مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2012-09-01

أكاد ويبقى.. ما بقي العمر

سأروي لكم في مقالي هذا عن حكاية عشق أبدية، حكاية لاتزال تروى وتحكى للأجيال ولكل الأعمار، إنها حكاية عشق شعبٍ لقائده، قائده الذي لم يكن بالعادي أبداً، ولم يكن يوماً كباقي من حكموا شعوبهم، إنه في مسمى شعبه ولغتهم الخاصة والتي لايزالون يتداولونها رغم مرور الأعوام بمسمى (الأب)!
 
فأي الآباء هو؟؟وأي البشر كان لهم؟؟
 
لقد كان الوالد"زايد" رحمه الله برحمته الواسعة، قنديلاً يضيء في مسيرة شعبه،ولا أقول شمعة، فلا ربما أنطفأ نورها وخفت، ولكنه قنديل يتوهّج نوره ويزداد محيط توهجه وأثره من وقود حب الشعب له، فقد كان بيننا - رحمه الله – قدوةً ومقاماً، ونهجاً وإماماً.
 
لقد نسج زايد بأفعاله قبل أقواله حباً لا يمكن لعراه أن تنّفك ما دامت الحياة تدّب في أرواح أبنائه من شعبه، فالخيوط متينة لاتهتري، فقد كان النسيج قوياً، حانياً، بانياً، حاضناً محبّاً، مكتنفاً وحامياً، ولا أقول أن زايد قد بنى جسور المحبة بينه وبين شعبه، فالبناء في لغة الهندسة عمل يحتاج لكثير من الوقت والجهد والعمل والإنتظار، ولكني أحسبه ومن وجهة نظري الخاصة، أنه مدّ تلك الجسور بما حباه الله تعالى من نفاذ حكمة وسداد رأي، ووجاهة حديث ولفظ، ولباقة معان وخصال ما جعله يخترق قلوب محبيه دونما مقدمات أو سابق تمهيد، فلقد كان هذا الحب له ولايزال أسطورياً  بمعنى الكلمة وبكل ما يغلف هذه الكلمة من بهاء ورونق وبعدٍ جمالي، فلا عجب وبعد غيابه بدناً عن تراب أرضه وظهراني شعبه، أنه لايزال مخلداً بالحب والود بل بالعشق في قلوبهم جميعاً دونما استثناء، فحكاية الحب الأبوي الأبدي هذه، حكاية أصبحت لشعوب من العالم نموذجاً ومضرباً للأمثال، فالتاريخ لا ولن ينسى قائداً مثل زايد، ومعلماً مثل زايد ووالداً كزايد.
فالأسرة التي خلّفها بعد رحيله ، لاتزال تشد أزر بعضها البعض بما زرعه في أرضها من حب وألفة وصدق في الحديث والعمل، ويكفي من توسد يمناه وجاور ربه أن ينام وهو مطمئن القلب قرير العين بأن صنع دولةً يشهد لها التاريخ قبل أقلام أو أفلام أو عقول البشر، فالشواهد على آثاره كثيرة، وكيف لا؟؟؟! وكل شبرٍ ينطق بـ"زايد"، ويخلد ذكراه، فهو لايزال بيننا يعيش، وقلوب أمته وشعبه بمحبته وعرفانه تجيش.
 
إن حب زايد سيبقى فينا مابقي العمر، وستظل قلوبنا وألسنتنا وعيوننا في كل حين تذكره، وتذكر مناقبه وشمائله وفضائله، وأعماله وأقواله وحبه وحنانه الأبوي العظيم .
 
وسيبقى ذاك الثغر الباسم ماثلاً أمامنا، نتخيّره في ساعات الأحزان والأتراح، نتذكره بصبره وجلده على المحن والمشاق والمعاناة التي واجهها في سبيل إسعادنا وإنقاذنا من ضنك العيش، وفي سبيل وحدتنا ورفاهية عيشنا ورغده، سيظل زايد فينا مادام القلب ينبض حيا، ومادامت الروح في الجسد تتفيأ.
 
دلالة.. 
إن دلالة مقالي أجدها ماثلة في سردي لكلمات تكاد لا توفي أو أكاد أجزم أنها لا توفي ذو الحق حقه، فاليراع استحال أن يعّبر عن مكنونٍ سيظل خافياً في خاطري، فكلٌ منا يحمل معناً ومرادافاً يتلائم  وصياغته في وجدانه، ما بين شوقٍ عارم، وحبٍ جارف، وعاطفة جياشة نحو من كان لنا ولا يزال "الأب المحـــــب" .
فقد عبرّ الكثيرون ولا يزالون، وكتب الكاتبون والمؤلفون، وكلاً على طريقته.
 ولكن سيبقى في الذاكرة والتاريخ رواية أبدية واحدة وهي " حب قائد لشعبه" و " حب شعبٍ لقائده" سترويها الأجيال وتتناقلها عبر الأزمان .
وسيبقى الرابط الأبوي بين زايد وشعبه لغةً لا ولن يفهمها إلا من عرف زايد بن سلطان.
رحم ربي زايد، وأسكنه فسيح الجنان، في رَوحٍ وريحان، مع المصطفين الأخيار..
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-05-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره