مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2013-11-01

الثقة في القارئ

باولو كويللو كاتب برازيلي معروف لدى القراء العرب، اشتهر بروايته الأولى "الخيميائي" التي صار يعرف بها على الدوام، مع أنه كتب بعدها الكثير من الروايات الجميلة وذات العمق الإنساني العالمي، مؤخراً قرأت له على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك مقالة  حول قواعد الكتابة لديه يقول أن مدوناً فلبينياً قد جمعها بشكل جدي ومتسلسل من خلال متابعته لملاحظات كويللو حول الكتابة، وهي ثمانية  قواعد في غاية الأهمية، يحتاج إلى معرفتها كل كاتب مهتم بعلاقته بكتابته وقرائه حيث تتوزع على كل ما له علاقة بالكتابة.
 
واحدة من هذه القواعد تتعلق بالثقة، الثقة بالقراء، ولقد وجدتها قاعدة جديرة بالانتباه والمناقشة، فلماذا على الكاتب أن يعتقد بأنه الأكثر فهماً وذكاء من القارئ، وأن عليه أن يستفيض ويشرح ويلف ويدور حول موضوعه أو القضية التي يطرحها، القارئ ذكي بما فيه الكفاية، وهو لا يأتي إلى ما نكتبه خالياً من المعرفة أو صفراً من التجارب والقناعات والأفكار، بل العكس تماماً، تقول قاعدة كويللو في الثقة "ثق بقرائك، لا تحاول أن تشرح لهم الأفكار وكأنك تُدرس أطفالاً في فصل دراسي، أعطهم مجرد إشارات أو إضاءات محددة وسيقومون هم بدورهم بملء تلك الفراغات التي عليك أن تتركها بين السطور، دع مخيلتهم تعمل وقناعاتهم وأفكارهم تثري النص أو الفكرة التي تعرضها وتناقشها معهم!.
 
ولأن معظمنا ككتاب يعتقد بأنه معلم أو واعظ  مطلوب منه إسداء النصح والتوجيهات فإن الشرح والإطالة تملؤ كتاباتنا، وهنا يصح السؤال هل الكتابة عملية تفاعلية بين طرفين أم تلقينية تقع مهمتها على طرف واحد وعلى المتلقين أن ينصتوا ويوافقوا فقط؟ إن الكتابة للناس ليست أمراً سهلاً، وقد زادت صعوبته مع تنامي توجهات ثورة التقنية ووسائط الإعلام الجديد أو إعلام المواطن كما يسمى، هذا الإعلام الذي جعل من كل شخص يمتلك جهاز حاسوب أو نوعاً من الهواتف الذكية صحفياً يصور الحدث ويكتبه ويحرره ومن ثم يضعه بين يدي ملايين الناس في ثوان معدودة مستبقاً قدرة وسائل الإعلام التقليدية كالصحف والقنوات الفضائية أحياناً!.
 
إن الثقة في قدرة القارئ على القراءة الصحيحة أو القراءة الخاصة به انطلاقاً من أفكاره وقناعاته وتوجهاته هي إضافة إلى أنها تعبر عن احترام وثقة الكاتب في قرائه وتقديره لحرية قرارهم وأحكامهم فإنها أيضاً تجعل الكاتب يعتني بنصه أكثر من تضييع الوقت في حشوه بتفاصيل وإطالات لا ضرورة لها ولا تتناسب مع عقلية قارئ اليوم الذي أصبح أكثر ميلاً للقراءة السريعة والموجزة والمعتمدة على الجمل المكثفة ذات المعنى غير المباشر الذي يعطيه مساحة من التفكير والحرية للإضافة والقبول أو الرفض وملء الفراغات التي تركها الكاتب!.
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-05-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره