درع الوطن :: مجلة عسكرية واستراتيجية :: إرادة أعظـــم مــــن الأقـــدام !

إرادة أعظـــم مــــن الأقـــدام !

الصورة تحمل معنىً، وتحفز على التحليل، ويصعب أن نجد قراءتين لصورةٍ واحدة وقد تطابقت، التطابق في قراءة الصورة ممتنع لأنها تشبه الشعر، هذه الصورة التي أعرضها عليكم تنبئ عن معنىً وجودي عميق، إنها تعني "نعم أستطيع"، الإرادة التي تحدث عنها الفلاسفة وآخرهم نيتشه، والتي تعني أن أكافح لأصل إلى ما أريد متجاوزاً الصعاب والمتاعب، هي التي تبثه الصورة في مضمونها الكبير.

كان نيتشه يقول:"لكي تجني من الوجود أجمل ما فيه عش في خطر"، هذه اللعبة التي يقوم بها الطفل تجمع بين القوة والمخاطرة، وبين هذين المجالين الكثير من الالتصاق والتداخل، الإنسان هو القوة، أو الوجود قوة أيضاً ولا يحتمله الضعفاء.

كثيرون ينكسرون في هذه الحياة ثم تتجه بهم الحالات إلى الانتحار، بينما فلسفة الإرادة تقول يجب أن نستمتع بالوجود رغم كل العثرات، نيتشه أيضاً وأستشهد به مجدداً يسخر من المنتحرين والضعفاء الذين ينهارون أمام أي حدث، بل رأى أننا يجب أن نعيش الحياة ولو عدنا لها مراراً وتكراراً وأن نكون أقوياء في كل مرة، وفي كل لحظة، وفي كل حين.

هذا الطفل الذي يركض في سباقٍ مع أترابه من ذوي الاحتياجات الخاصة مستمتع وابتسامته واضح منها الصدق والانغماس في الحياة، ليس شراً أن نكون سعداء، الشر أن نكون في حال كآبة وسوداوية بسبب أي عرض طارئ.

هذه الصورة هي رسالة قوية وكبرى لتعلم الناس أن السعادة مسألة داخلية وليست خارجية، فلنكن سعداء بهذه الحياة ونستمتع بها مهما كانت الصعوبات.

ارشيف الكاتب