الأخبار

الكاتب : محمد الحمـادي

2013-05-01

الإمارات ومصر.. عمق العلاقة وقوة التاريخ

ما بني على أساس سليم وقوي لا يمكن أن ينهار بسهولة أو بسرعة..وما يربط الإمارات العربية بجمهورية مصر العربية علاقة بنيت على أسس قوية ومتينة وصادقة، وما تمر به العلاقات خلال الأشهر الماضية لا تعد أن تكون أكثر من سحابة صيف ستنقشع بفضل وجود العقلاء والمخلصين في كلا البلدين.

في الإمارات لا ننظر إلى مصر كما ننظر إلى أية دولة عربية أخرى، فإيماننا بأن مصر هي قلب العروبة وهي الشقيقة الكبرى لا جدال فيه ولا مزايدة عليه، فمصر على مدى عقود تقوم بدورها العربي بكل مسؤولية، والإمارات قدرت هذا الدور منذ البداية واعتبرته دوراً يجب أن تقف معها فيه، لذا لم يتردد الشيخ زايد "رحمه الله" عندما وجد أن مصر تستحق كل الدعم أن يتخذ موقفه التاريخي في حرب 1973 ويقول عبارته الخالدة (البترول العربي ليس أغلى من الدم العربي).

نحن لا ننسى أن الذين علمونا عندما كنا صغاراً كان المعلمون المصريون، ولا ننسى أن أول الأطباء العرب كانوا من المصريين، ولم يسبقهم إلى المنطقة سوى بعض الأطباء الهنود، لذا فإن تقديرنا لمصر هو تقدير الأوفياء لأصحاب الفضل، فلم يكونوا مجرد رجال ونساء جاءوا ليقدموا خدماتهم مقابل أجر مادي فقط، بل جاءوا كأصحاب رسالة إلى أرض كانت قد بدأت في بناء نفسها والوقوف على قدميها.

تمر مصر اليوم بظرف سياسي غير طبيعي، وتعاني من بعض التحديات الداخلية، ولأن سياسة الإمارات الراسخة في علاقتها مع الدول الأخرى تقوم على احترام سيادة تلك الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية فإن الإمارات تقف إلى جانب الشعب المصري، وهي مستعدة لتقديم المساعدة التي تحتاجها مصر للحفاظ عليها وحمايتها من أي ضرر.

وهذا يؤكد أن ما تحاول أن توجهه بعض الجماعات في مصر من اتهامات للإمارات بتدخلها في شؤونها السياسية الداخلية لا أساس له من الصحة، وتؤكد الأيام أن كل ذلك لم يكن سوى دعاية سوداء وادعاءات لا تهدف إلا إلى الضغط السياسي بهدف تحقيق بعض المكاسب.

في وقت ما لاحظ الجميع أن هناك حالة قلق أصابت ليس الإمارات فقط، بل وكل دول الخليج العربي بسبب بعض الخطوات السياسية في مصر، وعلى رأسها التقارب المصري الإيراني والذي بلا شك أنه سيأتي على حساب العلاقات المصرية الخليجية، وكان من المهم أن يتم إعلان الموقف الرسمي بشكل واضح حتى ينقشع ذلك القلق المبرر، وقد تكون اليوم الأمور أكثر وضوحاً وتطميناً للجانب الخليجي.

في الإمارات كنا ومازلنا وسنبقى نراهن على وعي الشعب المصري، وعلى إدراك المثقفين المصريين، ونحن واثقون أن علاقة الإمارات بمصر لن تتأثر، لأننا ندرك أنها علاقة قائمة على الاحترام المتبادل بين البلدين، وعلى المصالح المشتركة، وليس على أي شيء آخر، وستبقى نقاط الاتفاق بين البلدين والشعبين أكبر وأكثر بكثير من نقاط الخلاف التي يحاول أن يضخمها البعض بين الحين والآخر.