحث في توثيق مشاركة القوات المسلحة الإماراتية في اليمن وهو المعايشة الميدانية مع الأسلوب المعلوماتي المقرون بالتحليل الموضوعي جعل من عملية نقل الصورة الحقيقية كشهادة للتاريخ للتعرف عن هذه الدولة وقيادتها وجيشها في خدمة الأمن والاستقرار العالمي.
ارشيف الكاتب
لا يوجد تعليقات