مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2024-08-04

درع الوطن تستعرض إنجازات حسناء العبدولي وبسمة الزيودي في مجال الهندسة والتكنولوجيا

 احتفاءً بالدور الريادي للمرأة الإماراتية

حققت المرأة الإماراتية العديد من النجاحات اللافتة عبر مختلف القطاعات والمجالات المجتمعية في ظل الرؤية القيادية الحكيمة، واستطاعت أن تواكب المتغيرات المتسارعة في عصرنا الحالي بكفاءة عالية، ونجحت في تولي زمام الأمور بجدارة استثنائية.
وبمناسبة يوم المرأة الإماراتية الذي يوافق الـ 28 من أغسطس من كل عام، تستعرض «درع الوطن» لكم مسيرة كل من المهندسة الإماراتية حسناء العبدولي، المتخصصة مجال في الاتصالات الكهربائية لدى شركة «هالكن»، وبسمة الزيودي، مديرة الابتكار في مركز ايدج للتعلم والابتكار، اللتين نجحتا في تحقيق العديد من الإنجازات المرموقة في مجال الهندسة وعالم ريادة الابتكار والابداع، في ظل بيئة عمل وطنية داعمة وشاملة.
وتالياً نص اللقاء:

ما أبرز المحطات في مسيرتكما المهنية؟
المهندسة حسناء العبدولي:التحقت عام 2021 بـ «هالكن»، الشركة الإقليمية التابعة لمجموعة «ايدج» والرائدة في تطوير وإنتاج الذخائر الموجهة بدقة والذخائر الجوالة والأنظمة المستقلة، كـ مهندسة تطوير في إدارة الإلكترونيات بالشركة. وفي العام التالي، انتقلت إلى إدارة تكامل المنصات، التي تمكنت من خلالها أن أسهم في تطوير نظام الاتصالات بين إحدى المنصات التي تتضمن مركبة جوية غير مأهولة، وحمولة منفصلة.
وخلال المدة الوجيزة التي قضيتها حتى الآن في «هالكن»، حظيت بفرصة استثنائية لتطوير مهاراتي وخبراتي. وفي عام 2022، أتممت الدورات التدريبية الأساسية في إدارة الاستحواذ وهندسة النُّظم، والإلكترونيات والأنظمة الكهربائية، ونلت شهادة اختصاصي من معهدIPC.
وفي عام 2023، أتممت دورة تدريبية حول المعايير العسكرية(MIL-1760 training course) - الواجهة الكهربائية الموحدة بين الطائرات والحمولات العسكرية، والتي تعكس شغفي بمجال هندسة الاتصالات الكهربائية، وقد أثمر ذلك إلى حد كبير في تطوير الأنظمة التكنولوجية التي تجعل المنصات الجوية وحمولاتها أكثر أماناً واستقراراً.
بسمة الزيودي:خلال مسيرتي المهنية التي تمتد نحو 13 عاماً، شغلت مناصب عدة بين إدارة الموارد البشرية وإدارة الاستراتيجيات وتميز الأعمال. وفي الوقت ذاته، ازداد شغفي بمجال إدارة الابتكار، وقد دفعني ذلك للحصول على درجة الماجستير في هذا المجال، الأمر الذي أهلني لأتولى منصب مديرة الابتكار في مركز ايدج للتعلم والابتكار لأكثر من عام، وكان ذلك مثمراً للغاية.
أحفز الجميع على الابتكار والابداع، وأسعى من خلال عملي في المركز إلى تنمية ونشر ثقافة الابتكار، وأحرص على إرساء مبدأ التعاون بين كافة الموظفين وأشجعهم على مشاركتنا أفكارهم الإبداعية، لاسيما عن مساعدتهم في تحويلها إلى واقع.
 
كيف ساهمتما في تطور عملكما، وما التجارب القيّمة التي مررتم بها في العمل؟
المهندسة حسناء العبدولي:أعمل في شركة «هالكن» على تسريع عملية تطوير القدرات البشرية الحيوية لترسيخ صناعة وطنية دفاعية قوية، بالاعتماد على الأنظمة التقنية المتطورة. وفي بادرة أولى من نوعها في المنطقة، وضعتُ مفهوم وحدة تحكم بالمحرك النفاث شمل أجهزتها وبرمجياتها، كما قمت بتطوير مستشعرRPM المرن وغير المسبوق لاختبار المحركات في بيئة الصحراء القاسية.
وإلى جانب عملي كمهندسة، أتولى منصب رئيسة مجلس المرأة الخاص بقطاع الصواريخ والأسلحة لدى مجموعة “ايدج”، حيث يتعلق عملنا الأساسي في المجلس برعاية اهتمامات المرأة وتطويرها ضمن منظومة الصواريخ والأسلحة، وتعزيز بيئة جامعة وداعمة لكافة الموظفات. ويعد ذلك بالنسبة لي بمثابة تجربة لا تقدر بثمن؛ إذْ نطلق المبادرات والبرامج والفعاليات لضمان الوصول إلى كل صوت ورأي.
بسمة الزيودي:أسعى من خلال عملي إلى نشر ثقافة دعم الابتكار من خلال تمكين العمليات والأنظمة التي تثمر في تحقيق نتائج إيجابية في الأداء التنظيمي. ومازلت استكشف الكثير حول قطاع الدفاع، وتحديداً تصنيع التقنيات المتقدمة. وعلينا أن نتذكر جميعاً بأن مجموعة ايدج تحقق تطوراً متسارعاً في قطاع الصناعات الدفاعية في ظل التنافسية العالمية الكبيرة. ويضفي هذا الأمر أهمية كبيرة على دائرتي العملية التي تعمل على تقديم الدعم المستمر للموظفين الذين يطورون تلك الاختراعات.
 
تهدف الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة الإماراتية للفترة (2023-2031) إلى تعزيز مشاركة المرأة عبر مختلف الميادين. كيف تنظرن إلى تلك الاستراتيجية، وما الذي تتطلعان إلى تحقيقه في المستقبل؟
المهندسة حسناء العبدولي:لعل مالا يدركه الكثيرون أن الرجل والمرأة في دولة الإمارات يتوليان المهام نفسها عبر مختلف الوظائف في الوقت الراهن. ولقد قطعت قيادتنا في الإمارات العربية المتحدة أشواطاً هائلة لتحقيق ذلك. وأعتقد أيضاً أن عملنا في مجلس المرأة لقطاع الصواريخ والأسلحة يتواءم بصورة مباشرة مع هذه الاستراتيجية. إننا نوفر الموارد والتدريب والإرشاد والتوجيه والفرص للنمو والتطوير. وحرصاً على المساواة بين الجنسين، فإن عملنا يمتد إلى دعم جميع العاملين، وليس لدعم النساء فحسب.
مازلت أستشرف ما يخبئه المستقبل لي فيما آمل أن أنجزه؛ فأنا حريصة على مواصلة جهودي في «هالكن»، وأتطلع قدماً إلى ترك إرث يدعم القدرات المتقدمة ضمن صناعة الدفاع في دولة الإمارات.
بسمة الزيودي:تضمن دولة الإمارات «المساواة في الفرص»، وتتيح للجميع الفرصة لمتابعة شغفهم وحياتهم المهنية دون عوائق أو تحديات. ومن المذهل أن نرى المرأة الإماراتية اليوم كوزيرة أو مهندسة أو قائدة في قطاع الطيران. ويعكس هذا التقدم التنوع والشمولية في القوة العاملة لدينا في الدولة.
أما فيما أود أن أحققه لوطني، فإن مجال عملي يرتبط مباشرةً بالسعي نحو الحفاظ على صدارة دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال الابتكار؛ إذ تشكل مساهماتي في منصب مديرة الابتكار وكامرأة عاملة جزءاً لا يتجزأ من مجهود أكبر لترسيخ مكانة دولة الإمارات كمركز ووجهة رئيسية للابتكار والابداع.

جاءت دولة الإمارات العربية المتحدة في المركز السابع عالمياً والأول إقليمياً في مؤشر المساواة بين الجنسين في تقرير التنمية البشرية الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لعام2024، وفيها أعلى نسبة من النساء اللواتي يشغلن مراكز قيادية. كيف تنظرن إلى ذلك، وما الذي يمكن تحقيقه لتعزيز هذا التقدم؟
المهندسة حسناء العبدولي:لقد أحرزت الإمارات العربية المتحدة تقدماً كبيراً نحو تحقيق المساواة بين الجنسين في جميع القطاعات والأدوار، وأهم نقطة هنا أن يستمر هذا التقدم وأن ندرك جميعاً أثر هذا التغير الإيجابي.
بسمة الزيودي:لدينا الآن 30% من النساء في مناصب قيادية، وفي المستقبل ستحظى النساء بمزيد من الامتيازات التي ستمكنهن من تحقيق مزيد من الأثر الإيجابي في مجتمعنا، ويشكل هذا التقدم مصدر إلهام لنا جميعاً.
 
تؤدي المرأة الإماراتية أدواراً مختلفة، بداية من دورها كـأم وصولاً إلى دورها كقيادية، كيف استطعتن أن توازن بين مسؤولياتكما المهنية والشخصية؟
المهندسة حسناء العبدولي:بالرغم من أني أمّاً لأربعة أبناء إلا أنني أحب التحدي، وأحرص على أن أحقق التوازن بين عملي وحياتي الشخصية من خلال إعداد قائمة بالمهام وترتيب الأولويات وفقاً لذلك. كما نجحت في تحديد مؤشرات أداء رئيسية خاصة لمتابعة عملي المهني وأموري الشخصية، مثل «هل أعرف ما الذي يفعله أطفالي؟» و»هل صحتهم جيدة؟»
لكن الحياة لا تخلو من التجارب والمحن. وبطبيعة الحال، فإن مجال عملي يحفل بالكثير من الاختبارات الميدانية في مناطق نائية وحارة للغاية، وهو أمر صعب لأسباب عدة، ولكنه يشكل دافعاً لي للاستمرار، فتلك اللحظات الصعبة تعد مصدر فخر لأبنائي وللاعتزاز بي. إنهم يدركون مدى صعوبة الأمر كمهندسة في هذا المجال.
بسمة الزيودي:يمثل تحقيق التوازن بين حياتي المهنية والشخصية رحلة حب وتفانٍ. وأنا كامرأة إماراتية، أجد شغفي على مستوى الجانبين، لذا أحرص على تحديد أولوياتي وتنظيمها لأتمكن من تحقيق التوازن في حياتي، غير أن حبي لعائلتي وعملي يدفعني في نهاية المطاف إلى التفوق في كليهما.
وأحرص على استلهام النجاح من إرث الإماراتيات الرائدات في الماضي، اللواتي أثبتن بأنه بالعزيمة والشغف سنتمكن من الإبداع في كافة جوانب الحياة. وسواء كنا قياديات في العمل أو المنزل، فالأمر يتعلق بقدرتنا على تحقيق التوازن والذي يدفعنا إلى تحقيق المزيد من النجاح في مجتمعنا.
 
استشرافاً للمستقبل، ما رسالتكما للمرأة الإماراتية التي تطمح في الوصول إلى حياة مهنية مزدهرة؟
المهندسة حسناء العبدولي:أدعو المرأة الإماراتية إلى التمعن في جهود دولة الإمارات الرامية إلى تعزيز المساواة بين الجنسين والفرص التي وفرتها لها لتدفعها نحو دخول مختلف القطاعات العملية والمجالات الصناعية، كما أدعوها للتفكر والبحث عن تطلعاتها، فمن خلال خبرتي، أدركت أهمية تلك الجهود في دعم نمو وازدهار المرأة الإماراتية في مختلف المجالات المهنية.
بسمة الزيودي:أود أن أوجه أنظار الإماراتيات الطموحات إلى ضرورة تقدير جهودهن وكفاءتهن في إدارة زمام الأمور. ومن هنا أقول لهن «اغتنمن كل فرصة بثقة وشغف وتذكرن بأن تحقيق التوازن بين حياتكن الشخصية والمهنية ليس أمراً ممكناً فحسب، بل مثمرٌ ومجزٍ أيضاً. وسيمهد تفانيكن وصمودكن في العمل الطريق للأجيال المقبلة. استمروا في السعي نحو التألق والتميز وواجهن كافة التحديات والعقبات لتكون مسيرتكن العملية مصدر إلهام لنا جميعاً.


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-09-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره