مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2014-04-01

زايد.....قصة وطن ومجد أمة

لست مع التاريخ على علاقة وطيدة، ولست ممن يحفظون أرقام أعوامه وحوادثه ونوائبه عن ظهر قلب، فليس بيني وبين الأرقام رابط، فلغة الكلمات والحروف هي ما أجيده، ويبعد ذكائي المعرفي أيما بعد إذا ما كان للموضوع صلة بعالم الأرقام والخانات الرقمية بكل مقاديرها وتقديراتها وحساباتها، ويستقر عند الجمل ودلالاتها، وتعابير الكلمات وهالاتها، وحروف الهجاء الوهاجة، النابضة بالمعنى والمغزى في كل مقام ومقال.
 
 
ما استدعى مقدمتي هذه، هو أنني لست بصدد الحديث عن تلك الفعالية الجميلة التي أحيتها هيئة الثقافة والتراث في أبوظبي وهي "مهرجان قصر الحصن" أو الاستفاضة فيه، أوحتى الغوص في تاريخه وعمره الضارب في القدم، فقد اشبعت من الإعلام أيما إشباع ولكني سأتحدث عن العرض المسرحي الذي أبهر حاضريه، بما حمله من تقنيات وتأثيرات وتكنولوجيا عالية التفوق، إلى جانب القصة وأسلوبها المتدرج الذي أخذ المشاهد في مشاهد متدرجة متسلسلة ببساطة وروعة متناهية.
 
 
وسأتحدث وبشكل أعمق عن العنوان الذي حمل" قصة حصن..مجد وطن" لأراه من وجهة نظري الخاصة.
 
 
فخلال مشاهدتي للعرض الذي نال اعجاب وانبهار الحضور، استدعت مشاهد العرض في مخيلتي حياة الماضي، على الرغم من عدم عيشي في زمانها، واستحضرت وجع السنين وألم المعاناة التي عاشها الأجداد السابقون فيما مضى، وشظف العيش الذي كابدوه، ومشقة العمل من أجل كسب لقمة العيش والاستمرار في دورة الحياة.
 
 
لم تكن حياتهم بالسهلة رغم بساطتها، ولم تكن بتلك الراحة التي نتنعم بها اليوم، فقد كانت صراعاً من أجل البقاء بخير وسلام وأمان، مكتفين بما وهبتهم طبيعتهم الصحراوية من هدايا وهبات، وبما منحهم البحر من عطايا وخيرات،  إلى أن جاءتهم منحة السماء، فحوّلت محنتهم إلى استبشار، وبأن القادم أفضل، وأن ما أرسله الله لهم اليوم، هو نعمة سيحسدون عليها فيما بعد.
 
 
نعم، فلقد كان "زايد" نعمة الله لهؤلاء القوم، ولهذه الأرض، فكان هو القصة، وهو الزمان، وهو المكان لهذا الوطن، فقد استحضرت "زايد" في كل فقرة من فقرات العرض، ورسمت وجوده الذي كان بعد الله - سبحانه وتعالى- سبباً لوجود هذا الوطن، فلولا مشيئة الرحمن وما قيّضه لها من خير، لم يكن للإمارات وجود يضارع اليوم الأرض بصداه، ولم يكن له ذاك المجد الذي نترنم ونتغنى به اليوم في الملاحم والقصائد والأناشيد والمواويل الوطنية.
 
 
فقد كان زايد ملحمة التاريخ، وأسطورة المجد في وطني، فكل أبنائه من شعبه يرونه في كل زاوية وشبر من هذه الأرض، فهو ماثل في نسله الذين خلفوه وتولوا زمام الأمر من بعده، فكانوا امتداد الأثر في زرع الخير والحب والكرامة لهذا الشعب، ولكل من عاش على هذه الأرض، وهو موجود في تلك القيم والمثل والنبل التي زرعها في قلوب محبيه، يذكرونه ويتذاكرونه، غير متناسين دعواه في قيم السماحة والأصالة والدين في تعاملاتهم مع بعضهم البعض وغيرهم من الشعوب. 
لقد أمل "زايد" وحلم ذات يوم؛ بأن ينعم شعبه بالرخاء بعد الشقاء، فجدّ وعمل ليتحقق له ولشعب وطنه تلك الصدارة والمكانة التي وافت طموحاته وصادقتها، ولم يكتفي بخيره الزائد حدود بلده، فامتد معطاءً للجوار والجار من الدول الشقيقة والصديقة، فصار "زايد" معناً مطابقاً لما يمكن أن يكون عليه الخير بأعلى صوره وأوسعها.
 
 
ولأجل "زايد"  وما منحنا الله فيه من بركات انهمرت علينا بخيرات السماء، وما منحنا هو إياه من عطف أبوي، حُق لنا أن نفاخر به ونتفاخر، وأن نعلن حبنا له ونجاهر، فهو من أعطى للوطن قيمته وهيبته ومثقال وزنه بين الأمم، وهو قبل كل شيء من أعطى للإنسان على هذه الأرض مكانته، إذ أنه ثروة الوطن الحقيقية التي كان يراها، ولا تزال تراها قيادتنا الرشيدة حتى اليوم في كل حين وآن. 
 
دلالة...
إن" زايــد" - طيّب الله ثراه - هــو ما يمكنني أن أقـــول عنــه  ومن وجهــة نظــري الـتي تمثلــني، أن "زايدقصة وطن...ومجد أمة".
فالآثار شواهد التاريخ على ما كان، ولكن يبقى الرجال هم من يصنعون المجد للمكان، ويضيفونه إليه، لتبقى شواهد التاريخ بمعالمها وأرقام سنينها، دلالة واضحة على ما كان لها من دور في قصص الشعوب ورواياتها.
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-05-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره