مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2013-08-01

الخليج وسقوط الإخوان في مصر

تفاجأت دول الخليج من التقارب بين حكومة الإخوان في مصر والنظام الإيراني، فمنذ اليوم الأول من وصول الإخوان إلى الحكم في مصر كان التساؤل الذي يطرح في الخليج كيف ستكون علاقة هذه  الحكومة بذاك النظام؟ وفي بعض المواقف أعلنت الحكومة المصرية بأنها تقف إلى جانب دول الخليج وتساندها في قضاياها وحقوقها، ولكن ما حدث على أرض الواقع كان مختلفاً عن ذلك تماماً فالتودد والعلاقات بين البلدين أخذت منحناً تصاعدياً واضحاً، في المقابل كانت العلاقات بدول الخليج تسوء، وتطورت العلاقات مع إيران لدرجة أن قائد الحرس الجمهوري قام بزيارة إلى القاهرة في ديسمبر الماضي وبعد زيارته بأقل من شهر وصل وزير الخارجية الإيراني إلى القاهرة ومعه وفد تجاري ضخم وتم الاتفاق على مشاريع والحصول على وعود في مشاريع بمليارات الدولارات، كما بدأت الوفود السياحية الإيرانية تصل إلى مصر ووفود مصرية تذهب إلى طهران، لذا كان من الطبيعي أن تقلق دول الخليج من حكم الإخوان.
 
إن عمل دول الخليج على دعم وجود نظام حكم عاقل في مصر يبدو مشروعاً؛ فمصر هي التي تملك الثقل العربي الحقيقي لذا فمن غير الطبيعي أن يكون لها دور غير ذلك أو أن تكون سبباً في تقوية الدور الإيراني في المنطقة على حساب دول الخليج، فجاء دعم دول الخليج لإعادة مصر إلى مكانتها ودورها الإقليمي والعربي.
 
بالإضافة إلى ذلك فإن تنظيم الإخوان الدولي قام بالإيعاز لأتباعه في دول الخليج من أجل القيام بتغييرات مشابهة للتغييرات التي شهدتها مصر وتونس وليبيا. ومحاولات الإخوان المستمرة لفرض التغيير السياسي في دول الخليج لم يكن واقعياً؛ فقد أعتقد إخوان مصر وإخوان الخليج إن الفرصة أصبحت مواتية لهم للصعود، وقام إخوان مصر بتحريض أتباعهم في الخليج بإتباع نفس الأساليب من أجل الوصول إلى الحكم والتغيير، لكنهم لم يكونوا يدركون إن الواقع مختلف تماماً بين دول الخليج ومصر.
 
وكانت ردة فعل إخوان الخليج بعد سقوط مرسي مفاجئة للجميع، فحالة الغضب الهستيري والحزن الكبير الذي عاشوه مثير للدهشة، وخطابهم وكأن رئيس دولتهم هو الذي عزل وليس رئيس دولة شقيقة متناسين أن قرار عزله جاء من الشعب ومن خلال تلك الملايين التي خرجت وطالبته بالرحيل وليس من أحد آخر.. وكانت مفارقة كبيرة بين موقف إخوان الخليج الذين يحتجون على حكوماتهم في كل شيء ولا يعجبهم منها أي شيء وموقفهم من حكم مرسي الذي أثبت فشله ولكنهم يرونه أفضل حاكم بل ويطالبون بعودته وكأنه ولي أمرهم!.
 
الإخوان الذين لا يعترفون بالديمقراطية ولا بالتعددية ويقوم نظامهم على السمع والطاعة العمياء لقياداتهم، أصبحوا يتكلمون عن الديمقراطية ويتغنون بصناديق الاقتراع لأنهم يرون أنها تعطيهم الحق والشرعية للوصول إلى الحكم، فأصبحوا يتكلمون عن الأغلبية وعن صناديق الاقتراع ويرون أنها كافية كي يحكموا ويبقوا في الحكم إلى الأبد..وينسون أن الديمقراطية هي حكم الشعب بالشعب وليس حكم الشعب بالجماعة!! الأمر الذي أوصل مصر إلى مرحلة أصبحت فيها تُحكم من مقر الإخوان وليس من رئاسة الجمهورية!.
 
تفاصيل الموقف الخليجي تجاه حكم الإخوان في مصر كثيرة وهاتين النقطتين تعتبران الأبرز بين الأسباب التي رأت دول الخليج أن الواجب يحتم عليها أن تقدم الدعم المادي الذي يساعد التغيير على الصمود والاستمرار.
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-05-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره