مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2013-07-01

بابٌ للرحمة ...لا يُسد

أيام قلائل ويدنو لقاء جديد مع خيرات حسان، وأعمال توزن في موازين ثقال، أنه شهر الرحمة والمغفرة، شهر الصبر والرضوان، شهر البر والإحسان....إنه شهر رمضان المبارك.
 
شهرٌ تتنزل فيه البركات والرحمات، وتصعد فيه الطيبات الصالحات، شهر تتصافى فيه القلوب وتتعانق، وتتآخى النفوس وتتصالح، وتتعالى الهمم وتتنافس في سباقٍ نحو القمة.. والفوز، ونحو الارتقاء والرقي للأسمى للأعلى بالروح والجسد.
 
إن شهر رمضان المبارك هو فرصة تتجدد في كل عام، وعطاء يُمنح بالمجان لكل من أراد الخير والاستزادة والاستفادة من نفحات ولحظات هذا الشهر الفضيل، فطوبى للمغتنمين المسارعين وحسن مآب.
 
ورمضان حينما يعود لنا في كل عام، يأتي محمّلاً بالمعاني والعبر والذكريات العامة والخاصة، فمن كونه شهرٌ للصيام والقيام، إلى كونه شهرٌ للتاريخ المجيد من تاريخنا الإسلامي العظيم، ففي هذا الشهر كانت هناك صولات وجولات لجيوش ومعارك وانتصارات حاسمة في ذاكرة التاريخ، فكانت في نهاره بدر الكبرى.. وفتح مكة العظمى... وهي من أمجاد الدعوة المحمدية الخالدة في شهر النصرة والفوز، وكانت فيه القادسية وفتح بلاد الأندلس امتداداً للانتصارات الإسلامية العظيمة، كما كانت فيه عين جالوت، وانتصار المسلمين في حطين في عهد الكر والفر لنصرة المضطر، وكانت فيه حرب رمضان( أكتوبر) 1973 ومحاربة العدوان، وتلك كلها كانت وقائع وأحداث عسكرية خالدة، وملاحم بطولية، وتضحية وفداء من أجل أهداف سامية، وغايات عالية، هي نصرة الدين والحق.. ونصرة الوطن والشعب.
 
ولرمضان ذكريات أخرى باقية، ذكرياتٌ خاصة، يحملها معه كلما عنّى قادماً إلينا، ذكريات للطفولة وغّر الأيام السالفة، وبدايات التدرب والتأقلم مع قصة الصيام، والصراع مع الطعام وتركه، والهروب من الكبار واختلاس اللقيمات سراً خلف الأبواب الموصدة، وشرب زلال الماء بارداً سويعات الهجير الحارقة، فكان التغاضي منهم رفقاً بالحال الجديد، وكان العتاب على الفعل عند ساعات الإفطار كي لا يتكرر جنح النهار في غدٍ قريب...ولكنها تبقى ذكريات.
 
ولرمضان ذاكرة جميلة في نفس كلٌ منا، فحين يقدم رمضان تسبقنا مشاعر الطفولة عند عتباته، ونعيشها كلما تحلقنا أمام التلفاز في أيامه، فكانت حلقات البراعم، وقصص الأطفال، وكرتون الصغار ما يميزّ وقتنا بعد عودتنا من مدارسنا، فكانت اللهفة والحنين، والتسابق والتلاحق لأجل أن نستقبل ما كان موجهاً إلينا في سني عمرنا المبكرة من شاشات التلفاز العامرة..فكان لها نكهة أخرى، ورونق خاص، ومذاقٌ مميز، لا يبارح الذاكرة والمكان حتى الآن.
 
ويأتينا رمضان اليوم، ونحن كبار، وقد وعينا ما معنى رمضان، وماذا يمثل لنا في حياتنا وتاريخنا وأيام عمرنا، يأتي ونحن ندرك قيمته الروحية والمعنوية والدينية....فهو ليس كباقي الشهور، إنه شهرٌ قد ميّزه الله بأوقات قدسيّة، وحباه الله أنواراً سماوية... فأضاء النفوس والوجوه، وأحيا القلوب والوجدان، وعافى الأبدان والأجساد...فكان بحق خير الشهور والأيام.
 
دلالة...
سيبقى رمضان ما بقينا  أحياء، دلالة على كل حب، وكل ود، وكل خير، وكل عطاء، وكل إحسان..فرمضان مباركٌ بنفحاته وآياته، ومباركٌ بصيام يومه وقيام ليله، ومباركٌ بصَلاته وصِلاته..فهو شهرٌ أوله الرحمة، وأوسطه المغفرة، وآخره عتقٌ من النيران.. فهو بابٌ للرحمة لا يُسد...فطوبى لمن أحسن فيه الاستغلال.
 
ولكم ..وبحلول شهره الفضيل أبعث التحايا والتهاني المباركة..فكل رمضان وأنتم إلى الله أقرب.. وكل رمضان فضيل وأنتم بأتم صحة وتمام عافية ...ورمضان مبارك.


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-05-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره