الأخبار

الكاتب : محمد الحمـادي

2013-11-01

معرض الطيران و"ستراتا"

صناعة المعارض وصناعة الطيران وقصة ستراتا، كلها قصص نجاح تستحق الوقوف عليها، فعندما بدأت الإمارات تنظم معرضاً للطيران في نهايات القرن الماضي كان كل ما يربط دول المنطقة بالطيران هو شراء الطائرات لشركات الطيران التابعة لها، أما ما كان يربط المواطنين بهذه الصناعة هو استخدامهم لهذه الوسيلة للسفر والتنقل بين دول العالم.

اليوم أصبح الوضع مختلفاً تماماً، فصحيح أن الاستخدامات السابقة للطائرات لا تزال كما هي إلا أن شيئين تغيرا. فالاهتمام بمعرض الطيران أصبح أكبر وحجم المعارض كذلك، فضلاً عن عدد المشاركين فيها، أما الشيء الآخر فهو أن الإمارات دخلت مجال صناعة الطائرات، وما مشروع "ستراتا" الذي انطلق منذ أعوام قليلة إلا دليل على ذلك بل إنه دليل على نجاح الإمارات في استثمارها في صناعة المعارض، واستفادتها من الخبرات العالمية التي كانت تزور الإمارات.

وأصبحت "ستراتا" اليوم واحدة من الشركات التي تصنع أجزاء الطائرات العملاقة، كما نجحت في إبرام عقود مباشرة مع شركة بوينج، وكذلك عقدت شراكة مع شركة آيرباص، وأصبحت خلال سنوات قليلة شركة ذات وجود على ساحة صناعة الطائرات، وهذا إنجاز يفخر به كل إماراتي.

أما الإنجاز الأهم في مشروع ستراتا فهو أنه يعتمد بدرجة كبيرة على استقطاب الكفاءات الإماراتية الشابة، ووضعت الشركة لنفسها هدفاً لتحقيقه عام 2015، وهو أن يكون 50 % من العاملين في الشركة من المواطنين، الأمر الذي سيحقق أحلام شريحة كبيرة من الشباب الذين كانوا يحلمون بالعمل في مجال صناعة الطائرات، وها هي الفرصة أتت إليهم.

إن العمل والتخطيط السليم هما اللذان يؤديان إلى تحقيق الأهداف الكبرى، وهذا النموذج من النجاح يجعلنا ننطلق للاستثمار في بقية القطاعات، فالمعارض الكبرى في الإمارات أصبحت تنظم على مدار العام، وفي مختلف المجالات، والكثير منها تمت الاستفادة منها كما هي الحال في مجال الطيران، لكن هناك مجالات أكثر لا تزال معارض استعراضية أو استهلاكية لم نستفد منها بعد بالشكل الصحيح.