مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2023-09-28

الإمارات‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬العشرين بؤرة‭ ‬ضوء‭ ‬ومصدر‭ ‬إلهام‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط

تعكس‭ ‬مشاركة‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬العشرين‭ ‬كضيف‭ ‬شرف‭ ‬للعام‭ ‬الثاني‭ ‬على‭ ‬التوالي‭ ‬مكانتها‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬المتنامية‭ ‬والثقة‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬سياساتها‭ ‬وتوجهاتها‭ ‬المعتدلة‭ ‬والمتوازنة‭. ‬وهذا‭ ‬الثقل‭ ‬الدولي‭ ‬والمكانة‭ ‬البارزة‭ ‬التي‭ ‬اكتسبتها‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬نتيجة‭ ‬سياساتها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتنموية‭ ‬الناجحة‭ ‬وجهودها‭ ‬البارزة‭ ‬لدعم‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬الدوليين‭ ‬ونشر‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬والدفع‭ ‬قدماً‭ ‬باستراتيجيتها‭ ‬الداعية‭ ‬لتغليب‭ ‬لغة‭ ‬الحوار‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬لحل‭ ‬الأزمات‭ ‬الدولية،‭  ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬معضلة‭ ‬وتحدياً‭ ‬صعباً‭ ‬يواجه‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬التنمية‭ ‬وازدهار‭ ‬الشعوب‭.‬
 
 
 
بقلم العقيد الركن/ يوسف جمعه الحداد
 
هذه‭ ‬المشاركة‭ ‬الإماراتية‭ ‬في‭ ‬تكتلات‭ ‬أو‭ ‬منظمات‭ ‬القمم‭ ‬أو‭ ‬قمم‭ ‬ولقاءات‭ ‬دولية‭ ‬كبرى‭ ‬تصنف‭ ‬باعتبارها‭ ‬محاور‭ ‬متضادة‭ ‬أو‭ ‬متنافسة‭ ‬تعكس‭ ‬اعتدال‭ ‬وتوازن‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬الإماراتية‭ ‬وقدرتها‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬علاقات‭ ‬قوية‭ ‬مع‭ ‬الجميع،‭ ‬وأن‭ ‬تلعب‭ ‬دوراً‭ ‬حيوياً‭ ‬كجسر‭ ‬للحوار‭ ‬والتواصل‭ ‬وتقريب‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬والمواقف‭ ‬بين‭ ‬المتنافسين‭ ‬والخصوم‭ ‬الاستراتيجيين،‭ ‬وبما‭ ‬يصب‭ ‬في‭ ‬مصلحة‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬الدوليين‭. ‬من‭ ‬هنا‭ ‬وفي‭ ‬ضوء‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬وغيره‭ ‬من‭ ‬الشواهد‭ ‬والبراهين،‭ ‬فإن‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬للغاية‭ ‬اعتبار‭ ‬انضمام‭ ‬الإمارات‭ ‬إلى‭ ‬تكتل‭ ‬‮«‬بريكس‮»‬‭ ‬باعتبارها‭ ‬انخراطاً‭ ‬معادياَ‭ ‬أو‭ ‬مضاداً‭ ‬للغرب‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬وللولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭.‬
 
وقد‭ ‬حرصت‭ ‬القيادة‭ ‬الرشيدة‭ ‬لدولة‭ ‬الإمارات‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬أزمة‭ ‬أوكرانيا‭ ‬واحتدام‭ ‬الصراع‭ ‬بين‭ ‬روسيا‭ ‬والصين‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬والغرب‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬ثانية‭ ‬على‭ ‬تبني‭ ‬موقف‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬المبادئ‭ ‬والتمسك‭ ‬بالقانون‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬الأزمة،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬الخيار‭ ‬يمثل‭ ‬التموضع‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬الأمثل‭ ‬والوحيد‭ ‬الذي‭ ‬يضمن‭ ‬للإمارات‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬مصداقيتها‭ ‬الدولية‭ ‬ويتيح‭ ‬لها‭ ‬هامش‭ ‬مناورة‭ ‬سياسي‭ ‬مناسب‭ ‬للتحرك‭ ‬بين‭ ‬الخصوم‭ ‬بحثاً‭ ‬عن‭ ‬مخرج‭ ‬سلمي‭ ‬مما‭ ‬آلت‭ ‬إليه‭ ‬الأوضاع‭. ‬وفي‭ ‬بدايات‭ ‬الأزمة،‭ ‬امتنعت‭ ‬الإمارات،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الصين‭ ‬والهند،‭ ‬عن‭ ‬التصويت‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬قرار‭ ‬أمريكي‭ ‬ألباني‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي،‭ ‬يدين‭ ‬روسيا‭ ‬ويطالبها‭ ‬بسحب‭ ‬قواتها‭ ‬من‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬وهو‭ ‬المشروع‭ ‬الذي‭ ‬تمت‭ ‬عرقلته‭ ‬ـ‭ ‬بوساطة‭ ‬حق‭ ‬النقض‭ (‬الفيتو‭) ‬الروسي‭. ‬وأكدت‭ ‬الأيام‭ ‬أن‭ ‬موقف‭ ‬دولة‭ ‬الامارات‭ ‬بالبقاء‭ ‬على‭ ‬مسافة‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬طرفي‭ ‬الأزمة‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬سمح‭ ‬لها‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬بالحديث‭ ‬عن‭ ‬ضرورة‭ ‬الحل‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬والتحرك‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭ ‬وتشجيع‭ ‬الأطراف‭ ‬الأخرى‭ ‬على‭ ‬بذل‭ ‬الجهد‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حلحلة‭ ‬الموقف‭ ‬المتأزم‭.‬
 
بشكل‭ ‬عام،‭ ‬فإن‭ ‬علاقات‭ ‬الإمارات‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكي‭ ‬تتسم‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسها‭ ‬بالقوة‭ ‬والتطور‭ ‬المتواصل‭ ‬حتى‭ ‬بلغت‭ ‬مستوى‭ ‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية،‭ ‬إذ‭ ‬تأسست‭ ‬العلاقات‭ ‬من‭ ‬البداية‭ ‬على‭ ‬المصالح‭ ‬المشتركة،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬تشارك‭ ‬القيم‭ ‬والمبادئ‭ ‬ووجهات‭ ‬النظر‭ ‬حيال‭ ‬قضايا‭ ‬وموضوعات‭ ‬اقليمية‭ ‬ودولية‭ ‬عديدة،‭ ‬فالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬أكدت‭ ‬غير‭ ‬مرة‭ ‬بشكل‭ ‬رسمي‭ ‬أن‭ ‬الإمارات‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الاقتصادات‭ ‬ابتكاراً‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬وشريك‭ ‬استراتيجي‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬أفريقيا،‭ ‬حيث‭ ‬يلاحظ‭ ‬أن‭ ‬حجم‭ ‬التبادل‭ ‬التجاري‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬قد‭ ‬قفز‭ ‬بنسبة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬110‭% ‬خلال‭ ‬العقد‭ ‬المنصرم،‭ ‬وهو‭ ‬تطور‭ ‬طبيعي‭ ‬لتعاون‭ ‬يمتد‭ ‬لعقود‭ ‬مضت‭.‬
 
وتعد‭ ‬القيم‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬والشعبين‭ ‬أحد‭ ‬أقوى‭ ‬ركائز‭ ‬العلاقات‭ ‬الثنائية،‭ ‬لاسيما‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المشتركات‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬اهتمام‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬مثل‭ ‬القيم‭ ‬والمبادئ‭ ‬وبالأخص‭ ‬نشر‭ ‬ثقافة‭ ‬التعايش‭ ‬والتسامح‭ ‬وقبول‭ ‬الآخر‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬مكافحة‭ ‬الارهاب‭ ‬والتطرف‭.‬
 
النموذج‭ ‬الإماراتي
ولابد‭ ‬من‭ ‬الاشارة‭ ‬إلى‭ ‬كون‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬شريكين‭ ‬فاعلين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬مكافحة‭ ‬الارهاب‭ ‬والتطرف‭ ‬والتشدد،‭ ‬إذ‭ ‬كانت‭ ‬الإمارات‭ ‬الدولة‭ ‬الثانية‭ ‬بعد‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لأعداد‭ ‬وقوة‭ ‬وفاعلية‭ ‬الضربات‭ ‬الجوية‭ ‬التي‭ ‬شنها‭ ‬التحالف‭ ‬الدولي‭ ‬ضد‭ ‬الارهاب‭ ‬بقيادة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ضد‭ ‬تنظيم‭ ‬‮«‬داعش‮»‬‭ ‬الإرهابي،‭ ‬كما‭ ‬أنّ‭ ‬قائمة‭ ‬المنظمات‭ ‬التي‭ ‬تصنفها‭ ‬الإمارات‭ ‬‮«‬إرهابية‮»‬‭ ‬هي‭ ‬الأطول‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬بعد‭ ‬القائمة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬مدى‭ ‬جدية‭ ‬الامارات‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬تنظيمات‭ ‬الارهاب‭ ‬والفكر‭ ‬المتطرف،‭ ‬لاسيما‭ ‬أنها‭ ‬تعمل‭ ‬وفق‭ ‬استراتيجية‭ ‬مدروسة‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬الجوانب‭ ‬العسكرية‭ ‬والأمنية‭ ‬والاستخباراتية،‭ ‬بل‭ ‬تشمل‭ ‬أيضاً‭ ‬الصعيد‭ ‬الثقافي‭ ‬والفكري،‭ ‬حيث‭ ‬تبذل‭ ‬الامارات‭ ‬جهوداً‭ ‬مكثفة‭ ‬ومتواصلة‭ ‬لنشر‭ ‬ثقافة‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬عالمياً‭ ‬واقليمياً‭ ‬بطرق‭ ‬وأدوات‭ ‬وآليات‭ ‬شتى‭.‬
 
وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬فإن‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬القفز‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬عوامل‭ ‬تقدير‭ ‬واحترام‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لدولة‭ ‬الإمارات،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬بات‭ ‬يعرف‭ ‬بجاذبية‭ ‬النموذج‭ ‬التنموي‭ ‬الإماراتي‭ ‬الذي‭ ‬تحول‭ ‬إلى‭ ‬بؤرة‭ ‬ضوء‭ ‬ومصدر‭ ‬إلهام‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬ثراء‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬بالدروس‭ ‬والخبرات‭ ‬بما‭ ‬يوفر‭ ‬لها‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬يد‭ ‬العون‭ ‬والمساعدة‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬عثراتها‭ ‬التنموية‭ ‬والتصدي‭ ‬لإشكاليات‭ ‬النمو‭ ‬وعقباته،‭ ‬وهنا‭ ‬تبدو‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬مصلحة‭ ‬مؤكدة‭ ‬في‭ ‬تشجيع‭ ‬الإمارات‭ ‬والتعاون‭ ‬معها‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬هذه‭ ‬الخبرات‭ ‬التنموية‭ ‬المتراكمة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مساعدة‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬التكيف‭ ‬مع‭ ‬التحولات‭ ‬الاقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬المتسارعة‭.‬
 
وقد‭ ‬حصلت‭ ‬العلاقات‭ ‬الثنائية‭ ‬الإماراتية‭ ‬الأمريكية‭ ‬على‭ ‬دفعة‭ ‬قوية‭ ‬في‭ ‬اكتوبر‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬بانطلاق‭ ‬الحوار‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬والذي‭ ‬شمل‭ ‬نطاقاً‭ ‬واسعاً‭ ‬من‭ ‬مجالات‭ ‬التعاون‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬والدفاع‭ ‬والاستخبارات‭ ‬ومحاربة‭ ‬الإرهاب‭ ‬والاقتصاد‭ ‬والثقافة‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬والطاقة‭ ‬النووية‭ ‬السلمية‭ ‬وعلوم‭ ‬الفضاء‭. ‬وطبقاً‭ ‬لبيان‭ ‬الخارجية‭ ‬الإماراتية‭ ‬فإن‭ ‬اطلاق‭ ‬الحوار‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬الذي‭ ‬يأتي‭ ‬‮«‬تقديراً‭ ‬للشراكة‭ ‬الأمنية‭ ‬بين‭ ‬البلدين‮»‬،‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬التنسيق‭ ‬الدفاعي‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ودولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬لردع‭ ‬التهديدات‭ ‬العسكرية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التخطيط‭ ‬المشترك‭ ‬والتدريب‭ ‬والتمارين‭ ‬والتشغيل‭ ‬البيني‭ ‬للمعدات‭.. ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يمكن‭ ‬تعميق‭ ‬وتوسيع‭ ‬العلاقات‭ ‬الدفاعية‭ ‬والاستخباراتية‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬من‭ ‬مواصلة‭ ‬تطوير‭ ‬قدراتها‭ ‬الأمنية‭ ‬ومواصلة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لعب‭ ‬دور‭ ‬نشط‭ ‬في‭ ‬الجهود‭ ‬الأمنية‭ ‬الإقليمية‮»‬‭. ‬وقد‭ ‬أكد‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬والتعاون‭ ‬الدولي‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان،‭  ‬ووزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكي‭ ‬السابق‭ ‬مايك‭ ‬بومبيو،‭ ‬وقتذاك‭  ‬إصرار‭ ‬البلدين‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬وتطوير‭ ‬العلاقات‭ ‬بينهما،‭ ‬حيث‭ ‬وصف‭ ‬بامبيو‭ ‬علاقات‭ ‬البلدين‭ ‬بالعميقة‭ ‬وأن‭ ‬الحوار‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬هو‭ ‬استمرارية‭ ‬لهذه‭ ‬العلاقات‭ ‬وقال‭ ‬سموه‭: ‬‮«‬عملنا‭ ‬جنباً‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬السلام‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬بالشرق‭ ‬الأوسط‭.. ‬والإمارات‭ ‬مستثمر‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬أمريكا،‭ ‬وأنتم‭ ‬المصدر‭ ‬رقم‭ ‬واحد‭ ‬للصادرات‭ ‬الأمريكية،‭ ‬ونثمن‭ ‬تعايشكم‭ ‬وحقوق‭ ‬الأقليات‭ ‬الدينية‭ ‬لديكم‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬الإنجازات‭ ‬والقيم‭ ‬لديكم،‭ ‬ونأمل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬ينتشر‭ ‬هذا‭ ‬الزخم‭ ‬بالدول‭ ‬الأخرى‮»‬‭. ‬وقالت‭ ‬المتحدثة‭ ‬باسم‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬مورغان‭ ‬أورتاغوس،‭ ‬في‭ ‬حديث‭ ‬خاص‭ ‬لـ«سكاي‭ ‬نيوز‭ ‬عربية‮»‬‭ ‬إنّ‭ ‬الحوار‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬مع‭ ‬الإمارات‭ ‬بالغ‭ ‬الأهمية،‭ ‬وما‭ ‬كان‭ ‬يمكن‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬الإمارات،‭ ‬التي‭ ‬تعدُّ‭ ‬رائدة‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬‭.‬
 
مقاربات‭ ‬تشاركية
ولفهم‭ ‬هذه‭ ‬النقطة‭ ‬الخاصة‭ ‬بالجمع‭ ‬بين‭ ‬الفرقاء‭ ‬أو‭ ‬المتنافسين،‭ ‬نشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الإمارات‭ ‬تميل‭ ‬دوماً‭ ‬إلى‭ ‬صياغة‭ ‬مقاربات‭ ‬تشاركية،‭ ‬وبناء‭ ‬الجسور‭ ‬وردم‭ ‬الفجوات‭ ‬وهذا‭ ‬النهج‭ ‬يعكس‭ ‬رؤية‭ ‬الدولة‭ ‬ودعمها‭ ‬لأي‭ ‬جهد‭ ‬يستهدف‭ ‬ترسيخ‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬الدوليين،‭ ‬فالإمارات‭ ‬لا‭ ‬تسعى‭ ‬للجمع‭ ‬بين‭ ‬المتنافسين‭ ‬أو‭ ‬الخصوم‭ ‬الاستراتيجيين‭ ‬كما‭ ‬يتصور‭ ‬البعض،‭ ‬بل‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬تشارك‭ ‬وشراكات‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬الجميع‭ ‬وفق‭ ‬رؤية‭ ‬تحقق‭ ‬المصالح‭ ‬المشتركة‭ ‬قفزاً‭ ‬على‭ ‬التناقضات‭ ‬والتباينات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعظيم‭ ‬المشتركات‭ ‬والبناء‭ ‬عليها‭ ‬واقصاء‭ ‬الاختلافات‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬تأثيرها،‭ ‬والانفتاح‭ ‬على‭ ‬الجميع،‭ ‬وليس‭ ‬مفاجئاً‭ ‬أن‭ ‬تعتمد‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬تمتلك‭ ‬أهداف‭ ‬تنموية‭ ‬ذات‭ ‬بعد‭ ‬تنافسي‭ ‬عالمي‭ ‬ـ‭ ‬كالتي‭ ‬وردت‭ ‬في‭ ‬وثيقة‭ ‬الخمسين‭ ‬ـ‭ ‬أو‭ ‬التي‭ ‬تؤكد‭ ‬عليها‭ ‬القيادة‭ ‬الرشيدة‭ ‬دائماً‭ ‬بأن‭ ‬الطموحات‭ ‬لا‭ ‬سقف‭ ‬لها‭ ‬سوى‭ ‬السماء،‭ ‬تطرق‭ ‬أبواب‭ ‬مصالحها‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬أينما‭ ‬كانت‭ ‬أو‭ ‬وجدت،‭ ‬لاسيما‭ ‬أن‭ ‬المسألة‭ ‬لا‭ ‬تتعلق‭ ‬فقط‭ ‬بشق‭ ‬مادي‭ ‬أو‭ ‬مكاسب‭ ‬اقتصادية‭ ‬وتجارية،‭ ‬بل‭ ‬بشق‭ ‬قيمّي‭ ‬ورغبة‭ ‬صادقة‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬السلام‭ ‬وترسيخ‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬والانفتاح‭ ‬على‭ ‬الآخر،‭ ‬لذا‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬المنطق‭ ‬أن‭ ‬تُبذل‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬في‭ ‬التقريب‭ ‬بين‭ ‬البشر،‭ ‬والتي‭ ‬تجلت‭ ‬بشكل‭ ‬قوي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬‮«‬وثيقة‭ ‬الأخوة‭ ‬الانسانية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬السلام‭ ‬العالمي‭ ‬والعيش‭ ‬المشترك‮»‬‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تجازف‭ ‬الإمارات‭ ‬وتغامر‭ ‬بكل‭ ‬موروثها‭ ‬واستثمارها‭ ‬الانساني،‭ ‬حين‭ ‬تنحاز‭ ‬لطرف‭ ‬ضد‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬صراع‭ ‬دولي‭ ‬يشعر‭ ‬الجميع‭ ‬بالقلق‭ ‬الشديد‭ ‬تجاه‭ ‬عواقبه‭ ‬وتداعياته‭ ‬السلبية‭ ‬التي‭ ‬تطال‭ ‬جميع‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬استثناء‭.‬
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-05-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره