مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2025-07-01

أنظمة التمويه الخداعية من شركة لاكروا تخطف الأنظار في معرض باريس للطيران

شهدت الدورة الخامسة والخمسون من معرض باريس للطيران، التي أُقيمت مؤخراً في مطار لوبورجيه بفرنسا، الإطلاق الرسمي لثلاث ابتكارات رائدة من شركة «لاكروا»، وقد انتهزت الشركة الفرنسية المتخصصة في حماية المنصات الجوية والأنظمة البيروميكانيكية هذا الحدث العالمي لاستعراض تقنيات تسهم في صياغة مستقبل أنظمة الحماية الذاتية الجوية.
وقد أماطت «لاكروا» اللثام عن خارطة طريق متكاملة للابتكار، تتركّز حول الجيل الجديد من الشراك الخداعية، وشراك التمويه الخداعية المتصلة، ونظام إطلاق الشراك الخداعية المتنقّل المصمم للمروحيات القتالية.
وتُعد التقنيات قفزة نوعية متقدمة في طريقة رصد الطائرات العسكرية للتهديدات الصاروخية المتطورة والتعامل معها وخداعها.
 
مواكبة التهديدات المتطورة
مع لجوء الخصوم إلى استخدام مستشعرات متعددة الأطياف وباحثات تصوير متقدمة، لم تعد الشعلات الحرارية التقليدية كافية، وقد استجابت شركة «لاكروا» لهذه التحديات عبر تطوير جيل جديد من الشراك الخداعية المصممة خصيصاً لمواجهة خوارزميات التتبّع المتقدمة.
وتعمل مستشعرات الصواريخ الحديثة اليوم في نطاقات تتجاوز الأشعة تحت الحمراء(IR) التقليدية، لتشمل نطاقات الأشعة فوق البنفسجية(UV)، مع قدرة عالية على تقييم الأهداف وفق معايير متعددة. ولمواجهة هذه التهديدات المركّبة، اعتمدت «لاكروا» مقاربة جديدةً تمثلت في ثلاثية متعاقبة من التأثيرات البيروتقنية: نزع التوصيف، والتشويش، والخداع المتقدم.

وتقوم هذه الآلية المتعاقبة بتشويه البيئة البصرية لباحث الصاروخ، وتعطيل خوارزميته الخاصة بتحديد الهدف، ومن ثم تقديم هدف زائف جديد يتيح للطائرة المناورة بسلام.
وقد تم تطوير هذه الشراك الخداعية بإشراف المديرية العامة للتسلّح في فرنسا(Direction Générale de l’Armement – DGA)، وحققت بالفعل نتائج واعدة خلال اختبارات الطيران، كما عُرضت على حلف شمال الأطلسي (الناتو).

ومن بين النماذج المتقدمة لهذه الشراك الخداعية المتقدمة الأربعة؛LIR 110F الذي يحدث تشبعاً ساطعاً للباحثات، LIR 113 المصمم لإرباك المشهد البصري عبر تعدد نقاط الانبعاث، LIR 112 وLIR 115 اللذان يستخدمان تركيبة مغنيسيوم–تفلون–فيتون(MTV) لتحقيق خداع طيفي وحركي.
 
الشراك الخداعية المتصلة
أحد أبرز الابتكارات الأخرى التي تم الكشف عنها في المعرض كان التقدم الذي أحرزته “لاكروا” في مجال “الشراك الخداعية المتواصلة أو المتصلة” (Communicating Decoys)، وهو ابتكار يتماشى مع اتفاقية توحيد المعايير«STANAG 4781» التابعة للناتو؛ حيث تسمح هذه الاتفاقية بإقامة اتصال مباشر بين الشرك الخداعي ومنظومة الحرب الإلكترونية في الطائرة، مما يحول الوسائل الدفاعية من أدوات سلبية إلى أنظمة تفاعلية ذكية.

وقد طورت الشركة واجهة إلكترونية تتيح تبادل البيانات بصورة آنيّة بين الشرك الخداعي ونظام الحماية الذاتية على متن المنصات(onboard)، مما يوفر بعدين مهمين للغاية؛ هما بُعد المعلومات الاستخبارات اللوجستية، وبُعد التكيف العملياتي.

فعلى الصعيد اللوجستي: تستطيع الشراك الخداعية الآن نقل معلومات مثل رقم دفعة الإنتاج، وظروف النقل، وعدد ساعات الطيران المتراكمة، مما يساعد في إدارة دقيقة للمخزون، ورصد فوري لتقادم المكونات، مما يعزز موثوقية المهام وسلامتها.
أما على الصعيد التشغيلي: فتتيح خاصية الاتصال تعديل خصائص الاحتراق لدى الشرك الخداعي استجابة لزاوية اقتراب التهديد، ومن خلال تعديل توقيعه في نطاق الأشعة تحت الحمراء لمحاكاة الطائرة من مختلف زوايا التهديد، يصبح الشرك أكثر فاعلية وكفاءة من حيث التكلفة.
 
شراك خداعية تفكر وتتحرك
واستمراراً لهذا النهج الذكي، كشفت شركة «لاكروا» أيضاً عن تقدم في دمج الشراك الخداعية المتصلة مع أنظمة إطلاق متنقلة، ما يقرّب الشركة من تحقيق مفهوم الاستجابة الذكية والمتكيفة مع التهديدات.
وتنتقل رؤية الشركة على المدى البعيد من مجرد إطلاق الشرك المناسب في التوقيت المناسب إلى ضمان إطلاقه أيضاً من الموقع الأنسب.
وفي هذا الإطار، يعمل الشرك الخداعي كعنصر ناري فعّال، يتموضع بشكل استراتيجي في المسافة الفاصلة بين الطائرة والتهديد، بهدف تعظيم التأثير الدفاعي.
ولا يتطلب تحقيق هذا المستوى من السيطرة المكانية ذخائر ذكية فحسب، بل يتطلب أيضاً قواذف قابلة للتوجيه.

وفي هذا السياق، أجرت شركة «لاكروا» تجارب طيران ناجحة في عام 2024 باستخدام شراكها الخداعية على متن مروحية “تايغر” (Tiger) القتالية، المزوّدة بقاذف ديناميكي التوجيه.  وقد شكّلت هذه الاختبارات محطة فارقة في مسيرة دمج وتكامل المنصات وتحقيق الأداء المطلوب في ظروف عملياتية.
ومن المتوقع أن يُجري الناتو اختبارات إضافية للطيران لمزيد من تحسين هذه الأنظمة المتنقلة، ويكمن الهدف النهائي في تطوير قدرة ذاتية للحماية تتسم بالسرعة ومرونة التكيف، وقادرة على التصدي لتهديدات الصواريخ الأكثر عدداً وسرعة، وبتكلفة أقل.
 
منصات الاختبار
ورغم أن الأضواء كانت مسلّطة على الشراك الخداعية الذكية وقواذفها، لم تغفل «لاكروا» عن إبراز عملها الحيوي في أنظمة منصات الاختبار، التي تُعد العمود الفقري لنشر هذه الشراك بأمان.
وتتمتع الشركة بإرث عريق في تطوير منصات الاختبار الخاصة بقواذف الشراك الخداعية، وتُستخدم هذه الأدوات للتحقق من كفاءة عمل الشرك الخداعي، وضمان تعريفه وترميزه بشكل صحيح، والتأكد من سلامته قبل النشر سواء على الأرض أو على متن الطائرات. وتمثل هذه الخطوة عنصراً أساسياً في التحضير العملياتي وتقليل المخاطر أثناء تنفيذ المهام.


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2025-08-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-11-02
2014-03-16
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره