مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2013-08-01

مجالس الوعي الرمضانية

طوال تاريخه القديم والحديث، منذ أيام البساطة واقتصاد الكفاف، وصولاً إلى حياة اليسر والتطور ومجتمع الحداثة واقتصاد النفط والعولمة، فإن مجتمع الإمارات ظل محافظاً على الكثير من ملامحه وسماته الاجتماعية وتحديداً ما يخص الممارسات والطقوس الاجتماعية ذات الخصوصية وما يتعلق بممارسات العبادة وما يرتبط بها، ولا شك أن شهر رمضان طقس اجتماعي بامتياز وشهر عبادة له قدسيته في قلوبنا جميعاً ولقد ارتبط عندنا في الإمارات بما يعرف بالمجالس الرمضانية، التي وأن حاول البعض استبدالها بما يسمى بالخيام الرمضانية إلا أن هذه المجالس لا تزال تحتفظ بألقها وحيويتها عبر ما يدور فيها من نقاشات وسجالات مهمة جداً.
 
 
ونظراً لأهميتها والدور الذي يمكن أن تلعبه في جمع الناس وطرح القضايا ومناقشتها بوعي ومسؤولية وبالتالي نقل ثقافات ومبادئ مختلفة من خلال تلك النقاشات للحاضرين ولبقية أفراد المجتمع، فإن مكتب ثقافة القانون التابع مباشرة لمكتب سمو وزير الداخلية الشيخ سيف بن زايد آل نهيان قد تبنت فكرة المجالس الرمضانية هذا العام والعام الماضي لتنشر من خلالها ثقافة يحتاجها كل فرد في المجتمع اليوم، إنها ثقافة الحقوق والواجبات، ثقافة الالتزامات والمسؤوليات، ثقافة الحرية المنضبطة بضوابط القانون وحقوق الآخرين، فلا حرية مطلقة في أي مكان، ولا يوجد فرد أو جهة تتشارك في الامتيازات والتسهيلات والخدمات والأمان والرفاهية في هذا المجتمع النبيل دون أن يترتب على ذلك التزامها بمسؤوليات عليها أن تؤديها لتكتمل المعادلة ويستقيم البناء، من هذا المنطلق يدعم سمو وزير الداخلية هذا المشروع ويقف خلفه بقوة ويختار الإعلاميين ليكونوا الرافعة الحقيقية والشركاء الأوائل في إنجاح هذه المجالس.
 
 
أن هذه المجالس الرمضانية التي يرعاها مكتب ثقافة القانون تعمل في جوهرها على تخصيص موضوعات قانونية تدور حولها نقاشات هذه المجالس، هذا التحديد أو التخصيص يبدو مفهوماً وضرورياً لأن الفكرة تأتي بإشراف مكتب ثقافة القانون التابع لسمو وزير الداخلية أولاً، وأما ثانياً فلأننا نعبر مرحلة مفصلية على مستوى العالم والإقليم من حيث انفجار ثورة المعلومات والاتصالات واختلاط الخاص بالعام وضبابية القوانين لدى البعض، وهذا كله يستدعي عملاً وطنياً جاداً لشرح هذه القوانين والتوعية بها عن طريق الإعلام والإعلاميين وعلى رافعة اجتماعية في مجالس المواطنين الذين تدور هذه النقاشات لديهم، ومن ثم تنقل إلى جميع البيوت عبر وسائل الإعلام المختلفة. 
 
 
إن غرس ونشر ثقافة القانون واحدة من أبرز اهتمامات وزير الداخلية سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، بدا لنا ذلك الحرص جلياً في الجلسة التي جمعتنا بسموه لمناقشة فكرة هذه المجالس، لقد كان حريصاً جداً على إنجاح هذا المشروع رغبة منه في أن يمتلك كل مواطن ومقيم هذه الثقافة التي حمّل سموه الإعلام مسؤوليتها المباشرة، ما يجعل من الإعلام شريكا رئيساً وحقيقياً تجاه المجتمع ليس بصفته جهة ترفيه وإخبار ومعلومات فقط، ولكن من حيث دوره في نشر منظومة القيم القانونية والأخلاقية، الأمر الذي يعيد للإعلام دوراً كان على وشك أن يفقده وسط تنامي خط الحرية والفردية المطلقة في الإعلام الجديد ومواقع التواصل الاجتماعي.
 
 
إن نجاح هذه المجالس والمشاركة في نقاشاتها، والتفاعل معها، يعتبر نجاحاً حقيقياً لهدف اجتماعي في  النهاية، هدف يعنينا جميعاً كباراً وصغاراً، إعلاميين وأفراداً عاديين، حيث أننا كمجتمع منفتح على جميع الثقافات والجنسيات وكذلك على آخر التطورات والاختراعات في عالم الأفكار والتواصل والمواصلات يجعلنا عرضة للعديد من التجاوزات والالتباسات والمخاطر، ونحن هنا نسعى بل طاقاتنا للحفاظ على التوحد  والتلاحم الوطني والأمان والاستقرار الاجتماعي وهي الأفكار  التي تمثل العمود الفقري لدولة الإمارات وفكرة اتحادها الذي قامت عليه منذ أكثر من أربعين عاماً، أنها الفكرة التي تستحق منا جميعا العمل على تكريسها بالقانون والثقافة والوعي وصولاً لتحقيق أكبر قدر من  التماسك للحفاظ على كل هذه المنجزات التي حققناها.
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-05-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره