مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2012-03-01

شيء من لغة الجسد

لا تستغربوا ما سأورده لحضراتكم، ففي كل رسالة نود إيصالها للطرف الآخر، لا يتجاوز نسبة تأثير الكلام في وصول الرسالة للمتلقي أكثر من 10 % بحسب الدراسات، بينما يصل تأثير لغة الجسد إلى 50 %، وتأثير نبرة الصوت واستخدامه صعوداً وهبوطاً 40 %!
 
تكاد ثقافتنا تنطبق على أن" الكلام هو الزبدة"، لكن تأثيره في المتلقي لا يتجاوز عُشر بقية المؤثرات، لصالح لغة الجسد، ونبرة الصوت!
 
لغة الجسد، لا تقتصر على استخدام اليدين في الحديث، بل تتجاوزها إلى قسمات الوجه، وتأثير الابتسامة والعبوس، وتقطيب الحاجبين أو فردهما، وإراحة الأكتاف، وطريقة الوقوف، أو حتى الجلوس.
 
لأضرب لكم مثلاً: تخيلوا أن أحدنا أراد أن يحذر ابنه من مغبة تأخره في الدراسة، لنفترض أنه سيقول له: "إن واصلت تقهقرك فأنت تعرض نفسك للعقوبة، وتحرمها من المكافأة" هذه هي الرسالة بالكلمات، ولكن هل يناسب أن يقولها له ووجهه يتهلل فرحاً؟!بالطبع، سيظن الابن أن هذه الرسالة غير جادة، وعلى الأقل لن يتقبلها كما أراد الأب!
 
لننتقل إلى مثال آخر: لو أراد زوج أن يعبر لزوجته عن محبته، فهل يناسب رسالته الرومانسية أن يوصلها بوجه عبوس، وحاجبين مقطبين، ولو كانت كلمات الرسالة من أرق قصائد الغزل؟!
الجواب بالتأكيد: لا!
إذن هذه هي لغة الجسد.
 
ومن النصائح التي توجه في استخدام لغة الجسد في الإعلام وعند مواجهة الجمهور، الدعوة على استخدام الأذرع المفتوحة، وهي أن تكون الكفين والذراعين باتجاه السماء جزئياً، ما يعبر عن الانفتاح على الآخر، والاستعداد الإيجابي للتواصل مع المتلقي والإقبال عليه، بدلاً من رسالة الصد التي يمكن أن تؤديها الأذرع المقفلة.
ثمة خطأ نقع فيه كثيراً من دون أن نعلم، ويمكن أن يدمر الرسالة الإيجابية التي نريد أن نوصلها للآخر سواء أكان فرداً أم جمهوراً، وهي استخدام إصبع السبابة عند الحديث الإيجابي، أو حتى العادي. 
 
إن استخدام السبابة لا يمكن أن يعبر إلا عن لغة تهديد أو وعيد أو تحذير أو سباب، ولذلك سمّت العرب الأصبع التالي للإبهام "بالسبّابة"؛ لأنها تستخدم عادة في السب والإقذاع.
 
إن أي صورة صامتة تظهر شخصين يشير أحدهما بسبابته للآخر، لا يمكن أن تُقرأ إلا على اعتبار أنه يُقرّع الآخر، أو يُحِّذِره وينذره.
 فتصور كم التشويش الذي يمكن أن تسببه لرسالتك إذا استخدمت السبابة وأنت لا تريد سباباً ولا تقريعاً ولا تحذيراً .
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره