مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2025-07-02

عقد يتجدد بين الـوطن وأبنائه

يوم عهدالاتحاد

في 18 يوليو من كل عام، تحتفل الإمارات بيوم عهد الاتحاد، وهو يوم يذكّرنا باللحظة التاريخية في عام 1971 عندما اجتمع الآباء المؤسسون لتوقيع وثيقة الاتحاد وإعلان دستور البلاد، وقد أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، هذا اليوم ليكون مناسبة وطنية تعزز القيم التي تأسس عليها الاتحاد، وتؤكد العلاقة بين القيادة والشعب، وكذلك بين الوطن وأبنائه، لضمان استمرار راية الاتحاد عالية ومبادئه ثابتة في الفكر والسلوك.

بقلم: راشد عبدالله الزعابي

وهذا اليوم يحمل معاني مهمة تتجاوز البعد الرمزي، فهو يذكّر بالبدايات التي انطلقت منها الدولة ويؤكد الالتزام المشترك بتقدمها ونموها، وقد قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: “يوم عهد الاتحاد يمثل لحظة ملهمة نستذكر فيها الإرادة الصادقة التي جمعت القلوب والعقول، لتبدأ مسيرة وطن آمن ومزدهر.” كما أشار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إلى أن “العهود التي بُنيت عليها دولة الإمارات هي الأساس الذي تعتمد عليه الدولة في تطورها وإنجازاتها.”

وتحمل المؤسسة العسكرية معنى خاص في هذا اليوم، حيث يتحول العهد إلى فعل وانضباط، ويصبح جزءًا من القيم العسكرية والمهنية. لا يُنظر إلى يوم عهد الاتحاد في الثكنات كحدث تاريخي فقط، بل كوثيقة أخلاقية تُذكر في الطابور الصباحي، وتتناقش في قاعات التدريب، وتُستخدم لتعزيز الانتماء المهني والوطني بين الأفراد والضباط. بناءً على ذلك، أصبحت وثيقة الاتحاد جزءًا من المناهج التعليمية العسكرية، حيث تُدرس ليس من منظور سياسي فقط، بل في سياق القيادة والمسؤولية والولاء للمؤسسة.
وتنظم القوات المسلحة في هذه المناسبة أنشطة ورموز تحمل طابع تعليمي، مثل حلقات نقاش حول معاني وثيقة الاتحاد، وتوقيع الجنود والطلبة العسكريين على “عهد شخصي” يظهر التزامهم بقيم الدولة، كما يتم إنتاج مواد إعلامية مرئية تروي قصة الاتحاد من وجهة نظر عسكرية توضح دور الدفاع في حماية الإنجازات.

ويمثل يوم عهد الاتحاد أيضًا محورًا تكميليًا لبقية المناسبات الوطنية مثل يوم العلم ويوم الشهيد وعيد الاتحاد، ليشكّل معًا منظومة قيمية شاملة يتم توزيعه على مدار العام، وتغطي مختلف أوجه الهوية الوطنية، من التضحية والولاء، إلى الوحدة والتنمية والانتماء.

كما تتزامن هذه الذكرى في كل عام مع تطورات كبيرة تشهدها الدولة في مجالات التعليم والتأهيل العسكري والتقني، حيث أصبح تعليم القيم الاتحادية جزءًا لا يتجزأ من برامج التدريب في الكليات والمعاهد العسكرية، ويؤكد مسؤولو التعليم العسكري أن مثل هذه المناسبات الوطنية تساهم في تعزيز الإطار القيمي للدارسين، وتربطهم بجذور المشروع الاتحادي الذي ينتمون إليه.

وإن الوثيقة التي وقّعها القادة المؤسسون في عام 1971 لم تكن مجرد اتفاق سياسي، بل مشروع أخلاقي ووحدوي وإنساني، حيث استشرف المستقبل ووضع الإنسان في مركزه، وبعد أكثر من خمسة عقود، ما زال هذا العهد قائمًا، متجددًا، نابضًا في ضمائر أبناء الإمارات، ومصدر إلهام لكل من يحمل مسؤولية الدفاع عن الوطن، ويؤمن بأن الاتحاد عهد لا ينكسر.


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2025-08-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-11-02
2014-03-16
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره