مجلة عسكرية و استراتيجية
تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي في القيادة العامة للقوات المسلحة
الإمارات العربية المتحدة
تأسست في اغسطس 1971

2012-04-01

الساعات الأخيرة من حياة الطغاة

في الوقت الذي أخذت وكالات حقوق الإنسان تبحث في الكيفية التي انتهت إليها حياة "معمر القذافي" وسوء المعاملة التي انتهت بمصرعه من قبل خصومه الذين أحاطوا به لما فوجئوا به يجر أقدامه جراً على مقربة من مجرى مياه أوساخ كان مختبئاً داخله، والمشهد الملحمي الذي لم يستمر طويلاً حسم بإطلاق النار عليه، ثم ثار جدل حول ظاهرة الصراع مع الزمن. عندما يمسك التاريخ برقاب العابثين بمصائر الناس لما تدق أجراس ساعاتهم الأخيرة، ومع الفارق في الزمان والمكان، تناقلت وكالات الأنباء تسريبات لوثيقة تاريخية عثر عليها مؤخراً، بها إفادات كشفت سر اللحظات الأخيرة في حياة زعيم النازية القائد الألماني "أدولف هتلر".
 
وعلى نحو ما كان يظن "القذافي" أنه باق في السلطة إلى ما لا نهاية، لم يدر أيضاً بخاطر "هتلر" أن القوات الروسية دخلت برلين فجر 30 أبريل عام 1945، وأن بقائه في مخبأه تحت الأرض سيكون ملاذه الأخير، كان ماثلاً أمام بعض المراسلين العسكريين أن كل الدلائل تشير أن برلين على وشك السقوط، في ذلك الصباح الباكر كان "هتلر" محاطاً بكبار معاونيه والشقراء "ايفا براون" رفيقة دربه تجلس بجواره في جو مشبع بالقلق ومخاوف الشعور بالمصير المجهول، عندها نصحه وزير داخليته "جوبلز" أن يسارع للهروب في مخبأ آخر أعده هو لقائده، إلا أن "هتلر" رفض مفضلاً أن ينهى حياته بطريقته الخاصة، وأشارت الوثائق الروسية التي تم التعتيم عليها طوال سنوات الحرب الباردة أن "هتلر" قرر أن ينتحر هو وزوجته وكلبه حتى لا يقع أسيراً في أيدي الروس مستخدماً مسدسه، بينما تناولت "ايفا براون" كمية مقدرة من عقار السيانيد كان معداً لها من قبل، وتبين أن الجنرال "جوبلز" وزوجته "ماجدة" وأطفالهم الست أخذوا جرعات من ذات العقار إذ وجدت جثامينهم في غرفة مجاورة، ويشاع أن "مارتن بورمان" السكرتير الخاص للزعيم النازي تولى جمع وحفظ الجثث في قاع القبو، ولما بدأت في التعفن صب عليها الغاز وأحرقها، إلا أن الروس في وقت لاحق قاموا بحصرها والتعرف على أصحابها بناء على تعليمات "ستالين".
 
وما نشر من تسريبات أفاد أن جثة "هتلر" تم التعتيم عليها، وأشيع أنها نقلت تحت حراسة مشددة ودفنت في حقل زراعي لا يبعد كثيراً عن مدينة "راثيناو"، وتم على عجل زراعة بعض أشجار السرو للتضليل والتمويه حتى لا يستدل أحد على المكان، وبعد سنوات لاحقة تم نبش المقبرة وحرق ما تبقى من الجثة وألقى برمادها في قاع النهر، حدث ذلك في 13 يناير1946، والثابت أن شعبة مكافحة الجاسوسية الروسية تولت إرسال جمجمة "هتلر" إلى موسكو تنفيذاً للتعليمات الصادرة من "الكرملين"، ولتأكيد أن العملية تمت بناء على التعليمات حتى يسدل الستار على شخصية "هتلر" التي أزعجت البشرية طوال سنوات حياته، ومازالت في مخيلة الكثير من الرؤى والأحاديث والأقاويل التي تتناول الأسرار الغامضة في حياة أكثر الزعماء المعاصرين في العالم إثارة للجدل.  
 
واللافت للأنظار أن كل الزعماء الذين قرأوا مذكرات "هتلر" (كفاحي)، وانبهروا بشخصيته المركبة والمتناقضة راعتهم النهاية المأساوية التي انتهى إليها "الفهرر" ذو الشخصية السيكوباتية، لكن أي منهم لم يضع في حسبانه أنه سينال نفس المصير، وبسبب الغفلة ينسى معظم الزعماء آلة الزمن والقدرة على حساب إيقاع اللحظات الأخيرة، ناسين أو متناسين أن النهايات المأساوية تأتي فجأة، وغالباً دون سابق إنذار، وعلى مدى التاريخ تبقى هي درس الجزاء العادل والأخير الذي تخبئه الأقدار لمستحقيه قبل أن ينتهي بهم المصير في مزبلة التاريخ .
 


ارشيف الكاتب

اضف تعليق

Your comment was successfully added!

تعليقات الزوار

لا يوجد تعليقات

اغلاق

تصفح مجلة درع الوطن

2024-05-01 العدد الحالي
الأعداد السابقة
2016-12-04
2014-06-01
2016-12-04
2017-06-12
2014-06-09
2014-03-16
2014-11-02
2016-07-13
.

استطلاع الرأى

مارأيك في تصميم موقع درع الوطن الجديد ؟

  • ممتاز
  • جيد جداً
  • جيد
عدد التصويت 1647

مواقيت الصلاه

  • ابو ظبي
  • دبي
  • الشارقه
  • عجمان
  • ام القيوين
  • راس الخيمة
  • الفجيره