مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2013-12-01

الاتحاد .. تلك اللحظة الحاسمة

صباح الوعد أيها الوطن.. في عيدك أهدي لعينيك حلماً، ولأفراحك فرحاً، ولرجالك العظام ولاء، ولشعبك تحية.
 
تقول المعلومات المسطرة في الكتب والمعاجم السياسية وفي كتب التاريخ والتربية الوطنية التي يدرسها أبناؤنا في المدارس، إنه في يوم الثاني من ديسمبر لعام ١٩٧١، وقفت مجموعة من الرجال الرائعين، كانوا سبعة تحلقوا حول سارية علم ورفعوه عالياً وابتهجوا وصفق الجميع وانتشر الخبر في كل الدنيا. يومها وُلدت دولة صغيرة على خريطة الوطن العربي اسمها دولة الإمارات العربية المتحدة، دولة ورثت تركة كبيرة من التحديات وستواجه تركة أكبر من الإشكاليات، تحديات الإمكانيات والبناء والتنمية والتعليم واستغلال عاملي الثروة والإنسان لبناء حضارة مختلفة خلال زمن قياسي، وقد كان.
 
الرجال رفعوا العلم على حمولة من الأحلام الصادقة والنوايا المخلصة، كان زايد رأس الحلم ومهندسه وبانيه، وكان راشد اليد والقوة والسند، وكان الباقون خير معين لهما. وأبحرت السفينة من ذاك المكان، وانطلقت برغبة جماعية خلاصتها أن هذا الحلم يجب أن يسير إلى منتهاه، وعلينا أن نقفز أحياناً لنسابق الزمن. 
 
الذين تفاءلوا بالمشروع الوحدوي الجديد كانوا على حق، والذين لم يتفاءلوا ولم يفرحوا كانوا يقيسون اتحاد الإمارات بقياسات الاتحادات العربية التي سبقت وتأسست وفشلت ثم سقطت، لكن القياس لم يكن دقيقاً ولا عادلاً ولا منطقياً؛ فالصحراء تعِد بالمفاجآت دوماً، وأهل الصحراء أولو عزيمة وبأس شديد، وقد ساروا بحلمهم بعزيمة وبأس حقيقيين.
 
بعد سنوات طويلة كشفت الأيام حجم الصدق وحجم الإخلاص، وأن أولئك الآباء المؤسسين لدولة الاتحاد لم يكونوا مغامرين ولا أصحاب مشروع خاسر لا محل له من الإعراب في جملة الأوطان، وأثبتت الأيام أن أولئك الآباء كانوا كباراً على الدوام في نفوسهم، وحلمهم، وعملهم ونواياهم وعلاقاتهم مع بعضهم ومع شعبهم، و"إن الله لا يضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى". وها هو الحلم اليوم صار حقيقة تتطلع إليها الأبصار وترنو بأمل الحصول على فرصة زيارة أو إقامة أو حياة أو عمل، صار الحلم حقيقة أجمل من الحقيقة نفسها.
 
اليوم، وقد رحل الآباء الكبار المؤسسون لاتحادنا، ندعو لهم بالرحمة والمغفرة، ونتذكر صنيعهم ونمتن لله ثم لهم، فليس من السهل أن يهديك أحد هدية تلازمك العمر، فكيف بمن يصنع لك حلما ووطناً؟ اليوم دولة الاتحاد كيان متكامل، نضج واكتمل بمؤسساته وأبنائه ومنجزاته وعلاقاته الطيبة بفضل عمل دؤوب لم يتوقف آناء الليل وأطراف النهار، على رأسه قيادة حكيمة واعية، تستلهم النهج من جيل المؤسسين، وتواجه التحديات بروح العصر ومنطق المصلحة، مصلحة الاتحاد وشعبه ومنجزه الكبير، اليوم الإماراتيون أكثر تلاحماً، وأعمق تجذراً في قلب الاتحاد وأكثر تعليماً وتنمية وسعادة وحباً لقيادتنا وتاريخنا واتحادنا، اليوم تعود بنا الذكرى لتلك اللحظة التاريخية الحاسمة والفاصلة التي رُفع فيها علم دولة الاتحاد بسواعد أولئك العظام في الثاني من ديسمبر منذ اثنين وأربعين عاماً لتجعلنا أكثر إيماناً وإصراراً على التمسك والحفاظ على الوطن كله ليرتفع عالياً في كل لحظة.
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-09-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره