مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2013-01-01

‏ سينـمــا في الهــــواء الطلــــق

أول ما عرف الناس السينما هنا، كانت عن طريق الجيش، "تي.أو.أس" قبل أن تقام دور العرض في مدن الدولة المختلفة، وقبل أن يعرض بيت الحاكم عروضاً سينمائية بالقرب من القصر كل أسبوعين أو كل شهر أو حسب ما تقتضيه المناسبة، فقد كانت سينما الجيش تشغل عروضها في الهواء الطلق، أو ما يعرف باسم القوافل السينمائية، نظراً لأنها متنقلة، وفي سيارات خاصة بهذا الخصوص حيث كانت مجهزة بشاشة وأجهزة سمعية وميكرفونات وغيرها من الوسائل البسيطة في حينها، ويمكنها أن تكون في المنامة وبعد فترة في الحمراء أو المرفأ أو العين.
كان أول ما شاهدته من هذه العروض السينمائية البدائية التي كان جيش "تي.أو. أس" يعرضها للجنود أو يمكن أن يشاهدها الأهالي الـ"سيفلين" دون تمييز، عرض في قلعة الجاهلي بالعين، وبالذات في الساحة المحيطة بها، وكانت الشاشة جدار القلعة المصبوغ بالنورة، ثم شاهدت عروضاً في معسكر آل نهيان في أبوظبي، عند "ميز" الأفراد، فـ"ميز" الضباط كان مقتصراً على الضباط الإنجليز، وبعض الضباط المحليين القليلين في ذاك الوقت، كانت العروض في ساحة يمكن أن تلعب فيها كرة، أو يصطف فيها الجنود في الطابور الصباحي، وللنشاط السينمائي حينما تسنح الفرصة، فقد كانت هناك عروض شبه شهرية منتظمة، كانت بعضها أفلاماً أجنبية وبالذات أفلام الـ"كاوبوي" فقد كانت تعجبنا كثيراً، خاصة حركة المسدس الدائرية، وإسقاطه بسرعة في جيب المحزم الجلدي، وكان جانب آخر منها أفلام عربية مضحكة كأفلام أسماعيل ياسين، أو أفلام مغامرات كأفلام فريد شوقي ومحمود المليجي وعصابته، أو أفلام تاريخية كفيلم عنتر وعبلة، أو عنتر يغزو الصحراء، أو الفارس الأسود وغيرها، ولا مانع لدينا أن يكرر الفيلم أكثر من مرة، فقد كنا لا نمل من الإعادة، وتجدنا نضحك على الحركة نفسها ولو شاهدنا الفيلم وحفظناه عن ظهر قلب، فأدوات التسلية في ذلك الوقت المبكر كانت قليلة، والسينما فن مدهش بلا شك، فقد كانت ترعب بعض البدو، ويخاف منها الناس القرويون البسطاء، لكنها كانت تحظى في النهاية بحب الجميع، خاصة بعد أن يظل الناس في سرد قصة الفيلم وما فعل البطل والبطلة، وما فيه من أشياء مضحكة أو مؤثرة، كان للسينما وهج مميز، خاصة وأن التلفزيونات كانت نادرة، والمحطات المحلية معدومة، والأجهزة التلفزيونية "أم عرشة وأريل" يظل واحد منا على السطح دائماً، مهمته أن يدوّر ذلك الـ"بايب" المعدني، وهو يصيح:"ها.. صفا التلفزيون وإلا بعد"، لا يرتاح ذلك المنادي إلا إذا جاء الصيف، وهبطت الرطوبة العالية لدرجة التشبع، حينها يمكن أن نلتقط تلفزيون البحرين وآرامكو وإيران والتي كانت في جلها مشوشة، ومرة تختفي الصورة، ومرة أخرى يختفي الصوت.
 
كانت الأفلام أكثرها بالأسود والأبيض، والأفلام الأجنبية ملونة بقدر، وتميل للون البني، ظلت تلك العروض السينمائية العسكرية مستمرة حتى وقت متأخر، وبعد أن صارت في أبوظبي سينمات عدة مثل؛ سينما المارية المكشوفة، والتي هي الآن في موقعها، وكانت تعرض أفلاماً هندية في العموم، وسينما الفردوس المكشوفة والتي زالت، وكان موقعها بين طريق الميناء، وخاصرة طريق الكورنيش، وكانت تعرض الأفلام الإيرانية، فقد كانت في وقتها السينما الإيرانية مزدهرة، وتحاكي السينما في بوليوود أو هوليوود، ومن ثم بدأت تعرض أفلاماً صينية، كانت جلها لـ"بروسلي" ولعبة الكونغ فو والكاراتيه، وسينما الخضراء المغلقة، وكانت بين شارع حمدان وشارع خليفة، وكانت تعرض كل شيء، وسينما الوطني، وكانت متذرية وغير مشهورة، حتى لم أعد أذكر مكانها بالضبط، وفي العين كانت سينما الواحة في البداية وكانت مكشوفة ومكانها في الشارع العام قبل دوار الساعة، عند ملعب البلدية القديمة، ومن ثم وبعد وقت طويل أفتتحت سينما الجيمي المغلقة، وهي عند دوار الجيمي، وهكذا.. شيئاً.. فشيئاً غابت العروض السينمائية في الهواء الطلق، وأصبحت قاصرة على أفراد الجيش.
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-05-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره