مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2013-07-01

إيـــران والأمــل "الروحــاني"

فوز المحافظ المدعوم من الإصلاحيين حسن روحاني، ليصبح الرئيس السابع للجمهورية الإسلامية الإيرانية أعطى العالم الغربي الأمل في مستقبل علاقته بإيران، فردود الغرب على فوزه كانت تعكس مدى الرغبة الغربية بالتمسك ولو بأمل مؤقت بنظام طهران، فعلى الرغم من التاريخ المعروف لروحاني وارتباطه الوثيق بمؤسسة الحكم في إيران وعلاقته القوية بالمرشد الأعلى للثورة علي خامنئي إلا أن التفاؤل بوصوله للرئاسة كان واضحاً.
 
ويبدو أن بعض الغربيين يربط ذهاب نجاد وقدوم روحاني بتغيرات قد تشهدها إيران فيما يتعلق بالملف النووي وعلاقة إيران بالحرب في سوريا والاضطرابات في العراق بالإضافة إلى علاقاتها مع إسرائيل وفلسطين، ومن باب الواقعية يبدو أن "أمنيات" الغرب تبدو حالمة لأسباب يعرفها الجميع فروحاني مجرد بديل لأحمدي نجاد في نظام لا تتبدل سياساته وتوجهاته بتغيّر رئيس وقدوم رئيس آخر، فمن يحكم في نهاية الأمر هو المرشد، وبالتالي وأن كان روحاني يبدو أكثر رصانة وهدوءاً ودهاءً ممن سبقه إلا أن كل ذلك لن يجعلنا نفرط في التفاؤل بالتغيير في السياسة الخارجية لطهران وأن كنا نتمنى أن نشهد إيران جديدة.
 
السؤال المهم هل يختلف روحاني في تطلعاته عن نظام الحكم واعتبار الوضع الذي تمر فيه المنطقة هي الفرصة التاريخية المهمة لاستعادة أمجادهم في ظل سقوط بعض الأنظمة العربية وضعف النظام العربي، والانقضاض على المنطقة؟ هذا بالطبع سؤال عملي وليس نظري وتقتضي الإجابة عليه أن يقوم الرئيس الجديد لإيران بإيقاف تدخله في المنطقة وسحب نفوذه من العراق واليمن ولبنان والبحرين فضلاً عن انسحابه من سوريا.
 
ما يصعب من مهمة روحاني أن وصوله إلى كرسي الرئاسة يتزامن مع توسع التوتر الطائفي بين السنة والشيعة في المنطقة ووصول هذا التوتر إلى مستويات غير مسبوقة بسبب الأزمة السورية، وهذا سيكون من أهم الاختبارات للرئيس الجديد، فهل سيستطيع أن يوقف هذا التوتر أم إنه سيزيد من خطره كما يرغب البعض. 
 
إن الخطاب الذي ألقاه روحاني بعد فوزه بأيام والذي كان موجهاً إلى دول المنطقة ودول الجوار
من المهم أن يقترن بالأفعال فالكلام الجميل شيءٌ والأفعال الجميلة شيء آخر، ومن سبقه لم يكن يتوقف عن الكلام الجميل لكن الأفعال كانت عكس ذلك. 
 
روحاني مطالب بأن يعيد العلاقات الجيدة مع الدول العربية وخصوصاً دول الخليج، وأن يتعامل مع هذه الدول كشركاء في المنطقة لا أن يستمر في فرض نفسه كشرطي عليها و"عمدة" يجب أن يكون له رأي في كل شؤون المنطقة ويكون رأيه هو النافذ. 
 
كما أن على روحاني أن يوقف الاستفزازات التي كان يمارسها سلفه فيما يتعلق بالجزر الإماراتية المحتلة الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، فالتصعيد الذي تكرر خلال السنوات الماضية يجب أن يتوقف والاتفاقات التي تمت بين الإمارات وإيران يجب أن يلتزم بها الطرف الإيراني، والأهم من كل ذلك أن يقبل الرئيس الجديد التحكيم الدولي من أجل إنهاء هذه القضية التي مضى عليها أكثر من أربعين عاماً.
 
في الأول من أغسطس المقبل سيجلس روحاني رسمياً على كرسي الحكم في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ودائماً يبقى التفاؤل بالمستقبل هو ما نتمسك به، ورغم المعطيات الأولية إلا أننا سنبقى مترقبين الأشهر الأولى من حكم روحاني فقد تحدث مفاجأة جميلة تجعل من هذه المنطقة مكاناً أكثر هدوءاً. 
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-05-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره