مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2022-05-01

توحيد قواتنا.. لا تنمية بدون أمن

لا توجد رواية تنموية في تاريخنا الحاضر، اقتصادياً وسياسياً، تحكى إلا ويأتي ذكر التجربة الإماراتية كمثال في كيفية التحول، وبناء دولة المؤسسات لديها القدرة على حماية مكتسباتها. هناك، بالفعل، روايات تنموية ربما قد تكون انتهت أو اكتملت وثبتت على حالها، أو أنها أساطير لم يعيشها جيل الحاضر ولكن التجربة الإماراتية وعلى مدى أكثر من نصف قرن وستمتد إلى الخمسين القادمة حسب الرؤية الموضوعة لها، هي رواية تتحدث عن نفسها ويمكن مشاهدتها على أرض الواقع. 
 
واحدة من هذه الروايات التي تحكى، قصة توحيد قواتنا المسلحة وتسير تحكي في جوانب تكاملها بالتفصيل إلى أن أصبحت اليوم “ملهمة” للآخرين في مجال العزة والكرامة والنصر.
 
فيوم السادس من مايو 1976 إلى وقتنا الحاضر يمثل علامة فارقة في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة ففيه صدر قرار توحيد قواتنا المسلحة تحت قيادة مركزية واحدة لتشكل بذلك درعاً وطنياً لحماية مكتسباتنا الوطنية وتحفظ سيادة الدولة واستقراره. فقرار التوحيد، الذي جاء بعد أقل من خمس سنوات من إعلان الاتحاد في 1971، حمل معنيين اثنين.
 
المعنى الأول: وهو الأساس الذي قام عليه قرار التوحيد في ذلك الوقت بما يتناسب واللحظة التاريخية للاتحاد الإماراتي بأن أمن الوطن الواحد: “لا يتجزأ” وأنه بدون الأمن لا يمكن الحديث عن التنمية أو الحفاظ عليه، وهو الشعار الذي اتخذته دولة الإمارات منذ تأسيسها وسارت عليه بل وخططت للخمسين عاماً القادمة بالسير فيه بل وعملت به مع الأشقاء وباقي دول العالم، وقد أثبت فعلاً حقيقته بأنه لا تنمية بدو أمن.
 
المعنى الثاني: إيمان مؤسسي الدولة الاتحادية وعلى رأسهم المغفور له بإذن اللخ الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بأن لكل نجاح أعداء وطامعين متربصين ينتظرون اللحظة المناسبة لتنفيذ مخططاتهم. وعليه فإن “الذراع العسكري” ذات العقيدة الدفاعية الوطنية وتطوير مهارات منتسبيه مع مواكبة كل حديث في عالم الأسلحة كفيل بردعهم وتلقينهم درساً يبقى عبرة للأخرين. وربما في هذه النقطة تحديداً يمكننا الحديث عن محاولة تنظيم “الحوثين” في يناير الماضي لتجربة ردة الفعل الإماراتي فكانت النتيجة قاسية له ولمصيره فمن غير أن تم تكبيده خسائر مادية ومعنوية كبيرة ميدانياً فقد تم تصنيفه تنظيم إرهابي لأول مرة من خلال مجلس الأمن هذا غير تلك الردود الدولية المنددة لاستهدافه لدولة الإمارات وصل الأمر مؤخراً لأن يتم إغلاق الحسابات الإعلامية للحوثي على السوشيال ميديا. فأمن الامن الإمارات خط أحمر له ولغيره.
 
وفق تلك المعاني يكون طبيعي أن يتحقق ما نراه على أرض الواقع من إنجازات في مختلف المجالات التنموية بل وبالقدرة على إقناع الآخرين بصحة الرؤية الإماراتية ذات الشقين وهما: تساير التنمية مع الأمن وأن الاثنين يكملان بعض.
 
ينبغي عدم اعتبار أن مغامرة الحوثي هو التحدي الوحيد وإنما كان الأخطر من واقع من يقف وراءه وعندما أدرك مكانة القوات الإماراتية وتأثيرها اختار التراجع والانهزام. فمجالات الحديث عن التحديات التي واجهتها واستطاعت التغلب عليها مثل تجربة حرب إيران والعراق وتجربة احتلال الكويت وكذلك المشاركات الخارجية قواتنا المسلحة الإنسانية التي غيرت فهم الناس حول طبيعة الجيوش في العالم حيث شاركت في إنقاذ حياة الناس في أصعب الأوقات في البوسنة والهرسك وفي الصومال وأفغانستان.
 
من دواعي فخرنا اليوم أن قواتنا المسلحة اليوم محل الاقتداء والاستفادة من تجربتها الشاملة، بداية من العقيدة الوطنية التي هي أساس كل عمل وطني ناجح ومروراً بالاستعدادات التدريبية والعمل على امتلاك المهارات إلى الصناعة العسكرية، اليوم قواتنا محل حديث الأكاديميات العسكرية في العالم.
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره