الأخبار

2025-12-09

متحدين .. بقوة الاتحاد

بقلم: جابر اللمكي
رئيس الإدارة التنفيذية للاتصال الدفاعي

نحيي هذا العام عيد الاتحاد تحت شعار «متحدين»؛ شعار يحمل في طياته روح التجربة الإماراتية منذ اللحظة الأولى لتأسيس الدولة في الثاني من ديسمبر 1971. ففي ذلك اليوم التاريخي لم تتحد الجغرافيا فحسب، بل توحدت الرؤى والإرادات، لتولد دولة استثنائية استطاعت خلال عقود قليلة أن تتحول إلى نموذج عالمي في الوحدة والتلاحم والريادة والتنمية المستدامة.

إن كلمة «متحدين» ليست عبارة احتفالية تُرفع على منصات الاحتفال فحسب، بل هي تعبير صادق عن روح وطنية راسخة، وعن سرّ القوة الذي جعل الإمارات تتقدم بخطوات واثقة نحو المستقبل.

لقد أكد اتحادنا منذ نشأته أن البناء الحقيقي يبدأ من الإنسان، وأن تلاحم القيادة مع الشعب هو الأساس الصلب لأي نهضة. ومن بين الركائز التي دعمت هذا الاتحاد ورافقت مسيرته، تبرز وزارة الدفاع بوصفها أحد الأعمدة التي بُني عليها هذا الصرح الوطني. فالوزارة لم تكن فقط مؤسسة عسكرية تتولى حماية الحدود، بل كانت وما تزال مدرسة قيم ومصنع رجال ونساء، وجسراً يربط بين الهوية الوطنية وروح المسؤولية، وبين القوة العسكرية والرسالة الإنسانية للإمارات.

وتؤدي وزارة الدفاع دوراً جوهرياً في تعميق مفهوم «متحدين» عبر العديد من المسارات؛ فهي تحمي الوطن بسواعد أبنائه، وتساند جهود الدولة الإنسانية في أصقاع العالم، وترسخ صورة الإمارات كقوة للسلام والاستقرار الإقليمي والدولي. وإلى جانب دورها الدفاعي، تسهم الوزارة برؤيتها الحديثة وبرامجها المتقدمة، في إعداد جيل جديد من القيادات العسكرية الإماراتية، القادرة على صون المكتسبات ومواصلة المسيرة، وتمثيل قيم الاتحاد في كل الميادين.

وفي ظل قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تتجدد روح الاتحاد كل يوم، وتتعزز مسيرة البناء بخطوات مدروسة ورؤية تستشرف المستقبل. لقد جعل سموه من الاتحاد منهجاً للعمل والإبداع، ومن الوحدة الوطنية قاعدة للثقة، ومن الإنسان هدف التنمية وغايتها. ومن خلال هذه الرؤية، تتعزز قدرات قواتنا المسلحة، وتتوسع مساهماتها في ميادين الإنسانية، ويتكرس دورها كدرع حصين يحمي المكتسبات ويرسم حدود الأمان لهذا الوطن العزيز.

إن عيد الاتحاد هو عهدٌ متجدد، ووعدٌ نعيد التأكيد عليه كل عام، عهد بالولاء للقيادة، بالانتماء للوطن، وبالالتزام بقيم المؤسسين الذين آمنوا أن الاتحاد هو الطريق الأوحد للنهضة والتقدم والازدهار. وهو أيضًا فرصة للاعتزاز بما حققته الإمارات من إنجازات جعلت منها قصة نجاح عالمية تُروى، ورمزاً يُحتذى في القوة الهادئة، والتنمية المتوازنة، والقدرة على تحويل الحلم إلى واقع يتجاوز التوقعات.
متحدين… نواصل اليوم مسيرة الاتحاد، متمسكين بقيم آبائنا المؤسسين، مؤمنين بأن الدفاع عن الوطن فخر، والمساهمة في بنائه شرف، وأن توحيد الجهود هو بوصلتنا نحو مستقبل أكثر أمناً وازدهاراً.
متحدين… نمضي معاً تحت راية قيادة رشيدة جعلت من الإمارات وطنًا يُلهم العالم، ومن شعبها قوة تصنع التغيير، ومن اتحادها نموذجاً تتطلع إليه الأمم.

كل عام والإمارات بخير…
كل عام ونحن متحدين.