الأخبار

الكاتب : جميلة الكعبي

2014-01-01

العصف الذهني الإماراتي

أبهرت حكومة الإمارات العربية المتحدة العالم الحديث فيما تنتهجه من سياسات ومسارات واتجاهات في رسم خططها الشاملة للتنمية والتطويرسواء على الصعيد العالمي أو المحلي، فكل يوم هناك نهج جديد، وخطة حديثة، ومواكبة متلاحقة لما هو متسارع الخطى في عالم متغير المعالم وحتى الأهداف، فشعب الإمارات كل يوم هو على موعد مع ما يثريه ويغنيه ويدعمه من حكومته التي تسعى دائماً وأبداً لخيره وتقدمه واستقراره.

ومن ذلك، كانت هناك انطلاقة جديدة ومبادرة هي الفريدة من نوعها على مستوى الحكومات في العالم وهي الخلوة الوزارية التي أطلقها سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" في شأني الصحة والتعليم، حيث كانت هذه الخلوة هي الفريدة من نوعها فمعها كان للجميع حق المشاركة والإدلاء بالفكر والمقترح والطرح الذي سيفيد هاذين القطاعين المهمين الحيويين في الدولة.

إن ما يعرف بالعصف الذهني اليوم يعتبر صورة حضارية وفكرة تنويرية إبداعية في تحريك كوامن الفكر والبعد به عن القيود والحدود والدوائر المغلقة المفرغة من الإبداع والتنوع والجمود والسلبية، وهو إطلاق للطاقات والأفكار الحبيسة.

والعصف الذهني "هو أسلوب تعليمي وتدريبي يقوم على حرية التفكير ويستخدم من أجل توليد أكبر كم من الأفكار لمعالجة موضوع من الموضوعات المفتوحة من المهتمين أو المعنيين بالموضوع خلال جلسة قصيرة" ولكن؛ في حكومة دولة الإمارات لم يكن لعامل الوقت وقصره أهمية كبرى، بل كان للكم الهائل من الأفكار والمقترحات والإدلاء بالرأي الأهمية القصوى، حرصاً وسعياً لجمع أكبر عدد منها والبناء على أفكار الآخرين بغية التحسين والتطوير لما هو أفضل وأعم وأشمل لكافة الجوانب والاتجاهات.

لقد جمع العصف الذهني الإماراتي مبادئه التي قام عليها من حيث إرجائه لتقييم الأفكار الواردة لما بعد الطرح، مما جعل الكثير من المتلقين يدلون بمشاركاتهم ويتابعون الردود عليها بشغف واهتمام ودونما معوقات، أن هذه الخلوة أطلقت العنان لحرية التفكير الإبداعي، واعتمدت على الكم الهائل الذي وردها من الأفكار المبتكرة والإبداعية للمحاور التي طرحها صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، وخرجت في نهايتها بحصيلة اسستثنائية وبعدد لايستهان به من هذه الأفكار مهما كانت جودتها، حيث بلغت حسب إحصاءاتها ما يربو عن 80 ألف فكرة ملهمة.

ولم تواجه عملية العصف الذهني الإماراتي حوائل وحواجز حالت بينها وبين أن تكتمل مراحلها، فالباب كان مشرعاً على مصراعيه لمن أحب أن يدلو بدلوه، ولم تغفل آراء وأفكار وتهمل أو تهمش، بل كان استقبال الأفكار والاحتفاء بها من أكبر قيادة متمثلة بسيدي نائب رئيس الدولة وفريقه، لأصغر قيادة على مستوى الهيئات والوحدات والأقسام وغيرها، فلم يكن للخوف من الفشل جانب أو حتى وارد فكر، فكلمة الفشل ليست بالكلمة الواردة أو المدونة في قاموس حكومة الإمارات، وإنما تأتي سلسلة التجارب والوقوف على نجاحات الآخرين هي ما تستلهمه الدولة في خطوها نحو المستقبل واستشراقه بأدواته ومعطياته.

كما لم تكن في العصف الذهني الإماراتي معوقات تتعلق بالتباهي أو الترفع والتعالي والتزمت والتمسك بالرأي وإفراد المساحة للآخرين للمشاركة، فالجميع كانوا سواسية دونما تفريق أو تخصيص فهم متساوون أمام ما وضع لخيرهم ومصلحتهم والإرتقاء بهم، فالنظر لكل ما طرح كان بعين الرضا دون استخفاف أو استصغار أو تسرع في إطلاق الأحكام الجزاف على أي فكرة وردت أو طرحت أو أرسلت مهما كانت، فالخلوة كانت شراكة جماعية مع أفراد المجتمع كافة.

دلالة...

إن دلالة العمل أو الفكرة التي طرحها سمو نائب رئيس الدولة "رعاه الله"، هو أن دولة الإمارات العربية المتحدة وبوجود قيادة يقود زمام أمرها للخير والطليعة خليفة بن زايد، وبوجود من هم كمحمد بن راشد بفكره وإبداعه وخططه وتنويره، وبمعية أخوانه وأعوانه، قادرة على أن تكون دوماً في الصدارة والمكانة التي تليق بها بين الأمم والحضارات.

فهي البلاد الموعودة بالخير دوماً بإذن الله، وهي الأرض التي تحمل الخير لكل الناس ولمختلف الأجناس في سائر الأوقات والأزمان.