مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2025-05-07

أمن الحدود.. التقنيات تدخل على الخط و5 دوائر للحماية

 جزء أساسي من السياسات الأمنية لأي بلد
شهدت مرحلة ما بعد نهاية الحرب الباردة بروز تهديدات أمنية جديدة تمس الدولة والأفراد معا، ولم تعد الحدود السياسية التقليدية قادرة على مواجهة خطر هذه التهديدات، بل وغدت الحدود مصدر توتر أمني بالنسبة إلى العديد من الدول، والتي باتت غير قادر على احتواء المخاطر الأمنية المعقدة وتفسيرها وتوفير الوسائل والإمكانات لمواجهتها؛ ما أدى إلى إعادة النظر في الافتراضات الأساسية لمفهوم التهديدات الأمنية غير التقليدية على المستوى العالمي من جهة وفي آليات مواجهتها من جهة ثانية.

د محمد عصام لعروسي
كل ذلك أفرز جدلاً حول طبيعة ومكونات مفهوم الأمن وضرورة توسيعه وإضافة متغيرات أخرى له، فيما اتجهت العديد من الدول إلى الاستثمار بدرجة كبيرة في أمن الحدود، وذلك في إطار ما يطلق عليها “الحدود الذكية”.

 وفي ظل استمرار معاناة مختلف البلدان والمناطق من التوترات السياسية والصراعات المسلحة، وارتفاع منسوب الجريمة المنظمة، برزت مسألة إنفاذ القوانين المتعلقة بالحدود كشاغل بالغ الأهمية للدول حول العالم، بما يعني القيام بما يلزم لتأمين الحدود الفاصلة بين الدول، ومنع الكيانات النظامية وغير النظامية من النيل من سيادة هذه البلدان.

وتعرف العديد من الدول عبر العالم خلافات حول الحدود كالقارة الأفريقية التي أصبحت محكومة خلال الفترة ما بعد الاستعمارية بمبدأ الحدود الموروثة عن الاستعمار، ولا تزال مسألة سياج أمن الحدود محط اهتمام كبير للدول، إذ تتطلب حوارًا ومراقبةً وصيانةً مستمرين لإدارة الهجرة وضمان التدفق المشروع للسلع والأشخاص.
إنها سياسات قابلة للتغير بشكل جذري، مما يضع ضغوطاً هائلة على الحكومات لمواصلة مهام مراقبة الحدود.

لقد أصبح موضوع أمن الحدود ذو أهمية مضاعفة بالنظر إلى التحولات التي تعرفها العديد من المناطق عبر العالم خاصة تلك التي تعاني من تصدعات أمنية وتعيش حالة الفوضى والاضطراب نتيجة انهيار أسس الامن وغياب سلطة مركزية قوية، كما هو الشأن بالنسبة لليبيا واليمن والسودان وسوريا، حيث يسهل الوصول إلى بؤر التوتر بالنسبة للدول والكيانات غير النظامية، كما يصعب مراقبة المجالات الجغرافية من قبل بعض الدول الفاشلة والمناطق المتنازع عليها بين أطراف سياسية متنافرة.
  كما أن ارتفاع العمليات الإجرامية والإرهابية، دفعت الدول الى ضرورة التنسيق فيما بينها لتعزيز أمن الحدود وتأمينها بما يحول من تحولها إلى نقاط سوداء وحاضنة طبيعية للتنظيمات الإرهابية و الإجرامية.

أولاً: أمن الحدود في مواجهة البيئات غير الآمنة
يُعدّ أمن الحدود أمراً بالغ الأهمية في العديد من البلدان، لا سيما تلك ذات الحدود المُخترقة أو المُتنازع عليها، حيث تتمتع العديد من المناطق حول العالم بحدود مفتوحة دون حواجز مادية، بما في ذلك منطقة شينغن في أوروبا، والحدود بين كندا والولايات المتحدة الأمريكية، والعديد من الدول الجزرية الصغيرة.
وعلى الرغم من فوائد الحدود المفتوحة، لا يزال أمن الحدود الفعّال يُشكّل تحدياً كبيراً في العديد من المناطق نظرًا لمحدودية الموارد، وعدم الاستقرار السياسي، والحدود المُخترقة التي تُسهّل حركة البضائع غير المشروعة والأفراد و الجماعات المشبوهة.

في البيئات التي لا يُمكن فيها بناء الأسوار، يُمكن تحقيق أمن الحدود باستخدام نهج مرن وديناميكي يجمع بين أنظمة مراقبة حدودية ذكية محمولة ونقاط حماية ثابتة. يُتيح اعتماد هذا النهج توفير المرونة المطلوبة للتكيف مع الظروف المُتغيرة، ويُوفّر أقصى درجات الأمن في المناطق التي لا يُمكن فيها بناء الأسوار.

تُعزز أنظمة مراقبة الحدود المحمولة ومن خلال دمج أنظمة استشعار متعددة بشكل متداخل، حماية الحدود بشكل أكثر مرونة، وتُمثل دوائر الحماية نهجًا مثاليًا لضمان تغطية شاملة للمناطق المحمية، ويمكن تركيب هذه الأنظمة على مركبات تكتيكية وتزويدها بتقنيات مراقبة؛ ما يسمح لقوات الأمن بإجراء تقييمات مستمرة للوضع والاستجابة للتنبيهات الواردة من خلال جمع المعلومات الاستخبارية.
وتُمكّن هذه الاستراتيجية الدفاعية المرنة والمتنقلة قوات الأمن من التركيز على المناطق الأكثر خطورة والاستجابة بفعالية أكبر للتهديدات المحتملة.
وبالنسبة للحدود المفتوحة، تُعد منطقة الاحتواء ضرورية للسيطرة على دخول المتسللين أو المشتبه بقيامهم بأنشطة غير مشروعة، وتتيح لهم  هذه المنطقة المتفق عليها درجة معينة من الحرية لعبور الحدود المفتوحة ضمن معايير محددة، حيث يمكن لقوات حماية الحدود احتواء وجودهم وتحركاتهم والتدخل عند الضرورة.

يُعد جمع المعلومات الاستخبارية أولوية قصوى لأمن الحدود، فالاستثمار في المعلومات الاستخبارية الدقيقة وفي الوقت المناسب يُمكّن قوات الأمن من تلقي تحذيرات مبكرة من التهديدات المحتملة وإجراء تقييمات أكثر استنارة. وهذا يؤدي إلى استجابة أكثر فعالية للمنظمات الإرهابية التي تُخطط لاختراق الحدود والخلايا النائمة داخل الإقليم أو الدول المجاورة.

ثانيا: أمن الحدود والتحديات الحديثة
أصبح أمن الحدود جزءاً أساسياً من السياسات الأمنية لكل بلد، ذلك أن صعود الإرهاب والجرائم عبر الحدود والهجرة غير الشرعية جعل من الضروري للحكومات تأمين حدودها.
فبينما يجادل البعض بأن التدابير الأمنية للحدود غير إنسانية وتنتهك حقوق الإنسان، يعتقد آخرون أنها ضرورية لحماية مواطني البلد والحفاظ على القانون والنظام العام. لكن من الواضح أن أمن الحدود هو قضية معقدة تتطلب مقاربة متعددة الأوجه
ومن التحديات الأمنية البارزة التهديد الإرهابي الذي يحتاج إلى تدابير أمن الحدود لحماية البلدان من الهجمات الإرهابية، فقد استخدمت الجماعات الإرهابية مثل داعش طرق الهجرة غير الشرعية لدخول البلدان وتنفيذ الهجمات.

وعلى سبيل المثال، تم تنفيذ هجمات باريس لعام 2015 من قبل الإرهابيين الذين دخلوا أوروبا بشكل غير قانوني، بينما يمكن للبلدان منع الجماعات الإرهابية من دخول أراضيها وتنفيذ الهجمات وذلك من خلال تأمين الحدود.
ويكمن التحدي الآخر في السيطرة على الجرائم عبر الحدود من خلال تدابير أمنية للسيطرة على الجرائم كمواجهة مافيات الاتجار بالمخدرات، والاتجار بالبشر، والتهريب.. فغالباً ما يستخدم المجرمون معابر حدودية غير قانونية لنقل المواد المهربة والمشاركة في أنشطة إجرامية.
وعلى سبيل المثال، تعد حدود الولايات المتحدة والمكسيك طريقاً شائعاً لتجار المخدرات لنقلها إلى داخل التراب الأمريكي.. ومن خلال تأمين الحدود، يمكن للبلدان منع المجرمين من استخدام طرق غير قانونية لنقل المهربة.

القيام بواجب حماية السيادة الوطنية حيث إن الدول لها الحق في السيطرة ومراقبة من يدخل أراضيها وتحت ظروف، ومن خلال تأمين الحدود، يمكن للبلدان تنظيم تدفق الأشخاص والسلع داخل وخارج أراضيهم والحفاظ على سيادتها الداخلية.
كما يمكن أن توفر تدابير أمن الحدود فوائد اقتصادية للدول، من خلال منع دخول المهاجرين غير الشرعيين والسيطرة على تدفق البضائع، ويمكن أيضاً للبلدان حماية صناعاتها المحلية ومنع خسائر الوظائف.

وعلى سبيل المثال، في الولايات المتحدة، تم إلقاء اللوم على الهجرة غير الشرعية في خسارة العديد من الوظائف بالنسبة للأمريكيين، وتهاوي معدلات الأجور في بعض الصناعات.
وتعد تدابير أمن الحدود ضرورية في العالم الحديث لحماية البلدان من الإرهاب والجرائم عبر الحدود والهجرة غير الشرعية.
وبينما يجادل البعض بأن هذه التدابير غير إنسانية وينتهك حقوق الإنسان، يعتقد آخرون أنها ضرورية لحماية مواطني البلد والحفاظ على القانون والنظام العام. ومع ذلك، من المهم تبني نهج متوازن ومتعدد الأوجه لأمن الحدود الذي يأخذ في الاعتبار المنظورات والمصالح المختلفة للدول والتكتلات الإقليمية والدولية.

ثالثاً: الاستراتيجيات الأساسية والبديلة لحماية أمن الحدود
بالرغم من أهمية الحواجز المادية، مثل الجدران أو الأسوار التي تُعدّ الحل الأفضل لحماية الحدود، إلا أنها تظل عملياً مُكلفة ويصعب صيانتها، وفي بعض الحالات تكون مُثيرة للجدل وتثير نقاشات عديدة كما هو الشأن بالنسبة للسور الذي تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنشائه بين الحدود الأمريكية والمكسيك.
ولهذا يُمكن للاستراتيجيات البديلة أن تُساعد في تأمين الحدود دون الاعتماد على الحواجز المادية، وذلك من خلال تركيب تقنيات المراقبة وأدوات جمع المعلومات الاستخبارية في مناطق حيوية لمواجهة التحديات القائمة، وتوفير دفاع قوي وموثوق ضد الدخول غير المصرح به.
ويتيح التوزيع الاستراتيجي لهذه التقنيات في مواقع محددة مسبقًا على طول الحدود المفتوحة لقوات الأمن، تلقي تحذيرات فورية بشأن التحركات المشبوهة، مما يتيح المراقبة المستمرة والاستجابة السريعة للتهديدات الأمنية المحتملة.

ويُعدّ تعزيز التعاون مع الدول المجاورة أمراً حيوياً لأمن الحدود، حيث يتيح تبادل المعلومات والموارد للحكومات تنسيق جهودها بشكل أفضل لمنع عمليات العبور غير القانونية والأنشطة الإجرامية المختلفة. ويمكن للدوريات المشتركة، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، والتدريبات المشتركة أن تُسهم جميعها في تحسين أمن الحدود، حيث يُعدّ التعاون وتبادل المعلومات مع الدول المجاورة أمرًا أساسيًا لضمان استراتيجية دفاعية فعّالة للحدود المفتوحة.
وتعتبر إدارة المخاطر أمرًا بالغ الأهمية في الدول ذات الحدود المفتوحة الواسعة، وخاصة في أفريقيا، حيث تفتقر إلى البنية التحتية المناسبة، ويُساعد إعطاء الأولوية للمناطق الأكثر عرضة للتهديدات المحتملة على تركيز جهود أمن الحدود على منع التسلل لهذه المناطق ووضعها تحت المراقبة المستمرة اعتبارا لأهميتها الحيوية.
 ويتطلب تأمين الحدود المفتوحة نهجًا شاملًا واستراتيجيًا يشمل دراسة المنطقة، وجمع المعلومات الاستخباراتية، ونشر قوات مُجهزة بالتدريب والمعدات المناسبة، وتعزيز الوعي الظرفي من خلال أجهزة الاستشعار، ومراكز الرادار، وأبراج المراقبة، والطائرات بدون طيار، وتطبيق أنظمة مراقبة ودفاع متعددة الطبقات، وتوحيد جميع الوسائل بفعالية من خلال أنظمة قيادة وتحكم متكاملة.

ثالثاً: مفهوم دوائر الحماية لأمن الحدود
يستخدم مفهومBeeSense خمس دوائر حماية، تدمج أنظمة استشعار متعددة في تصميم متداخل لتوفير تغطية كاملة للمنطقة المحمية، حيث تتراوح دوائر الحماية الافتراضية ما بين 140 مترًا و26 كيلومترًا فأكثر، ما يُمكّن من إغلاق نقاط التسلل من خلال تتبع الأهداف من مسافة بعيدة حتى اقترابها من المنطقة المحمية مع تحديد وتوصيف تهديدها. هذه المنهجية المتكاملة، التي تتطلب جهدًا كبيرًا وبناء وتدريبًات وتمارين مستمرة، تُفضي إلى حل فعال لأمن الحدود.

ويتكون مفهوم دائرة الحماية من عدة مستويات، توفر كل منها مستوى مختلفًا من الأمن والمراقبة وهذه المستويات هي على الشكل التالي:
تعتمد الطبقة الأولى، دائرة السياج الافتراضي، على نظامFIREFLY، وهو نظام للإمداد الجوي، الذي يوفر تغطية كاملة لنظام أمن متكامل، ويغلق المنطقة المحمية بإحكام حتى 140 مترًا. كل نظام فرعي يُنشئ السياج الافتراضي مُدمج بتطبيق لتصنيف الأهداف وتحليل الفيديو قائم على الذكاء الاصطناعي، والذي يُحلل البيانات المحصل عليها. تضمن البيانات المُدمجة والمُحللة من مُستشعرات النظام المختلفة معلومات استخباراتية عالية القيمة مع انخفاض مُعدل الإنذارات الكاذبة واحتمالية عالية لكشف التهديدات.
بينما تعتمد الطبقة الثانية، المُسماة بالدائرة التكتيكية، التي تُغطي نطاقًا أوسع يصل إلى 2 كم، على نظام   Mantis هو «نظام يقظة مُفعّل» حيث تُغلق هذه الطبقة طرق التسلل خلف خطوط العدو، وتعمل كنظام مُموّه للمراقبة الأمامية قابل للتخصيص بأجهزة استشعار إضافية، ووسائل اتصال، ومصدر طاقة.

كما تشمل الإضافات الاختيارية الرادار، والألواح الشمسية، وأجهزة استشعار الحركة/الزلازل، ومجموعات البطاريات، ومجموعات التمويه المُصممة خصيصًا لطبيعة التضاريس. ويفعل هذا النظام في حال استشعار أي خطر أو تهديد كيفما كان نوعه، حيث تُتيح هذه الميزة للنظام الحصول على بصمة طاقة منخفضة والحفاظ على عُمر افتراضي طويل.
أما الطبقة الثالثة للحماية، أو الدائرة التشغيلية، فتُركز على تحديد الأهداف وتوصيفها من 2 إلى 4 كم.
وتعتمد هذه الطبقة على نظام كاميراتBEE1، الذي يُوفر مُراقبة ورصدًا موثوقين على مدى أوسع. تُوسّع الدائرة التشغيلية بالطبقة الرابعة، التي تُوفّر تغطية رصد متوسطة إلى طويلة المدى بالاعتماد على نظامBEE3، حيث تُوفّر هذه الطبقة مراقبة دقيقة وفعّالة لمسافات تصل إلى 12 كم.

أما الطبقة الأخيرة من دائرة الاستخبارات، فتُبنى على نظامBEE5، وتتميز بنظام كاميرات مراقبة فائق القدرة والمدى قادر على تغطية مساحات شاسعة (نطاق تحديد الهوية). تُوفّر هذه الطبقة تغطية بصرية عالية الدقة ليلاً ونهاراً بتقنيةSWIR وقنوات حرارية مُبرّدة، مما يضمن إمكانات مراقبة ورصد شاملة.

رابعاً: السياج الافتراضي يوفر تقنيات متطورة لحماية الحدود
يوفر السياج الافتراضي حدودًا آمنة دون حواجز مادية، مما يمكن من حماية البنية التحتية الحيوية من الاختراق من خلال إحاطة محيطها بسياج افتراضي.
وباعتباره عنصراً أساسياً في أنظمة الأمن للكشف عن الأنشطة وعمليات الاختراق، يستخدم السياج الافتراضي تقنيات متطورة لمراقبة وتتبع تحركات الأشخاص والمركبات، وحتى الأهداف الجوية المنخفضة، بفعالية كبيرة و بدقة متناهية. ونظرًا لطبيعة السياج الافتراضي، فهو “أعلى” من الحواجز المادية، وتتيح مستشعراته زاوية رؤية أوسع لتغطية جيدة و شاملة. ومن خلال دمج السياج الافتراضي في نظام أمن محيطي متعدد الطبقات، فإنه يعزز المرونة الأمنية الشاملة، ويوفر كشفًا آنيًا للتهديدات، وحماية للمناطق محدودة الوصول، وتغطية شاملة بزاوية 360 درجة في جميع الظروف الجوية.

صُمم حل«Beesense» الأمني الشامل للحماية من أهداف مختلفة، بما في ذلك التهديدات البرية مثل المركبات والافراد، والتهديدات الجوية مثل الطائرات بدون طيار، والتهديدات البحرية التي تشمل السفن والغواصات. ومن خلال دمج قدرات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، تُقلل منتجات هذا النظام بشكل كبير من الحاجة إلى التدخل البشري، مع خفض معدلات الإنذار الكاذبة وزيادة احتمالية الكشف عن التهديدات. يتكامل هذا النظام مع التقنيات المتقدمة، مثل أنظمةEO/IR، والرادار، والاتصالات،والقيادة والتحكم، وأنظمة إمدادات الطاقة، مما يجعله خيارًا قابلًا للتكيف مع أي تحدٍّ أو ميزانية. يضمن هذا النهج الذكي والمُصمم خصيصًا حصول العملاء على أقصى حماية ممكنة من حيث الفعالية والكفاءة.

من خلال تطبيق مفهوم دائرة الحماية منBeesense، يمكن للدول وضع نهج شامل واستراتيجي لأمن الحدود دون الاعتماد على الحواجز المادية، حيث يُنشئ نهج المراقبة متعدد الطبقات صورة شاملة للمشهد الأمني، من خلال التحكم رقميا في أي منطقة. كما يسمح بالمراقبة المستمرة والاستجابة السريعة للتهديدات الأمنية المحتملة، مما يجعله حلاً فعالًا لتأمين الحدود المفتوحة.

ختاماً.. تظل مسألة حماية الحدود عملية معقدة وليست مرتبطة فقط بالإرادة المنفردة للدول، خاصة تلك التي تعيش أوضاعا أمنية مضطربة أو تعيش مراحل انتقالية للحكم أو دول منقوصة السيادة غير قادرة على فرض سلطتها على إقليمها.

ومجمل الخلافات الحدودية، وخاصة المرتبطة بالصراعات الأهلية الإثنية  والدينية أو ما شابه، تنهار فيها مقومات الأمن والسلامة والاستقرار على مستوى الحدود وتتحول هذه الحدود إلى مناطق عبور للنازحين والمهاجرين إلى بلدان ومناطق آمنة، كما يصعب مراقبة الحدود في العديد من المناطق و قد تتحول بعض المناطق الى حواضن أمنة للعديد من الجماعات المسلحة المتطرفة والجماعات الإجرامية، في غياب سلطة سياسية قادرة على كبح جماح هذه الجماعات ومنع تسللها عبر الحدود.

ومهما تطورت تقنيات الرصد والمراقبة للحدود كما رأينا سابقا خاصة المفتوحة منها، فإن مجمل الحدود في دوائر الصراع تحتاج إلى آليات سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية لحلها وضمان الاستقرار لها تحت الشرعية القانونية الداخلية و الدولية، كما يظل التنسيق بين الدول أمراً ضروريا لضمان أمن الحدود وحمايتها من المخاطر غير التقليدية.


اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2025-08-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-11-02
2014-03-16
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره