مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2014-04-01

حكايات تحدث دائماً

هم أربعة أصدقاء رجال، لكل واحد منهم حكاية وتحديداً مع المرأة، الأول طبيب أسنان كانت أحلامه بسيطة وإنسانية جداً، لم يكن يحب حياة وضجيج المدينة الكبيرة، بينما نقطة ضعف زوجته تكمن في حياة ورفاهية المدينة وفي السهرات وجلسات النميمة، مع أنه أقنعها مراراً أن النميمة متوفرة في أي مكان تجتمع فيه ثلاثة نساء أو رجلين على الأقل، إلا أنها ظلت توبخه على أحلامه المتواضعة، وتنغص عليه وقته لأنه لم يفتتح عيادة محترمة في حي محترم في الوسط التجاري للمدينة، حتى أصبحت الحياة بينهما لا تطاق، وصار يحلم بأنها تخنقه وهو نائم !! فكان لا بد من الهروب منها فهرب إلى أحد أصدقائه !!
 
في بيت الصديق فوجئ بوجود صديق مشترك للاثنين منذ أيام الدراسة، كان هو الآخر هارباً من بيت الزوجية لكن ليس لأن زوجته تنغص عليه حياته بل لأنه هو الذي كان يزرع قلبها بالأسى في كل ليلة يعود فيها متأخراً إلى المنزل ورائحة الخمر وعطور النساء تفوح من مسامات جسده، كان يخونها كل ليلة وببساطة كمن يشرب كأس ماء بارد دون أي إحساس بالإثم لأنه اعتاد الخيانة أولاً، ولأن زوجته ظلت تعرف بخياناته لكنها لم تصارحه بالأمر أملاً في أنه سوف يندم ذات يوم حين يلمح الشقاء في عينيها، ويحس بمقدار الفجوة التي صارت تتسع بينهما، لكن حبيب الأمس وزوج اليوم لم يشعر إلا بعد أن انفجرت في وجهه وطلبت أن لا تراه أبداً !!
 
في بيت الصديق قال لأصحابه بأن زوجته متعبة وفي شهور حملها الأخيرة وأنها فضلت البقاء فترة من الزمن في بيت أمها تحسباً لأي طارئ، ولهذا فهو الآن بينهم، كان يكذب بينما صورة زوجته وهي تبوح له بعذاباتها تطرق مخيلته بمطارق من حسرة وندم جاءا بعد فوات الأوان.
 
صاحب المنزل كان على علاقة حميمة بامرأة مطلقة، يحبها لكنه لا يريدها زوجة له خوفاً من شخصيتها خاصة وأنها ناجحة في عملها ومتميزة في علاقاتها، وحيثما وجدا سوياً فإنها تظل العلامة الفارقة في المكان بينما لا يلتفت إليه أحد، لقد كان معذباً بشعوره بالتضاؤل حيالها، لذلك لم يتزوج رغم تقدمه في العمر،  ليتضح فيما بعد أنه يخاف من فقدانه لحريته كرجل أعزب اعتاد منذ زمن طويل على الحياة وحيداً متخففاً من المسؤولية .!!
 
الصديق الرابع انضم إلى المجموعة متأخراً حينما قرر في لحظة حاسمة أن يتقدم باستقالته من شركة والد زوجته، وأن ينسحب من حياتها لأنها ووالدتها ووشقيقها لم يتخلوا يوماً عن تذكيره بأنه تزوج ابنتهم طمعاً فيها، وبأنه يعيش حياة مرفهة لم يكن يحلم بها بسبب هذا الزواج وأنه لولاهم ما كان يعيش في هذا النعيم، بينما الحقيقة أنه شاب يتمتع بنشاط وعبقرية لكنه كان مستلباً إزاء حبه لزوجته،  لكنه حين تمرد على ذلك استعاد نفسه وزوجته أخيراً.
 
الحياة مليئة  بنماذج من البشر والإشكالات الإنسانية التي لا حصر لها، وغالباً ما يعود الشقاء في الحياة الزوجية لخيارات خاطئة وحسابات غير دقيقة، تدفع الأسرة والأبناء والحب ثمنها الباهظ .. ثلاثة من الرجال الأربعة  انفصلوا عن زوجاتهم ووحده الرجل الذي قرر أن يكون رجلاً تبعته زوجته رغم اعتراض عائلتها لأنها تحبه بالفعل ! .
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-05-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره