مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2022-02-01

بايدن وجدلية فك الارتباط بالشرق الأوسط

بين المشاهد المُرَوِّعة التي رصدت محاولات الأفغان اليائسة للتشبُّث بالطائرات الأمريكية هربًا من جحيم طالبان عقب سقوط العاصمة كابول ومشاهد تطايُر جثامين ضحايا أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 في سماء الولايات المتحدة عشرون عامًا من «الحروب الأبدية» (Forever wars) التي لم تُجدِ نفعًا في محاربة “الإرهاب العالمي”. بل على النقيض تمامًا، فاقمت أزمات الدول وعمَّقت انقسامتها وخلَّفت جيوشًا جوفاء لا تعي شيئًا عن العقيدة القتالية والولاء للوطن.
 
 
إعداد: جهاد عمر الخطيب 
باحثة في العلاقات الدولية
 
 
عشرون عامًا من الوهم كانت كفيلة بإعادة ترتيب أولويات أجندة السياسة الخارجية الأمريكية، ليصبح التنافس مع بكين وموسكو على رأس تلك الأولويات، وذلك في مقابل تراجُع ملحوظ لأولوية منطقة الشرق الأوسط، والتوجُّه الراهن نحو تقليص الوجود العسكري الأمريكي فيها. وكل ذلك أعاد مجددًا حالة الجدل الواسعة داخل أروقة مراكز الفكر ودوائر صنع السياسة الخارجية الأمريكية بشأن أهمية المنطقة لدى الولايات المتحدة، وماهية الانسحاب الأمريكي نفسه، وتداعياته على أمن واستقرار الشرق الأوسط، والمصالح الأمريكية.   
 
 
إنهاء «الحروب الأبدية».. أولوية أمريكية
في أولى خطاباته بشأن ملامح سياسته الخارجية ورؤيته لموقع بلاده على الساحة الدولية، أماط الرئيس الأمريكي «جو بايدن» اللثام عن أولويات أجندة السياسة الخارجية لإدارته، وطريقة تعاطيها مع التحديات الراهنة، وذلك في خطابه المعنون بـ «موقع أمريكا في العالم» (America’s Place in the World) في فبراير2021، واعتبر “بايدن” مبدأ “أمريكا عائدة” (America is back) منطلقًا رئيسًا لتحركاته الخارجية خلال سنوات حكمه، ويستند هذا المبدأ على ركيزتيْن رئيستيْن؛ أولهما: أن الدبلوماسية تأتي في قلب السياسة الخارجية الأمريكية، وبلور هذه الفكرة في شعاره “الدبلوماسية عائدة” (Diplomacy is back)، وأبدى استعداده لفتح قنوات التواصل وتبني الأداة الدبلوماسية حتى مع خصوم واشنطن إذ هم أبدوا في المقابل استعدادًا لذلك.
 
 
وتنصرف الركيزة الثانية إلى فكرة “القيادة الأخلاقية” (Moral Leadership) للعالم، بمعنى أن تكون “قوة النموذج” الأمريكي هي الغاية من تحركات واشنطن وانخراطها في الشؤون الدولية، وليس “نموذج القوة”؛ ذلك لأن الإدارة الأمريكية أدركت أن التعويل على الأداة العسكرية وحدها، والانخراط بشكل مباشر في الحروب والصراعات حول العالم قد أثبت عدم جدواه، والمتأمِّل لخطاب “بايدن” يلاحظ أن الرئيس الأمريكي قد ربط بين فكرة القيادة الأخلاقية للعالم، ونهوض بلاده بالمسؤولية الملقاة على عاتقها تجاه اللاجئين الذين تربو أعدادهم على 80 مليون نسمة يعانون ظروفًا غاية في القسوة، وهي قضية مهمة من قضايا الأمن الإنساني، فرضت نفسها بقوة على الساحة الدولية خلال العشر سنوات المنصرمة.
 
 
ويتبيَّن القارئ للخطاب بشكل جليّ أن الهاجس الرئيس المسيطر على فريق السياسة الخارجية لبايدن يتمحور حول تصاعُد أدوار كلٍ من روسيا والصين على الساحة الدولية، في مقابل أفول القيادة الأمريكية للعالم بشكل ملحوظ على مدار العقديْن الماضييْن؛ ولذا سلَّط الخطاب الضوء على العلاقة الاقترانية بين صعود الصين، وخطورة هذا الصعود على أمن ورفاه الولايات المتحدة وقيمها الديمقرطية، واصفًا بكين بالمنافس الأكثر خطورة على واشنطن.
 
 
وتأسيساً على ما سلف، فإنه ليس بمستغرب أن يُبدي الرئيس الأمريكي - تلميحًا – أن بلاده سئمت الانخراط في مستنقع الحروب الأبدية، الأمر الذي يأتي اتساقًا مع اعتبار المنافسة مع الصين أولوية أولى. ومن ثم، يُفْهَم من ذلك أن واشنطن لن تألو جهدًا من أجل تعزيز موقفها في هكذا منافسة، وهذا يقتضي بطبيعة الحال وضع حد للحروب الأبدية التي كلَّفت واشنطن الكثير، وهو الأمر الذي عبَّر عنه «بايدن» في الخطاب بإجراء مراجعة فورية للوجود العسكري الأمريكي حول العالم بما يتسق وأولويات الأمن القومي والسياسة الخارجية الأمريكية. 
 
 
وجاءت تحركات إدارة «بايدن» على مدار الأشهر التالية لذلك الخطاب ترجماناً لما ورد فيه فيما يخص اعتبار التنافس مع الصين الأولوية الأولى، ولعل أبرز هذه التحركات وأكثرها تأثيراً كان الانسحاب الأمريكي العبثي من أفغانستان - بنهاية أغسطس 2021 - بعد عشرين عاماً ممَّا أسمته واشنطن «حربًا على الإرهاب العالمي» غير عابئة بسقوط كابول السريع والمدوي في قبضة طالبان. 
 
 
ليس هذا فحسب، بل أعادت إدارة «بايدن» إحياء التوجُّه نحو آسيا (Pivot to Asia)  الذي تبنَّاه “باراك أوباما” من قبل، وسار “بايدن” طوال عام 2021 على خطى “أوباما” في هذا الصدد. وتكفي الإشارة في هذا السياق إلى اتفاق “أوكوس” للغواصات النووية بين كلٍ من الولايات المتحدة، وبريطانيا، وأستراليا في سبتمبر 2021، والذي لم يبرهن على إيلاء الإدارة الأمريكية الحالية قدرًا كبيرًا من الاهتمام لمنطقة الإندو – باسيفك فحسب، بل إعطاء هذه المنطقة أولوية على رأب الصدع الذي اعترى الشراكة عبر الأطلسي في عهد «ترامب»، باعتبار أن متاخمة النفوذ الصيني في تلك المنطقة يُعَد خطوة مهمة لإضفاء مزيد من الثقل على موقف واشنطن في المنافسة مع بكين، وعدم الاكتراث بتداعيات ذلك الاتفاق، وما ترتَّب عليه من خسائر للجانب الفرنسي بصفة خاصة.
 
 
وفيما يخص الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط، اتخذت إدارة «بايدن» جملة من القرارات التي تدلِّل بما لا يدع مجالًا للشك أنها باتت على بُعد خطوات من الانسحاب الأمريكي من المنطقة، وهو انسحاب لا نعرف ماهيته حتى اللحظة الراهنة؛ فربما جاء على شاكلة كلية أو جزئية، المهم أنه سيكون هناك ترتيبات بغية تقليص الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة بما يتسق وأولويات إدارة «بايدن».
 
 
ومن هذا المنطلق، أعلن البنتاجون في يونيو/ حزيران 2021، أن وزير الدفاع «لويد أوستن» قد أصدر أوامره بسحب بعض من القوات والمعدات العسكرية – منظومات دفاع جوي–  وإعادة بعضها للصيانة إلى الولايات المتحدة، فيما سيُنقل البعض الآخر إلى مناطق أخرى، ولم تُذكر أية تفاصيل بشأن احتمالية نقلها إلى منطقة الإندو – باسيفك. وتزامنت مع ذلك الإعلان تأكيدات على أن مثل تلك التغييرات لن تؤثِّر بأية حال على المصالح الأمريكية في المنطقة، علاوةً على المرونة الكبيرة فيما يخص إمكانية إعادة هذه القوات والمعدات بسرعة إلى المنطقة إذا لزم الأمر.
 
 
فضلًا عن ذلك، فإن «جو بايدن» صرَّح – في يوليو 2021 إبَّان محادثاته مع رئيس وزراء العراقي مصطفى الكاظمي - أن بلاده ستنهي مهمتها القتالية في العراق مع حلول نهاية عام 2021، مع الاحتفاظ ببعض من القوات للاضطلاع بمهام تدريب الجيش العراقي، وإمداده بما يحتاجه من استشارات العسكرية.
 
 
وبالنظر إلى تقليص الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة، فإن إدارة «بايدن» تحذو حذو إدارة «ترامب» في هذا الشأن، وربما يُعزى هذا الأمر إلى تراجع أولوية المنطقة التي تعج بحروب أبدية وأزمات معقدة تتزايد وطأتها يومًا بعد يوم. وفيما يتعلق بالحالة العراقية على وجه الخصوص، نجد أن «ترامب» قد أصدر أوامره  في عام 2020 بتقليص أعداد القوات الأمريكية المتمركزة هناك من 3000 لتصبح  2500 من القوات، ثم أتت تصريحات «بايدن» سالفة الذكر لتمهِّد الطريق أمام الانسحاب الأمريكي من العراق وفقًا لجدول زمني لم يُحدَّد بعد.
 
 
«شرطي المنطقة»: تجاذبات في الأوساط البحثية الأمريكية
أعاد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان التجاذبات والاصطفافات داخل أروقة مراكز الفكر الأمريكية بشأن جدوى الاستمرار في القيام بدور «شرطي المنطقة» لأمن ورفاه الشعب الأمريكي للواجهة مجددًا، وأُثيرت التساؤلات عمَّا إذا كانت دول المنطقة ستصبح الوجهة التالية للانسحاب الأمريكي، وتكلفة هذا القرار على أمن المنطقة والمصالح الأمريكية. 
وفي هذا الإطار، انقسمت الآراء شيعًا، وبالإمكان رصد اتجاهيْن رئيسيْن؛ فالاتجاه الأول يرى أن استمرار الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط تكلفته باهظة، كما أنه عديم الجدوى. ومن ثم، يرى هذا الفريق ضرورة الانسحاب الأمريكي من دول المنطقة – في طليعتها العراق وسوريا – على غرار الانسحاب من أفغانستان.
 
 
وتتمحور الأسانيد التي يسوقها هذا الفريق في تعضيد وجهة نظره حول أن واشنطن لم تَعُد بحاجة إلى نفط الشرق الأوسط، وذلك في ضوء المزاعم بشأن نجاحها في تحقيق الاكتفاء الذاتي من النفط و»استقلال قطاع الطاقة الأمريكي» منذ عام 2019 حينما استطاعت الولايات المتحدة إنتاج الطاقة (النفط والغاز الطبيعي والفحم والوقود الحيوي وبعض الكهرباء) بمعدلات تجاوزت معدلات استهلاكها لأول مرة منذ الخمسينيات. ومن هنا، بدأ الحديث عن استقلال قطاع الطاقة الأمريكي.
 
 
علاوةً على «استقلال قطاع النفط الأمريكي»، فإنه يتزايد الاعتقاد لدى هذا الفريق بأنه ليس ثمَّة قوة في المنطقة سواء كانت إيران أو تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، أو تنظيم القاعدة، أو أية تنظيمات أخرى قادرة على تهديد الأمن القومي الأمريكي ومهاجمة التراب الأمريكي بشكل مباشر.
كما أن إسرائيل لم تعد بحاجة إلى حماية أمريكية؛ فتل أبيب أصبحت تحظى بقدر كبير من الروابط الدبلوماسية واتفاقات السلام مع عدد من الدول العربية، وأضحى هناك شكل من أشكال التحالف بين إسرائيل والدول العربية من أجل مواجهة أية تهديدات إقليمية، كما أن الصراع لم يَعُد بين العرب وإسرائيل، وإنما تحوَّل على مدار العقد الماضي ليكون صراعًا إثنيًا أو طائفيًا أو قبليًا داخل الدولة العربية الواحدة.
 
 
ونتاجًا لتلك الأسانيد، رأي هذا الفريق أنه من الضروري تحوُّل النهج الأمريكي  (Paradigm shift) من التدخل العسكري بشكل مباشر، ومحاربة التنظيمات الإسلاموية الإرهابية في دول المنطقة نيابةً عن جيوش المنطقة إلى الاكتفاء بوجود عدد محدود من القوات للقيام بمهام تتعلق بتدريب تلك الجيوش أو مهام استشارية فقط. 
أما الفريق الثاني، فينصرف رأيه إلى أن الشرق الأوسط لا تزال منطقة استراتيجية غاية في الأهمية بالنسبة لمصالح الولايات المتحدة، وقيادتها للعالم، وأن تكاليف الانسحاب ستكون باهظة.
وانطلق هذا الفريق يسوق أسانيده استنادًا على دحض ادعاءات الفريق الأول، وأولها قضية «استقلال قطاع الطاقة الأمريكي»، معتبرًا أن الحديث عن استقلال قطاع الطاقة الأمريكي محض هراء، إذ أكَّد تقرير نشرته «بلومبيرج» بعنوان «أكذوبة استقلال قطاع الطاقة الأمريكي»، في 28فبراير 2021، أن تزايد الصادرات الأمريكية من النفط الخام مقارنةً بالواردات لا يعني أن واشنطن حقَّقت اكتفاءً ذاتيًا، ذلك لأنها لا تزال تستورد النفط من الخارج، وأورد التقرير تقديرات أفادت بأنه في عام 2020 بلغت الواردات الأمريكية من النفط قرابة الـ 6 مليون برميل يوميًا، مؤكدًا أن التوجُّه الحالي بشأن فك الارتباط بالشرق الأوسط يضع قطاع النفط الأمريكي في خطر حقيقي.
 
 
وفي هذا الاتجاه ذهب تقرير آخر نشره موقع مجلة «فوربس» بعنوان «هل يتمتع قطاع الطاقة الأمريكي بالاستقلال»، في 14 نوفمبر 2021، إذ أكَّد أن قطاع الطاقة الأمريكي ليس مستقلًا بصورة كاملة وإنما بشكل «جزئي»، فلا تزال واشنطن تستورد المنتجات النفطية من الدول الأخرى،كما أن إنتاجيتها من الطاقة انخفضت بمعدل %5 في عام 2020، كما انخفض استهلاكها من الطاقة بمعدل %3 في العام ذاته بسبب جائحة كورونا، وبالتالي إذا فرضنا أن هناك استقلالًا في قطاع الطاقة الأمريكي، فإن هذا الاستقلال يتقلَّص على خلفية الظروف والأزمات والجوائح.
فضلًا عن كون الانسحاب الأمريكي بشكل كامل من الشرق الأوسط يعني تسريع وتيرة انزلاق دول المنطقة لسباق التسلح النووي، ولا أحد حتى الآن بإمكانه التكهُّن بالتداعيات الوخيمة لهذا الأمر، كما أن البعض يرى أن كافة الخيارات لا تزال مطروحة على الطاولة – بما فيها الخيار العسكري- حال تعثُّر محادثات فيينا او استمرار توسُّع البرنامج النووي الإيراني.
 
 
وفي ظل هشاشة الجيوش في الدول العربية المأزومة، وافتقادها للعقيدة القتالية، وكذا تفاقُم دور وكلاء إيران - لا سيما في سوريا والعراق- فإن الدعم العسكري والاستخباراتي الأمريكي لدول المنطقة لا يزال عاملًا جوهريًا في مكافحة التنظيمات الإسلاموية الإرهابية، والحيلولة دون اتجاه تنظيم «داعش» لجمع شتاته وإعادة ترتيب صفوفه، والعودة من جديد أو استنساخ نسخ جديدة لا تقل ضراوة عنه في ضوء ديمومة العوامل التي تجعل من دول المنطقة أرضًا خصبة للتطرف والإرهاب. 
 
 
وصفوة القول إن حالة الشد والجذب داخل أروقة مراكز الفكر وكذا دوائر صنع السياسة الخارجية الأمريكية ما هي إلا انعكاس للأهمية الاستراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط، وتدق ناقوس الخطر إزاء أي محاولة عبثية للانسحاب الأمريكي من المنطقة، وتكرار سيناريو الانسحاب من أفغانستان؛ ذلك لأن تركيز الاهتمام على المنافسة مع كلٍ من بكين وموسكو لابد أن يأخذ في الاعتبار أن منطقة الشرق الأوسط هي ميدان محوري للتنافس والظهور بمظهر القوة العظمى، وكانت المنطقة أحد أبرز دوائر التحركات الروسية في إطار حلم العودة لتكون قوة عظمى، وهكذا الحال بالنسبة للصعود الصيني. 
فضلًا عن ذلك، فإن محاولات إدارة «باراك أوباما» للتوجُّه نحو آسيا لم تكتمل بالنظر إلى العديد من المتغيرات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط، وكان في طليعتها أحداث ما سُمِّي بـ «الربيع العربي»، وتداعياتها التي أجبرت واشنطن للانخراط بكثافة في المنطقة. ومن ثم، فإن التساؤل حاليًا لا يدور حول الانسحاب الأمريكي من عدمه، وإنما شاكلة هذا الانسحاب؛ هل هو كلي أم جزئي، وهل الإدارة الأمريكية الحالية قادرة على بلورة استراتيجية تُوازِن بين أولوياتها عبر العالم، وتأخذ بعين الاعتبار «تحليل التكلفة والعائد» بالنسبة لخيارات فك الارتباط بمنطقة الشرق الأوسط أو استمرار الانخراط في شؤون المنطقة. ولعل الأيام القادمة كفيلة بتقديم إجابات وافية لمثل هذه التساؤلات.
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-05-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره