استطلاع الرأى
مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟
- ممتاز
- جيد جداً
- جيد
بقلم: جابر اللمكي
رئيس الإدارة التنفيذية للاتصال الدفاعي
في الثامن والعشرين من أغسطس من كل عام، تحتفل دولة الإمارات بـ»يوم المرأة الإماراتية»، وهي مناسبة وطنية تُجسّد مسيرة نهوض وتمكين امتدت لخمسين عامًا، منذ تأسيس الاتحاد النسائي العام في عام 1975 على يد سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، ويُحتفى بهذه المناسبة في عام 2025 تحت شعار «يدًا بيد نحتفي بالخمسين»، انسجامًا مع إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، بأن يكون عام 2025 هو «عام المجتمع»، تعزيزًا لقيم الشراكة والتكاتف بين أبناء وبنات الوطن.
قد آمنت قيادة دولة الإمارات، منذ تأسيس الاتحاد، بأن المرأة ليست عنصرًا مكمّلًا في مسيرة التنمية، بل شريك فاعل في البناء والدفاع، وقوة وطنية قادرة على الإنجاز والعطاء. وكان انخراط المرأة في صفوف القوات المسلحة ترجمةً فعلية لهذه الرؤية، حيث شكّل تأسيس مدرسة خولة بنت الأزور العسكرية نقطة الانطلاق لتأهيل الكوادر النسائية في بيئة منضبطة واحترافية.
وتوالت بعدها النجاحات، وبرزت نماذج مشرفة في تاريخ المؤسسة العسكرية، حيث أثبتت المرأة الإماراتية حضورًا قويًا في مجالات العمليات الجوية والدفاع الجوي والطب العسكري ومؤخرًا، ساهمت عناصر نسائية في عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، ضمن الجسر الجوي الإماراتي الذي يعكس التزام الدولة تجاه القضايا الإنسانية العادلة. كما أدّت المرأة العسكرية دورًا محوريًا في المستشفى الميداني والمستشفى العائم الذي أقامته دولة الإمارات لتقديم الرعاية والدعم للأشقاء في غزة، لا سيما الأطفال والنساء والعائلات المتضررة من الأزمة الراهنة.
وتُوّج هذا العطاء الإنساني بمشاركة ميدانية مشرفة لفريق نسائي من حرس الرئاسة، نجح في تسلق قمة جبل إيفرست، في إنجاز رمزي يجسد الإرادة والعزيمة التي تتحلى بها ابنة الإمارات في مواجهة التحديات وتحقيق المستحيل.
وفي سياق موازٍ، فتحت أبواب الخدمة الوطنية أمام المرأة الإماراتية، حيث انضمت المجندات طوعًا في تجربة رائدة على مستوى المنطقة، وقد تجاوزت نسبة مشاركة الإناث في بعض الدفعات 11%، موزعة على تخصصات تشمل الطب العسكري، الدفاع السيبراني، التمريض الميداني، الهندسة، والعمليات الفنية واللوجستية. وتصف سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك هذه المسيرة بقولها: “المرأة الإماراتية لم تنتظر الفرص، بل صنعتها، وكانت على الدوام على قدر التحدي والمسؤولية الوطنية.”
واليوم، تشارك المرأة الإماراتية في مهام حفظ السلام الدولية، وتتبوأ مناصب متقدمة داخل القوات المسلحة، وتُسهم في صنع القرار العسكري، مستندة إلى إرث من الثقة والدعم من القيادة. وهو ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بقوله: “إن دعم المرأة وتمكينها في مختلف المجالات هو دعم للوطن بأكمله، فالمرأة الإماراتية كانت وما زالت شريكًا في كل مرحلة من مراحل البناء.”
إن احتفاءنا بـ»يوم المرأة الإماراتية» لا يعبّر فقط عن إنجازات تحققت، بل هو إعلان مستمر بأن ابنة الإمارات كانت وما زالت حاضرة في كل ميادين العطاء، حضورها في القوات المسلحة هو انعكاس لروح وطنية لا تعرف التردد، والتزام عسكري يتجاوز التوقعات.
وفي هذه المناسبة الوطنية الغالية، لا يسعنا إلا أن نرفع أسمى آيات الشكر والعرفان لكل أمٍ وأختٍ وابنة وزوجة، على ما قدّمنه من دعم لا محدود للرجل الإماراتي في مختلف ميادين الحياة، مدنية كانت أو عسكرية، فكنّ دومًا السند والمحفّز والقدوة في ميادين الصبر والعمل والبذل. ولا ننسى أن نخصّ أمهات الشهداء وزوجاتهم وبناتهم بتحية فخر وإجلال، فكان صمودهن عنوانًا للوفاء، ودموعهن زادًا يروي جذور الانتماء للوطن.
مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟
لا يوجد تعليقات