مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2013-08-01

مصر التي في خاطري

" والأذن تعشق قبل العين أحيانا" هي حقيقة واقعة وليست مجرد كلمات قد قيلت في مناسبةٍ خصت لها وعبرت.
والأذن حينما تعشق لمجرد الذكر والوصف والتعبير عن أمر غائب إنما هو العشق من نوعٍ آخر، فيتولد فالنفس من السحر والخيال والجمال ماقد لا يتوفر مما ألفته العين ورأته، وهذا هو حالي مع مصر التي في خاطري.
فالبرغم من عدم رؤيتي وزيارتي لهذه الأرض العزيزة ذات يوم، إلاّ أنها تبقى وستبقى في نفسي كبيرة، عظيمة، مهيبة، رفيعة بمجدها وذكرها وتاريخها، وأحسبها لدى كل العرب كذلك؟
 
فمصر تاريخ مُضاء من الألق والأنق، وهي سلسلة متواصلة من الدهور والعصور والأحداث والوقائع والقصص التي تروى ولاتزال حتى يومنا هذا، فتجد فيها كل ما قد يخطر بقلب كل سائل عنها، ومتحرٍ لحالها وعوالمها، فهي البلد المجيدة التليدة الوليدة التي يتغنى بها العربي أينما وجد وكان، فهي كما قيل عنها" أم الدنيا"، وحاضنة العرب، وملهمة الإحساس لكافة الناس على اختلاف مشاربهم وأهوائهم وأقوالهم وأفعالهم، وحتى في إنتاجهم لمسلسلاتهم وأفلامهم.
 
ولمصر ولما لها من قيمة تاريخية، وثقل حضاري، وجذور ضاربة في العمق بعمق اسمها ورسمها في القلوب، كان لها مع الإمارات حكاية..حكاية من نوع آخر، فمع ما يحمله أبناء الإمارات في صدورهم من معزة ومكانة لهذا البلد، كان لهم يد الخير السباقة دوماً للخير بقيادة والدنا الشيخ خليفة قائد الخير وحليفه، فانطلقت مع بدايات شهر الفضل والكرم، شهر الخير والعطاء، شهر رمضان المبارك حملة تزين عنوانها بـ" مصر في قلوبنا"
نعم ..مصر في قلوبنا، قلوب من عشقها ولم يراها، وقلوب من أدمنها بعد أن رآها، وقلوب من تستشعر القرب لا البعد لذكرها ومرآها.
 
إن حملة " مصر في قلوبنا" ماهي إلا ترجمان واضح لما تحمله هذه العلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين المتراصين في حبهما لبعضهما البعض كالتصاق التوائم، فعلى الرغم مما مر على مصر في لحظة من اللحظات من أهوال وأحوال وتقلب حال، لم تنسى دولة الإمارات قيادةً وشعباً هذا البلد العريق الشقيق، فسعت بكل خيرها وطرقها ووسائلها لأن تقف بصف أختها العربية ، وتكون لها المعين في محنها وعصيب أيامها، فالإمارات دوماً تستذكر ما لمصر العظيمة من أدوار تاريخية، ووقفات بطولية في حياة شعوب المنطقة، فكان النداء من القيادة نابعاً من إرث قديم في ذاكرة الإمارات وتاريخها مع مصر الشقيقة، ومع علاقات متجذرة عميقة، قوّى أواصراها ومتّن حبائلها حكيم العرب المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله وطّيب ثراه، فليس إذاً غريباً على نهج القيادة أن تسلك مسلك القائد المؤسس رحمه الله، فهذا نهجها وهذا سبيلها دوماً، فهي البلد التي لا يقف معين خيرها عند حدود أو قيود، فمد يد الخير لكل شقيق وصديق هو من صميم سياستها الرامية لنشر السلام والوئام بين كل الأطياف والأطراف والبلدان من أقصاها لأقصاها.
 
دلالة...
إن انطلاق هذه الحملة في توقيت مناسب كهذا التوقيت، هو دلالة واضحة على متانة الرباط بين البلدين، وصورة حيّة لما تمثله هذه الروابط، ورداً صريحاً لكل من أرعد وأزبد بتصريحاته وتلميحاته، فسيظل دوماً ما ينفع الناس ماكثاً في الأرض الطيبة للبلدين، وستبقى شعوب العرب ترقب مصر في كل حالها ومآلها بقلب المحب، الذي يتمنى لها ولشعبها كل خير وتوفيق وسداد وعيش كريم هنيء فهي البلاد التي قال عنها مولاها"ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين"، فهي مصر المحروسة المنصورة، وهي الدار الآمنة، وهي الأرض الكريمة، أرض الكنانة والكرامة.
 
حفظ الله مصر، وأبقى عليها مجدها وعزها، ويسر أمرها وعسرها، وجمع أفئدة أبنائها على كلمة الحق والخير، لما فيه صلاحهم ورفعتهم ورفاء مصر وشعب مصر.
فمصر في قلوبنا وستظل، لها كريم المكانة والمحل، بين حنايانا والمقل.
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-05-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره