استطلاع الرأى
مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟
- ممتاز
- جيد جداً
- جيد
بقلم: جابر اللمكي
رئيس الإدارة التنفيذية للاتصال الدفاعي
في عالم يعج بالاستقطابات والتحالفات المتقلبة، تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة رسم مسارها الخاص بثقة واتزان، مؤكدة موقعها كقوة استقرار وفاعلية وسط محيط إقليمي ودولي مضطرب. وليس هذا النهج وليد اللحظة أو نتاج ظرف طارئ، بل هو امتداد طبيعي لمسيرة وضع لبناتها الأولى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أراد للإمارات أن تكون جسراً للتواصل، ومنارة للسلام، وقوة توازن تنطلق من مبادئ راسخة لا تتبدل مع تبدل الأزمان.
آمنت الإمارات منذ تأسيسها بأن السيادة الحقيقية لا تنفصل عن الانفتاح، وأن بناء المكانة الدولية لا يتم عبر الاصطفاف وراء المحاور، بل من خلال سياسة خارجية مستقلة، تحكمها المصلحة الوطنية العليا وتوجهها رؤية استراتيجية بعيدة المدى. ومن هذا المنطلق، تقف الدولة اليوم على مسافة متوازنة ومعتدلة من جميع الدول الشقيقة والصديقة، شرقًا وغربًا، شمالًا وجنوبًا، واضعة في صلب سياستها تنويع الشراكات، وتوسيع قنوات التعاون، وترسيخ الجسور بدلاً من الحواجز.
وفي هذا السياق، تبرز زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله»، إلى روسيا وأنغولا، كترجمة حية لنهج إماراتي يتقن فن التواصل مع مختلف القوى العالمية، ويؤمن بأهمية الحوار حتى في أصعب الظروف. لقد عكست مراسم الاستقبال التي خصّصت لسموه في العاصمتين موسكو ولواندا مكانة الإمارات واحترام العالم لسياستها المتزنة، القائمة على الوضوح، والاستقلالية، والالتزام بدعم الأمن والسلام الدوليين.
وهذه المكانة المرموقة التي تحظى بها الإمارات اليوم، لم تأتِ من فراغ، بل من واقع ملموس تؤكده أرقام وتفاصيل الحياة اليومية في هذا الوطن، حيث تحتضن الدولة أكثر من 200 جنسية ينعمون بالسلام والتسامح والطمأنينة. الإمارات ليست فقط مركزًا اقتصاديًا وسياسيًا، بل وطن للجميع، ونموذج إنساني متفرد نجح في بناء مجتمع منسجم في منطقة لا تزال تتقلب بين التحديات. لقد أصبحت الدولة منارة أمل لأحلام الشباب من كل أنحاء العالم، ومثالاً يُحتذى به في القدرة على صناعة الفرص وسط التوترات.
وسفينة الإمارات، وإن كانت تمخر عباب بحر مضطرب، فإنها ماضية بثبات لأنها بقيادة ربّان يعرف جيدًا وجهته، ويعي التحديات، ويقتنص الفرص ببصيرة الصقر. فقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان «حفظه الله» تمثل اليوم بوصلة دقيقة توجه السفينة الوطنية نحو مستقبل أكثر أمنًا واستدامة، واضعة نصب عينيها سلامة الدولة، وتعزيز مكانتها، واستشراف الخمسين عامًا القادمة من الإنجاز والتفوق.
إن سياسة التوازن في التحالفات التي تنتهجها الدولة لا تمنحها فقط مرونة في المواقف، بل تعزز من قدرتها على حماية استقلال قرارها، وتوسيع هامش تحركها، وتقديم نفسها كوسيط محايد يمكن الوثوق به في أوقات التوتر والصراع. إنها سياسة تقوم على إدراك عميق لحقيقة أن قوة الدولة لا تُقاس فقط بقدراتها الذاتية، بل أيضًا بقدرتها على بناء شبكة شراكات متنوعة ومتكافئة تحصن مصالحها، وتعزز حضورها، وتكرّس دورها كمساهم إيجابي في صناعة الاستقرار العالمي.
وهكذا، تواصل الإمارات مسيرتها المتوازنة بثقة، مستندة إلى إرث المؤسسين، وماضية نحو المستقبل بعزيمة الحاضر وبصيرة القيادة.. لتبقى كما كانت دائمًا: شريكًا يُعتمد عليه، وقوة توازن، وواحة استقرار وسط عالم تتقاذفه الأزمات.
مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟
لا يوجد تعليقات