مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2014-04-01

نظم مواجهة تهديدات المواد الكيماوية والبيولوجية والإشعاعية والنووية

أثبتت تجربة التعامل مع الحوادث، المقصودة أو غير المقصودة، المترتبة على استخدام المواد الكيماوية والبيولوجية والإشعاعية والنووية في الآونة الأخيرة وجود فجوة بين الممكن والواقع حتى على مستوى التمارين التدريبية، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول كيفية الاستعداد للتعامل مع مثل هذه المواد.
وقد أدى حادث الهجوم الذي تعرض له قطار الأنفاق في مدينة  طوكيو اليابانية في عام 1995 إلى تعرض الضحايا للتلوث فيما عُرف لاحقاً على نطاق واسع بسلسلة الحوادث.
وقد اختفت البراهين الدالة على التلوث، والقدرة على رصد ومتابعة عدد كبير من الضحايا أثناء عملية إخلاء الضحايا ونقلهم إلى المستشفيات المختلفة لتلقي العلاج، وهو موقف يعتبر مرفوضاً في حالة التعرض لهجوم بالمواد الكيماوية والبيولوجية والإشعاعية والنووية. وغالباً ما يحدث هذا الإهمال العملياتي بسبب عدم وجود رؤية عملياتية واضحة أثناء تنفيذ المهمة.
 
ويشكل استخدام العدو للمواد الكيماوية والبيولوجية والإشعاعية والنووية خطراً دائماً في ساحة القتال، ويشكل خطراً متزايداً على الحياة المدنية بصورة خاصة.
وتتيح أساليب التكنولوجيا المتقدمة حالياً إمكانيات الرصد المبكر والتمييز وأسلوب التعامل بما يكفل حماية القوات الصديقة والسكان المحليين.
 
وتشتهر شركة Thales بخبرتها الطويلة في مجال دمج الأنظمة، وتعتبر إحدى الشركات العالمية الرائدة في مجال أنظمة المهام الحساسة لتحقيق الدفاع والأمن. ويشترك هذان المجالان من الناحية التاريخية في حيازتهما لأنظمة الاستشعار وتجهيز البيانات. وتتيح الشركة للقوات المسلحة والسلطات المسؤولة عن الأمن المدني إمكانية دمج أساليب التكنولوجيا المختلفة اللازمة الخاصة بالمواد الكيماوية والبيولوجية والإشعاعية والنووية. وتتمتع شركة Thales اليوم بخبرة عريضة تمتد إلى أكثر من عشرين عاماً في مجال تقويم التهديدات الخاصة بالمواد الكيماوية والبيولوجية والإشعاعية والنووية في الدول والمؤسسات الأوروبية المختلفة. وتضم قائمة العملاء المتعاملين مع شركة Thales عملاء كثيرين من بينهم القوات المسلحة في كل من فنلندا وفرنسا وإيطاليا وسويسرا، علاوة على سلاح البحرية الألمانية والشركات الإيطالية المعنية بمكافحة الحرائق.
 
وقد صرح إيف جوبير، مدير إدارة المواد الكيماوية والبيولوجية والإشعاعية والنووية بشركة Thales، بأن «التعقيدات الشديدة التي تنطوي عليها الحوادث الخاصة بالمواد الكيماوية والبيولوجية والإشعاعية والنووية تعني أن من الضروري وجود مهندس قادر على التعامل مع كافة النواحي الهندسية الخاصة بتلك المواد. ويقوم المهندس بتغطية كافة المهام، بدءاً بالمهام التشغيلية وحتى تنفيذ النظام أو حتى تسليمه بصورة نهائية، وذلك حتى يضمن تماسك وكفاءة وإدارة تكاليف العمر الافتراضي أو الدورة الحياتية للنظام. وفيما يتعلق بكافة النواحي الأمنية المتعلقة بالمواد الكيماوية والبيولوجية والإشعاعية والنووية تقترح شركة Thales على عملائها التصميم المثالي لكل نظام».
 
وقد عملت خدمات الطوارئ على مدار سنوات عديدة على دراسة طرق التعامل المختلفة لتحديد الأساليب والمتطلبات التشغيلية، علاوة على وضع الخطط اللازمة للتعامل مع الحوادث المتعلقة بالمواد الكيماوية والبيولوجية والإشعاعية والنووية.
وقد قامت الوزارات المسؤولة عن الأمن المدني والمفوضية الأوروبية بإطلاق عدة مشاريع للبحوث والتطوير في أوروبا خلال السنوات الأخيرة، الأمر الذي أدخل كبار المساهمين في شراكة مع المعاهد الحكومية والمختبرات الجامعية وشركات تصنيع الأجهزة والمعدات والشركة المعنية بدمج الأنظمة.
 
ورغم أن التعامل مع المواد الكيماوية والبيولوجية والإشعاعية والنووية قد يكون مشابهاً للتعامل مع الكوارث الطبيعية والحوادث المتعمدة (قد يكون التعامل مطابقاً في حالة الحوادث البيولوجية الشديدة الخطورة) إلا أن مرحلتي الوقاية والتحقيق الجنائي في عمليات الهجوم باستخدام المواد الكيماوية والبيولوجية والإشعاعية والنووية يجب دمجهما معاً أثناء عملية التخطيط. ويجب أيضا تحديد صانعي القرار، وإعادة تقييم الإجراءات المشتركة بصورة مستمرة.
ولذلك، يعتبر دمج النظام، رداً على أي حادث هجومي، الحل الأمثل للمشاكل المتعلقة بالسلوك البشري العملي المعقد. وأخيراً، تعتبر عملية الدمج ومعرفة الأسباب من العوامل المهمة الحاسمة في الحفاظ على العينات التي سيتم تحليلها واستخدامها كأدلة جنائية للطب الشرعي.
 
وقال السيد جوبير إن «تصميمات أنظمة المعلومات التي تضعها شركة Thales ترمي إلى تمكين كافة الضباط المتواجدين في المواقع المختلفة، واستخدام الآلات الحاسبة المختلفة لتبادل المعلومات بصورة شبه فورية مع المسؤولين المعنيين المتواجدين في الميدان. وتؤدي الرؤية العالية، أكثر من أي وقت مضى، إلى تبسيط الإدارة المركزية للمعلومات بما يتيح للمسؤولين عن القيادة والتحكم اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب». وأضاف السيد جوبير أن «الأنظمة الأمنية التي تقدمها شركة Thales في مجال المواد الكيماوية والبيولوجية والإشعاعية والنووية أنظمة قياسية معيارية تتميز بسهولة استخدامها وإمكانية العمل بصورة متوافقة مع الأنظمة الأخرى. هذا بالإضافة إلى وجود حزمة متكاملة من التدريب والدعم اللوجستي التي يتم تأمينها تبعاً لحاجة كل عميل. ولضمان تحقيق أعلى مستوى من العمل والعمر الافتراضي، تهدف الأنظمة الأمنية التي تقدمها شركة Thales إلى تقديم الدعم اللازم لمواكبة التطورات السريعة التي تشهدها تقنيات أنظمة الاستشعار الخاصة بالمواد الكيماوية والبيولوجية والإشعاعية والنووية، ويشهدها قطاع الاتصالات، الأمر الذي يتيح إمكانية تحديث تلك الأنظمة دون التأثير سلباً على معياريتها أو قابليتها للعمل بصورة متوافقة مع الأنظمة الأخرى».
 
كما تعتبر عملية الدمج ومعرفة الأسباب من العوامل المهمة الحاسمة في أمن المواد الكيماوية والبيولوجية والإشعاعية والنووية، حيث يستلزم الأمر التأكد من سيطرة المعنيين على الوضع، سواء في مجال التعامل مع الضحايا أثناء تلقي العلاج أو تطهيرهم من التلوث أو إخلائهم من الميدان، أو في مجال إضافة مستلزمات أو مهمات جديدة أو في مجال التخلص من النفايات. وأكد السيد جوبير أن «استخدام التقنيات الخاصة بالاتصالات اللاسلكية المتعددة، سواء كانت لاسلكية أو «واي فاي»، يساهم في دمج الاتصالات، وتجنب ضياع الصور أو فقدانها. علاوة على ذلك، من الضروري حل مشكلة المعلومات «الخطأ سواء كانت إيجابية أو سلبية» False-Positive/False-Negative Dilemma، وهنا تستطيع شركة Thales أن تعول على خبرتها الطويلة التي اكتسبتها في مجال دمج ومعايرة وتعديل أنظمة الاستشعار المتعددة من أجل تحقيق التوافق التام بين المعلومات الإيجابية الخطأ False Positives والمعلومات السلبية الخطأ False Negatives التي يتم تعديلها تبعاً لمتطلبات التشغيل».
 
إدارة أنظمة الاستشعار اليوم وغداً
لا تقتصر عملية وضع برنامج المواد الكيماوية والبيولوجية والإشعاعية والنووية، كما رأينا من قبل، على امتلاك أنظمة الاستشعار المختلفة، حيث تحتاج بكل تأكيد إلى التفكير في المهمة وفي التصميم الكلي للنظام وفي اختيار ودمج أنظمة الاستشعار المعدلة وإدارتها بصورة سليمة.
واختتم السيد جوبير قائلاً إن «التجربة التي اكتسبناها من البرامج السابقة لا تكفي لتصميم نظام مفتوح قابل للتطوير ويمكن الاعتماد عليه، وهو النظام الذي سيقوم بدمج الأساليب التكنولوجية المستقبلية. ونظراً لأن شركة Thales شركة متخصصة في مجال دمج الأنظمة الخاصة بالمواد الكيماوية والبيولوجية والإشعاعية والنووية، لا تدخر الشركة وسعاً في ضخ الاستثمارات اللازمة  لفهم واستيعاب طافة النتائج التي تخرج بها دراسات البحوث والتطوير، سواء تلك التي انتهت مؤخراً أو التي مازالت قيد البحث والدراسة، من أجل التوصل إلى رؤية تؤدي إلى ابتكار تصميمات وتقنيات جديدة، الأمر الذي سيساهم في رفع مستوى الكفاءة في التعامل مع الحوادث المتعلقة بالمواد الكيماوية والبيولوجية والإشعاعية والنووية».
 
إدارة المنشأة
طرحت شركة Thales نظاماً فريداً يرتكز على وحدة أدوات التصميم والمحاكاة الخاصة بنظام إدارة المواد الكيماوية والبيولوجية والإشعاعية والنووية» CBRN Architect الذي أنتجته شركة Thales لمساعدة الشركات المساهمة الدفاعية والمدنية في إدارة منشآتها الخاصة بالمواد الكيماوية والبيولوجية والإشعاعية والنووية.
ويطرح نظام إدارة المواد الكيماوية والبيولوجية والإشعاعية والنووية» CBRN Architect الذي أنتجته شركة Thales مجموعة من الوظائف مثل دمج المواقف والسيناريوهات العملياتية، واستيعاب CONOPS وعمليات وتصميم النظام ككل، علاوة على المكونات الرئيسية.
 
وعن طريق تسجيل إحداثيات كل نظام من الأنظمة يقوم «نظام إدارة» CBRN Architect بتقييم نتائج أي سيناريو من سيناريوهات المواد الكيماوية والبيولوجية والإشعاعية والنووية، وأثرها على البيئة والبنية الأساسية والسكان والقوات.
ويعمل تحليل متعدد المعايير لنتائج المحاكاة Simulation Outputs والمؤشرات غير الوظيفية Non-Functional Indicators (مثل التكاليف والقيود اللوجستية وإمكانية الصيانة، إلخ) بعمل تقييم لمزايا النظام وعيوب، ويتيح إمكانية خفض التكاليف وتحسين الأداء عن طريق تقييم «مؤشرات الأداء الرئيسية» Key Performance Indicators: KPI.
 
نظام المراقبة المتحركة والتقييم Thales iCAS
نجحت شركة Thales في تطوير ودمج «نظام تقييم المواد الكيماوية والبيولوجية والإشعاعية والنووية» CBRN Assessment System: iCAS كنظام يساهم في خفض التكاليف من أجل خدمة الشركات العاملة في مجال الأمن الداخلي. ويتم تركيب النظام داخل المركبات المدنية الخفيفة، وهو يسمح، في حالة الحركة، بعمل تقييم سريع للبيئات الخطرة المحتملة. وتقوم المركبة ببث معلومات فورية عن الموقع إلى مركز القيادة من أجل تسهيل عملية اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب. ولضمان تحقيق ذلك، يتم تجهيز المركبة بأنظمة استشعار ثابتة ومتحركة للمواد الكيماوية والبيولوجية والإشعاعية والنووية CBRN Fixed And Deployable Sensors لرصد وتحديد مصدر الخطورة. كما يمكن للمركبة أيضاً جمع وإرسال معلومات وصور مرئية حول حالة الأرصاد الجوية. ولتسهيل عملية الحصول على تلك المعلومات تم تجهيز «نظام تقييم المواد الكيماوية والبيولوجية والإشعاعية والنووية» CBRN Assessment System: iCAS بشاشات عرض مزودة بخريطة توضيحية للرؤية المشتركة Intuitive Map Based ‘Shared View’ Displays، وتحدد هذه الشاشات المواقع والطرق وسبل التحكم في مصدر الخطورة. كما أن المركبة مجهزة أيضاً بنظام متكامل لإدارة المعلومات، وهو النظام الذي يقوم بعرض المعلومات بطريقة فورية وفعالة على طاقم تشغيل المركبة ورؤسائهم المسؤولين عن التعامل مع الحوادث، الأمر الذي يسمح بالإطلاع على بيانات الموقع وإصدار التعليمات المناسبة.
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-05-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره