مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2012-10-01

واحــــة أمــــن وأمـــان

تعمل دولة الإمارات العربية المتحدة ومنذ قيامها وحتى الآن على أن تصنع لها علامة فارقة على خارطة التقدم والنماء التي يشهدها العالم بأسره، فهي وبرغم عمرها القصير والذي لا يقارن بعمر الدول المتقدمة استطاعت أن تحدث من الفرق ما يمكن أن يتحدث عنه الداني والقاصي، فخطواتها المتسابقة على طريق التطوير والبناء والتعمير جعلت منها محطاً لأنظار العالم، فأصبحت بحق طفرة عملاقة في ركب الحضارة والتقدم.
 
الممعن للنظر في ما تشهده الدولة اليوم من خير ورفاه، ونعمة حباها الله بما رزقها من قيادة حكيمة، سيرى فيما لا يدعو مجالاً للشك بأن هذه الجهود لم تكن حرث ليلة وضحاها، وإنما كانت لجهود كثيفة، وساعات عمل طويلة، وأفكار تنموية طموحة، وسباق مع الزمن لإثبات الذات، فسهر القائمون عليها من حكام دولتنا الغالية ماضياً وحاضراً، على أن يكون لها كيان ووجود لا يقل شأناً عن مثيلاتها من الدول المتقدمة المتحضرة.
 
فما تتمتع به الدولة اليوم، حتّم على أن يكون لهذه الثروة وهذه الجهود ضوابط للحماية والأمان من أية يد قد تحاول العبث بمقدرات الأمة وخيراتها، فسنّت الدولة القوانين الصارمة والحاسمة في شأن أمنها، حتى يكون خطاً أحمراً لا يمكن المساس به لا من قريب ولا من بعيد، فكان للدولة جهودها الحثيثة بالتعاون مع قوانين المجتمع الدولي في حماية الحقوق المتعددة لملكياتها أو أملاك غيرها، حرصاً منها في أن تكون دوماً واحة أمن وأمان لكل ناشد للاطمئنان. 
 
إن لكل دولة الحق في حماية وصون ما تتمتع به من استقرار، وأن تضع قوانينها في هذا الشأن، ولكل دولة ذات سيادة واستقلالية، الحق التام في أن تأمنّ أراضيها وفضاءها وبحارها وشواطئها من أية انتهاكات قد تهددها، ودولة الإمارات عندما تسعى في محاربة كل ما من شأنه المساس بأمنها، إنما تسعى لتحجيم أو القضاء على أية محاولة قد تشكل خطراً عليها قد يهددها أو يهدد حتى جاراتها. 
 
فتحقيق الأمن يحتاج دوماً لتضافر الجهود وتكاثفها، ويتطلب عملاً جهيداً لتتحقق الرغبة والمطلب، وهذا بالفعل ما قامت ولا تزال تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة متمثلة في التوجيهات السديدة لقيادتنا الرشيدة من العمل جنباً إلى جنب مع كافة القوانين والأحكام الدولية التي تتطلب التعاون والتآزر الدولي في كل ما من شأنه أن يحقق الأمان والاستقرار في المنطقة أو حتى لدولة بعينها.
 
وليس غريباً على دولة الإمارات نهجها التعاوني والمبادرات السبّاقة في خدمة قضايا الأمن ونشره في جميع أنحاء المعمورة، ومن ذلك مساهمتها في حماية الحقوق الفكرية، وعملها على مكافحة غسيل الأموال، أو الاتجار بالبشر والأطفال، ومكافحة ومحاربة المخدرات، عروجاً على تعاونها في مكافحة قرصنة البحار أو الحدود، وتعاونها الدائم في أمن واستقرار الكثير من الدول المتوترة بمعيّة الهيئات والمنظمات الدولية، هذا إلى جانب جهودها الداخلية لمحاربة العديد من الظواهر السلبية كحوادث السير، أو التسلل، أو التسول، وغيرها مما قد يشكل ضرراً بمصالحها البشرية أو المعنوية أو المادية. 
 
إن دولتنا الغالية فيما تسعى إليه من تعاونات واتفاقيات ومبادرات تؤكد للعالم بأسره أنها دولة تنشد السلام في كل محفل وحضور، وهي دولة تعبر بالتزامها النهج الذي اختطته سياستها وقيادتها منذ نشأتها من أنها - وكما قال المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله – "بأننا دولة تسعى إلى السلام وتحترم حق الجوار وترعى الصديق". 
 
 
دلالة..
إن دلالة المقال هي مأثورنا من أقوال قائد الأمة وبانيها حينما قال: "إن الاتحاد ما قام إلا تجسيداً عملياً لرغبات وأماني وتطلعات شعب الإمارات الواحد في بناء مجتمع حر كريم، يتمتع بالمنعة والعزة وبناء مستقبل مشرق وضاح ترفرف فوقه راية العدالة والحق، وليكون رائداً ونواة لوحدة عربية شاملة".
 
وهذا الغراس من حكيم أقواله رحمه الله، هو بالفعل ما يأتي ثماره اليوم بما تقوم به قيادتنا الرشيدة من أعمال مشرقة، ومبادرات مشرّفة كانت ولا تزال عنواناً لمعنى الريادة والقيادة، ونواةً للخير والسلام، وواحة أمن وأمان، لينعم المجتمع وكما أراد له مؤسسه بالحياة الحرة الكريمة الآمنة المطمئنة المستقرة.
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-05-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره