مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2012-12-01

الإنسان في منظومة الأوطان

نبني للوطن والدار وإعمار الإنسان، نبني للوطن ليس مجرد شعار لمؤسسات أو كبرى شركات لمجرد البناء والتطوير والامتداد به إلى أرحب الآفاق أو النهوض به إلى عنان السماء، إن بناء الوطن هو في أصل معناه يرمز إلى بناء الإنسان، والارتقاء به علماً وأخلاقاً ليكون له الدور في المستقبل لعمارة هذه الأرض وبناء هذا الوطن.
 
دوماً ما تطرق مسامعنا عبارة الإنسان سفير موطنه وعاداته ومعدنه، فكل سلوك يسلكه المرء إنما ينم عن الجوهر ، فالمظهر هو ترجمان لما هو عليه الإنسان من مخبر، ولذا كان لزاماً على الأمم أن ترعى إنسانها بما يعكس حضارتها البشرية والمدنية، وتغرس فيه القيم والهمم العالية، وتظهر أخلاقه الرفيعة، وتزوده بسلاح العلم والمعرفة، وتدعمه بلزوم ما يلزم من منتجات ومعطيات العصر من ابتكارات وأدوات ليتسنى له من خلالها أن يحقق العملية التنموية في بلاده.
 
تقول إحدى الدرر الحكيمة لباني مسيرة الوطن والإنسان في بلادي المغفور له - بإذن الله تعالى - الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه "إن الثروة ليست في الإمكانات المادية وحدها، وإنما الثروة الحقيقية للأمة هي في رجالها، وإن الرجال هم الذين يصنعون مستقبل أمتهم"، وبالفعل فالإنسان هو الذي يصنع مجد أمته ونهضتها ومستقبلها، وعلى أكتافه يكون حمل الأمانة في السعي دوماً لخير الوطن وأخيه الإنسان المشارك له في عملية البناء والنماء. 
 
ومن منطلق تلك الدعائم التي أرساها مؤسس دولتنا الغالية، واصلت قيادتنا الرشيدة عملية البناء للوطن والإنسان، فاستكملت بترابط متراص قوي البنيان والأركان لمسيرة التأسيس فربطتها بمرحلة التمكين، لتعلن رؤيتها ورؤاها وخططها الطموحة في أن تضع للنهوض بالوطن والإنسان على أرضها أهدافاً جديدة تتلاءم وروح العصر ومع متطلبات الوقت الراهن، الماضي قدماً نحو الحداثة والتنمية، وتفعيل الأدوار والمهام إلى أبعد من حدود اللحظة المعاشة.
 
وفي حقيقة هي راسخة، وقاعدة تكاد تكون ثابتة في عملية البناء التي نتحدث عنها شكّلت ولاتزال عملية بناء الإنسان أصعب المحطات وأعقدها، ففي مقولة لحكيم العرب زايد بن سلطان رحمه الله، أشار المغفور له - بإذن الله - إلى هذه الناحية بقوله" لم تكن عملية التطوير والبناء، خاصة بناء الإنسان عملية سهلة، بل كانت مهمة شاقة اقتضت وتقتضي منا مزيداً من الصبر والحكمة".

وبالفعل فهي لازالت تقتضي مزيداً من الصبر والحكمة، وهذا ما تعمل عليه قيادتنا الرشيدة فيما تقوم به وتضعه نصب عينيها من سعيها الحثيث إلى النهوض بالإنسان على هذه الأرض، مستدركة القيمة الغالية والثروة العظيمة التي يشكلها العنصر البشري في عملية البناء والتقدم والتطوير والتعمير لأي وطن، فالأجيال التي ترعاها الدولة اليوم، وبما تغرسه فيها من قيم البذل والعطاء والتسلح بالأخلاق والمعرفة والعلم لمجتمع أفضل، هو في حقيقته نهج ومنهج اختطته القيادة منذ قيامها وحتى غدها، ترتقب من خلاله مستقبلاً يجود بالنتائج والثمار التي تعطي لهذا الوطن قيمته الكبرى والفضلى بين الأمم كما هو شأنه اليوم.
 
إن الرؤية التطويرية التي وضعتها السياسات العليا، وبالتعاون مع مختلف الأطراف المعنية في هذه العملية،  لم يكن الهدف منها بناء أعمدة وأركان إسمنتية أو فولاذية أو حديدية فقط، بل هدفها الأسمى والأعلى هو بناء الإنسان المدرك لعصره المتفهم لدوره وما يتطلبه هذا الدور من جهد وعمل متواصل لأجل الارتقاء بالوطن ورفعته.
 
دلالة.....
في ذكرى وطني الحادية والأربعين لا أجد أكبر منها دلالة على ما كان عليه من تغير الحال سابقاَ، وما صار إليه لاحقاً، فالتطوير في منظومة بلادي بدأ بالإنسان، ويستمر معه، ويختتم به.
فنهج القيادة واضح المعالم، مرسوم الجوانب، مدروس الخطى، فمن أجل الوطن والإنسان على هذه الأرض تدور عجلة النهضة الشاملة والتي معها تسخَّر الطاقات، وتوفر الفرص، وتستقطب الصناعات، وتفتح الآفاق على أوسع الأهداف وأسماها، وأرفعها وأرقاها، وهو بناء الإنسان المتسلح بالعلم والإيمان.
 
ومع كل عام، وفي كل عام أقول: دامت ديارك يا موطني عامرة، ترعاك أيادٍ كريمة، وتصونك رماح عتيدة، وتحميك أرواح بايعت مولاها على الفداء والولاء، فداء لك من كل نازل وخطب، وولاء لولاتك ممن رعونا ولم تغفُ عيونهم عنا، فكل عام .. وقادتك تعلو بيارقهم بنور يخترق فضاءات المدد.. وكل عام وعلمك يرفرف على هامات المجد.. وشعبك يرفل بثوب السعد.. كل عام وأنت العهد والوعد.
 
 
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-05-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره