مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2013-02-01

عدو النجاح... لوم الآخرين!

أسهل طريقة يمكن أن يمارسها من يقع في مشكلة، أن يلقي اللوم على الآخرين!
يبدو هذا الأسلوب المتبع لدى ملايين البشر، أسلوباً دارجاً، ودفاعاً لا شعورياً عن النفس.
المهم بالنسبة لمتبعي هذا الأسلوب، أن يكون هناك متهم بالمشكلة أو الخطأ خارج دائرتهم، سواء كان شخصاً أو جماداً، أو ظرفاً، أو حظاً، أو حتى طقساً!
بل وصل الأمر ببعض الفلاسفة كأبي العلاء المعري، لاتهام الوالد أو الأب في مشكلاته التي يواجهها، وصنوف المعاناة في الدنيا، فقال مقولته الشهيرة:
هذا ما جناه علي أبي وما جنيت على أحد
في إشارة إلى رفضه لابتعاده عن الزواج، وإنجاب الأولاد!
المهم أن يكون هناك مشجباً نعلق عليه المشكلة، على أن لا يصيبنا اللوم ولو قليلاً، ودون أن نعاتب أنفسنا، أو نوجه إليها أصابع اللوم.
الناجحون الحقيقيون، أول ما يبدأون باللوم، هي أنفسهم.
وأذكر أن سائقاً أوروبياً كرم في بلده بعد أن بلغ من الكبر عتياً، ولم يحصل على مخالفة مرورية واحدة، ولا تعرض لحادث اصطدام واحد، فلما سُئل عن السر وراء هذا التميز، قال: كنت اعتبر أني مسؤول عن تصرفاتي وافترض أن الطرف الآخر من السائقين قد يرتكب خطأ، وأن علي أن أحذر وأجنب نفسي هذا الخطأ.
لم يبادر هذا السائق لعملية إلقاء اللوم على الآخرين، وتبرير المشكلة بأن الخطأ نشأ من طرف آخر، لذا نجا من الحوادث والمخالفات.
كان الكيميائي الأمريكي جورج واشنطن كارفر، يقول: تسعة وتسعون بالمائة من مجموع الإخفاقات تأتي من أناس لديهم عادة تقديم الأعذار والمبررات.
ثمة بعض الناس يبرمجون أنفسهم للبحث عن أعذار، يبررون بها تقصيرهم، بل حتى كسلهم، وهؤلاء هم الذين يعتادون على الإخفاق، فيبررون إخفاقهم بأنه بسبب رئيس العمل تارة، والحكومة تارة، والزوج أو الزوجة، أحياناً، والنظام التعليمي، أو الركود الاقتصادي، أو غياب الحظ أو نقص المادة، أو ضيق ذات اليد، أو التضاريس، أو درجات الحرارة.
وثمة فريق آخر، هو فريق الناجحين، يبحث عن حلول، يبدأ بنفسه، فيتهمها، ويعترف بالتقصير، ويسعى إلى نفض غبار الكسل، ويحاول جاهداً أن يغير السلبي من عاداته، لينتقل من دركات الفشل، صاعداً في درجات النجاح، محققاً كل يوم مكسباً جديداً، بتعلم جديد، والتخلص من عادة سيئة، والنظر إلى الأشياء بمنظار بعيد عن التشاؤم.
يقول بريان تريسي، الخبير الأمريكي في تنمية القدرات البشرية: "أنت كالمغناطيس، فما تجذبه في حياتك، ينسجم مع نمط تفكيرك السائد".
وهل الإنسان إلا مجموعة من الأفكار التي آمن بها، واقتنع بها، فأصبحت تشكل له طريقه الذي يسير فيه، ورؤاه التي يرى نفسه والناس والأشياء من حوله بها؟!.
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-05-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره