مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2012-09-01

الإعلام..مرآة..أم أداة حرب؟!

من المهم أن لا نعتبر الإعلام أداةً عاطفية يبث الدراما الإخبارية والأفكار الرومانسية، الإعلام في كثيرٍ من أجزائه هو أداة مناقشة لقضايا تمس الواقع والأحداث اليومية، وهذه تتطلب التغطية المباشرة من دون أن نكون عاطفيين في إدارتها أو معالجتها، لهذا اتخذت بعض القنوات منهجاً موضوعياً في التعامل مع الخبر، حتى القتيل في أشرف المعارك لا يسمونه شهيداً، وهذا لا يعني الانتقاص من المعركة أو تضحيات رجالاتها وشجعانها غير أنها رؤية لتنقية الإعلام من العاطفة، وتغليب المباشرة اللغوية والمنطقية والعقلانية في التعامل مع أصعب الأحداث وأشرسها، كلنا نعرف أن فلسطين أخذت جزءاً من جهدنا وأعمارنا وأموالنا، وأنها أخذت من رجالات فلسطين الأقوياء، أعمارهم وأرواحهم وأجسادهم، غير أن التناول العاطفي للقضية هو الذي جعل حالتها الإعلامية تخفت. 
 
الإعلام الخبري لا يعتمد على العواطف الجياشة، ولا يعتمد على الخروج عن سياق الواقع والحدث ومناقشته فعلياً بشكلٍ عقلاني ومنطقي، بل يحتاج إلى تحليلٍ موضوعي يشترك فيه المذيع والمراسل والضيف، العاطفة تُحتمل من الضيف، ذلك أنه يعبر عن فكر لا عن مؤسسةٍ أو عن أسلوب خبري، لهذا يحتمل منه ما لا يحتمل من غيره من المراسلين والمذيعين، لكن الكارثة أن يكون المذيع أو المراسل عاطفياً من دون الحاجة إلى تلك العاطفة، يرد أن لا يسيطر الإنسان على عاطفته أثناء أداء مهنته الإعلامية لكن يجب أن لا تمتد العاطفة لتشل المهنية. 
 
الإعلام القوي هو الذي يستطيع أن يكوّن "بانوراما" إخبارية حقيقية، بعيدةً عن الدراما الأيديولوجية أو التغطية الجزئية، لأن الإعلام مرآة وليس أداة حرب، الإعلام صورة وخبر ونمط تغطية، وليس خنجراً أو مدفعاً للمواجهة، البعض يصف القنوات الإخبارية الموضوعية بأنها "الناعمة" أو "الهادئة" أو "الباردة" أحياناً، لكن بكل الأحوال البعد عن التغطية الأيديولوجية نجاح كبير، وهذا امتحان صعب على بعض القنوات التي تنتمي لطائفةٍ أو تعظم زعيماً أو تؤدلج فكرة. 
القنوات الإعلامية العربية تشبه صندوق التفاح، حين تكون إحداها فاسدة فإنها تهدد أخواتها، والعبء على المسؤولين والحكومات أن توقف هذا الزحف المستشري المرضي للإعلام الطائفي الضار الذي لا يزيد المجتمعات إلا احتقاناً. 
 
الكثير من العقل والموضوعية ومباشرة اللغة، والقليل من الهياج الجماهيري والتغطية الأيديولوجية والفحش الشتائمي، هذا ما يتطلبه الإعلام الآن، فهل هذا مجد وقاسي وصعب ومستحيل؟! .
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-05-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره