مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2012-05-01

وتعود بنا الذكرى..

لا أجدني أفر من الذاكرة سوى إلى ذاكرة أخرى من سنين العمر والطفولة وأيام الدراسة ومقاعدها، حيث تعج الذاكرة بالعديد والعديد من الذكريات الجميلة أحياناً، والبائسة أحياناً أخرى، ولكن تظل سنوات الدراسة والطفولة من أجمل أيام ما انقضى من العمر.
 
وعندما يحين موعد الذكرى مع كلمة، أو قصة، أو حكاية، تمر عابرة من لهو الحديث أو قفشاته  أجدني أستذكر دروساً ونصوصاً وقصصاً وحكايات كانت تتحفنا بها مادة اللغة العربية في مناهجنا الدراسية، فقد كانت تحوي من الدروس النفائس مما كان – ولايزال - يزخر بها أدبنا العربي، ولازلت أذكر مما علق في الذاكرة دروساً نقشت بما احتوته من معان على جدارات ذاكرتي الأدبية الكثير من القيم والمبادئ والفضائل التي أجدني  أتمثلها اليوم في حياتي، ومما لا يكاد يبارح  مفكرتي العقلية مقالاً عن " ذكرى توحيد القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة"، ذاك الموضوع الذي جعلني أتساءل وأنا في تلك المرحلة المبكرة من الدراسة عن سبب تدريسه لنا، خصوصاً نحن الطالبات! فما دخلنا نحن في هكذا مواضيع، وما حاجتنا في الأساس لمثله من الدروس، فلسنا طلاباً ذكوراً، ولا كنا رجالاً في ساحات الوغى، ولاجنوداً في صفوف الجيش؟ تلك الأسئلة التي كانت تدور في ذهن من لم يكن بعد قد وعى الأهمية من مثل هذه المواضيع، وبُعدها التاريخي.  إلا أنني كنت أجد الخطاب وما ورد فيه من كلمات مضيئة تمثل من المخزون الأدبي لدي... الكثير. لقد كانت بمثابة رسالة موجهة إلي، بعثت كلمات قائلها في النفس الكثير من الزهو، الكثير من الفخر، الكثير من الرفعة، وكيف لا ؟ فقد كانت الكلمات للقائد الباني، للوالد المعلم؛ المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيّب الله ثراه. وكنت أتخيل فيما يتخيل القارئ بأن حديثه كان موجهاً لنا، وبأنه كان يقف منتصب القامة أمامنا، مرفوع الرأس شامخاً، ليعلن على مسامعنا ذاك القرار بكل قوة وعنفوان قائلاً: "نحتفل اليوم وإياكم بذكرى توحيد قواتكم المسلحة". وتمر الأعوام، وتمضي السنون، وتشاء الأقدار أن أكون من منتسبي قواتنا المسلحة، لأعي بتواجدي ضمن صفوفها، ماذا يعني التوحيد، وماذا كان يمثل هذا القرار من تاريخ لمسيرة دولتنا الغالية. ففي احتفاليات قواتنا المسلحة بالذكرى السنوية لتوحيدها في السادس من مايو من كل عام، لا أزال أذكر سؤال الدراسة " وما شأننا به؟" ، ليعود الجواب إلي اليوم بصياغة أخرى جديدة، أكثر نضجاً، أكثر وعياً، وأشمل فكراً لمعنى التوحيد، وما مثّّله هذا القرار المصيري لدولتنا ومسيرتها الظافرة العامرة. فأدركت الآن، وأنا ضمن خارطة الزمان والمكان لقواتنا المسلحة، بأن السبب الوجيه والمعنى الواضح والمغزى البعيد واللازم لتضمين موضوع التوحيد بين دفتي كتاب اللغة العربية كان الهدف منه هو التعريف بهذا اليوم لدى طلبة المدارس وأهميته وما يعنيه من انجاز وحدوي يضاف إلى المنجز الأكبر...منجز الاتحاد. وأجدني اليوم وأنا أخط هذه الكلمات عن ذكرى توحيد قواتنا المسلحة، أمام رسالة لابد من إيصالها لمن هم على مقاعد الدراسة من أجيال اليوم، وهي ضرورة معرفتهم بهذه الذكرى وما ينطوي عليها من أهمية،  فالممحص للأمر والمدرك لبواطنه؛  لن يراه مجرد يوماً مقصوراً على القوات المسلحة فقط، وإنما هو امتداد على طول وعرض حدود دولتنا من أقصاها إلى أقصاها، قد يكون المعنيون به من عسكريين هم الأجدر به وباحتفاله وتذكّره، ولكني أراه الآن - ومن وجهة نظري - أنه لابد أن يكون يوماً وطنياً آخر، يضم إلى قائمة مناسباتنا الكبرى، فهو جدير بالاهتمام والاحتضان والاحتفال.
 
  دلالة...
تكاد تكون دلالة المقالة بديهية، ولكن ما خطته الكلمات من الحديث عن ذكرى توحيد قواتنا المسلحة ليس الهدف منه هو معايشة الذكرى والإحتفال بها في يومها فقط، ولكن من الضرورة بمكان؛ التركيز على هذا اليوم ضمن المناهج العلمية والمراحل التعليمية لجميع طلبة مدارسنا وجامعاتنا، وبأن يُعطى هذا اليوم شأنه الذي يستحقه، فالتوحيد كان ولا يزال دلالة واضحة لترسيخ كيان، وحفظ بنيان دولتنا الغالية، دولة الإمارات العربية المتحدة .
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-05-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره