مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2014-09-01

قانون الإرهاب

تزداد مسؤوليات الدول وتتعقد يوماً بعد يوم، وقد أصبحت حكومات المنطقة أمام تحديدات كثيرة ومتنوعة.. وما تشهده منطقتنا العربية خلال السنوات الماضية دفع الحكومات إلى مضاعفة الجهود من أجل التنمية والحفاظ على المكتسبات وحفظ أمن واستقرار الدول.
 
والوضع الحالي في منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً مع ظهور تنظيم داعش الإرهابي وقبله تنظيم «الإخوان المسلمين» و«القاعدة»، كل ذلك يجعل الدول تعمل جاهدة على تحصين نفسها من الداخل والخارج من أجل أمن وسلامة مواطنيها والحفاظ على مكتسباتها وضمان استقرارها.
 
في أواخر أغسطس الماضي أصدر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله ورعاه، القانون الاتحادي رقم 7 لسنة 2014، بشأن مكافحة الجرائم الإرهابية، ولا يختلف اثنان بأن هذه خطوة في غاية الأهمية وتُشكر قيادتنا الرشيدة على الإقدام عليها لأن القانون يأتي في الوقت الذي أصبح فيه من المهم أن تواجه الدول جرائم تلك المجموعات بشكل حازم وقوي، خصوصاً مع انتشار تلك المجموعات الإرهابية وتنوع جرائمها التي تسعى إلى بث الرعب والفوضى في الدول ونشر الخراب والموت بين الآمنين.
 
من يرى الوضع في المنطقة، وخصوصاً ممارسات داعش والإخوان لابد وأن تكون لديه ردة فعل قوية وواضحة، وإن كان هذا القانون قد جاء في الوقت المناسب في الإمارات، فإنه وعلى المستوى الاستراتيجي ليس كافياً أن تصدر كل دولة قوانينها وأن تعمل بمعزل عن الدول الأخرى في مكافحة الإرهاب، فهذا التحدي يجب أن يكون ضمن تعاون دولي كبير ومنظم، فالإرهاب اليوم أصبح عابراً للحدود وأصبحت الجماعات الإرهابية موجودة في مواقع ودول تبث فيها أفكارها وتظهر بشكل مفاجئ.
 
ما خسره المسلمون والإسلام خلال السنوات القليلة الماضية بسبب تصرفات تلك الجماعات التي تربط نفسها وأفعالها بالدين كان كثيراً وضاراً جداً، وجعل الآخرين يتساءلون: ما هذا الدين الذي لا يدعو إلا إلى العنف والقتل والإرهاب؟!!
 
 ولا يعرف أولئك أن الإسلام بريء من أفعال تلك المجموعات الخارجة عن طريق الحق والدين.. لذا فإن على الدول أن تحذو حذو الإمارات وغيرها من الدول التي أصدرت قوانينها وشددت إجراءاتها ضد الإرهاب، فصورة الإسلام يجب أن تكون ناصعة كما هي دائماً، ويجب أن يعيش البشر في أمن وأمان واستقرار وألا يسمحوا لهذه الأقلية الجاهلة بأن تعبث بمستقبل العالم.
 
قيادة الإمارات تحملت مسؤوليتها الإنسانية والأخلاقية تجاه العالم ومسؤوليتها التاريخية تجاه هذا الوطن وأبنائه بإصدار هذا القانون الواضح في مواده والصريح في عقوباته المشددة التي تصل إلى حد الإعدام، فأمن الوطن وأمان المواطن واستقرار البلد والمنطقة أمور لا يمكن التهاون فيها... وعلى الآخرين أن يتحملوا مسؤولياتهم أيضاً... ولنتذكر دائماً أن الإرهاب لا دين له ولا مكان ولا زمان.. لذا فإن تضافر الجهود الحكومية والرسمية والأهلية ومنظمات المجتمع المدني بالإضافة إلى الجهود الدولية أمر مهم من أجل حماية المجتمعات والأفراد من خطر الإرهاب.
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره