مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2023-10-01

اختراق في أزمات العالم

أحد ميزات الدبلوماسية الإماراتية أنها تتقن «فن اختراق» الأزمات الدولية المعقدة التي يعتقد الأغلب أن نتيجتها صراع عسكري حتماً وتخرج منها بحل مبتكر غير متوقع أو ما يعرف في علم الإدارة من «خارج الصندوق».
 
 
وآخر تلك الاختراقات الدبلوماسية الإماراتية كان الاقتراح بـ»الممر الاقتصادي» الذي يربط الهند بأوروبا عبر المرور بدولة الإمارات والمملكة العربية السعودية والأردن وإسرائيل إلى أوروبا والمشروع يلقى اهتماماً رسمياً من الإدارة الأمريكية.
 
 
أما عن اختراقات إماراتية لأزمات سابقة فسوف أكتفي بمثالين ولكنهما ليسا حصراً. المثال الأول: اختراق الأزمة الفلسطينية-الإسرائيلية التي أرهقت العالم وليس العرب فقط، واستنزفت طاقات ومقدرات الشعوب العربية بكافة أنواعها حيث استطاعت الإمارات من خلال الاتفاقية الإبراهيمية أن تخلق أو تجد أرضية مشتركة للحوار العربي-الإسرائيلي من أجل التفاهم حول أفضل الحلول لحفظ حق الشعب الفلسطيني من خلال الحوار والتفاوض بدل القتل والتدمير. المثال الثاني لنجاح الدبلوماسية الإماراتية في إنهاء أزمة معقدة التوسط لإنهاء أطول حرب في القارة الأفريقية استمرت لأكثر من ثلاثة عقود من خلال الوساطة بين إثيوبيا وإريتريا عام 2008. 
 
 
الصفة الغالبة على أزمات منطقة الشرق الأوسط التي تتنافس عليها القوى الدولية والإقليمية أنها أزمات «مفتوحة» أي أنها لها بداية ولكن التفكير في إنهاءها مسألة تكاد تكون مستحيلة، وكان هناك قلق أن تتحول مسألة التنافس الأمريكي-الصيني الدولي لتضاف إلى إحدى أزمات منطقتنا إلا أن «الممر الاقتصادي» رغم تكرار البعض بأنه ليس جديداً إلا أن الدبلوماسية الإماراتية من خلال تقديرها الاستراتيجي اختارت» اللحظة والمكان لإحيائه لتحقق بذلك انفراجه أو اختراق دبلوماسي جديد لاحتمالات أزمة دولية جديدة ربما كانت تداعياتها كارثية على المنطقة التي بدت تشكل «أمل العالم» في الاستقرار والتنمية من خلال المشروعات التي تطرحها أغلب دول المنطقة. 
 
 
والاختراق الإماراتي في الأزمات لا تقتصر على تهدئة التنافس أو الصراع بين ا لخصمين وإنما يتحول الأمر إلى فرصة سانحة من خلال خلق أرضية قوية أساسها المشاريع الاقتصادية والمبادرات التنموية، هذا ما حصل في  الحالات الثلاثة التي كلما يمر ذكرها فمثلاً بدأ الحديث عن الفوائد والإيجابيات التي سيحققها «الممر الاقتصادي» على الدول التي سيمر بها من ناحية الوظائف وحال الأمن والاستقرار والربط المنفعي بين الدول بل إن التفكير بدأ يتجه ناحية أن «الممر الاقتصادي» هو مكمل لمبادرة «الحزام والطريق» إذا ما صفت النية السياسية للمشروع الحال ينطبق على إثيوبيا التي بدت تصبح واحدة من الدول الاقتصادية النامية في القارة الأفريقية.
 
 
صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، حفظه الله، يكاد يكون أقرب قائد في العالم إلى الناس بمختلف جنسياتهم ولك أن تسترجع ذاكرتك أو تستعرض ردود الفعل التي تحملها وسائل التواصل الاجتماعي أينما حل في العالم لأنه استطاع أن يكسب قلوب الناس بتوجهاته السلمية وما يبذله من جهود في تحقيق الاستقرار العالمي سواءً في مواجهة ما يسعون إلى زعزعة الاستقرار أو من خلال مساعيه الدبلوماسية للتقريب في وجهات نظر المتخاصمين، وبالتالي فإن «شكر» الرئيس الأمريكي جو بايدن في قمة العشرين التي انعقدت في الهند في سبتمبر الماضي وأمام مشهد تنقله وسائل الإعلامية يدل على ما يقوم به سموه لخدمة البشرية.  
 
 
الإمارات، دولة تعمل بلا ضجيج في تحقيق إنجازاتها باعتبار أنها تبحث عن مصلحة الإنسانية. وقادتها يشجعون صناع القرار في العالم على التركيز على الجوانب التنموية والاقتصادية كونها عوامل التي تعمل على تقوية وثبات أسس التعاون الدولي وكلما اتسعت دائرة المصالح على مستوى الإقليم والعالم كلما قلت الاحتكاكات والصراعات والحروب، لذا تجد دولة الإمارات اليوم قريبة جداً من كل دول العالم بتلك الفلسفة.
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره