مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2023-09-28

مسيرة‭ ‬تطور‭ ‬دولة‭ ‬الامارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬واعتمادها‭ ‬على‭ ‬عناصر‭ ‬القوة

كان‭ ‬اتحاد‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭  ‬في‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬ديسمبر‭ ‬عام‭ ‬1971‭ ‬حدثاً‭ ‬هاماً‭ ‬وبارزاً‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬السياسي‭ ‬لهذه‭ ‬المنطقة‭ ‬الواقعة‭ ‬في‭ ‬الطرف‭ ‬الشـرقي‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬وعلى‭ ‬خليجيه،‭ ‬وكذلك‭ ‬كان‭ ‬إعلان‭ ‬دسـتور‭ ‬الدولة‭ ‬الناشئة‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الاتحاد،‭ ‬إيذاناً‭ ‬بالتغيير‭ ‬وبـشيراً‭ ‬بالتطور‭ ‬العميق‭ ‬الذي‭ ‬شهدته‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬حكمها‭ ‬السياسي،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬ظهور‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬إلى‭ ‬حيز‭ ‬الوجود‭ ‬يعد‭ ‬تصحيحاً‭ ‬لأوضاع‭ ‬التفكك‭ ‬والتجزئة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬المنطقة،‭ ‬حيث‭ ‬تستهدف‭ ‬سياسة‭ ‬الاتحاد‭ ‬نصـرة‭ ‬القضايا‭ ‬والمصالح‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬وتوثيق‭ ‬أواصـر‭ ‬الصداقة‭ ‬والتعاون‭ ‬مع‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬والشعوب،‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬مبادئ‭ ‬ومواثيق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬والأخلاق‭ ‬المثلى‭ ‬الدولية‭.‬
 
إعداد‭: ‬كلية‭ ‬القيادة‭ ‬والأركان‭ ‬المشتركة
تطوّرت‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المُتحدة‭ ‬نظراً‭ ‬للجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬من‭ ‬قِبل‭ ‬قيادة‭ ‬وحكومة‭ ‬الدولة‭ ‬لدعم‭ ‬بيئة‭ ‬العمل‭ ‬والاستثمار‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬آمنة‭ ‬ومستقرة،‭ ‬وتعزيز‭ ‬وجود‭ ‬قطاع‭ ‬خاص‭ ‬مُتنوع‭ ‬الأعمال‭ ‬والاستثمارات،‭ ‬ودعم‭  ‬والمساواة‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬الموظفين،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬حديثة‭ ‬النشأة‭ ‬مقارنة‭ ‬بالدول‭ ‬والإمبراطوريات‭ ‬القديمة،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬الآن‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬البُلدان‭ ‬تطوّراً‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم،‭ ‬وبرزت‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬كواحدة‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬استطاعت‭ ‬منافسة‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬التقدم‭ ‬والازدهار،‭ ‬وأصبحت‭ ‬تتصدر‭ ‬معظم‭ ‬مؤشـرات‭ ‬التنافسية‭ ‬حسب‭ ‬تصنيفه‭ ‬وهذا‭ ‬كله‭ ‬مبني‭ ‬على‭ ‬الاستغلال‭ ‬الصحيح‭ ‬عناصـر‭ ‬قوة‭ ‬الدولة‭ ‬الشاملة‭ ‬للنواحي‭ ‬الإنسانية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والسياسية‭ ‬والتكنولوجية‭ ‬والعسكرية،‭ ‬واستطاعت‭ ‬اختصار‭ ‬مدى‭ ‬زمني‭ ‬بعيد‭ ‬وتحقيق‭ ‬إنجازات‭ ‬تتعدى‭ ‬القدرات‭ ‬والإمكانيات‭ ‬المتوفرة،‭ ‬حيث‭ ‬أصبحت‭ ‬تجربة‭ ‬فريدة‭ ‬ونموذجاً‭ ‬متطوراً‭ ‬يحتذى‭ ‬بها‭ ‬وخاصة‭ ‬للدول‭ ‬الساعية‭ ‬إلى‭ ‬التقدم‭.‬
 
مسيرة‭ ‬التطور‭ ‬العلمي‭ ‬والتكنولوجي‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الامارات‭   ‬
الخلفية‭ ‬التاريخية‭: ‬تقع‭ ‬دولة‭ ‬الامارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬أقصى‭ ‬جنوب‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬قبل‭ ‬1971،‭ ‬كانت‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬معروفة‭ ‬باسم‭ ‬الإمارات‭ ‬المتصالحة‭ ‬أو‭ ‬ساحل‭ ‬عمان‭ ‬المتصالح،‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬هدنة‭ ‬عام‭ ‬1892م‭ ‬بين‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬شيوخ‭ ‬العرب،‭ ‬وشكلت‭ ‬تلك‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬إضافة‭ ‬للاتفاقيات‭ ‬الموقعة‭ ‬حجر‭ ‬الزاوية‭ ‬للسيادة‭ ‬البريطانية‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬التي‭ ‬استمرت‭ ‬للخمس‭ ‬والسبعين‭ ‬عاماً‭ ‬التالية‭. ‬وفي‭ ‬بداية‭ ‬عام‭ ‬1968م‭ ‬أعلنت‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية‭ ‬عن‭ ‬نيّتها‭ ‬للانسحاب‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج،‭ ‬وفي‭ ‬30‭ ‬نوفمبر‭ ‬1971م‭ ‬انسحب‭ ‬البريطانيون‭ ‬من‭ ‬الإمارات‭ ‬المتصالحة،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬الانسحاب‭ ‬نهاية‭ ‬لسيادة‭ ‬العهد‭ ‬البريطاني‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬
 
إعلان‭ ‬قيام‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭. ‬جاء‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬الدولة‭ ‬الاتحادية‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬ديسمبر‭ ‬1971‭ ‬وبمبادرة‭ ‬من‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد‭ ‬بن‭ ‬سلطان‭ ‬آل‭ ‬نهيان،‭ ‬وتمكنت‭ ‬الدولة‭ ‬الاتحادية‭ ‬الوليدة‭ ‬بالأسلوب‭ ‬التدريجي‭ ‬والمتأني‭ ‬من‭ ‬تجاوز‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الصعوبات‭ ‬الداخلية‭ ‬والخارجية،‭ ‬وتم‭ ‬احتواء‭ ‬كافة‭ ‬الخلافات‭ ‬وتداخلت‭ ‬المصالح‭ ‬الوطنية‭ ‬وتشابكت‭ ‬المكتسبات‭ ‬الحياتية‭ ‬وأصبح‭ ‬الاتحاد‭ ‬قيمة‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬المواطن‭ ‬في‭ ‬الإمارات‭ ‬وتحول‭ ‬إلى‭ ‬حقيقة‭ ‬غير‭ ‬قابلة‭ ‬للعودة‭ ‬إلى‭ ‬حالة‭ ‬التجزئة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬سائدة‭ ‬قبل‭ ‬العام‭ ‬1971‭. ‬تمّ‭ ‬الاتفاق‭ ‬رسمياً‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬دستور‭ ‬مؤقّت‭ ‬ضم‭ ‬152‭ ‬مادة،‭ ‬واعتمدت‭ ‬أبو‭ ‬ظبي‭ ‬العاصمة‭ ‬للاتحاد،‭ ‬وحدد‭ ‬الدستور‭ ‬خمس‭ ‬سلطات‭ ‬للدولة‭ ‬الاتحادية‭ ‬هي‭:‬
  • المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للاتحاد،‭ ‬ويتكون‭ ‬من‭ ‬الحكام‭ ‬السبعة‭ ‬وهو‭ ‬أعلى‭ ‬المؤسسات‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬ويتخذ‭ ‬قرارته‭ ‬بالأكثرية‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬أبو‭ ‬ظبي‭ ‬ودبي‭ ‬ضمن‭ ‬الأكثرية‭.‬
  • رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬ونائبه‭.‬
  • مجلس‭ ‬الوزراء‭.‬
  • السلطة‭ ‬التشـريعية‭ ‬أو‭ ‬القضائية،‭ ‬وتتكون‭ ‬من‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المحاكم‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬المحكمة‭ ‬الاتحادية‭.‬
  • المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬الاتحادي،‭ ‬وهو‭ ‬مجلس‭ ‬استشاري‭ ‬ضم‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬40‭ ‬عضوا،‭ ‬8‭ ‬أعضاء‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬أبو‭ ‬ظبي‭ ‬ودبي،‭ ‬6‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬الشارقة‭ ‬ورأس‭ ‬الخيمة‭ ‬وأربعة‭ ‬للإمارات‭ ‬المتبقية‭. ‬
مـرت‭ ‬مسيرة‭ ‬التنمويـة‭ ‬والتطور‭ ‬الاسـتثنائية‭ ‬لدولة‭ ‬الامارات‭ ‬بعــدة‭ ‬مراحــل‭ ‬مختلفــة‭ ‬خـلال‭ ‬فتــرة‭ ‬التأســيس،‭ ‬ثــم‭ ‬البنــاء،‭ ‬فالتمكيــن،‭ ‬والانطــلاق،‭ ‬وهــي‭ ‬مراحــل‭ ‬واكبتهــا‭ ‬الدولــة‭ ‬بإجــراءات‭ ‬مرنــة‭ ‬تواكــب‭ ‬متطلبــات‭ ‬كل‭ ‬مرحلــة،‭ ‬ونجحـت‭ ‬دولـة‭ ‬الإمـارات‭ ‬فـي‭ ‬اعتمـاد‭ ‬اسـتراتيجية‭ ‬تقـوم‭ ‬علـى‭ ‬تنويـع‭ ‬مصـادر‭ ‬الدخـل‭ ‬بـدلاً‭ ‬مـن‭ ‬الاعتمـاد‭ ‬علـى‭ ‬قطـاع‭ ‬النفـط‭ ‬وذلـك‭ ‬بهـدف‭ ‬تحقيـق‭ ‬التنميـة‭ ‬المسـتدامة‭ ‬وهـو‭ ‬مـا‭ ‬أدى‭ ‬إلـى‭ ‬انخفـاض‭ ‬مسـاهمة‭ ‬النفـط‭ ‬فـي‭ ‬الناتـج‭ ‬المحلـي‭ ‬الإجمالـي‭ ‬للدولـة‭ ‬مـن‭ ‬77‭ % ‬فـي‭ ‬عـام‭ ‬1975‭ ‬إلـى‭ ‬26‭.‬5‭ % ‬فـي‭ ‬عـام‭ ‬2021‭ (‬3‭)‬،‭ ‬وعكـس‭ ‬هـذا‭ ‬المؤشـر‭ ‬دور‭ ‬السياسـة‭ ‬الناجحـة‭ ‬التـي‭ ‬اتبعتهـا‭ ‬الدولـة‭ ‬لتنويـع‭ ‬مصادرهـا‭ ‬الاقتصاديـة‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬تنميـة‭ ‬مسـتدامة‭ ‬تعـزز‭ ‬مسيرة‭ ‬التقدم‭ ‬والتطور‭ ‬والازدهار‭ ‬للدولة‭.‬
 
التطوير‭ ‬في‭ ‬التعليم‭:‬‭ ‬
تمضـي‭ ‬الإمارات‭ ‬بخطى‭ ‬حثيثة‭ ‬لإنهاء‭ ‬ما‭ ‬بدأت‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬تطوير‭ ‬وتغييرات‭ ‬جذرية‭ ‬وشاملة‭ ‬في‭ ‬أساليب‭ ‬ومسارات‭ ‬التعليم‭ ‬وفقاً‭ ‬لفلسفة‭ ‬تربوية‭ ‬متطورة،‭ ‬والتي‭ ‬بدأت‭ ‬بإطلاق‭ ‬المدرسة‭ ‬الإماراتية‭ ‬التي‭ ‬انبثقت‭ ‬عن‭ ‬أفضل‭ ‬الأنظمة‭ ‬والممارسات‭ ‬العالمية‭ ‬وتجارب‭ ‬رائدة‭ ‬وناجحة‭ ‬ضمن‭ ‬نسق‭ ‬وإطار‭ ‬وطني‭ ‬تشاركي‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬والحكومية‭ ‬والخاصة‭ ‬الرائدة‭ ‬بالدولة‭ ‬بما‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬الرؤى‭ ‬الوطنية‭ ‬للقيادة‭ ‬الرشيدة‭ ‬لتحقيق‭ ‬التعليم‭ ‬المستدام،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬التعلم‭ ‬المستمر‭ ‬مدى‭ ‬الحياة‭ ‬وتعزيز‭ ‬دور‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬وضمان‭ ‬أفضل‭ ‬الممارسات‭ ‬التربوية‭ ‬والمناهج‭ ‬الحديثة‭ ‬وتكريس‭ ‬الابتكار‭ ‬سعياً‭ ‬نحو‭ ‬بناء‭ ‬جيل‭ ‬متمكن‭ ‬من‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬ومعتز‭ ‬بهويته‭ ‬الوطنية،‭ ‬وشارفت‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬تخطي‭ ‬الأمية‭ ‬الدراسية‭ ‬ودخلت‭ ‬على‭ ‬محو‭ ‬الأمية‭ ‬الرقمية،‭ ‬وقطعت‭ ‬الدولة‭ ‬شوطاً‭ ‬مهماً‭ ‬نجحت‭ ‬خلاله‭ ‬في‭ ‬خفض‭ ‬معدلات‭ ‬الأمية‭ ‬إلى‭ ‬أقل‭ ‬من1‭ % (‬4‭)‬،‭ ‬ونفذت‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬منظومة‭ ‬التعليم‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬لكافة‭ ‬الطلبة‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬22‭ ‬مارس‭ ‬2020،‭ ‬وطبقت‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬على‭ ‬المدارس‭ ‬الحكومية‭ ‬والخاصة،‭ ‬وكافة‭ ‬مؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي،‭ ‬وضعت‭ ‬الدولة‭ ‬منظومة‭  ‬لتفعيل‭ ‬التعليم‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬بشكل‭ ‬إيجابي،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬سعت‭ ‬الدولة‭ ‬إلى‭ ‬استشـراف‭ ‬مســتقبل‭ ‬التعليم‭ ‬لصناعــة‭ ‬جيــل‭ ‬واع‭ ‬ٍبمتطلبــات‭ ‬الحيـاة‭ ‬ومواكبـة‭ ‬مسـتجداتها،‭ ‬كون‭ ‬ذلك‭ ‬يُعد‭ ‬منهجاً‭ ‬وأسـلوب‭ ‬عمـل‭ ‬لتحقيـق‭ ‬متطلبـات‭ ‬اقتصـاد‭ ‬المعرفـة‭ ‬والتنميـة‭ ‬المسـتدامة‭.‬
‭ ‬
تطوير‭ ‬القطاع‭ ‬الصحي‭:‬‭ ‬
دأبت‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬خلال‭ ‬مسيرتها‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬عملية‭ ‬الابتكار‭ ‬والتطوير‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الصحي،‭ ‬وذلك‭ ‬بهدف‭ ‬تعزيز‭ ‬مكانة‭ ‬الدولة‭ ‬عالمياً‭ ‬وبناء‭ ‬نظام‭ ‬صحي‭ ‬مستدام‭ ‬بمعايير‭ ‬دولية،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬أطلقت‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬استراتيجيتها‭ ‬للابتكار‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‮»‬‭ ‬ريادة‭ ‬في‭ ‬الابتكار‭ ‬لنظام‭ ‬صحي‭ ‬بمواصفات‭ ‬عالمية‮»‬،‭ ‬وتلخصت‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬في‭ ‬خمسة‭ ‬محاور‭ ‬رئيسية‭ ‬هي‭: ‬‮«‬ريادة‭ ‬في‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية،‭ ‬والبحث‭ ‬والتطوير،‭ ‬ونموذج‭ ‬مجتمع‭ ‬صحي‭ ‬مستدام،‭ ‬وعمليات‭ ‬وخدمات‭ ‬رائدة،‭ ‬والممكنات‭ ‬الرئيسية‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬أعلنت‭ ‬الحكومة‭ ‬الإماراتية‭ ‬عن‭ ‬عدد‭ ‬عن‭ ‬المشاريع‭ ‬والخدمات‭ ‬والمبادرات‭ ‬المبتكرة‭ ‬النوعية‭ ‬ومنها‭ ‬‮«‬العيادات‭ ‬الإلكترونية‮»‬،‭ ‬وتطبيق‭ ‬نظام‭ ‬‮«‬التعرفة‭ ‬الصوتية‭ ‬المدعم‭ ‬بالذكاء‭ ‬الاصطناعي‮»‬‭(‬5‭). ‬وعملت‭ ‬الإمارات‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضـية‭ ‬على‭ ‬الاستخدام‭ ‬المكثف‭ ‬لتقنيات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الصحة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬تعتبر‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬الأفضل‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬أزمة‭ ‬كورونا‭ ‬وذلك‭ ‬ضمن‭ ‬خطة‭ ‬تستهدف‭ ‬دمج‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬بنسبة‭ ‬100‭% ‬في‭ ‬الخدمات‭ ‬الطبية‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬الإنجاز‭ ‬الذي‭ ‬حققه‭ ‬العلماء‭ ‬والأطباء‭ ‬والباحثون‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬أبو‭ ‬ظبي‭ ‬للخلايا‭ ‬الجذعية‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬علاج‭ ‬بالخلايا‭ ‬الجذعية‭ ‬لفيروس‭ ‬‮«‬كوفيد‭ ‬–‭ ‬19‮»‬،‭ ‬هو‭ ‬تأكيد‭ ‬على‭ ‬نجاح‭ ‬الإمارات‭ ‬في‭ ‬الاستثمار‭ ‬المستقبلي‭ ‬في‭ ‬قطاعي‭ ‬العلوم‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬لخدمة‭ ‬القطاع‭ ‬الصحي‭.‬
 
التطور‭ ‬التكنولوجي‭:‬
‭ ‬التحول‭ ‬الرقمي‭ ‬الذي‭ ‬تعيشه‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬شمل‭ ‬جميع‭ ‬مجالات‭ ‬الحياة‭ ‬وأصبح‭ ‬يمثل‭ ‬ثقافة‭ ‬وأسلوب‭ ‬عمل‭ ‬في‭ ‬حكومة‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات،‭ ‬ومع‭ ‬التقدم‭ ‬التقني‭ ‬الذي‭ ‬يشهده‭ ‬عالمنا‭ ‬اليوم،‭ ‬ترتكز‭ ‬حكومة‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬على‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬المتقدمة‭ ‬وتقنيات‭ ‬الثورة‭ ‬الصناعية‭ ‬الرابعة‭ ‬لتوجيه‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬الهادفة‭ ‬لتعزيز‭ ‬الجاهزية‭ ‬للمستقبل،‭ ‬وذلك‭ ‬تجسيداً‭ ‬لرؤية‭ ‬القيادة‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬بنية‭ ‬تكنولوجية‭ ‬متكاملة‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬الابتكار‭ ‬والرقمية،‭ ‬ومع‭ ‬إطلاق‭ ‬استراتيجية‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬للثورة‭ ‬الصناعية‭ ‬الرابعة‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬2017‭(‬6‭)‬،‭ ‬وإنشاء‭ ‬وزارة‭ ‬للذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬عززت‭ ‬الدولة‭ ‬مكانتها‭ ‬كواحدة‭ ‬من‭ ‬أقوى‭ ‬البلدان‭ ‬في‭ ‬التطور‭ ‬التكنولوجي‭ ‬والابتكار‭ ‬العالمي‭. ‬وتم‭ ‬إنشاء‭ ‬مجلس‭ ‬أبو‭ ‬ظبي‭ ‬لأبحاث‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬المتطورة،‭ ‬وهو‭ ‬أول‭ ‬مجلس‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬في‭ ‬الشـرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬لتشكيل‭ ‬البحث‭ ‬والتطوير‭ ‬لنتائج‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬التحويلية‭ ‬وتشكيل‭ ‬استراتيجية‭ ‬البحث‭ ‬والتطوير‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬المجالات‭ ‬الأكاديمية‭ ‬والصناعية‭ ‬والاستثمار‭ ‬الأمثل‭ ‬للموارد‭ ‬المتاحة‭ ‬وتوجيه‭ ‬السياسات‭ ‬واللوائح‭ ‬التنظيمية،‭ ‬ويعد‭ ‬إنشاء‭ ‬معهد‭ ‬الابتكار‭ ‬التكنولوجي‭ ‬إجراءً‭ ‬آخر‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬الدولة‭ ‬بمكانة‭ ‬متقدمة‭ ‬على‭ ‬خريطة‭ ‬الدول‭ ‬المتطورة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التكنولوجيا‭.‬
 
تطوير‭ ‬القطاع‭ ‬الفضائي‭:‬
‭ ‬تحفل‭ ‬مسيرة‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الفضاء‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬الإنجازات‭ ‬المميزة‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬نقاطاً‭ ‬مضـيئة‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬قطاع‭ ‬الفضاء‭ ‬لدولة‭ ‬الإمارات‭ ‬ووضعت‭ ‬مكانة‭ ‬الدولة‭ ‬كأحد‭ ‬أهم‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الفضاء‭ ‬الدولي‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المهام‭ ‬والتخطيط‭ ‬ورسم‭ ‬السياسات‭ ‬المستقبلية،‭ ‬وتمتلك‭ ‬الإمارات‭ ‬اليوم‭ ‬قطاعا‭ ‬فضائيا‭ ‬مرموقا‭ ‬في‭ ‬رصيده‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬19‭ ‬قمراً‭ ‬اصطناعيا‭ ‬مداريا،‭ ‬و10‭ ‬أجسام‭ ‬فضائية‭ ‬جديدة‭ ‬قيد‭ ‬التطوير،‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬50‭ ‬شـركة‭ ‬ومؤسسة‭ ‬ومنشأة‭ ‬فضائية‭ ‬عالمية‭ ‬وناشئة،‭ ‬و5‭ ‬مراكز‭ ‬بحثية‭ ‬لعلوم‭ ‬الفضاء،‭ ‬و3‭ ‬برامج‭ ‬جامعية‭ ‬في‭ ‬العلوم‭ ‬الفضائية‭ ‬لتخريج‭ ‬الكوادر‭ ‬المؤهلة‭ ‬لقيادة‭ ‬القطاع‭ ‬نحو‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التطور‭. ‬تهدف‭ ‬السياسة‭ ‬الوطنية‭ ‬للفضاء‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬قطاع‭ ‬فضائي‭ ‬إماراتي‭ ‬قوي‭ ‬ومستدام،‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬وحماية‭ ‬المصالح‭ ‬الوطنية‭ ‬والقطاعات‭ ‬الحيوية،‭ ‬ويساهم‭ ‬في‭ ‬تنويع‭ ‬اقتصاد‭ ‬الدولة‭ ‬ونموها،‭ ‬ويعزز‭ ‬الكفاءات‭ ‬الوطنية‭ ‬المتخصصة،‭ ‬ويطور‭ ‬القدرات‭ ‬العلمية‭ ‬والتقنية‭ ‬العالية،‭ ‬ويرسخ‭ ‬دور‭ ‬الدولة‭ ‬ومكانتها‭ ‬إقليميًا‭ ‬وعالميًا‭. ‬تهدف‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬للفضاء‭ ‬2030‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬تحقيق‭ ‬رؤية‭ ‬الإمارات‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬صناعة‭ ‬الفضاء‭ ‬بمختلف‭ ‬علومه‭ ‬وتقنياته‭ ‬وتطبيقاته‭ ‬وخدماته،‭ ‬ومن‭ ‬أهم‭ ‬تطورات‭ ‬القطاع‭ ‬الفضائي‭ ‬للدولة‭ ‬ما‭ ‬يلي‭: ‬
 
دخلت‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬بشكل‭ ‬رسمي‭ ‬السباق‭ ‬العالمي‭ ‬لاستكشاف‭ ‬الفضاء‭ ‬الخارجي،‭ ‬تاريخ‭ ‬20‭ ‬يوليو‭ ‬2020‭ ‬بإرسال‭ ‬أول‭ ‬مسبار‭ ‬عربي‭ ‬وإسلامي‭ ‬إلى‭ ‬كوكب‭ ‬المريخ،‭ ‬أطلق‭ ‬عليه‭ ‬اسم‭ ‬‮«‬مسبار‭ ‬الأمل‮»‬‭. ‬لتكون‭ ‬الدولة‭ ‬بذلك‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬تسع‭ ‬دول‭ ‬فقط‭ ‬تطمح‭ ‬لاستكشاف‭ ‬هذا‭ ‬الكوكب‭. ‬وتتجلى‭ ‬أهداف‭ ‬المهمة‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬موارد‭ ‬بشـرية‭ ‬إماراتية‭ ‬عالية‭ ‬الكفاءة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬الفضاء،‭ ‬وتطوير‭ ‬المعرفة‭ ‬والأبحاث‭ ‬العلمية‭ ‬والتطبيقات‭ ‬الفضائية‭ ‬التي‭ ‬تعود‭ ‬بالنفع‭ ‬على‭ ‬البشـرية،‭ ‬والتأسيس‭ ‬لاقتصاد‭ ‬مستدام‭ ‬مبني‭ ‬على‭ ‬المعرفة‭ ‬وتعزيز‭ ‬التنويع‭ ‬وتشجيع‭ ‬الابتكار،‭ ‬والارتقاء‭ ‬بمكانة‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬سباق‭ ‬الفضاء‭ ‬لتوسيع‭ ‬نطاق‭ ‬الفوائد،‭ ‬وتعزيز‭ ‬جهود‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الاكتشافات‭ ‬العلمية،‭ ‬وإقامة‭ ‬شـراكات‭ ‬دولية‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الفضاء‭ ‬لتعزيز‭ ‬مكانتها‭. ‬
 
انطلق‭ ‬بتاريخ‭ ‬2‭ ‬مارس‭ ‬2023‭ ‬رائد‭ ‬الفضاء‭ ‬الإماراتي‭ ‬سلطان‭ ‬النيادي،‭ ‬وطاقم‭ ‬مهمة‭   ( ‬crew-6‭ ) ‬إلى‭ ‬محطة‭ ‬الفضاء‭ ‬الدولية‭ ‬الشكل‭ ‬رقم‭ (‬2‭)‬،‭ ‬في‭ ‬أطول‭ ‬مهمة‭ ‬لرائد‭ ‬فضاء‭ ‬عربي،‭ ‬ستستمر‭ ‬لستة‭ ‬أشهر‭ ‬متواصلة‭ ‬في‭ ‬محطة‭ ‬الفضاء‭ ‬الدولية‭. ‬وسيشارك‭ ‬بتجارب‭ ‬علمية‭ ‬في‭ ‬عشـرة‭ ‬مجالات‭ ‬حيوية‭ ‬طوال‭ ‬مدة‭ ‬المهمة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مشاركته‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬توعوي‭ ‬وتثقيفي،‭ ‬وستسهم‭ ‬النتائج‭ ‬المتوقعة‭ ‬حول‭ ‬هذه‭ ‬المهمة‭ ‬بإفادة‭ ‬المجتمع‭ ‬العلمي‭ ‬وقطاع‭ ‬الفضاء‭ ‬عالمياً،‭ ‬كما‭ ‬ستجعل‭ ‬الدولة‭ ‬أول‭ ‬شـريك‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬محطة‭ ‬الفضاء‭ ‬الدولية‭ ‬والدولة‭ ‬رقم‭ ‬11‭ ‬عالمياً‭ ‬التي‭ ‬ترسل‭ ‬رواد‭ ‬فضاء‭ ‬بمهمات‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد‭ ‬إلى‭ ‬محطة‭ ‬الفضاء‭ ‬الدولية‭.‬
 
تطوير‭ ‬برنامج‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ :‬
عملت‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬برنامج‭ ‬نووي‭ ‬سلمي‭ ‬ليمثل‭ ‬حلاً‭ ‬صديقاً‭ ‬للبيئة،‭ ‬وأكثر‭ ‬استدامة‭ ‬في‭ ‬تلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬الطاقة،‭ ‬وفي‭ ‬فبراير‭ ‬2020‭ ‬أعلنت‭ ‬الهيئة‭ ‬الاتحادية‭ ‬للرقابة‭ ‬النووية‭ ‬إصدار‭ ‬رخصة‭ ‬تشغيل‭ ‬الوحدة‭ ‬الأولى‭ ‬لمحطة‭ ‬براكة‭ ‬للطاقة‭ ‬النووية‭. ‬لتصبح‭ ‬بذلك‭ ‬أول‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ ‬تبدأ‭ ‬في‭ ‬تشغيل‭ ‬محطات‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬السلمية،‭ ‬وليمثل‭ ‬ذلك‭ ‬سبقاً‭ ‬جديداً‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬التنمية‭ ‬والتطور‭ ‬الشاملة‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬الدولة،‭ ‬كما‭ ‬حظيت‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬باهتمام‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الخطط‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والتنموية‭ ‬لدولة‭ ‬الإمارات،‭ ‬حيث‭ ‬تلعب‭ ‬دوراً‭ ‬محورياً‭ ‬في‭ ‬استراتيجية‭ ‬الإمارات‭ ‬للطاقة‭ ‬2050،‭ ‬والتي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬انبعاثات‭ ‬ثاني‭ ‬أكسيد‭ ‬الكربون‭ ‬بنحو‭ %‬70،‭ ‬وزيادة‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الطاقة‭ ‬النظيفة‭ ‬بنسبة‭ %‬50،‭ ‬والارتقاء‭ ‬بمستوى‭ ‬كفاءة‭ ‬استهلاك‭ ‬الطاقة‭ ‬بنحو‭ %‬40،‭ ‬بحلول‭ ‬منتصف‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشـرين‭(‬8‭)‬،‭ ‬وها‭ ‬هي‭ ‬اليوم‭ ‬تتحول‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬أفكار‭ ‬وخطط‭ ‬إلى‭ ‬واقع‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬بفضل‭ ‬رؤى‭ ‬وطموحات‭ ‬وجهود‭ ‬قيادة‭ ‬رشيدة‭ ‬جعلت‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬وطنها‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬الصفوف‭ ‬شغلها‭ ‬الشاغل‭.‬
 
مقومات‭ ‬الاتحاد‭ ‬مؤشـرات‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬توافر‭ ‬عناصـر‭ ‬القوة‭ ‬الشاملة
المعلومات‭ ‬الجغرافية‭.‬
‭  ‬تقـع‭ ‬دولـة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربيـة‭ ‬المتحـدة‭ ‬فـي‭ ‬قـارة‭ ‬آسيا‭ ‬فـي‭ ‬شـرق‭ ‬الجزيـرة‭ ‬العربيـة،‭ ‬تحدهـا‭ ‬مـن‭ ‬الشـمال‭ ‬والشـمال‭ ‬الغربـي‭ ‬ميـاه‭ ‬الخليـج‭ ‬العربـي،‭ ‬ولها‭ ‬حـدود‭ ‬بحريـة‭ ‬مشـتركة‭ ‬مـن‭ ‬الشـمال‭ ‬الغربـي‭ ‬مـع‭ ‬دولـة‭ ‬قطـر،‭ ‬ومـن‭ ‬الجنـوب‭ ‬والغـرب‭ ‬لهـا‭ ‬حـدود‭ ‬بريـة‭ ‬مـع‭ ‬المملكـة‭ ‬العربيـة‭ ‬السـعودية،‭ ‬ومـن‭ ‬الجنـوب‭ ‬الشـرقي‭ ‬مـع‭ ‬سـلطنة‭ ‬عمـان‭. ‬وتقـع‭ ‬الأمارات‭ ‬بيـن‭ ‬دائرتي‭ ‬عـرض‭ ‬22‭ ‬و5‭.‬26‭ ‬درجـة‭ ‬شـمال‭ ‬خـط‭ ‬الاسـتواء،‭ ‬وخطـي‭ ‬طـول‭ ‬51‭ ‬و5‭.‬56‭ ‬درجـة‭ ‬شـرق‭ ‬خـط‭ ‬جرينتـش،‭ ‬وتبلغ‭ ‬مسـاحتها‭ ‬نحـو‭ ‬600،83‭ ‬كم‭ ‬مربع،‭ ‬وتغطــي‭ ‬الصحــراء‭ ‬74‭ ‬بالمئة‭ ‬مــن‭ ‬مســاحة‭ ‬الدولــة،‭ ‬وتشــكل‭ ‬الجبــال‭ ‬مــا‭ ‬نســبته‭ ‬6.2‭ ‬بالمئة‭ ‬مــن‭ ‬مســاحة‭ ‬الدولــة،‭ ‬كمــا‭ ‬تضــم‭ ‬الميـاه‭ ‬الإقليمية‭ ‬لدولـة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربيـة‭ ‬المتحـدة‭ ‬أكثر‭ ‬مـن‭ ‬200‭ ‬جزيـرة‭ ‬متباينـة‭ ‬فـي‭ ‬الحجـم،‭ ‬والنشـأة،‭ ‬والتكويــن،‭ ‬والأهمية‭. ‬تميز‭ ‬الإمارات‭ ‬بمناخها‭ ‬الصحراوي‭ ‬ذي‭ ‬الطقس‭ ‬البارد‭ ‬المعتدل‭ ‬شتاءً،‭ ‬والحار‭ ‬جداً‭ ‬والمصاحب‭ ‬للرطوبة‭ ‬العالية‭ ‬صيفاً‭. ‬إن‭ ‬اهمية‭ ‬الموقع‭ ‬الجيوسياسي‭ ‬لدولة‭ ‬الامارات‭ ‬تنبع‭ ‬من‭ ‬كونها‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬مصادر‭ ‬نفطية‭ ‬كبيرة‭ ‬تمكنها‭ ‬من‭ ‬امتلاك‭ ‬ثورة‭ ‬نفطية‭ ‬ضخمة‭ ‬لكي‭ ‬تستخدمها‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬ايرادات‭ ‬كبيرة‭ ‬تساعدها‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬وتطوير‭ ‬نفسها‭.  ‬كما‭ ‬ان‭ ‬موقعها‭ ‬الجغرافي‭ ‬الذي‭ ‬يحدها‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬الشـرق‭ ‬المسطح‭ ‬المائي‭ ‬ومن‭ ‬جهة‭ ‬الغرب‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬وهذا‭ ‬يمكنها‭ ‬من‭ ‬تشكيل‭ ‬ممرا‭ ‬بريا‭ ‬من‭ ‬البحر‭ ‬الى‭ ‬الاراضـي‭ ‬السعودية‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬التجارة‭ ‬وهذا‭ ‬يساعدها‭ ‬على‭ ‬كسب‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الميزات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬موقعها‭ ‬الجغرافي‭. ‬
 
مقومات‭ ‬الاتحاد‭:‬
‭ ‬تتكون‭ ‬الدول‭ ‬من‭ ‬مكونات‭ ‬أساسية‭ ‬وهي‭: ‬شعب‭ ‬وأقاليم‭ ‬برية‭ ‬وبحرية‭ ‬وجوية‭ ‬وسلطة‭ ‬سياسية‭ ‬قيادية،‭ ‬وهذا‭ ‬كله‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬عناصـر‭ ‬قوة‭ ‬الدولة‭ ‬الشاملة،‭ ‬وإن‭ ‬قيام‭ ‬اتحاد‭ ‬الدولة‭ ‬الإماراتية‭ ‬ككيان‭ ‬دولي‭ ‬استطاع‭ ‬أن‭ ‬يتعامل‭ ‬مع‭ ‬بقية‭ ‬عناصـر‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬ناتج‭ ‬عن‭ ‬توافر‭ ‬عدة‭ ‬مقومات‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬عناصـر‭ ‬قوة‭ ‬الدولة‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬من‭ ‬أجلها،‭ ‬والتي‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬الحماية‭ ‬للاتحاد‭ ‬ضد‭ ‬أي‭ ‬عدوان‭ ‬خارجي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتعرض‭ ‬له،‭ ‬وضمان‭ ‬استفادة‭ ‬كافة‭ ‬مواطني‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬ثروات‭ ‬الاتحاد‭ ‬وموارده‭ ‬الطبيعية‭. ‬وتتبلور‭ ‬المقومات‭ ‬في‭ ‬وجود‭ ‬اتحاد‭ ‬الإمارات‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬جوانب،‭ ‬أهمها‭:‬
 
وحدة‭ ‬السيادة‭.‬‭  ‬وهي‭ ‬أن‭ ‬تشكل‭ ‬جميع‭ ‬الإمارات‭ ‬الأعضاء‭ ‬دولة‭ ‬واحدة‭ ‬جديدة‭ ‬تتمتع‭ ‬وحدها‭ ‬بالاستقلالية‭ ‬والسيادة،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لدولة‭ ‬الاتحاد‭ ‬وحدها‭ ‬ممارسة‭ ‬مظاهر‭ ‬السيادة‭ ‬الخارجية‭. ‬وعلى‭ ‬هذا‭ ‬الأساس،‭ ‬تقضـي‭ ‬المادة‭ (‬1‭) ‬من‭ ‬دستور‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬بأن‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬دولة‭ ‬اتحادية‭ ‬مستقلة‭ ‬ذات‭ ‬سيادة‭.‬
 
وحدة‭ ‬الجنسية‭.‬‭ ‬يصبح‭ ‬جميع‭ ‬مواطني‭ ‬الإمارات‭ ‬الأعضاء‭ ‬المكونة‭ ‬للدولة‭ ‬الاتحادية‭ ‬جنسية‭ ‬واحدة‭ (‬هي‭ ‬جنسية‭ ‬الدولة‭ ‬الإماراتية‭)‬،‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬جنسيات‭ ‬الإمارات‭ ‬الأعضاء‭ ‬فيها‭. ‬وعلى‭ ‬هذا‭ ‬الأساس،‭ ‬تقضـي‭ ‬المادة‭ (‬8‭) ‬من‭ ‬دستور‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬لمواطني‭ ‬الاتحاد‭ ‬جنسية‭ ‬واحدة‭ ‬يحددها‭ ‬القانون‭ (‬وهو‭ ‬القانون‭ ‬الاتحادي‭ ‬رقم‭ ‬17‭ ‬لسنة‭ ‬1972‭ ‬في‭ ‬شأن‭ ‬الجنسية‭ ‬وجوازات‭ ‬السفر‭).‬
 
وحدة‭ ‬الشعب‭.‬‭ ‬شعوب‭ ‬الإمارات‭ ‬الأعضاء‭ ‬المكونة‭ ‬للدولة‭ ‬الاتحادية‭ ‬يكون‭ ‬شعب‭ ‬واحد‭ ‬هو‭ ‬شعب‭ ‬الدولة‭ ‬الإماراتية‭ ‬وبحيث‭ ‬يتمتعون‭ ‬جميعاً‭ ‬بحقوق‭ ‬متساوية‭ ‬يحددها‭ ‬دستور‭ ‬الدولة‭ ‬الاتحادية‭. ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تقضـي‭ ‬المادة‭ (‬6‭) ‬من‭ ‬دستور‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ (‬دستور‭ ‬الاتحاد‭) ‬بأن‭ ‬‮«‬شعب‭ ‬الاتحاد‭ ‬شعب‭ ‬واحد‮»‬‭. ‬كما‭ ‬تقضـي‭ ‬المادة‭ (‬25‭) ‬منه‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬لا‭ ‬تمييز‭ ‬بين‭ ‬مواطني‭ ‬الاتحاد‭ ‬بسبب‭ ‬الأصل،‭ ‬أو‭ ‬الموطن،‭ ‬أو‭ ‬العقيدة‭ ‬الدينية،‭ ‬أو‭ ‬المركز‭ ‬الاجتماعي‮»‬‭.‬
 
وحدة‭ ‬إقليم‭ ‬الدولة‭.‬‭  ‬تندمج‭ ‬جميع‭ ‬أقاليم‭ ‬الإمارات‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬الاتحادية‭ ‬لتصبح‭ ‬إقليماً‭ ‬واحداً‭ (‬براً‭ ‬وبحراً‭ ‬وجواً‭)‬؛‭ ‬وبحيث‭ ‬يخضع‭ ‬هذا‭ ‬الإقليم‭ ‬لسيادة‭ ‬الدولة‭ ‬الإماراتية‭ ‬وحدها‭. ‬وعلى‭ ‬ذلك‭ ‬تقضـي‭ ‬المادة‭ (‬2‭) ‬من‭ ‬دستور‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬بأن‭ ‬“يمارس‭ ‬الاتحاد‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الموكلة‭ ‬إليه‭ ‬بمقتضى‭ ‬أحكام‭ ‬هذا‭ ‬الدستور‭ ‬السيادة‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الأراضـي‭ ‬والمياه‭ ‬الإقليمية‭ ‬الواقعة‭ ‬داخل‭ ‬الحدود‭ ‬الدولية‭ ‬للإمارات‭ ‬الأعضاء”‭.‬
 
وحدة‭ ‬علم‭ ‬الدولة‭ ‬الاتحادية‭.‬‭ ‬يكون‭ ‬للدولة‭ ‬الاتحادية‭ ‬علمها‭ ‬الخاص‭ ‬بها،‭ ‬وذلك‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬العلم‭ ‬الخاص‭ ‬بكل‭ ‬إمارة‭ ‬لتستخدمه‭ ‬داخل‭ ‬أقاليمها‭ ‬فقط‭. ‬ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق،‭ ‬تقضـي‭ ‬المادة‭ (‬5‭) ‬من‭ ‬دستور‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬للاتحاد‭ ‬علمه‭ ‬وشعاره‭ ‬ونشيده‭ ‬الوطني‭. ‬على‭ ‬أن‭ ‬يحدد‭ ‬القانون‭ ‬العلم‭ ‬والشعار‭ ‬وهو‭ ‬القانون‭ ‬الاتحادي‭ ‬رقم‭ (‬2‭) ‬لسنة‭ ‬1971‭ ‬بشأن‭ ‬علم‭ ‬الاتحـــاد،‭ ‬وبأن‭ ‬تحتفظ‭ ‬كل‭ ‬إمارة‭ ‬بعلمها‭ ‬الخاص‭ ‬لاستخدامه‭ ‬داخل‭ ‬إقليمها‭.‬
 
وحدة‭ ‬العملة‭ ‬النقدية‭.‬‭ ‬يكون‭ ‬للدولة‭ ‬الاتحادية‭ ‬عملة‭ ‬موحدة‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬العملات‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬متداولة‭ ‬في‭ ‬الإمارات‭ ‬الأعضاء‭ ‬فيها‭ ‬قبل‭ ‬قيامها‭. ‬وعلى‭ ‬هذا‭ ‬الأساس،‭ ‬تقضـي‭ ‬المادة‭ (‬120/13‭) ‬من‭ ‬دستور‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬بأن‭ ‬ينفرد‭ ‬الاتحاد‭ ‬بالتشـريع‭ ‬والتنفيذ‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬النقد‭ ‬والعملة،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬فقد‭ ‬صدر‭ ‬القانون‭ ‬الاتحادي‭ ‬رقم‭ (‬2‭) ‬لسنة‭ ‬1973،‭ ‬والذي‭ ‬أسس‭ ‬مجلساً‭ ‬للنقد‭ ‬في‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة،‭ ‬وتم‭ ‬تفويضه‭ ‬لإصدار‭ ‬عملة‭ ‬وطنية‭ ‬تخلف‭ ‬العملات‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬متداولة‭ ‬في‭ ‬الإمارات‭ ‬آنذاك‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬إصدار‭ ‬عملة‭ ‬وطنية‭ ‬موحدة‭ (‬أي‭ ‬درهم‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭) ‬وتم‭ ‬طرحها‭ ‬في‭ ‬التداول‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬مايو‭ ‬سنة‭ ‬1973م‭.‬
 
وحدة‭ ‬المؤسسات‭ ‬العسكرية‭.‬‭ ‬يتم‭ ‬توحيد‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬الاتحادية‭ ‬في‭ ‬قوة‭ ‬عسكرية‭ ‬واحدة‭ ‬تخضع‭ ‬لسلطة‭ ‬الدولة‭ ‬لإماراتية‭. ‬وعلى‭ ‬ذلك‭ ‬تقضـي‭ ‬المادة‭ (‬120/2‭) ‬من‭ ‬دستور‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬بأن‭ ‬ينفرد‭ ‬الاتحاد‭ ‬بالتشـريع‭ ‬والتنفيذ‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬الدفاع‭ ‬والقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الاتحادية‭. ‬كما‭ ‬تقضـي‭ ‬المادة‭ (‬138‭) ‬منه‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬للاتحاد‭ ‬قوات‭ ‬مسلحة‭ ‬برية‭ ‬وبحرية‭ ‬وجوية،‭ ‬موحدة‭ ‬التدريب‭ ‬والقيادة‭.‬
 
وحدة‭ ‬القوانين‭.‬‭ ‬يكون‭ ‬للدولة‭ ‬الاتحادية‭ ‬دستورها‭ ‬الخاص‭ ‬بها‭ ‬بحيث‭ ‬تكون‭ ‬له‭ ‬السيادة‭ ‬على‭ ‬دساتير‭ ‬الإمارات‭ ‬الأعضاء‭ ‬فيها‭. ‬كما‭ ‬تعني‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬للدولة‭ ‬الإماراتية‭ ‬قوانينها‭ ‬بحيث‭ ‬تكون‭ ‬لها‭ ‬الأولوية‭ ‬في‭ ‬التطبيق‭ ‬على‭ ‬القوانين‭ ‬السارية‭ ‬في‭ ‬الإمارات‭ ‬الأعضاء‭ ‬فيها‭. ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تقضـي‭ ‬المادة‭ (‬151‭) ‬من‭ ‬دستور‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لأحكامه‭ ‬السيادة‭ ‬على‭ ‬دساتير‭ ‬الإمارات‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭. ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬للقوانين‭ ‬الاتحادية‭ ‬التي‭ ‬تصدر‭ ‬وفقاً‭ ‬لأحكامه‭ ‬الأولوية‭ ‬على‭ ‬التشـريعات‭ ‬والقرارات‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬سلطات‭ ‬الإمارات‭.‬
 
وحدة‭ ‬التمثيل‭ ‬الخارجي‭.‬‭ ‬تختص‭ ‬الدولة‭ ‬الاتحادية‭ ‬بإدارة‭ ‬كافة‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬للإمارات‭ ‬الأعضاء‭ ‬فيها،‭ ‬كما‭ ‬تعني‭ ‬أن‭ ‬تتمتع‭ ‬الدولة‭ ‬الإماراتية‭ ‬وحدها‭ ‬بالشخصية‭ ‬القانونية‭ ‬الدولية‭ ‬بحيث‭ ‬تتعامل‭ ‬الدولة‭ ‬الاتحادية‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬باعتبارها‭ ‬الشخصية‭ ‬القانونية‭ ‬الممثلة‭ ‬لجميع‭ ‬الدول‭ ‬أو‭ ‬الولايات‭ ‬المكونة‭ ‬لها‭. ‬وعلى‭ ‬هذا‭ ‬الأساس،‭ ‬تقضـي‭ ‬المادة‭ (‬120/1‭) ‬من‭ ‬دستور‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬بأن‭ ‬ينفرد‭ ‬الاتحاد‭ ‬بالتشـريع‭ ‬والتنفيذ‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭.‬
 
تؤكد‭ ‬مقومات‭ ‬الاتحاد‭ ‬المساواة‭ ‬والعدالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وتوفير‭ ‬الأمن‭ ‬والطمأنينة،‭ ‬وتكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬لجميع‭ ‬المواطنين،‭ ‬تحدد‭ ‬مكانتها‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬ومدى‭ ‬تأثيرها‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الدولية،‭ ‬ومدى‭ ‬تأثير‭ ‬قرارتها‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬على‭ ‬العالم،‭ ‬وهي‭ ‬مؤشـرات‭ ‬لعناصـر‭ ‬الدولة‭ ‬القوية‭ ‬والمؤثرة‭ ‬والمبنية‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يلي‭:‬
 
النظام‭ ‬السياسي‭.‬‭ ‬يوصف‭ ‬النظام‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬بأنه‭ ‬أحد‭ ‬أكثر‭ ‬النظم‭ ‬السياسية‭ ‬استقراراً‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وذلك‭ ‬نتيجة‭ ‬للجهود‭ ‬المستمرة‭ ‬والمثابرة‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬القيادات‭ ‬الاستثنائية‭ ‬التي‭ ‬عملت‭ ‬بشكل‭ ‬دؤوب‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬وترسيخ‭ ‬مؤسسات‭ ‬قوية،‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬الوفاء‭ ‬بمتطلبات‭ ‬العصـر‭ ‬وتجاوز‭ ‬أية‭ ‬سلبيات‭ ‬أو‭ ‬تحديات‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تعترض‭ ‬طريقها‭. ‬وقد‭ ‬أدرك‭ ‬قادة‭ ‬الإمارات‭ ‬السبع‭ ‬منذ‭ ‬البداية،‭ ‬أن‭ ‬نجاح‭ ‬الأمة‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬قدرتهم‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬المواطنة‭ ‬وإشـراك‭ ‬مواطنيهم‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬التطوير‭ ‬بشكل‭ ‬مباشـر‭.‬
 
اللغة‭ ‬والدين‭ ‬ومؤشـر‭ ‬الهوية‭.‬‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬هي‭ ‬اللغة‭ ‬الرسمية‭ ‬للدولة،‭ ‬الإسلام‭ ‬هو‭ ‬الدين‭ ‬الرسمي‭ ‬للبلاد،‭ ‬ويعتبر‭ ‬مؤشـر‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬بالنسبة‭ ‬لحكومة‭ ‬الإمارات‭ ‬أحد‭ ‬مؤشـرات‭ ‬الأداء‭ ‬الرئيسية‭ ‬المحددة‭ ‬وانتمائه‭ ‬كما‭ ‬يقيس‭ ‬هذا‭ ‬المؤشـر‭ ‬المركب‭ ‬مستوى‭ ‬الانتماء،‭ ‬والهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬للمواطنين،‭ ‬وفي‭ ‬عام2021،‭ ‬بلغت‭ ‬نسبة‭ ‬المؤشـر‭ ‬الفعلية‭ ‬97.8%‭(‬10‭) .‬
الاقتصاد‭.‬‭ ‬قامت‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬بتشييد‭ ‬وإنشاء‭ ‬قواعد‭ ‬راسخة‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬نمو‭ ‬وازدهار‭ ‬قطاعات‭ ‬الاقتصاد‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬المعرفة‭ ‬والتكنولوجيا،‭ ‬حيث‭ ‬قامت‭ ‬بإطلاق‭ ‬إستراتيجيات‭ ‬تؤدي‭ ‬بالدفع‭ ‬باتجاه‭ ‬اقتصاد‭ ‬المستقبل‭ ‬الأكثر‭ ‬ذكاءً،‭ ‬وتحقيق‭ ‬نمو‭ ‬اقتصادي‭ ‬مستدام‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬المعرفة‭ ‬العلوم‭ ‬والتقنية‭ ‬الحديثة،‭ ‬معتمداً‭ ‬على‭ ‬القدرات‭ ‬والكفاءات‭ ‬الفنية‭ ‬العالية‭ ‬والمواهب‭ ‬المتميزة‭. ‬
 
الحريات‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭.‬‭ ‬أعطت‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬أولوية‭ ‬خاصة‭ ‬لقيم‭ ‬احترام‭ ‬حقوق‭ ‬وحريات‭ ‬الإنسان،‭ ‬وهذا‭ ‬مبني‭ ‬على‭ ‬تراثها‭ ‬الثقافي‭ ‬ودستورها‭ ‬الذي‭ ‬يكفل‭ ‬الحريات‭ ‬المدنية‭ ‬للجميع،‭ ‬وقوانينها‭ ‬التشـريعية‭ ‬التي‭ ‬تعزز‭ ‬مبادئ‭ ‬العدالة‭ ‬والمساواة‭ ‬والتسامح،‭ ‬واحترام‭ ‬الحقوق،‭ ‬ودعم‭ ‬العمل‭ ‬الإنساني‭ ‬والإغاثي‭ ‬تماشياً‭ ‬مع‭ ‬مبادئ‭ ‬الإعلان‭ ‬العالمي‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وعززت‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬قيم‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قانونها‭ ‬الاتحادي‭ ‬بشأن‭ ‬مكافحة‭ ‬التمييز‭ ‬والكراهية،‭ ‬باعتمادها‭ ‬البرنامج‭ ‬الوطني‭ ‬للتسامح،‭ ‬وإقامة‭ ‬شـراكات‭ ‬دولية‭ ‬لبناء‭ ‬القدرات،‭ ‬ومنع‭ ‬العنف،‭ ‬ومكافحة‭ ‬الإرهاب،‭ ‬والجريمة‭ .‬
القوة‭ ‬العسكرية‭.‬‭ ‬شهدت‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الإماراتية‭ ‬منذ‭ ‬نشأتها‭ ‬تطورا‭ ‬هائلا‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬الكم‭ ‬والكيف،‭ ‬وتدريبهم‭ ‬وفق‭ ‬أحدث‭ ‬مناهج‭ ‬التدريب‭ ‬بالكليات‭ ‬والمدارس‭ ‬العسكرية‭ ‬بالتوازي‭ ‬مع‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬القادة‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الفكر‭ ‬العسكري‭ ‬والتخطيط‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬وتسليح‭ ‬الجيش‭ ‬بأحدث‭ ‬منظومات‭ ‬الأسلحة‭. ‬كما‭ ‬عملت‭ ‬الإمارات‭ ‬على‭ ‬تأسيس‭ ‬بنية‭ ‬تحتية‭ ‬للتصنيع‭ ‬العسكري‭ ‬حيث‭ ‬أصبحت‭ ‬الدولة‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬الوحيدة‭ ‬في‭ ‬قائمة‭ ‬الدول‭ ‬المصنعة‭ ‬والمصدرة‭ ‬للأسلحة‭ ‬وهذا‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬توسيع‭ ‬مساحة‭ ‬استقلال‭ ‬القرار‭ ‬السياسي،‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬استيراد‭ ‬الأسلحة،‭ ‬واستثمرت‭ ‬الدولة‭ ‬بكثافة‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬قدرات‭ ‬قواتها‭ ‬المسلحة‭ ‬خلال‭ ‬العقدَين‭ ‬الماضـيين،‭ ‬إذ‭ ‬نجحت‭ ‬بالفعل‭ ‬في‭ ‬إعداد‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬جيوش‭ ‬المنطقة‭ ‬حداثةً‭ ‬وقدرةً،‭ ‬وامتلاك‭ ‬قدرات‭ ‬هجومية‭ ‬حاسمة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الخصوم‭ ‬المحتملين،‭ ‬والسعي‭ ‬لامتلاك‭ ‬أحدث‭ ‬المنظومات‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬
 
الخاتمة‭.‬
أعلن‭ ‬قيام‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬2‭ ‬ديسمبر‭ ‬1971،‭ ‬بتوقيع‭ ‬اتفاق‭ ‬بين‭ ‬حكام‭ ‬الإمارات،‭ ‬وانتقلت‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الزمن‭ ‬القديم‭ ‬والوقت‭ ‬الحاضر،‭ ‬إذ‭ ‬حرصت‭ ‬الدولة‭ ‬بقيادتها‭ ‬الفذة‭ ‬على‭ ‬مواكبة‭ ‬التطور‭ ‬العالمي‭ ‬بكافة‭ ‬مجالاته،‭ ‬ومنذ‭ ‬أن‭ ‬تأسست‭ ‬الدولة‭ ‬بدأت‭ ‬تعمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬اللحاق‭ ‬بمركب‭ ‬التطور‭ ‬والتكنولوجيا،‭ ‬والنهوض‭ ‬بالدولة‭ ‬لتُصبح‭ ‬ذات‭ ‬قامة‭ ‬سياسية‭ ‬واقتصادية‭ ‬وثقافية‭ ‬وعسكرية‭  ‬مميزة‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬وأكدت‭ ‬النتائج‭ ‬والإحصائيات‭ ‬تطور‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬الهائل،‭ ‬حيث‭ ‬وضع‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬مرتبة‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة،‭ ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬في‭ ‬وقتنا‭ ‬الحالي‭ ‬مركزاً‭ ‬مالياً‭ ‬واقتصادياً‭ ‬عالمياً‭.‬
 
كان‭ ‬تأسيس‭ ‬دولة‭ ‬لإمارات‭ ‬بداية‭ ‬التحولات‭ ‬المجتمعية‭ ‬التي‭ ‬نقلت‭ ‬المجتمع‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬الدولة‭ ‬الحديثة،‭ ‬دولة‭ ‬المؤسسات‭ ‬ذات‭ ‬الأطر‭ ‬والهياكل‭ ‬التشـريعية‭ ‬والتنفيذية‭ ‬والقضائية،‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬مصلحة‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطن‭. ‬وحدد‭ ‬دستور‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات،‭ ‬مقومات‭ ‬الاتحاد‭ ‬وأهدافه‭ ‬الأساسية‭ ‬وطبيعة‭ ‬السلطات‭ ‬الاتحادية‭ ‬والحقوق‭ ‬والواجبات‭ ‬المكفولة‭ ‬للمواطنين‭ ‬والتي‭ ‬عززت‭ ‬من‭ ‬عناصـر‭ ‬قوة‭ ‬الدولة‭ ‬الشاملة‭ ‬التي‭ ‬تُجسد‭ ‬الدعامات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬تؤسس‭ ‬مجتمع‭ ‬الدولة‭ ‬الحديثة،‭ ‬المبني‭ ‬على‭ ‬رؤى‭ ‬استراتيجية‭ ‬واضحة،‭ ‬وخريطة‭ ‬طريق‭ ‬مُحددة‭ ‬لتحقيق‭ ‬إنجازات‭ ‬نوعية‭ ‬شاملة‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬القطاعات‭ ‬الحيوية‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬تعزيز‭ ‬ازدهار‭ ‬الدولة‭ ‬بشكل‭ ‬مستدام‭.‬
 
ترتكز‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬التطور‭ ‬والبناء‭ ‬على‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬المتقدمة‭ ‬وتقنيات‭ ‬الثورة‭ ‬الصناعية‭ ‬الرابعة‭ ‬لتوجيه‭ ‬كافة‭ ‬قطعات‭ ‬ومؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬لتعزيز‭ ‬قدراتها‭ ‬وإمكاناتها‭ ‬لتحقيق‭ ‬رؤية‭ ‬الدولة‭ ‬للتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬القطاعات‭ ‬لعام‭ ‬2050‭ ‬للمستقبل،‭ ‬وذلك‭ ‬تجسيداً‭ ‬لرؤية‭ ‬القيادة‭ ‬الرشيدة‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬بنية‭ ‬تكنولوجية‭ ‬متكاملة‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬الابتكار‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬الرقمية،‭ ‬وبالتالي‭ ‬يرى‭ ‬الباحث‭ ‬بإن‭ ‬التقدم‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬والعلم‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬مقومات‭ ‬اتحاد‭ ‬دولة‭ ‬الامارات‭ ‬لتعزيز‭ ‬تنافسيتها‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الحالي،‭ ‬وقد‭ ‬نجحت‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬التقدم‭ ‬والتطور‭ ‬وترسيخ‭ ‬مكانتها‭ ‬الرائدة‭ ‬باعتبارها‭ ‬مركزاً‭ ‬اقتصادياً‭ ‬وتجارياً‭ ‬واستثمارياً‭ ‬عالمياً‭ ‬مدعومة‭ ‬بسياسات‭ ‬ومبادرات‭ ‬تجارية‭ ‬واقتصادية‭ ‬مبتكرة،‭ ‬وايضاً‭ ‬بفضل‭ ‬الجهود‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬بذلتها‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬تطور‭ ‬حضاري‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الأصعدة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والثقافية‭ ‬والفكرية‭ ‬والمعمارية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والسياسية‭ ‬و‭ ‬الصحية‭ ‬والتي‭ ‬هي‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬توافر‭ ‬عناصـر‭ ‬قوة‭ ‬الدولة‭.‬
 


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-05-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره