مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2014-01-01

قلب الإمارات مع أهلنا في الشام

هذه هي الإمارات كعادتها دائماً، هذه هي سياستها الثابتة والراسخة لا تتبدل ولا تتغير مهما تبدلت الظروف وانقلبت الأحوال، وها هم الإماراتيون شريان حي نابض ودافق بالعطاء والحس الإنساني الساطع، عضو فاعل ومتفاعل وشديد الحساسية في نسيج الجسد العربي، هكذا هي الإمارات كانت وتكون وستبقى في الشدائد أخاً للجميع، وفي الفرح شريكاً للكل، وفي النعماء يداً ممدودة حتى آخر الأفق وحدود السماء. ليس هناك جديد في مواقفها الإنسانية ومبادراتها التضامنية، منذ جعل زايد العطاء عنواناً للإمارات وهذه الدولة لا تحيد عنه ولا تتراجع، وها هو خليفة بن زايد يزيد الخط وضوحاً، ويكرس النهج سياسة ومبدأ ومنهاجاً.
 
في الشام أهلنا وإخوتنا، يتعرضون للنكبات واحدة تلو الأخرى، وللابتلاءات بلاء إثر بلاء، فما أراده الله ماض، وما شاءه سيكون، وهم على ذلك صابرون، لكن عيونهم تستطلع الأفق كل لحظة تنتظر من الله المدد، ومن الأشقاء العون والمساندة، ذلك «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»، مصداقاً لحديث حبيبنا المصطفى عليه الصلاة والسلام، فيا أهلنا في الشام قلوبنا معكم، ومالنا سنتقاسمه معكم حتى تعبروا هذا المحنة بإذن الله.
 
إن العاصفة الثلجية، وقسوة شتاء منطقة البحر المتوسط، وجحيم المعارك هناك، والتشرد والغربة والفقر والتقتيل و.... كوارث تتوالى عليهم، وليس لهم أفق يفرون إليه، إنهم كالمستجير من الرمضاء بالنار، فإذا هربوا من جحيم براميل الموت المشتعلة تلقفتهم الثلوج، والشتاء الذي يحفر الأجساد المرتعشة موتاً، وكأنهم أمام عدوين وقطرين لا منقذ فيهما ولا مخرج، كأولئك الذين كان البحر من ورائهم والعدو من أمامهم، وليس لهم سوى اختيار طريقة فضلى للموت، إن أهلنا في الشام لا يملكون حتى هذا الخيار الذي يلد في مثل حالتهم ترفاً بكل المقاييس!
 
لا أحد يختار موته، ولا ساعة أجله، لكنه يعلم يقيناً أنه سيجد عزاء لائقاً يليق بحرمة الموت، وقبراً في وطنه سيزوره أبناؤه وأحفاده ذات يوم، وستبكي عليه أمه وزوجته وأخواته وحتى جاراته وأصدقاؤه، تلك موجبات الموت وحقوقه المهيبة على الأقل، لذا يدعو الإنسان «رب لا تذرني فرداً» من ذا الذي يريد أن يموت في برية الصقيع، وأن يحفر قبره في ثلوج العواصف التي بلا نهاية لبياضها القاتل وبردها المخيف، أهلنا في الشام يواجهون حياة كارثية وموتاً أشد بؤساً من الموت نفسه، ولذا علينا أن نرفع صوتنا كي يسمعوه بوضوح: يا أهلنا في الشام قلوبنا معكم.
 
الحملة المتعاطفة مع أهل الشام في محنتهم توجه وعمل إنساني وجه بها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ويشرف عليها وينفذها الهلال الأحمر، عبر قنوات الإعلام المرئي في كل الإمارات، هذه الحملة ستنجح بكم جميعاً، وستصيب فرحاً في قلوب أولئك المنتظرين عبر مسارات الصقيع في صحارى برد الشام، فلنتضافر لتصل الرسالة بكل دفقها ودفئها: أهلنا في الشام قلوبنا معكم .
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-05-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره