مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2012-11-01

دعائم الخير.. وأنهار العطاء

لا يقف العطاء عند حدود معينة، ولا تعرف المكرمات معياراً محدداً لحجمها، فالسعي إلى الخير بكل صوره وممارساته واتجاهاته هي قيم ومعان ومبادئ تأصلت وتجذّرت في أرض الإمارات وقيادتها وشعبها، وكيف لا؟ وهذه الأرض، وهذا النبت من غرس  من ربّى وعلّم وبنى وقاد،  إنهم أبناء" زايد"  طيّب الله ثراه، فقد كان رحمه الله، يرى في المال وسيلةً لا غاية لإسعاد البشر وتلبية احتياجاتهم وقضائها، نهجه في ذلك نهج الدين القويم الذي جعل المال أمانة في أيدي مالكيه، فصار ديدنه - رحمه الله - العمل على مساعدة القريب والبعيد، غير ملتفتاً لثنيات عرقية أو ألوان طائفية أو بيئات مغايرة، فوصلت سيرته العطرة وما عرف عنه من مكارم العربي الأصيل أقاصي المعمورة، وكان لكل نداء استغاثة يصل لمسامعه إجابةً فوريةً عاجلةً دونما تردد أو تقصير، فصارت المساعدات الإنسانية وعلى اختلاف أشكالها وأنواعها وأزماتها عنواناً لدارٍ عرفت بين الجميع " بدار الخير من زايد الخير".
 
واليوم ومع ما تقوم به قيادتنا الرشيدة من تقديم للمساعدات العاجلة لمختلف الدول والأعراق، وفي مختلف الظروف والأحوال، إنما تثبت ذات النهج الذي اختطته قيادة وحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة في سياساتها الداخلية والخارجية منذ تأسيسها في مد يد العون للجميع دونما استثناء أو تفرقة، وليس ذاك وحسب، فعلى أثر القيادة تسير الرعية، وتتمثل خطاها وتلبي نداءها حينما يحين موعد الإجابة، فكثيرة هي المرات والنداءات التي تحث وتدعو فيها القيادة أبناء الشعب للمبادرة والبذل والعطاء والمساعدة، فيلبّون مسارعين، يحدوهم في ذلك فعل الخير والتنافس في سباقه، فهذه طباعهم وهذه خصالهم وأفعالهم الخيّرة التي تشهد لهم بالسبق، وبأنهم أصحاب الأيادي البيضاء النقيّة، فصار فعل الخير لدى قيادة وشعب دولة الإمارات نموذجاً حيّاً تتمثله دول وأفراد.
 
لقد كانت ولازالت العطاءات الأخوية الإنسانية التي تقدمها دولة الإمارات تمثل بارقة الأمل وقارب النجاة لأولئك الذين أجحفتهم الحياة حقوقهم، وأتعبت صروف الدهر حالهم ، فغدت الإمارات بحق منارة تشع بالعطاء الإنساني والتلاحم والتراحم الأخوي مع شعوب العالم قاطبة.
 
إن الرائي لما تقوم به دولتنا الغالية من أعمال خيرية، وتقديمها لمختلف المعونات الإنسانية ليستوعب أنها من المسلمات التي لا تقبل التفاوض أو التأخير أو التهاون لدى قيادتها وشعبها، بل إن تقديم المعونات يعد من الأعراف والمبادئ الراسخة ضمن منظومة الدولة وإطارها المجتمعي المتماسك والمتمسك بدينه وأخلاقه ودستوره، والمحترم لقوانين بلده وتشريعاته والممتثل لأوامر القيادة وخير الوطن وصالحه، فغدى العمل الإنساني والفعل التطوعي والتكاتف العملي سيمة من سيم هذه الدار وأهلها.
 
إن المبادرات والمساعدات الإنسانية والتي تقدمها دولة الإمارات العربية المتحدة لمختلف القضايا أو الأزمات الإنسانية المختلفة، إنما تمثل البعد الإنساني لهذه الدولة وقيادتها وشعبها، كما أنها تبعث برسالةً إلى العالم بأسره مفادها بأنها رسول للخير وبلدٌ يسعى للسلام بكافة أوجهه ومنافذه ومسالكه ومساربه، وبأنها دولةٌ تحتضن الخير وتهديه استفاضةً دونما توقف، لا يحد سير نهر خيرها صخورٌ لصراعاتٍ أو اقتتالاتٍ قد تدور رحاها في أماكن مختلفة من العالم.
إنها تأمل في أن تعمل على مسح كل دمعة يتيم، وتخفيف معاناة كل محروم، وتعويض أي نقص قد يحتاجه أي معوزٍ أو محتاج، فالفرحة لديها في أن ترى البسمة على أوجه الجميع ظاهرة، والسعادة عندها في أن تنعم دول العالم قاطبة بالأمن والأمان والطمأنينة والاستقرار.
 
دلالة..
"كما تكونوا يولّى عليكم"  حقيقة ثابتة، ودلالة واضحة، بأن هذه الأرض طيبة خيّرة طاهرة، ولا يتولى أمرها إلا من أراد الخير لها، فأرادت مشيئة الله - جل وعز-  في أن يتولى أمرها من كان الأخير لشعبها والأرحم والأقرب لهم ولقلوبهم ، وحكمها من جعلها جنةً وقبلةً لكل شاهد وراصد، فصارت القيادة الرشيدة على هذه الأرض رمزاً وعنواناً لكل خير في داخل الإمارات وخارجها، فهم دعائم للخير وأنهر للعطاء، وأصبحت قيادتنا نموذجاً يقتدى للشعب ويحتذى، يتبارى الجميع صغاراً وكباراً في حب الوطن وقيادته والتفاخر بهم في كل موقع وموطن، فالكل يعبر بطريقته الخاصة،  ولكن يتوحّد الجميع عند نقطةً واحدة هي " كلنا إمارات الخير.. كلنا زايد الخير.. كلنا خليفة الخير".
حفظ الله الإمارات وأدام خيرها وخير قيادتها على جميع من سعى في خيرها وحبها وأمنها وسلامها.


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-05-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره