مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2015-09-01

تحية إجلال لجند الوطن

أينما تذهب في وطننا الغالي من مشرقه إلى مغربه فإنك لا تحس إلا بشعور جند الوطن باستعدادهم التام للدفاع عن وطنهم ومبادئه التي يقوم عليها، ولا ترى كذلك إلا إحساس الفخر والاعتزاز من عائلاتهم وأقاربهم تجاه المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتق أبنائهم تجاه وطنهم. ويا له من شعور تنحني من أجله الرقاب حمداً وشكراً لله الواحد الأحد على أننا في دولة الإمارات العربية المتحدة لدينا حماة وطن لا يكلون ولا يملون عن تلبية نداء الوطن. رحم الله من استشهد منهم، وحفظ ونصر وأعز من هو في الصفوف لنصرة الحق أينما كانوا.
 
لا يخفى على أحد بأننا في الإمارات فخورين كل الفخر بأبنائنا الذي لبوا نداء الوطن. إن دولة الإمارات بوقوفها مع الشعب اليمني في مواجهة أعدائه إنما تثبت للعالم أنها دولة مسؤولة في النظام الدولي وأنها تنصرُ الحق كي لا يتفشى الباطل، وتقفُ مع المظلوم كي لا ينتصر الظالم. إن صوت الباطل كاد أن يصبح اليوم هو الصوت المدوي في عالمنا العربي بعد أن وجد قوته في العراق وسوريا ولبنان وليبيا، ولاحت له الفرصة في مصر واليمن والبحرين. فلولا وقوف أهل الحق مع إخوانهم في مصر واليمن لفُتح فيها باب الفساد ودق ناقوس الخطر كما هو الحال في العراق وسوريا.
 
إن جند الإمارات يرفعون اليوم راية الحق في اليمن ليكسروا بها شوكة الظلم. فالحوثيون المتأدلجون ومعهم أتباع صالح المتنفعون يرفعون شعارات لإقامة يمن يضر بأمن المنطقة الخليجية بأسرها. فالحوثيون يريدون بسيطرتهم على اليمن فرض أجندتهم لإقامة جمهورية إسلامية على غرار ما هو موجود لدى مُساندهم الأول جمهورية إيران الإسلامية. فالهدف القريب فرض سيطرتهم على اليمن، وهدفهم الأبعد هو نشر فكرهم المدعوم من قبل إيران للمنطقة بأسرها بما في ذلك فرض سيطرتهم على أرض الحرمين الشريفين بمكة والمدينة، ومن بعدها ـ لا سمح الله ـ حدث ولا حرج.
 
فما يقوم به جند الإمارات البواسل ومعهم إخوانهم من أفراد قوات المملكة العربية السعودية المسلحة هو من أجل حماية أمن الخليج العربي من أفكار ومشاريع هدامة تحوم حوله وتستهدف أمنه واستقراره. فاللإمارات مصلحة في المشاركة من أجل دحر مثل تلك المشاريع تماماً كما أن لها مصلحة في دحر مشاريع أخرى مثل مشروع القاعدة أو داعش أو الإخوان المسلمين، فكلها مشاريعٌ تدور في ذات دائرة مسعى المشروع الحوثي الساعي لزعزعة أمن واستقرار دول منطقة الخليج العربي بهدف تحقيق مآرب تخدم كل مشروع بذاته.  
 
نعم إن دولة الإمارات دولة اعتدال وتسامح ولكن لا يمكن لمثل هذا الأمر أن يستمر إلا إذا ما تم رفع راية المواجهة لكل ما يمكن أن يضر بفكر الاعتدال والتسامح القائم. إن أمن الدول لا يرتبط بالتهديد المباشر والآني لأراضيها وحسب بل أن أمنها يرتبط أيضاً بالأمن والاستقرار في مناطق أخرى. إن الحوثيون والقاعديون والداعشيون والإخوان المسلمون لا يدعون إلي الاعتدال والتسامح وإنما يريدون مسحه لصالح نشر فكرهم المتشدد والرافض للتسامح وقبول الآخر، أي أنهم يهددون طبيعة شكل الحياة التي ننعم بها في دولنا اليوم، لذلك وجب الوقوف ضدهم ومنعهم من النجاح حتى لا يصلنا ضررهم ويصبح الأمر مستحيل المعالجة فيما بعد.

لذلك تقف دولة الإمارات موقف الحزم في اليمن وفي سوريا وفي العراق وفي ليبيا وفي مصر وفي لبنان وفي البحرين وذلك نصرةً ودفاعاً عن مشروعنا الحضاري وعن طبيعة نمط حياتنا من خطر مثل تلك المشاريع التدميرية. وعليه نقف اليوم وقفة إجلالٍ وتقديرٍ لقواتنا المسلحة المشاركة في عمليات نصرة الحق في مواجهة الظلم والتشدد.


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره