مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2012-12-01

مشرقة ستبقى شمسك يا وطني!

حديث عن الوطن.. حديث عن الناس، تخرج الكلمات متعثرة بين الشعر وبين القصيد، بين المبنى والمعنى وبيت القصيد. 
حديث عن الوطن، حديث مثقل بالأحلام، بالأمنيات، بطموح يناطح السحب، لا نرضى لك بموقع غير سكن النجم أو مرتع الشهب.
 
في يوم عيدك يا وطني .. يتجلى نجم سعدك، أنت القابع بين العين ورمش العين، يشاطرك الأم والأخت والوالد والولد والحبيبة أركان القلب، والقلب أنت، وكلهم أنت، نسبح بحمدك، ونبحر فيك وإليك، وما البحر إلا أنت، وما الشجن إلا لك وعنك. 
أنت رؤوس الجبال ومن سكن فيها ولم يغادرها من ندر الرجال. 
أنت كثبان الرمال، وما خطت بدوية برجلها، أو حمص بدوي قهوته، أو شدّ ناقته،
 أو ظعن حاملاً خيمته.
 
كف الحبيب المخضب أنت، رائحة الحناء والعرض أنت، فكيف لا نراهن على خيولك الغادية، بألا يصيبها نصب، ولا تعرف الكبو، فرسانك أهلك، سيوف بالليل ومعاول بالنهار، يجرون خلف الوقت، يقطعون السهل الوعر، ليظفروا لك بعشبة الحياة، وسرّ الخلود، وليطرزوا اسمك أغنية على شفة الزمن، بعرقهم وميراثهم من صبر الأولين.
وطن الخير أنت.. عمر في الزمن قصير، وعمر في العمل طويل، أبوابك مشرعة مثل قلوب أهلك، للغريب والقريب، تحت سمائك يعيش كثيرون ولا تبخل على أحد، ولا تمنن على أحد، شرعة الناس الطيبين، اللقمة الهنية للجميع، فرحة القلب أنت، بهجة النفس أنت، فاللهم لا تغير علينا نعمة الصبر ونعمة الشكر.
 
إن البوح بالحب، حيناً يضحك العين، وحيناً يدمي القلب، سلطان العارفين أنت.. فلا تجعلنا مداحين يحثو الناس في وجوهنا التراب، ولا همازين مشائين بنميم، فغيرك أنت وعنك، لا نلهج بذكر، وغيرك أنت وفيك، لا نزخرف حديثاً، ولا نحدو بقصيد.
 
 عقود من السنين مضت حافلة بالخير والعلم والوحدة وبالإنسان الجديد، مرت تجر وطناً من رؤى الأحلام، كان نسجاً فأصبح نهجاً، غايتنا حلم أوسع، وحلمنا وطن أكبر. 
من هنا.. هبّت رياح الوحدة مرتين، مرة حملت محمل الإمارات، ومرة سارت بمركب الخليج، في يوم عيدك يا وطني، تشرق أمانينا من جديد، فرحة بك وبعرسك السنوي، تبحث القلوب لك في بساتين الدنيا عن عقد فل وياسمين، ويرجع الغواصون جالبين أندر اللآلئ، ليزين الفارس خنجره العربي، وعمامته، تيجان أجداده، ولترفع البدوية برقع حشمتها لتصهل بزغرودة اللقيا ونشوة المحيا، فاليوم اكتمال بدرك وعلو نجمك، يا وطني..
 
حين يحضر الوطن.. هذا الذي يحتل كل القلب، يسكن كلّ الرأس، تمطر الكلمات لهجاً بذكره، وبعطره، تخشع الجوارح والصمت أجمل وأجزل، إنها الارتباكات التي يثيرها هذا المسمى وطن، أم، أب، نخلع نحن عليه من الصفات ما يجعله لصيقاً بنا، معبرين عن درجات الحب والعشق، وما الحب إلا هو، وما العشق إلا له، في عينيه يسافر الشعراء بقصائدهم، وزادهم حب يتجدد، ولعينيه يرحل المغرمون بألوانهم وأصواتهم وعرق سواعدهم.
 
 
نبتعد عنه باختيارنا، يظل هو معنا، دائماً للوطن أجراس وقعها في الصدر والرأس، نبتعد عنه بعدم اختيارنا، يظل هو جرحاً لا يندمل، وقصيدة لا تكتمل، تقتلنا صحراؤه بطقوسها ونواميسها، ولا يطفئ حرقة عطشها إلا مياه أفلاجه، يغربنا بحره، لكن أغانينا تكون حدواً له وحده، كل نجومنا تسير في فَلَكه، وكل فُلكنا تبحر نحو مرفئه، تتكسر عليه أمواج تعبنا، همومنا، وعُرَى أيامنا، شكوتنا منه إليه، وشجونا عليه له، دفء المواقد في شتاءاتنا، وظل النخيل في هجير صيوفنا.
 
يقول العارفون: إن الوطن يبكي بحرقة حين يودع أحد أبنائه، ويقول العارفون: أن لا دثار يليق بالإنسان غير ثرى الوطن.
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-05-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره