مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2013-02-01

لأجلهم.....أنجزوا

حينما تتشبع النفس بالتحدي والإصرار، وتأخذ جادة الحق والصواب فيما تقدم عليه من أعمال، وتعلم أن لكل قصة نجاح خطوات ومؤشرات ودلالات ودعامات تسبقها، تعلم في نهاية المطاف بأن الصدارة والريادة والتميز هو ما سيكون حليفها، وليس النجاح لمجرد النجاح، والذي يكتفي به الساعون من أجل اللحظة أو الهنيهة.
 
ولأجل أن يحقق المرء ما يطمح إليه من طموح، ويصبو إليه من مكانة لائقة، لابد له من وضع أهداف واضحة جليّة أمام عينه، يسعى لتحقيقها بما وسعه الجهد والعمل، فليس بالأمل وحده تدرك المعالي، وليس بالترجي تنتظر المعجزات، وهذا فعل أصحاب الهمم العالية والغايات النبيلة.
 
وهكذا هم، من كانوا بالفعل على قدر الطموح والتحدي، وعلى قدر الوعد والتنفيذ، وعلى قدر الوفاء والولاء والعطاء، فقد حقق منتخب الإمارات الهدف الذي سعى إليه منذ بدايات اللقاء، فعمل جاهداً ليكون كما أراد له وطنه وشعبه من حكومة وأفراد، وتمنوه منه من أن يكون دوماً في المقدمة وفي الطليعة، وبأن لايخذل أحلامهم ولايكدر صفو خيالهم في أن ينال الوطن قبل أشخاصهم شرف التتويج ، فأبى هؤلاء الفتية على أنفسهم إلا الفوز، وعن جدارة واستحقاق.
 
حدثت نفسي وحدثتني في ذاك المساء، الذي كانت بدايات يومه مفعمة بالحلم والأمل في نفوس كل من عشق الأبيض الذي حمل أحلام الوطن وأبناء الوطن، وكل من أقام وأحب هذا الوطن، في أن يعود منتصراً منتشياً من البقاع التي احتضنت وجوده وتواجده من أرض البحرين الطيبة، فكيف كانت نفوسهم؟ وما هو حجم الإصرار الذي حملوه بين جنباتهم؟ وأية مسؤولية هم كانوا بصدد إنجازها؟؟؟.
 
 لقد وضعت نفسي في مكان أحدهم، وقلت في قرارة نفسي لابد بأن يتحقق ما نحن ذاهبون لأجله، ولابد من أن يكون ما نحن مقدمون على فعله، وكل ذلك بعد مشيئة المولى عزوجل، فالذين ينتظروننا ها هناك لابد من أن نفرحهم، وليس من اللائق من أن نخذلهم، فهي القيادة التي دعمت ووفرت وأتاحت ولم تضن ببعض ما؟ وهم الشعب الذي أتى دونما دعوة، وتكبد عناء الرحلة، وهم القلوب المؤلفة المحبة التي دعت بخالص الحب والود أن نعود بالكأس مرفوعي الرأس، إذاً فحلم تلك الألوف الذي ضارع السماء بحجمه ومده؛ هو مسؤولية كبرى، أنه هدف للوطن ورفعة ومكانة، وحلم للشعب وسيلة وغاية.
 
وبالفعل، لأجلهم أنجزوا، وعادوا بالفرحة للوطن وللقيادة والشعب، وأعلنوا لكل من راقبهم عن كثب أو عن بعد بأن الصدارة التي سعووا لأجلها في مختلف محافلهم، هي أساس مبادئهم التي استقوها من نهج القيادة" فأنا وشعبي لانرضى إلا بالمركز الأول" و" إننا لانرضى إلا بالصدارة والريادة" هي حقيقة تمثلها شبابنا الواعي في لعبه الشريف النظيف أمام  كل من واجهوه، فأعلن للجميع بأن الغايات لابد لها من رجال، وبأن الصعب والمحال لا أساس له في أرض "زايد" ووطن "خليفة" وبين أبناء شعب الإمارات الغالية.
 
وبذاك الحلم الذي حققوه والإنتصار الذي أحرزوه "وعد فصدق..... فأسعد" كل من إنتظروه ونصروه وآزروه.
 
دلالة...
 إن ما كان من المنتخب والشعب بالأمس هو ملحمة تاريخية أبدية، في التآزر والتلاحم والتعاضد والتكاتف لأجل الوطن ورفعته قبل كل شيء "فالبيت متوحد".
 كما أنه تعبير صريح لمعنى التحدي والإصرار وكيف له أن يكون " فلا نرضى إلاّ بالمركز الأول"؟
 وكيف للوعد أن يتحقق بعزيمة تقهر الصعاب تحيل التمني إلى حقيقة واقعة، وفرحةً بالنفس واقعة.  
 
لله درك يا موطني، كم أنت عزيز مهيب شامخ راسخ في الصميم، وكم أنت غال في نفوس أبنائك ومحبيك، وكم أنت جميلة يا إماراتي الحبيبة، بتلك القلوب الحانية، وبتلك الأرواح الصافية، وبذاك التآلف الوهاج الذي يعمي بصر وبصيرة كل من أراد أن ينال منك ومن قيادتك ومن حب شعبك ومكانتك بين الأمم، فأنت دوماً ستبقين في الصدارة تتسيدين الريادة في كل ما من شأنه عزتك ورفعتك.
حفظ الله لنا وطننا.. وقيادتنا.. وشعبنا.. وكل من نام هانئاً مطمئناً قرير العين ..على أرض دولتنا..دولة الإمارات العربية المتحدة.
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-04-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره