مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2014-05-01

الإمارات ومصر... الأسئلة والأجوبة

زيارتي الأخيرة لمصر كانت مختلفة عن جميع زياراتي السابقة فقد كانت فرصة رائعة أن أزورها ضمن وفد من الإعلاميين برئاسة معالي الدكتور سلطان الجابر المسؤول عن ملف مبادرات الإمارات لمصر وشعبها، بهدف الاطلاع عن قرب على ما تم إنجازه من عمل في أرض الكنانة. 
 
ما أثار انتباهي وكان مثار إعجاب كثير من المصريين هو فلسفة الإمارات في دعم مصر، فالإمارات وقفت إلى جانب مصر وقفة الشقيق إلى جانب شقيقه في وقت العسرة، فقام القائمون على أمر المبادرات بالتشاور مع المسؤولين في مصر حول احتياجات البلد ثم قاموا بإختيار المشاريع النوعية وقاموا بدعمها أو تنفيذها.
 
ومبادرات الإمارات في مصر حالياً هي عيادات ومستوصفات طبية، ومصانع أدوية، ومدارس ومساكن ولم يتم إغفال فئة الشباب الذين يعتبرون عماد المجتمعات فتم تخصيص مبادرة لدعم مشاريع الشباب الصغيرة المتوسطة، مشاريع نوعية تحقق أهداف سامية تجاه المجتمع في مصر وشعبه.
 
الإمارات لم تكتفي بهذا الأسلوب المتميز في الدعم بل اختارت أن تشرف على هذه الأعمال بشكل مباشر عن طريق مكتب تم إفتتاحه خصيصاً لهذه المشاريع فضلاً عن الزيارات المستمرة لمعالي سلطان الجابر للاطلاع شخصياً على تفاصيل الأعمال هناك وإطلاق أخرى. لم يمر عام على هذه المبادرة وأغلب المشاريع الكبيرة تحت الإنجاز وخلال أشهر قليلة سيتم تسليم مشاريع ما. 
 
سألني بعض الزملاء الصحفيين المصريين وبعض المهتمين، لماذا تصرف الإمارات كل هذه المليارات في مصر؟ سؤال وإن كان إستفهامي من البعض فبلا شك أنه كان إستنكاري من البعض الآخر.. وفي كل الحالات هو سؤال مشروع، وإجابته واجبة. 
 
كانت الإجابة على هذا السؤال من شقين، أولاً أن أي دولة لن تستمر في دعم دولة أخرى إلى الأبد فهذا الدعم له زمن محدد وسيتوقف فالدول تفرض وجودها واحترامها وقوتها باعتمادها على نفسها وليس على أي بلد آخر. 
 
الشق الآخر من الإجابة كان أن هذا ليس أول دعم من الإمارات لمصر فتاريخ البلدين يزخر بعلاقات قوية لا يمكن تجاهلها أو اختزالها في الدعم الحالي، وفي نفس للوقت بلا شك أن ليس للإمارات أية أهداف خفية من وراء هذا الدعم فما تصرح الإمارات به هو ما لا يجب الالتفاف عليه وهو أن إيمان الإمارات بأن قوة مصر هي قوة للعرب جميعاً وبقاء مصر صامدة واجب وطني وقومي وأخلاقي لا يمكن التخلي عنه فمصر وقفت مع جميع العرب عندما احتاجو إليها واليوم على العرب أن يقفوا بجانبها في هذه الظروف التي ستزول قريباً.. وأكدت لأصدقائي المصريين أن من يعرف حكومة الإمارات يعرف تماماً أنها منشغلة بالخطط التي وضعتها لنفسها حتى عام 2030 وليس في هذه الخطة أي شيء لمخططات موجهة للخارج فكل بنود وأهداف تلك الخطط موجهة للمواطن الإماراتي ولمستقبل الدولة، هذا باختصار وبدون كثير كلام أو البحث عن تفسيرات وتأويلات، والأيام كفيلة بأن تثبت للمتشككين الحقيقة بلا رتوش. 
 
الجميل في تلك الزيارة ما لمسناه من الشعب المصري وبالتحديد من الإنسان المصري البسيط من حب لشعب الإمارات، وخلال لقاءنا بأولئك الأشخاص لم يكونوا يكفون عن الدعاء للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه ويذكرون محاسنه وأفعاله الخيرة في مصر، كما أن شكرهم وتقديرهم لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» ورعاه كان واضحاً وكبيراً وتقديرهم للدور الذي يقوم به الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
 
ما لمسته كان حباً صادقاً بين بلدين وشعبين سيدوم إلى الأبد.
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-05-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره