مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2023-09-01

العلاقة الجدلية بين المؤسسات العسكرية والتغيرات البيئية المتدهورة

الجيوش والمناخ .. البنتاغون نموذجاً
ربما لم يعلو صوت  في عقود الحرب الباردة والتي استمرت منذ نهاية الحرب العالمية، حتى سقوط الإتحاد السوفيتي ، فوق صوت الخوف والهلع من الأسلحة النووية، ومقدار الدمار والخراب الذي يمكن أن يصيب البشر والحجر، من جراء المواجهة  المحتملة بين حلفي وارسو والناتو.
 
بقلم: إميل أمين 
 
غير أن العقدين الأخيرين، شهدا تصاعدا لتهديد  أكثر جسامة وإثارة، ذاك الذي عرف بالتهديد الإيكولوجي، أو التهديد البيئي، والذي بات سيفا مسلطا على رقاب البشر والحجر .
 في هذا  السياق تصدر التقارير يوما تلو الأخر،  وتنعقد الندوات والمؤتمرات، وبلغ المشهد حدود الأمم المتحدة، والتي باتت تكرس لقاءا دوريا سنويا، لمناقشة تطورات المشهد المتأزم ، والذي تحولت فيه الكرة الأرضية من ظاهرة الإحتباس الحراري، إلى حدود الغليان، وبات التساؤل :” كيف يمكن إنقاذ الكرة الأرضية من وهدة  الضياع التي تمضي فيها قدما؟
 
مؤخرا بدا وكأن علامة الأستفهام المتقدمة تشغل بال التيارات السياسية المدنية فحسب، غير أن الحقيقة تقطع بأن المؤسسات العسكرية عينها، وفي مقدمها  وزارة الدفاع الأمريكية، البنتاغون، باتت تأخذ في حسبانها التهديدات المرتقبة، والخسائر المحتملة،  والتداعيات التي يمكن أن تؤثر على مقدرات الأمن القومي الأمريكي، وهو بالضبط ما يعني أن الجيوش بدورها أضحت  في مواجهة  مفتوحة مع  التغيرات المناخية، مواجهة تهدف إلى تقليل الخسائر عبر أدوات وميكانيزمات إبتكارية، تسعى في طريق إستنقاذ الكوكب الأزرق.
 من أين للمرء أن يبدأ إلقاء نظرة معمقة في هذا  الشأن؟
 
لويد أوستن والأمر التنفيذ البيئي
في يوليو تموز 2022، وقبل إنعقاد “ كوب 27”، في شرم الشيخ المصرية، تحدث وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن،  عن ظاهرة التغير المناخي ، وكيف أنها باتت تشكل تهديدا  متزايدا  لمصالح الأمن القومي الأمريكي ولأهداف وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون .
أوستن أعتبر أن الأمر التنفيذي  الذي اصدره البيت الأبيض  بضرورة إعطاء  الأولوية  لمواجهة  التغير المناخي، أمر مهم وحيوي ، سيما بعد أن صدرت  توجيهات بتشكيل مجموعة عمل داخل وزارة الدفاع لتنسيق الجهود لمواجهة  هذه الظاهرة.
 
هل تؤثر التغيرات المناخية بالفعل على مسارات الجيوش ومساقات الأنظمة العسكرية والأمنية؟
 عند أوستن أن “ التغير المناخي يغير بيئات العمليات الأمنية على مستوى العالم، ويؤثر على المهام والخطط والمنشات الأمريكية بنوع خاص، ولهذا  فإن البنتاغون قد بدأت بالفعل في إتخاذ سلسلة من الإجراءات الفورية لإدراج الأثار الأمنية للتغير المناخي في تحليلاته للمخاطر وتوجيهات التخطيط وتطوير الإستراتيجيات.
 
ما هو الأمر التنفيذي الذي أصدره بايدن؟
هو عبارة عن توجيه يتضمن ضرورة إتباع أسلوب  شامل للتعاون بين الوكالات الحكومية والدول والمنظمات غير الحكومية لمواجهة هذه الظاهرة، وقد كلف الرئيس بايدن  على وجه الخصوص وزير الدفاع بالتنسيق مع  أعضاء  الحكومة  التكنولوجية  والوكالات الأخرى لإعداد تحليل للاثار  الأمنية للتغير المناخي تحت اسم “ تحليل مخاطر المناخ”.
والمعروف أنه منذ اليوم الأول لتنصيبه ، أعلن بايدن عزمه البحث بجدية في ظاهرة التغيرات المناخية ووقع  على أحد الأوامر التنفيذية  للتفويض  بإعادة  إنضمام الولايات المتحدة  لإتفاقية  باريس للتغير المناخي .
 
 المخابرات الأمريكية وتقييم التهديدات
 لم تكن بداية الإهتمام العسكري الأمريكي بالمناخ وأحواله من عند الأمر التنفيذي البيئي الخاص بالرئيس بايدن، ذلك أن الإستخبارات المركزية الأمريكية، كانت قد أفتتحت في عام 2009  مركزا جديدا  مخصصا لتقييم التهديدات التي تطال الأمن القومي الأمريكي ، من جراء التغيرات المناخية  المفاجئة وغير المتوقعة.
مؤخرا صدرت دراسة عن هذا المركز  تتوقع إزدياد النزاعات المسلحة  بنسبة تفوق 50%، وحدوث اربعمائة ألف حالة وفاة تقريبا  بسبب المعارك في إفريقيا  عام 2030 .
غير أن إحدى أهم المحاولات القليلة لتقييم الأثر الإجتماعي لتبدل مناخي مفاجئ صدرت عن وزارة الدفاع الأمريكية  التي أوكلت المهمة في العام 2003 إلى متخصصين في هذا  المجال .
هذا المستند يحمل عنوان “سيناريو تبدل مناخي مفاجئ ومعانيه الضمينة بالنسبة إلى الأمن القومي الأمريكي “.
لا يرتكز هذا المستند أو تلك الدراسة على  توقعات صادرة عن دراسات مناخية، بل على حدث معروف وقع في مرحلة ما قبل التاريخ في لُبّ الجليد والمواد المترسبة والأحافير، وبالتحديد منذ 8200 عام ، فقد أصيبت الكرة الأرضية  بحالة من الصقيع وإنخفاض درجات الحرارة، تلتها موجة  من الأعاصير، مع إرتفاع درجات الحرارة في نصف الكرة الجنوبي، ودامت هذه الأحوال  الجوية  160 عاما  تقريبا قبل أن تنعكس مجددا.
 
تقرير البنتاغون يتساءل عن إمكانية تكرار مثل هذا الحدث ، وعن السيناريوهات التي يمكن أن تصيب البشرية .
 التقرير يرسم صورة مخيفة للتغيرات المناخية ، إذ يصف حروبا، ومجاعات، وأمراضا، وتدفقا للاجئين، وإنهيارا سكانيا بشريا، وحربا أهلية في الصين، وتحصينات دفاعية في الولايات المتحدة  واستراليا .
 وفي حين قد تكون الولايات المتحدة  أفضل نسبيا  وذات قدرة  تكيفية أكبر، يستنتج التقرير أن تغيرات مرعبة ستطرأ على بقية أرجاء المسكونة،لا سيما فيما يخص القارة الأوربية  التي ستبذل جهودا مضنية في الداخل، فيما ستندفع  أعدادا هائلة  من اللاجئين إلى شواطئها ، بينما ستشهد اسيا  أزمة خطيرة  تتعلق بالغذاء والماء .
 
 في هذا السياق ستجد المؤسسات العسكرية نفسها حول العالم ، في مواجهة الفوضى والنزاعات الدائمة، ما سيلقي بعبء الأمن على الجيوش ، بأكثر من أجهزة الأمن الداخلية، وهذه في واقع الحال ليست  مهمة الجيوش، لكنها ستجد نفسها أمام تلك الإستحقاقات مرغمة.
 
الغليان في مواجهة العسكرية الأمريكية
في أواخر شهر يوليو تموز المنصرم، تحدث الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش ، عن حالة المناخ العالمي بالقول:” إننا إنتقلنا من عصر الإحتباس الحراري إلى زمن الغليان العالمي .
تبدو إشكالية إرتفاع درجات الحرارة على هذا  النحو مسألة قاتلة بالنسبة للقوات المسلحة الأمريكية، في العديد من البقاع والأصقاع حول العالم.
يكاد اليوم يعيق إرتفاع درجات الحرارة عمل القوات المسلحة الأمريكية المنتشرة  في مناطق مثل إفريقيا، والشرق الأوسط، وبالتحديد منطقة الخليج العربي ، عطفا على بعض الأجزاء من اسيا  واستراليا، والتي تتسم بإرتفاع حاد في درجات الحرارة.
 
ليس سرا  أن التركيبة الجسمانية للأمريكيين،  لا تتسق مع  معطيات الحرارة الهائلة التي تصاعدت مؤخرا ، كما أن الأمر عينه ينسحب على المعدات العسكرية، برا  وبحرا وجوا.
ولعله من أخطر ما يمكن أن يتعرض له الجندي الأمريكي في ميادين القتال الحارة،  ما يسمى ب” الإرهاق الحراري”،  الذي يؤدي إلى خفض قدرته على التحمل ، لاسيما في ظل اجتماع درجات حرارة قصوى  والجهد البدني ووزن المعدات .
 
 على سبيل المثال  وخلال صيف عام 2003 عانى العشرات وربما  المئات من الجنود الأمريكيين المنتشرين في العراق  من صدمات وأختلالات  وظيفية ناتجة عن الحرارة .
أنسحب الأمر نفسه على الجنود البريطانيين والذين سقط 15% منهم تحت ضربات الشمس .
 يساهم إرتفاع درجات الحرارة على مدى  فترات طويلة  في تعطيل المعدات ، وكثيرا ما  ظهر   أن التكييف  الهوائي وأنظمة التحكم في الرمي وإلكترونيات مركيات” برادلي” غير موثوق بها  خلال فترة الحرارة القصوى.
 كما يشكل اجتماع الحرارة الشديدة  والرطوبة وحرارة سطح البحر ، والتي تنتج درجات  قصوى  ، إلى إنخفاض  القدرات القتالية للبشر والحجر دفعة واحدة  ، لا سيما  الذين يعملون  في درجات حرارة تقترب من الثلاثين درجة مئوية.
 
 من هنا  يمكن للقارئ أن يتساءل:” إذا كان هذا  هو الحال قبل نحو عقدين ومع بدايات الإحتباس الحراري، فكيف يكون المشهد اليوم ، ونحن في عصر الغليان ؟”.
تبدو قاعدة أنجرليك التركية،  والتي تضم نحو خمسة الاف عنصر أمريكي واسلحة نووية  وتلعب دور العبور  للإنتشار في أفغانستان والعراق ، مثالا  واضحا في تاثيرات الحرارة على مستقبل القوات الأمريكية العاملة في المنطقة ، وكيف أن فعاليتها  تتراجع يوما تلو الأخر ،  وتكاد تقترب من حدود البقاء .
 
الحروب وإنتشار ثاني أكسيد الكربون
الحديث عن العلاقة الجدلية بين المؤسسات العسكرية والجيوش الجرارة،  وبين أحوال المناخ حول العالم ، تأخذنا في طريق قضية مثيرة وخطيرة، قضية الحروب والصراعات العسكرية التي تعد أكبر مصدر  لإنبعاثات الغازات المتسببة في الإحتباس الحراري .
 
تبقى الحروب ميدانا  واسعا  لإستهلاك المزيد من الطاقة الأحفورية، والتي تعد المولد الرئيس لغاز ثاني أكسيد الكربون، غير أنه وبسبب طابع  السرية الذي يلف دوما المؤسسات العسكرية،  فإن المعلومات عن حجم الإنبعاث الكربوني العسكري تبقى شحيحة وغير مؤكدة، وهو أمر لم يعد العالم ليقبل به .
 والمقطوع به أن السباق العسكري بين الجيشين الأمريكي والصيني بنوع خاص،  يفتح المجال واسعا  للمزيد من التلوث المناخي.
 خذ إليك ما خلفته جائحة كوفيد 19 على سبيل المثال من قصور في شبكات الكهرباء في الصينن الأمر الذي دفعها إلى زيادة  استهلاكها من الفحم بنسبة 35% ،  والمؤلم في الأمر أن القرار الصيني تم إتخاذه والبدء في تنفيذه خلال مؤتمر المناخ العالمي “ كوب 26” في غلاسكو .
 
 على الجانب الأمريكي لا يبدو الوضع  أفضل،  ذلك أن إنكسار تيار الإنعزاليين الأمريكيين الذين طالبوا بالعودة  إلى الداخل والتمترس وراء المحيطين، أدى إلى زيادة تشغيل الأساطيل الأمريكية  في البحر،  عطفا على أن الإنتشار في منطقة الإندوباسيفيك،  قد رفع وتيرة إستهلاك الطاقة الأحفورية في البر والجو.
ولعل الجيوش الأوربية بدورها لم تكن بعيدة عن العودة  إلى إستخدامات الفحم في السنوات القليلة الماضية ، وبالتحديد من عند 2019 وحتى  الساعة، وقد فاقم الأزمة الصراع الروسي الأوكراني ، وقطع الغاز عن الأوربيين، وأحوال المناخ التي أستدعت  عودة طارئة للكربون على حساب البيئة والمناخ العالميين.
 
الجيوش الخضراء ومواجهة تغير المناخ
في عددها  الصادر في شهر سبتمبر من العام الماضي 2022، تساءلت  مجلة “ الفورين بوليسي “ الأمريكية ذائعة الصيت  عن قدرة الجيوش على التخفيف من أزمات المناخ العالمية من جهة، وعلى مجابهة التغيرات المناخية من ناحية أخرى.
يمضي بنا حديث تخفيف وطأة الغليان العالمي في طريق ما اطلق عليه مؤخرا  “ الجيوش الخضراء “، وهو مصطلح يفهم منه التوجه نحو الخلاص من الاثار السيئة لعوادم الغاز التي تملأ  أرجاء المسكونة بغازات الإحتباس الحراري.
 
 من الأمثلة البراقة في هذا  السياق ،تطلعات القوات المسلحة البريطانية، والتي تسعى للتحول الكامل بحلول العام 2050 ، من جيوش تستخدم الغاز والنفط، إلى جيش  يكون خاليا تماما  من الإنبعاثات الكربونية، بجانب الإعتماد على الوقود  المتجدد لتلبية  نصف الإحتياجات من الطاقة ، وكذا  البحث عن خطط تستهدف  أن يتم الإعتماد على الطائرات  والمركبات الجوية التي تدار عبر البطاريات لخفض الإنبعاثات بنسبة 80% تقريبا  خلال العقد ونصف العقد القادمين.
إتجاه الجيوش الخضراء في واقع الأمر لم يتوقف عند حدود الجيش البريطاني، بل يمتد كذلك إلى الجيوش الأمريكية بمختلف أفرعها .
 
على خلاف الرئيس ترامب الذي أخرج الولايات المتحدة الأمريكية من إتفاقية باريس للمناخ،  جاء الرئيس بايدن مهتما للغاية، لا بالعودة فقط لهذه  الإتفاقية، بل أكثر من ذلك من خلال التشجيع على  جعل الجيوش الأمريكية صديقة للبيئة، كجزء من الجهود الأمريكية للحد من التلوث بنسبة 50%  إلى 52% على مدى العقد المقبل ،وقد أشارت  مجلة “ بوليتيكو” الأمريكية  لأول مرة في مارس 2021، أي بعد نحو شهرين فقط من وصول بايدن إلى البيت  الأبيض إلى أن البنتاغون  يأمل في أن تعتمد جميع المركبات التابعة للجيش الأمريكي  على الطاقة  الكهربائية  بحلول عام 2030.
 
وبالعودة إلى تساؤل “ الفورين بوليسي” عن العلاقة  بين الجيوش والموراد اللازمة لمواجهة التغيرات البيئية، نكتشف أن الظروف الجوية الشديدة  التي تهاجم دول العالم ، تستدعي أن تكون القوات المسلحة في مقدمة  الصفوف الجاهزة للتدخل السريع وتقديم العون للمدنيين حال القارعة.
 غير أن ما جرت به المقادير من قبل وخلال عمليات الإجلاء والإنقاذ، قد يختلف بشكل كبير وخطير في المستقبل، حيث التوقعات مخيفة .
 
يمكننا التساؤل ما الذي يتوجب على الجيش الأمريكي على سبيل المثال أن يقوم به حال ذوبان الأقطاب الجليدية وإرتفاع منسوب المياه ليغطي مدن  بأكملها.
 أو ما هي الخطط الحاضرة لإخراج المدنيين من وسط الحرائق الهائلة التي تنطلق في الغابات في غرب الولايات المتحدة، كما الحال مع حرائق كاليفورنيا  السنوية .
والشاهد أن هناك عدة أسئلة في هذا  السياق عن الموارد الواجب توافرها للجيوش بشكل عام ، وليس في الداخل الأمريكي أو الأوربي فحسب،ولكن في كافة المناطق المعرضة للهجمات الإيكولوجية،  وعن وتيرة  وحجم هذه المخاطر ، وهل لدى تلك الجيوش شراكات صحيحة مع الدول الأخرى  لإدارة المخاطر المشتركة.
 
هل من خلاصة؟
المؤكد أنه إذا  كانت  القطاعات المدنية مدعوة للتفكير الجاد والجدي، لمواجهة أزمة المناخ العالمي، فإن المؤسسات العسكرية  يمكن لها  البدء في العثور على إجابات لهذه الأسئلة الصعبة ،  من خلال تقييم الدورس المستفادة من الخبرات البيئية السابقة من جهة، وعبر تقدير المواقف من جهة  ثانية، فضلا عن القرءات الإستشرافية الكفيلة بتجنب السيناريوهات المناخية  النازلة فجأة على رؤوس البشر.
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-05-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره